كل ما تريد معرفته عن تشخيص السرطان والفحوصات اللازمة
يُمثل تشخيص السرطان الخط الفاصل بين الشك واليقين، حيث أنه يعمل على تفسير ظهور الأعراض المفاجئة، والتغيرات المرضية التي تُصيب الجسم بدون سابق إنذار.
وتبدأ عملية التشخيص الطبية من خلال الفحص السريري، الذي عادةً ما يكشف السبب الطبي ورًاء ما يُعاني منه المريض، ولكن الأمر في السرطان، قد يكون مختلفًا، نظرًا لتنوع الفحوصات التشخيصية التي تُساعد في تحديد الحالة والكشف المُبكر عن أي علامات خفية للأورام.
وتدرك مختبرات دلتا الطبية أن التشخيص الصحيح، هو وسيلة النجاة من الأوهام والمخاوف، لذا حرصت على أن يكون هذا المقال، دليل شامل لجميع طرق تشخيص السرطان، والإجابة عن أهم التساؤلات التي قد تدور في أذهان المرضى وذويهم، ما يوفر لكم الاطمئنان والرؤية الطبية الشاملة.
من أين يأتي مرض السرطان؟
قبل أن نُجيب عن سؤال: كيف يتم الكشف عن مرض السرطان؟ لابد أولاً من أن نتعرف على هذا المرض الخبيث، الذي يتسم بسرعة نمو خلاياها غير الطبيعية في الجسم، نتيجة اضطراب الأنظمة الخلوية المسئولة تكاثر الخلايا وانقسامها طبيعيًا.
ويُعرف السرطان بأنه أحد الأسباب الرئيسية للوفاة عالميًا، حيث تسبب في وفاة نحو مليون شخص خلال عام 2022، بحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية، ورغم ما يُمثله من خطورة تهدد الحياة، إلا أنه يُمكن الشفاء منه في بعض الحالات، إذا تم تشخيصه في مراحله الأولى.
وجاء التنوع في فحوصات تشخيص السرطان، بهدف الكشف عن جميع أنواع الأورام التي يبلغ عددها نحو 200 نوع، وفيما يلي سوف نتعرف على أنواع هذه الفحوصات فيما يلي.
كيف يتم تشخيص السرطان مُبكرًا؟
يعتمد تشخيص الإصابة بالسرطان مُبكرًا، من خلال عدة طرق تبدأ بالآتي:
- الفحص السريري: يقوم الطبيب بطرح عدد من الأسئلة على المريض، بهدف التعرف على الحالة الصحية العامة أولاً، ومن ثم تفحص الورم إذا كان ظاهرًا.
- الفحوصات التشخيصية: تنقسم هذه الفحوصات إلى عدة أقسام مثل: (تحاليل الدم، الخزعة، الأشعة التصويرية)، وسوف نتعرف على كل نوع فيما يلي.
وبعد أن تعرفنا على أنواع الفحوصات التشخيصية المُتاحة للسرطان، قد مجموعة من التساؤلات مثل: متى تبدأ أعراض السرطان بالظهور؟ و كيف يعرف الإنسان أنه مُصاب بالسرطان؟ والجواب هو أنه عادةً لا تظهر أي علامات في المراحل الأولى من المرض، وفي بعض الأحيان قد يُلاحظ الآتي:
- الإحساس الدائم بالتعب والإرهاق، حتى في غياب أي مجهود يُذكر.
- ملاحظة وجود كتلة صلبة أو غير طبيعية تحت الجلد.
- فقدان وزن بشكل مفاجئ ودون اتباع حمية غذائية أو رغبة في ذلك.
- تغيّرات في الجلد مثل:( ظهور تقرحات فجائية، أو ملاحظة شامات جديدة بلون أحمر أو بني).
- اضطرابات في عادات الإخراج، كالإسهال أو الإمساك المتكرر.
- الإحساس بعسر هضم متكرر أو ثِقل في المعدة بعد الوجبات.
- صعوبة في التنفس قد تُصاحبها بحة واضحة في الصوت.
- آلام مستمرة في العضلات أو المفاصل بدون سبب واضح.
- ظهور نزيف أو كدمات غير مبررة.
- التعرق الليلي المتكرر رغم اعتدال الطقس.
- خروج دم مع القيء أو البراز أو البول أو حتى السائل المنوي.
- استمرار السعال لفترة تتجاوز ثلاثة أسابيع.
- فقدان الشهية بشكل ملحوظ.
الجدير بالذكر، تختلف أعراض السرطان المبكرة، من شخص إلى أخر، وذلك تبعًا لنوع السرطان و مرحلته، والحالة الصحية العامة للمريض؛ لذا ففي حالة ملاحظة أي علامة غير طبيعية، يجب مراجعة الطبيب المختص، على الفور.
