انخفاض ضغط الدم: كيف تستعيد مستوياته طبيعيًا؟
يُعاني الكثيرون من مشكلة انخفاض ضغط الدم، خاصةً خلال فصل الصيف؛ مما قد يؤثر على نشاطهم اليومي وجودة حياتهم، نظرًا لما ينتج عنه من أعراض مُزعجة، وعادةً ما تكون مُفاجئة، لذا حرصت مختبرات دلتا الطبية على أن يكون هذا المقال، دليلاً شاملاً لكل ما تحتاج أن تعرفه عن هبوط ضغط الدم، كما سوف توضح أهم الأطعمة والمشروبات التي تُساعدك على التحكم فيه.
ما هو انخفاض ضغط الدم؟
يُعرف ضغط الدم بأنه القوة الذي يمارسها الدم على جدران الشرايين أثناء تدفقه في الجسم، ومعنى انخفاض ضغط الدم، أي أن هذه القوة تكون أقل من المعدل الطبيعي؛ مما يعرقل عملية وصول الدم إلى كافة جسم الإنسان، وبالتالي يتسبب في الكثير من الأعراض المزعجة.
وعلى الرغم من أعراضه، إلا أنه لا يُمثل خطورة كبيرة مثل الضغط المرتفع، إلا في الحالات التي يكون فيها شديدًا أو يصاحبها مضاعفات صحية أخرى، وينقسم انخفاض الضغط إلى 4 أنواع وهما:
- انخفاض ضغط الدم الانتصابي: يحدث هذا النوع عند تغيير وضعية الجلوس فجأة، ويُعد هذا النوع شائعًا بين مختلف الأعمار.
- انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام: هو أحد أشكال النوع السابق، وغالبًا ما يحدث بعد الأكل، ويُعاني منه بشكل بنسبة كثيفة كبار السن.
- انخفاض ضغط الدم العصبي: يظهر هذا النوع بعد الوقوف لفترات طويلة، وهو أكثر شيوعًا بين الأطفال مقارنةً بالبالغين، وقد يرتبط هذا الانخفاض بمشكلات عاطفية، أو صدمات نفسية تؤثر على الجهاز العصبي.
- انخفاض ضغط الدم الشديد: عادةً ما يرتبط بالصدمة الحادة، التي تحدث عندما لا تحصل أعضاء الجسم، على كمية كافية من الدم والأكسجين الضروريين لوظيفتها السليمة، وهذا النوع يشكل خطرًا على الحياة ويتطلب علاجًا فوريًا.
ما هي علامات انخفاض ضغط الدم؟
عادة ما تبدأ أعراض انخفاض ضغط الدم بالظهور، عندما يصل معدل الضغط الانقباضي والأنبساطي إلى 90\ 60 ملم زئبق، وتختلف حدة الأعراض التالية من شخص إلى آخر، ومن أبرز علامات هبوط الضغط:
- الدوار والدوخة: غالبًا ما تظهر عند القيام بسرعة من وضعية الجلوس أو الاستلقاء؛ نتيجة عدم قدرة الجسم على تعديل ضغط الدم بسرعة.
- فقدان الوعي المؤقت (الإغماء): يحدث عندما لا يصل الدماغ إلى كميات كافية من الدم والأكسجين.
- الغثيان والقيء: نتيجة لتأثر الجهاز الهضمي بنقص التروية الدموية.
- رؤية غير واضحة أو مشوشة: ناتجة عن انخفاض تدفق الدم إلى العينين.
- تنفس سريع وسطحي: محاولة من الجسم لتعويض نقص الأكسجين في الدم.
- التعب والضعف العام: يعكس تأثير نقص ضغط الدم على قدرة الجسم على الأداء.
- الخمول وصعوبة التركيز: انخفاض ضغط الدم؛ يؤثر على الوظائف الذهنية والتركيز.
- تغيرات سلوكية: مثل: (الارتباك أو التهيج)، تظهر في الحالات المتقدمة نتيجة تأثر الجهاز العصبي.
