تحاليل الجلطة القلبية: تعرف على أكثر من 7 فحوصات لا غنى عنها
تُعتبر الجلطات القلبية من أخطر الحالات الطبية التي تشكل تهديدًا للحياة، ويعتمد النجاح في الوقاية والعلاج على الكشف المبكر عنها، فهل فكرت يومًا في مدى أهمية تحاليل الجلطة القلبية؟ وكيف يمكن أن تسهم هذه الفحوصات في الحفاظ على صحة قلبك؟
في هذه المقالة، سنقدم لك كل ما تحتاج إلى معرفته حول هذه التحاليل، بدءًا من أهميتها في تقييم المخاطر وصولًا إلى أنواعها المتنوعة، وكيف يمكن أن تكون المفتاح لراحة بالك وحياة صحية.
ما هي الجلطة القلبية؟
النوبة القلبية أو الجلطة القلبية أو متلازمة الشريان التاجي الحادة، أو احتشاء عضلة القلب، تحدث عندما يتوقف تدفق الدم بشكل مفاجئ إلى جزء من القلب، وغالبًا ما يكون ذلك نتيجة لجلطة دموية، ويمكن للمرء أن يتعافى تمامًا بعد الإصابة بالنوبة القلبية، إلا أن ذلك يعتمد على مدى تأثير هذا الحدث على القلب.
ما هي تحاليل الجلطة القلبية؟
يعتبر التشخيص الدقيق والتدخل الفوري من العوامل الحاسمة التي تسهم في تحسين حال مرضى القلب، لذا فإن إجراء تحاليل الجلطة القلبية يعد أمرًا أساسيًا. إليكم قائمة شاملة بالفحوصات الدموية الشائعة، التي تهم مرضى القلب والجلطة القلبية:
-
تروبونين I وT
التروبونينات هي بروتينات توجد في خلايا عضلة القلب وتُفرز في الدم عند حدوث تلف في هذه العضلة، تُعتبر مستويات التروبونين المرتفعة المعيار الرئيسي لتشخيص احتشاء عضلة القلب (النوبة القلبية)، وتقييم مدى خطورة الإصابة.
يتضمن اختبار التروبونين I والتروبونين T قياس أنواع فرعية مختلفة من بروتين التروبونين، يُستخدم كلاهما للكشف عن إصابات القلب، حيث يُعتبر التروبونين I الأكثر شيوعًا في هذا السياق.
تشير المستويات المرتفعة من التروبونين إلى وجود إصابة في عضلة القلب، بالنسبة للمرضى الذين يعانون ألمًا في الصدر، أو يُحتمل أنهم مصابون بمتلازمة الشريان التاجي الحادة (ACS)، تؤكد هذه المستويات المرتفعة وجود تلف في العضلة القلبية.
-
كرياتين كيناز (MB (CK MB
يُعتبر إنزيم CK-MB أحد تحاليل الجلطة القلبية، إذ إنه بمثابة الحارس الأمين في خلايا عضلة القلب، وعندما تتعرض هذه الخلايا لضرر، يتم إطلاق CK-MB إلى مجرى الدم، مما يُعبر عن حدوث إصابة في القلب.
وعلى الرغم من أن مستوى CK-MB قد لا يكون بدقة التروبونين، حيث يمكن أن يرتفع نتيجة لتلف عضلات أخرى، وليس فقط عضلة القلب، إلا أنه كان ولا يزال أحد أبرز المؤشرات التاريخية لتشخيص النوبات القلبية، ويبقى له دور مهم في الكشف عن حدوث نوبات قلبية متكررة، أو تجديد احتشاء عضلة القلب بعد تعرضها للإصابة.
كما أن ارتفاع مستويات CK-MB يمكن أن يُسهم في تحديد استمرار تلف عضلة القلب، لا سيما لدى المرضى الذين عانوا نوبة قلبية سابقة، ويُستخدم جنبًا إلى جنب مع اختبارات أخرى مثل التروبونين، لتقديم صورة شاملة للحالة الصحية للقلب.
-
الببتيد المدر للصوديوم من النوع B (BNP)
BNP هو هرمون يُنتجه القلب استجابةً لزيادة الضغط، كما يحدث في حالات مثل قصور القلب. يُستخدم بشكل رئيسي لتشخيص وتقييم شدة هذا القصور.
يرتفع مستوى BNP عندما يتعرض القلب لضغوط، مما يستلزم منه العمل بجهد أكبر لضخ الدم، كما يحدث في حالة قصور القلب الاحتقاني، ترتبط مستويات BNP بشدة قصور القلب، ويمكن أن تُستخدم للتنبؤ بتطور المرض.
تشير المستويات المرتفعة من BNP إلى وجود قصور في القلب، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من ضيق في التنفس، كما تشير الزيادة الكبيرة في مستوى BNP إلى قصور حاد في القلب، بينما يساعد انخفاض مستوى BNP في استبعاد قصور القلب كسبب للأعراض.