ما هو اسم الفحص الذي يكشف السرطان؟
يعتقد الكثيرون أنه يُمكن تشخيص السرطان بواسطة إجراء طبي واحد فقط، ولكن في الحقيقة هو اعتقاد خاطئ، حيث تتم عملية التشخيص بواسطة مجموعة من الفحوصات الطبية التي تُساعد في النهاية من التأكد من الإصابة بالسرطان، وفيما يلي سوف نتعرف على هذه الفحوصات بشكل تفصيلي:
تشخيص السرطان عبر تحليل الدم
تُشكل تحاليل الدم حجر الأساس في الكشف عن الاضطرابات الصحية، لا سيما السرطان، حيث تُعد من الأدوات التشخيصية الأولية، التي تُساعد الأطباء في استبعاد الكثير من الأمراض، والتركيز على أمراض أخرى، قد تكون سبب ما يُعاني منه المريض.
وبالنسبة لتحاليل السرطان، فتتوافر مجموعة كبيرة من الفحوصات المخبرية، التي تهدف إلى الكشف عن علامات الإصابة به، والتي تتمثل في الآتي:
-
تحليل دلالات الأورام والسرطانات
عندما يشكو المريض من الأعراض التي تنذر بالإصابة إلى السرطان، عادةً ما يوصى الطبيب المختص بإجراء فحص دلالات الأورام والسرطانات، والذي يتكون من عدة فحوصات كبيرة، يعمل كل نوع منها على الكشف عن السرطان، ومن أبرز أنواعها:
- AFP (ألفا فيتوبروتين): يُستخدم بشكل رئيسي للكشف عن سرطان الكبد وبعض أورام الخصية والمبيض.
- CA-125: يُعد المؤشر الأكثر شيوعًا لسرطان المبيض، ويُساعد في متابعة العلاج.
- CA19-9: غالبًا ما يرتبط بسرطان البنكرياس وأورام الجهاز الهضمي.
- CEA (المستضد السرطاني المضغي): يُستخدم في سرطانات القولون والثدي والرئة، ويُفيد في متابعة فعالية العلاج.
- PSA (مستضد البروستاتا النوعي): الفحص الأشهر لسرطان البروستاتا وتشخيص تطوره.
ولكن؛ هل تعتقد أن فحص دلالات الأورام يقتصر على هذه الأنواع فقط؟ فالحقيقة (لا)، حيث أنه يشمل عدد أكبر مما سبق بكثير، ويُمكن التعرف على جميع انواع مؤشرات الأورام من خلال الضغط هنا
-
اختبارات خلايا الورم المنتشرة (CTC):
تُعد هذه الاختبارات من الوسائل المتقدمة في تشخيص ومتابعة السرطان، حيث تعتمد على فحص عينة دم للكشف عن الخلايا السرطانية التي انفصلت من الورم الأصلي وانتقلت إلى مجرى الدم.
ولا يقتصر دورها على تحديد احتمالية انتشار المرض فقط، بل تُسهم أيضًا في تقييم الاستجابة للعلاجات المستخدمة ضد السرطان، خاصةً حالات: (سرطان الثدي، البروستاتا، والقولون النقيلي)، حيث يُعطي صورة مُبكرة عن تطور الورم.
-
تحليل صورة الدم الكاملة CBC
نظرًا لشيوعه واستخدامه بشكل روتيني، قد يتسأل البعض: هل تحليل CBC يكشف السرطان؟ والجواب هو (نعم)، حيث يُعد مؤشر إنذار لوجود مشكلة في الدم، قد تكون ناتجة عن سرطان الدم مثل: (اللوكيميا والليمفوما)، وقد يكون ناتجًا عن أسباب أخرى تشمل الالتهاب والعدوى.
ويستطيع الطبيب المختص التعرف على هذا المؤشر، في حالة ارتفاع مستوى خلايا الدم البيضاء، وقد يحدث هذا الارتفاع لعدة أسباب مثل العدوى واضطرابات النخاع وغيرها، وهو ما يدفع الطبيب إلى طلب إجراء فحوصات أخرى تُساعده على تشخيص الحالة بدقة.
ما هي الفحوصات التصويرية التي تكشف السرطان؟
لا تقل الفحوصات التصويرية اي أهمية عن التحاليل الطبية التي تكشف السرطان، بل أن هذه الفحوصات قد تكون أكثر دقة، حيث تتميز بتقنيات طبية، تٌساعد في رؤية حجم الورم ومدى انتشاره في الجسم,
وتنقسم الفحوصات التصويرية لعدة أنواع، لكي تتناسب مع جميع أنواع الأورام، ومن أبرز الأشعة المستخدمة في تشخيص السرطان:
- الأشعة السينية (X-Ray): تُساعد في الكشف عن مجموعة من الأورام مثل: (البطن والجهاز التنفسي، والعظام، الثدي).
- الأشعة المقطعية (CT Scan): تستخدم في تشخيص الأورام التالية: (سرطان الغدد الليمفاوية، سرطان الرئة، سرطان الكبد والكلي، سرطان المبيض، سرطان البنكرياس).
- الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): تُستخدم لفحص الأنسجة والأعضاء الداخلية باستخدام موجات صوتية عالية التردد، وتُساعد على الكشف عن الكتل أو الأورام وتحديد طبيعتها الأولية، كما تُستخدم لتوجيه الإبر أثناء أخذ عينات الخزعة.