وتنصح مختبرات دلتا الطبية، في حالة ملاحظة اي من الأعراض السابقة، ضرورة استشارة الطبيب المختص، للتعرف على أسباب حدوث ذلك والتعامل معها.
ما علاقة التغذية بانخفاض ضغط الدم؟
تلعب التغذية دورًا محوريًا هامًا بشأن مستويات ضغط الدم المنخفض، فيُمكن أن تتسبب العادات الغذائية الغير صحية في حدوث هبوط الضغط، بينما يُمكن أن يُساهم البعض الأخر في استعادة مستوياته الطبيعية، وفيما يلي سوف نتعرف بشكل تفصيلي عن تأثير التغذية في ضغط الدم:
- نقص التغذية: قلة الحصول على فيتامينات مهمة مثل: (فيتامين B12 وحمض الفوليك) قد تسبب فقر الدم، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.
- الجفاف: نقص السوائل في الجسم، قد يتسبب في انخفاض حجم الدم وضغطه؛ لذا يُنصح دائما بكثرة تناول السوائل.
- قلة تناول الملح: يُساعد على احتباس السوائل ورفع ضغط الدم، لذا قلة تناوله قد تؤدي لهبوطه.
- تخطي الوجبات: عدم تناول الطعام لفترات طويلة، يُقلل من مستوى الطاقة والسكر في الدم؛ مما قد يخفض الضغط.
ماذا نأكل عند انخفاض ضغط الدم؟
يُعد من أكثر الأسئلة الشائعة التي يبحث عنها مرضى انخفاض الضغط، حيث يُساهم اختيار الأطعمة المُناسبة في ضبط مستوياته وعودتها إلى المعدل الطبيعي، وفيما يلي سوف تعرض مختبرات دلتا الطبية أفضل أطعمة تُساعد على رفع الضغط:
- الأطعمة المالحة: المخللات، الزيتون، الشوربات المالحة، الجبن بأنواعه.
- الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم: الموز، البطاطس، البطاطا، العنب، المشمش، البامية، والطماطم).
- الخضروات الورقية: مثل: (السبانخ والجرجير).
- الأطعمة الغنية بالسكريات الطبيعية: (الزبيب، الفواكه المجففة).
- الأطعمة الغنية بالبروتين وفيتامين ب12: (اللحوم الحمراء، الدجاج، الأسماك، البيض).
- منتجات الألبان: الحليب، الزبادي، الأجبان.
- المكسرات: مثل: (اللوز، الجوز، الفول السوداني، الزبيب).
- الأطعمة الغنية بحمض الفوليك: مثل: (الفصولياء، البزلاء، العدس، الخضروات الورقية الداكنة).
هل الأكل يسبب انخفاض ضغط الدم؟
نعم؛ يُمكن أن يتسبب الطعام في حدوث ذلك، وتُعرف هذه الحالة باسم (هبوط الضغط ما بعد الأكل)، وتنتج بسببعدة عوامل تتمثل في:
- الإفراط في تناول الطعام: في هذه الحالة يحدث عبء وثقل على المعدة؛ مما ينتج عنه ضخ كمية كبيرة من الدم نحو الجهاز الهضمي، بدل من ضخه في جميع أنحاء الجسم، وذلك لمُساعدته على هضم الطعم؛ وبالتالي تقل كمية الدم المتوفرة.
- اضطرابات مستوى السكر في الدم: يُعد الإفراط في تناول السكريات من العوامل التي قد تسهم في انخفاض الضغط، إذ تؤدي الزيادة المفاجئة في مستوى السكر إلى إفراز الأنسولين بكميات كبيرة؛ مما قد يُسبب هبوطًا سريعًا في سكر الدم، وينعكس ذلك على استقرار ضغط الدم والشعور بالدوخة أو الضعف.