-
الميوغلوبين
هو بروتين صغير يعمل على تخزين الأكسجين. يتم قياسه بشكل دوري، وأحيانًا يتم قياسه مع التروبونين للمساعدة في تشخيص النوبة القلبية.
-
فحص البروتين التفاعلي عالي الحساسية (hs-CRP)
هو تحليل دم يقيس مستوى بروتين CRP الذي يُنتَج بسبب الالتهاب في الجسم، يُعتبر الالتهاب عاملًا رئيسيًا في تطور، وتفاقم تصلب الشرايين في سياق أمراض القلب.
يُعدّ hs-CRP أكثر حساسية من اختبار CRP العادي، ويُستخدم بشكل خاص للكشف عن مستويات منخفضة من الالتهاب المرتبطة بمخاطر القلب والأوعية الدموية.
ترتبط المستويات المرتفعة من hs-CRP بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية ومرض الشرايين الطرفية. كما يمكن استخدامه مع عوامل خطر أخرى، مثل مستويات الكوليسترول لتقييم احتمالية إصابة الفرد بأمراض القلب والأوعية الدموية.
-
تحليل دي-دايمر D- dimer
دي دايمر هو عنصر من عناصر بروتين الفيبرين، الذي يلعب دورًا في تكوين جلطات الدم. عندما ترتفع مستويات دي-دايمر، فهذا يعني أن الجسم يعمل على تفكيك الجلطة، وهو ما يمكن أن يحدث في حالات مثل تجلط الأوردة العميقة (DVT) والانسداد الرئوي (PE)، ومتلازمة الشريان التاجي الحادة (ACS).
يستخدم اختبار D-dimer بشكل أساسي لاستبعاد اضطرابات التخثر، حيث يرتفع مستواه عادةً في الحالات، التي يحدث فيها تكوين غير طبيعي للجلطات وتحللها.
نتيجة اختبار دي-دايمر الإيجابية تشير إلى احتمال وجود حالة تخثر غير طبيعية، على الرغم من أنها لا تحدد السبب بدقة، لكن يُعتبر هذا الاختبار مفيدًا جدًا لاستبعاد بعض الحالات، خاصة عند دمجه مع التقييم السريري ودراسات التصوير.
-
تحاليل أخرى أقل شيوعًا
يُوجد تحاليل الجلطة القلبية أخرى ولكنها أقل استخدامًا في تشخيص النوبة أو الجلطة القلبية، مثل:
- ملف الدهون: يشمل الكوليسترول (LDL وHDL) والدهون الثلاثية، إذ ترتبط المستويات غير الطبيعية للدهون بشكل وثيق بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية.
- اختبار إنزيم جلايكوجين فسفورليز BB: يعد هذا الاختبار مقياسًا دقيقًا لمستوى إنزيم معين، حيث يرتفع بشكل ملحوظ خلال سبع ساعات من وقوع جلطة القلب، ويظل مرتفعًا لمدة تتراوح بين ساعة إلى ثلاث ساعات بعد ذلك.
- اختبار اللاكتات ديهيدروجينيز LDH: هو فحص يهدف إلى قياس مستويات إنزيم اللاكتات ديهيدروجينيز في الدم، الذي يصل إلى ذروته بعد مرور 72 ساعة على حدوث الجلطة القلبية.
- تحليل درجة ارتباط بروتين الألبومين بالكوبالت: يُعتبر هذا الاختبار مقياسًا لمقدار الكوبالت المتصل ببروتين الألبومين، والذي قد يتناقص بشكل ملحوظ بعد حدوث الجلطة القلبية.
- الهوموسيستين: هو حمض أميني يمكن أن يسبب، عند مستويات مرتفعة، تلف الأوعية الدموية ويزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل مرض الشريان التاجي.
متى يُطلب فحوصات الجلطة القلبية؟
قد يكون من الضروري إجراء تحاليل الجلطة القلبية إذا كان طبيبك يشك في أنك مصاب بنوبة قلبية، أو إذا كنت قد تعرضت لها مؤخرًا، كما قد تحتاج إليه إذا كنت تعاني أعراض انسداد الشريان التاجي، والتي تتمثل في ما يلي:
- ألم أو ضغط في الصدر يستمر لأكثر من دقائق قليلة.
- ألم أو انزعاج في الكتفين، أو الرقبة أو الذراعين أو الفك.
- تفاقم الألم في الصدر.
- ألم لا يتحسن مع الراحة، أو تناول النتروجليسرين.
قد تظهر أيضًا أعراض أخرى مصاحبة لألم الصدر، مثل:
- التعرق، والجلد البارد والرطب، أو الشحوب.
- ضيق التنفس.
- الغثيان أو القيء.
- الدوخة أو الإغماء.
- تعب غير مفسر، أو إرهاق شديد.
- نبض سريع أو غير منتظم.
أهمية إجراء تحاليل الجلطة القلبية
تُعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية مسؤولة عن ثلث الوفيات عالميًا، وفقًا لمؤسسة القلب البريطانية. ومع ذلك، لا يدرك العديد من الأشخاص أنهم في خطر إلا بعد وقوع حادث خطير مثل نوبة قلبية أو سكتة دماغية. يمكن إجراء تحاليل الجلطة القلبية المناسبة أن يُسهم في:
- الكشف عن العلامات المبكرة لأمراض القلب والأوعية الدموية.
- تساعد على الوقاية من مضاعفات، مثل النوبات القلبية أو فشل القلب.
- تتابع الحالات الحالية للقلب.
- توجّه خطط العلاج، والتغييرات في نمط الحياة.
سواء كنت تعاني أعراضًا أو كنت ترغب فقط في الاطمئنان، فإن فهم الاختبارات المتاحة يمكن أن يساعدك في إدارة صحة قلبك بشكل أفضل.
طُرق الوقاية من الإصابة بأعراض الجلطة القلبية
إضافة إلى أهمية تحاليل الجلطة القلبية، والفحوصات الدورية التي تُعد خط الدفاع الأول للكشف المبكر عن أي مشكلات صحية قد تزيد خطر الإصابة بالجلطات القلبية، وتوفرها بسهولة في مختبرات دلتا، هناك مجموعة من الإجراءات الوقائية الأخرى التي يمكنك اتباعها للحفاظ على صحة قلبك، وتتمثل في:
اتباع نظام غذائي متوازن
يمكن أن يساهم النظام الغذائي الصحي والمتوازن في تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية، وفقًا لـ جمعية القلب الأمريكية، يجب أن يتضمن هذا النظام ما يلي:
- الفواكه.
- الخضراوات.
- بقوليات.
- مكسرات.
- بروتينات حيوانية خالية من الدهون.
- أسماك.
- كما يُنصح بتقليل استهلاك اللحوم المصنعة، الكربوهيدرات المكررة، والمشروبات المحلاة.
ممارسة النشاط البدني
يساعد النشاط البدني أيضًا في الوقاية من النوبات القلبية، وفقًا لـما نشرته جمعية القلب الأمريكية، ينبغي على البالغين السعي للحصول على 150 دقيقة من التمارين المعتدلة، أو 75 دقيقة من التمارين القوية أسبوعيًا عندما يكون ذلك ممكنًا.
ويمكن للبالغين الذين يمارسون النشاط بالفعل زيادة مستويات نشاطهم لتعزيز الحماية ضد النوبات القلبية.
الحفاظ على وزن صحي
يمكن أن يساهم الحفاظ على وزن صحي بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية، كما يمكن لأي فرد أن يحدد الوزن المناسب له بناءً على طوله وعمره، ويمكنه تعديل السعرات الحرارية، ومستوى النشاط البدني حسب الحاجة.
الإقلاع عن التدخين
ينبغي للشخص، إن أمكن، أن يتوقف عن التدخين. فدخان التبغ، سواء من السجائر أو السجائر الإلكترونية، بالإضافة إلى التدخين السلبي، يمكن أن يزيد خطر الإصابة بنوبة قلبية.
علاج الحالات الصحية الأخرى
يعتبر التحكم في الحالات الصحية التي قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية وسيلة فعالة للوقاية من هذه النوبات. تشمل هذه الحالات:
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع مستويات الكوليسترول.
- مرض السكري، أو ارتفاع نسبة السكر في الدم
بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الحصول على قسط كافٍ من النوم ضروريًا، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن النوم الكافي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالنوبات القلبية، مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري من النوع 2. كما يحتاج معظم البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا إلى 7 ساعات، أو أكثر من النوم يوميًا.
شرب كميات كافية من الماء
يُنصح بشرب كميات كافية من الماء، حيث أن الترطيب الجيد يساعد في تجنب الجفاف الذي قد يؤدي إلى نوبة قلبية، كما تختلف الكمية اليومية من الماء التي يحتاجها الفرد بناءً على عدة عوامل، مثل الطول والوزن والعمر والجنس.
الخلاصة
تعتبر تحاليل الجلطة القلبية عنصرًا أساسيًا في الكشف المبكر عن النوبات القلبية وتشخيصها، كما تُعتبر التروبونينات المؤشرات الرئيسية المستخدمة بفضل دقتها وحساسيتها العالية.
وتعزز التطورات في الفحوص عالية الحساسية المتاحة في مختبرات دلتا الطبية، بالإضافة إلى تحديد البصمة الجزيئية، من سرعة ودقة تشخيص النوبات القلبية، مما يؤدي في النهاية إلى تحسين رعاية المرضى ونتائج العلاج.