- الرنين المغناطيسي (MRI): يعتمد على مجال مغناطيسي قوي لإنتاج صور دقيقة للأنسجة والأعضاء، ويُعتبر أداة مهمة في تشخيص الأورام المعقدة وتحديد مدى انتشارها داخل الجسم، خاصة في الدماغ، الحبل الشوكي، والأنسجة الرخوة.
- التصوير البوزيتروني (PET Scan): يُعد من الفحوصات المتقدمة، حيث يكشف نشاط الخلايا داخل الجسم باستخدام مواد مشعة؛ مما يساعد على تمييز الخلايا السرطانية النشطة عن السليمة، وتقييم مدى استجابة المريض للعلاج.
- الماموجرام (Mammogram): هو فحص إشعاعي مخصص للثدي، يُستخدم لاكتشاف الأورام أو التغيرات غير الطبيعية في أنسجته، ويُعتبر الوسيلة الأكثر فاعلية في الكشف المبكر عن سرطان الثدي.
ولمزيد من المعلومات حول الفحوصات التصويرية برجاء الضغط هنا، لكي تتعرف على كافة التفاصيل التي تحتاجون إلى معرفتها بشأن خطوات ودواعي الإجراء والتكلفة.
الخزعة
هي أحد طرق تشخيص السرطان، حيث تعمل على أخذ عينة من الورم، والقيام بفحصها، للكشف عن نوع الورم خبيث أن حميد، ومرحلته، ولا يقتصر دورها على على الأورام فقط، بل تلعب دورًا هامًا لدى أنواع أخرى من الأمراض مثل الكشف عن:
- الالتهابات المزمنة: مثل: (التهاب القولون التقرحي، مرض كرون).
- الأمراض المعدية: (الالتهاب الكبدي الفيروسي، الدرن).
- أمراض النسيج الضام: مثل: (الذئبة الحمراء، التهاب المفاصل الروماتويدي).
- أمراض المناعة الذاتية (Autoimmune Diseases): مثل: (التصلب المتعدد).
هل تختلف فحوصات السرطان بحسب نوع الورم؟
(نعم)، تختلف فحوصات السرطان بشكل واضح بحسب نوع الورم وموقعه في الجسم، وكذلك المرحلة التي وصل إليها المرض، فلكل نوع من السرطان فحوصات متخصصة تساعد على التشخيص الدقيق ومتابعة العلاج.
وعادةً ما يبدأ التشخيص بإجراء مجموعة من التحاليل المخبرية، ومن ثم القيام بالفحوصات التصويرية التي تتناسب مع نوع الورم، والتي تُعطي نظرة أدق وأفضل عن السرطان، واختيار الفحوصات يعتمد على رؤية الطبيب المختص.
الأسئلة الشائعة عن السرطان
عند الحديث عن السرطان، تتبادر إلى الأذهان الكثير من التساؤلات التي قد تثير القلق وتُسبب الحيرة للمريض وأسرته، فبين الخوف من اكتشاف الأورام، وتكلفة الفحوصات الطبية، والدقة في التشخيص، يظل المريض يبحث عن إجابات واضحة تمنحه الطمأنينة والثقة في رحلته العلاجية.
ومن هذا المنطلق حرصت مختبرات دلتا الطبية على جمع أبرز هذه التساؤلات والإجابة عنها من قبل فريقنا الطبي، فيما يلي:
هل كل كتلة في الجسم تعني السرطان؟
لا؛ حيث يُمكن أن تظهر كتل في أماكن مختلفة في الجسم، نتيجة عدة أسباب غير السرطان، مثل:
- الالتهابات أو العدوى الموضعية.
- التورم الناتج عن إصابة أو كسر سابق.
- الأورام الحميدة التي لا تحمل خطورة على الحياة.
وفي جميع هذه الحالات، يظل الفحص الطبي هو الوسيلة الأدق لتحديد طبيعة هذه الكتلة، واتخاذ القرارات الطبية اللازمة والتي تناسب هذا الورم.
ما هو سعر فحوصات السرطان التشخيصية؟
تختلف تكلفة فحوصات السرطان من دولة إلى أخرى، ومن مركز طبي إلى آخر داخل نفس الدولة، وذلك تبعًا لعوامل كثيرة مثل: نوع الفحص المطلوب، والتقنيات المستخدمة فيه؛ لذا من الصعب تحديد سعر ثابت لكل فحص.
هل يُمكن أن يخطئ تشخيص السرطان؟
- نعم، هذا أمر وارد ولكنه نادرًا، لذا يوصى دائمًا بإجراء أكثر من فحص طبي، وذلك للوصول إلى أدق تشخيص.
في الختام؛ يظل تشخيص السرطان خطوة فارقة، تُحدد طريق العلاج وتُعزز فرص الشفاء، وكلما كان التشخيص أدق وأبكر، كانت رحلة المريض أسهل وأقصر؛ لذلك، لا تتردد في استشارة طبيبك عند ملاحظة أي أعراض مقلقة، فالكشف المبكر قد يُنقذ حياتك.