أفضل مشروبات ترفع الضغط المنخفض
لا تقل المشروبات أهمية عن الطعام، بل قد تكون أكثر فاعلية وسرعة في رفع ضغط الدم، خاصةً في الحالات التي تحتاج إلى تدخل سريع، فبعض المشروبات تساعد على تعويض السوائل المفقودة، وأخرى تُحفز الدورة الدموية أو ترفع معدل ضربات القلب؛ مما يُساهم في إعادة الضغط إلى مستواه الطبيعي، ومن أبرز هذه المشروبات:
- عصير الجزر: يحتوي على نسبة جيدة من البوتاسيوم والفيتامينات، التي تُساعد في تحسين الدورة الدموية، ودعم صحة القلب؛ مما ينعكس إيجابًا على ضغط الدم.
- عصير الليمون: غني بفيتامين C ومضادات الأكسدة، كما يُساعد على تنشيط الدورة الدموية وتعويض السوائل، خاصةً عند مزجه بالقليل من الملح.
- عصير عرق السوس: يُعد من أشهر المشروبات التي تساعد على رفع ضغط الدم بسرعة، حيث يعمل على تقليل تأثير هرمون الألدوستيرون المسؤول عن تنظيم الأملاح والسوائل.
- عصير البرتقال: مصدر ممتاز لفيتامين C والبوتاسيوم، ويُساهم في ترطيب الجسم، وتحفيز تدفق الدم.
- الكافيين (القهوة أو الشاي): يُحفز الجهاز العصبي، ويزيد من معدل ضربات القلب، وانقباض الأوعية الدموية؛ مما يُساعد على رفع ضغط الدم في وقت قصير.
كيف ترفع ضغط الدم بسرعة؟
إذا كان هبوط الضغط مشكلة مُتكررة، فلابد من استشارة الطبيب المختص لتوضيح سبب حدوث ذلك، ووضع خطة علاجية له، ولكن إذا كان الأمر مُفأجئ فيُمكن القيام بالخطوات التالية، التي قد تُساهم في رفع مستوياته سريعًا:
- تناول كوب ماء مذوب به ربع معلقة من الملح.
- أو تناول بضع حبات من الزيتون.
- ممارسة تقنيات التنفس بعمق.
- الاستلقاء مع رفع الساقين لأعلى بحيث تستند على الحائط.
نصائح فعالة للوقاية من انخفاض ضغط الدم
تُدرك مختبرات دلتا الطبية أن الوقاية خيرًا من العلاج، ومعرفتها يُعد خطوة أساسية للحفاظ على صحة القلب والدورة الدموية، لذا تقدم لمرضى انخفاض الضغط والمُعرضين للإصابة به، مجموعة من الإرشادات العملية التي تساعد على تجنب الهبوط المفاجئ، والحفاظ على مستويات الضغط ضمن المعدل الطبيعي، بما يضمن حياة أكثر نشاطًا واستقرارًا:
- الحفاظ على ترطيب الجسم: احرص على شرب كمية كافية من الماء والسوائل يوميًا؛ لتجنب الجفاف الذي قد يؤدي إلى هبوط الضغط.
- تناول وجبات صغيرة ومتعددة: تجنب الوجبات الكبيرة التي قد تسبب انخفاض الضغط بعد الأكل، ووزع طعامك على 4–5 وجبات صغيرة على مدار اليوم.
- زيادة تناول الأطعمة المالحة باعتدال: يمكن أن يساعد الملح في رفع ضغط الدم، لكن يجب استشارة الطبيب قبل زيادة الكمية لتجنب أي آثار سلبية.
- القيام من الجلوس أو الاستلقاء ببطء: لتفادي انخفاض الضغط الانتصابي، تحرك ببطء عند الانتقال من وضعية الجلوس أو الاستلقاء إلى الوقوف.
- ارتداء الجوارب الضاغطة: تساعد على تحسين تدفق الدم ومنع تجمعه في الساقين؛ مما يُقلل من احتمالية انخفاض الضغط.
- ممارسة نشاط بدني منتظم: مثل: (المشي أو السباحة)؛ تساهم في تحسين الدورة الدموية، وتنظيم ضغط الدم.
- تجنب الوقوف لفترات طويلة: خاصة في الأجواء الحارة، حيث قد يؤدي ذلك إلى انخفاض ضغط الدم.
- الاستلقاء ورفع الساقين: عند الشعور بأعراض انخفاض الضغط، استلقِ وارفع ساقيك لأعلى بحيث تكون فوق مستوى القلب، لتحسين تدفق الدم نحو الدماغ.
الأسئلة الشائعة عن الضغط المنخفض
يطرح الكثيرون مجموعة من الأسئلة بشأن انخفاض الضغط، نظرًا لانتشاره وتأثيره المباشر على الحياة اليومية، لذا حرصت على جمع أبرز هذه التساؤلات والإجابة عنها من قبل فريقنا الطبي:
ما هي اسباب هبوط الضغط؟
تلعب عدة أسباب دورًا في الإصابة بهبوط الضغط، حيث يحدث الانخفاض عندما تقل قوة دفع الدم داخل الشرايين عن المعدل الطبيعي، وهو ما قد ينتج عن مجموعة متنوعة من العوامل، تبدأ من عادات يومية بسيطة وصولًا إلى مشكلات صحية أكثر تعقيدًا، وفيما يلي نتعرف على هذه الاسباب:
- العامل الوراثي: تلعب الجينات دورًا مهمًا في تحديد طبيعة عمل الدورة الدموية، ومستوى ضغط الدم لدى الشخص، فإذا كان أحد الوالدين أو كلاهما، يُعاني من انخفاض ضغط الدم المزمن، تزداد احتمالية إصابة الأبناء بهذه المشكلة.
- انخفاض مستوى السكر في الدم: يؤثر نقص السكر مباشرة على كفاءة الدورة الدموية ووظائف القلب؛ مما قد يؤدي إلى هبوط ضغط الدم.
- أمراض القلب: أي خلل في وظيفة القلب؛ يؤثر على قدرته في ضخ الدم بشكل طبيعي داخل الشرايين، وهو ما قد يسبب انخفاض الضغط.
- الجفاف: فقدان الجسم للسوائل؛ يؤدي إلى انخفاض حجم الدم، وبالتالي انخفاض ضغطه.
- اضطرابات الغدة الدرقية: تتحكم الغدة الدرقية في العديد من وظائف الجسم، وأي خلل فيها قد يسبب مشاكل صحية متعددة، من بينها انخفاض ضغط الدم.
- فقر الدم: نقص كريات الدم الحمراء يقلل من قدرة الجسم على نقل الأكسجين إلى الأعضاء؛ مما يدفع القلب لبذل جهد أكبر؛ وقد يؤدي ذلك إلى توسع الأوعية الدموية وانخفاض الضغط.
- بعض الأدوية: مثل: (مضادات الاكتئاب، أو حاصرات بيتا)، يمكن أن تخفض ضغط الدم كأثر جانبي.
- قلة النوم: عدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة، قد يؤثر على توازن ضغط الدم.
- نقص الملح في الغذاء: الملح يساعد على احتباس السوائل والحفاظ على ضغط الدم، لذا فإن قلة تناوله قد تؤدي إلى انخفاضه.
- التعرض للشمس لفترات طويلة: قد يُسبب فقدان السوائل، وبالتالي هبوط الضغط.
- الحمل: تتغير الدورة الدموية أثناء الحمل؛ مما قد يؤدي إلى انخفاض الضغط لدى بعض النساء.
- الوقوف المفاجئ: تغيير وضعية الجسم بسرعة، مثل: (الوقوف بعد الجلوس أو الاستلقاء)، قد يُسبب انخفاضًا مؤقتًا في الضغط.
متى يجب زيارة الطبيب عند انخفاض الضغط؟
إذا تكرر حدوث الانخفاض في فترة متقاربة، وبلغ مستواه أقل من 90\ 60 ملم زئبق، فيجب استشارة الطبيب المختص بشكل عاجل، لمنع حدوث مُضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة.