درجة حرارة الأطفال الطبيعية: متى تُعتبر حمى؟ أدلة القياس والعلاج
هل سبق لك أن أمسكّت بيد صغيرة وشعرت بدفئها؟ أو شعرت بالقلق تجاه طفل يعاني من الحمى عندما لمست جبهته ووجدتها ساخنة؟ إن فهم درجات حرارة الجسم وتغيراتها، خاصةً عبر مختلف الفئات العمرية، يمكن أن يساعد في معالجة هذه المخاوف، وتمكينك من العناية بنفسك وبالآخرين.
في هذا المقال الشامل؛ سوف نُوضح ما هي درجة حرارة الأطفال الطبيعية؟، وكيفية قياسها، ومعرفة متى يكون ارتفاع درجة الحرارة خطير عند الأطفال؟
ما هي درجة حرارة الأطفال الطبيعية؟
الأطفال، هؤلاء البراعم الغالية، يتمتعون بحرارة أساسية أعلى من تلك التي يمتلكها البالغون، حيث تتراوح بين 36.7 و37.3 درجة مئوية (95.8 و99.3 درجة فهرنهايت).
لا تزال أنظمتهم التنظيمية الحرارية في مرحلة النشوء والتطور، تحاول استيعاب كيفية الحفاظ على الدفء – وهو أمر في غاية الأهمية نظرًا لارتفاع نسبة سطح الجسم مقارنة بكتلته – وأيضًا كيفية التكيف مع البرودة.
حتى الارتفاع الطفيف، مثل 37.2 درجة مئوية (99 درجة فهرنهايت)، قد يكون علامة على وجود خطر محتمل لدى طفل لم يتجاوز عمره الثلاثة أشهر، مما يستدعي ضرورة التدخل الطبي الفوري.
ومع تقدم الأطفال في العمر، يتقلص نطاق درجة حرارة أجسامهم الطبيعية ليقترب من نطاق البالغين، كما أن إن نشاطهم المرِح قد يؤدي بسهولة إلى زيادة حادة في درجات حرارتهم، لذا يجب الانتباه إلى احمرار خدودهم، والتعرق المفرط بعد اللعب.
درجة الحرارة الطبيعية للأطفال البالغين
بالنسبة للبالغين، يُعتبر النطاق “الطبيعي” لدرجة حرارة الجسم هو بين 35.6 و36.7 درجة مئوية (96 إلى 98 درجة فهرنهايت)، مع مراعاة الفروق الفردية.
كما يمكن أن يؤدي التمرين المكثف إلى زيادة درجة الحرارة إلى 38 درجة مئوية (100.4 درجة فهرنهايت)، بينما النوم العميق قد يؤدي إلى انخفاضها إلى 35 درجة مئوية (95 درجة فهرنهايت)، ومع ذلك، إذا استمرت درجة الحرارة فوق 38 درجة مئوية (100.4 درجة فهرنهايت)، فهذا يشير إلى وجود حمى، والتي تُعتبر عادةً علامة على وجود عدوى.
يجب أن نتذكر أن السياق يلعب دورًا مهمًا؛ فقد تكون الحمى الخفيفة مجرد استجابة جسمك لنزلة برد بسيطة، بينما قد يشير ارتفاع الحرارة مع أعراض أخرى إلى حالة أكثر خطورة.
كيفية قياس درجة حرارة الأطفال الطبيعية
يوجد العديد من الطرق التي تُستخدم في قياس درجة حرارة الجسم، ومنها ما يلي:
قياس درجة حرارة الطفل من المؤخرة: درجة حرارة المستقيم (الأكثر دقة)
تعتبر هذه الطريقة الأكثر دقة لقياس حرارة الجسم، حيث تعكس أدق التغيرات في درجات الحرارة، يمكن القيام بها بأمان في المنزل باستخدام مقياس حرارة رقمي مخصص للاستعمال الشرجي، يُمكنك تطبيق ذلك، من خلال:
- نظف مقياس الحرارة، وضع قليلاً من الفازلين على الطرف لتسهيل الإدخال.
- ثم ضع الطفل على بطنه أو ظهره مع ثني ساقيه.
- أدخل مقياس الحرارة برفق حتى عمق حوالي نصف بوصة (أو بوصة واحدة للأطفال فوق 6 أشهر)، مع الحذر لعدم تجاوز هذه المسافة لتفادي إصابة الأمعاء.
- احتفظ بمقياس الحرارة في مكانه حتى تسمع صوت التنبيه، أو تحصل على القراءة، وعادة ما يستغرق ذلك دقيقتين.
- بعد ذلك، أزل مقياس الحرارة بلطف وسجل درجة الحرارة، ثم نظفه جيدًا قبل تخزينه.
ومن الجدير بالذكر أنه؛ يجب تجنب قياس درجة حرارة الأطفال الطبيعية من المستقيم، لدى الأطفال الذين يعانون من أنواع معينة من السرطان، أو الذين خضعوا لجراحة في منطقة الحوض، أو يعانون من حالات مثل انخفاض الصفائح الدموية أو اضطرابات تخثر الدم، نظرًا لزيادة خطر إصابة الأمعاء.
قياس درجة حرارة الطفل الطبيعية تحت الإبط
يمكن قياس درجة حرارة الطفل عن طريق وضع مقياس الحرارة الرقمي تحت إبطه، ولكن يُفضل عدم استخدامه للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أشهر، لأنه قد لا يعطي قراءة صحيحة.
- تأكد من أن منطقة الإبط جافة.
- ضع مقياس الحرارة تحت الإبط.
- أغلق الساعد واحرص على أن يكون المرفق قريبًا من جسم الطفل.
- انتظر لمدة خمس دقائق أو حتى يظهر مقياس الحرارة القراءة، ثم قم بتدوين درجة الحرارة وتنظيف مقياس الحرارة.
قياس درجة حرارة الأطفال الطبيعية من الجبهة
يمكنك قياس درجة حرارة الجبهة باستخدام مقياس حرارة رقمي يعمل بالأشعة تحت الحمراء أو مقياس حرارة باللمس، وفيما يلي نُوضح طريقة الاستخدام:
- بالنسبة للمقاييس غير التلامسية (الأشعة تحت الحمراء): قُم بقرب طرف مقياس الحرارة من الجبهة ومرره من اليسار إلى اليمين دون أن تلامس الجلد.
- بالنسبة للمقاييس التلامسية: ضع المستشعر برفق في منتصف الجبين، ثم اضغط على زر المسح ومرر الجهاز إلى أحد جانبي الرأس حتى تصل إلى خط الشعر.
- تأكد من قراءة التعليمات المرفقة مع جهازك بعناية.
قياس درجة الحرارة من قناة الأذن
يُمنع استخدام مقياس حرارة الأذن للأطفال دون الستة أشهر، لأن قناة أذنهم ضيقة جدًا، كما يجب توجيه مقياس الحرارة بشكل صحيح للحصول على قراءة دقيقة، وقد يؤثر شمع الأذن على نتيجة القياس، وإليك طريقة الاستخدام:
- قم بإدخال طرف مقياس الحرارة في قناة الأذن حتى العلامة المحددة فقط (كما هو موضح في دليل التعليمات).
- يعتمد وقت القياس على نوع الجهاز، حيث يتراوح من بضع ثوانٍ إلى دقيقة. نظرًا لحساسية هذه الموازين للموقع، يُفضل أخذ قراءتين أو ثلاث للتأكد من الدقة.
قياس درجة الحرارة عن طريق الفم
تُعتبر هذه الطريقة معيارية للأطفال الأكبر سنًا والبالغين.
- يجب أن يمتنع الطفل عن تناول أي طعام، أو شراب ساخن أو بارد لمدة 30 دقيقة قبل القياس.
- نظف مقياس الحرارة بالكحول، ثم ضعه بين لسان الطفل وقاع فمه (يجب أن يُثبت باللسان والشفتين، وليس بالأسنان).
- اتركه لمدة ثلاث دقائق، ثم سجّل درجة الحرارة وقم بتنظيفه.
- لا تترك الطفل دون مراقبة أثناء القياس.
متى تعتبر درجة حرارة الرضيع مرتفعة؟
يختلف تعريف الحمى بناءً على طريقة القياس، لكن بشكل عام، يُعتبر الطفل مصابًا بالحمى عندما تتجاوز قراءته الأرقام التالية:
طريقة القياس |
القراءة التي تُعد حمى: |
درجة حرارة الأطفال الطبيعية: |
| فتحة المستقيم | 38 درجة مئوية أو أعلى. | من 36.6 إلى 38 درجة مئوية. |
| الأذن أو الجبهة (الشريان الصدغي) | 38 درجة مئوية أو أعلى. | من 35.8 إلى 38 درجة مئوية |
| تحت الإبط | 37.3 درجة مئوية أو أعلى. | من 36.5 إلى 37.5 درجة مئوية. |
| الفم | 37.8 درجة مئوية أو أكثر. | من 35.5 إلى 37.5 درجة مئوية. |
أهم 5 نصائح عند قياس درجة حرارة الطفل
بعد معرفة طرق قياس درجة حرارة الأطفال الطبيعية بمختلف الوسائل، وكيفية تطبيقها عمليًا، إليك بعض النصائح المفيدة أيضًا، تفاديًا لحدوث أي ضرر:
- ابتعد عن الزئبق: يجب عليك عدم استخدام مقياس حرارة زئبقي تحت أي ظرف، إذ يحتوي على مواد سامة قد تشكل خطرًا جسيمًا في حال انكساره.
- اعتمد على المقاييس الرقمية: تُعد المقاييس الرقمية خيارًا قياسيًا وموثوقًا لقياس درجة الحرارة من خلال الشرج أو الفم، حيث تتميز بسرعتها وسهولة قراءتها وتنظيفها.
- تجنب التلوث: احرص على عدم استخدام نفس مقياس الحرارة لقياس درجة الحرارة عبر الشرج والفم، لضمان دقة النتائج.
- قراءة مقياس الأشعة تحت الحمراء: يوفر مقياس الحرارة غير التلامسي قراءة سريعة، لكن يجب أن تكون واعيًا أن عوامل مثل العرق، وغطاء الرأس، وأشعة الشمس المباشرة، أو الهواء البارد قد تؤثر على دقة قياس درجة حرارة الجبهة.
- تجنب الوسائل غير الموثوقة: لا يُستحسن الاعتماد على شرائط قياس الحرارة نظرًا لافتقارها للدقة، كما أن لمس البشرة باليد (مثل الجبهة) لا يُعتبر طريقة موثوقة لفحص الحمى.
أسباب ارتفاع الحرارة عند الأطفال ليلاً
يواجه الآباء أحيانًا حيرة عندما يعاني طفلهم من الحمى في الليل فقط، وعلى الرغم من أن هذه الحالة قد تقلقهم، إلا أنها قد تعود لأسباب شائعة متعددة، يساعظ فهم هذه الأسباب على توضيح المشكلة الأساسية، ويساهم في علاجها بشكل فعال. فيما يلي بعض الأسباب الشائعة التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة طفلك ليلاً.
1. العدوى (مثل: نزلات البرد والإنفلونزا والتهابات الأذن)
يمكن أن تسبب العدوى، مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا أو التهابات الأذن، زيادة مفاجئة في درجة الحرارة، وغالبًا ما تكون هذه الزيادة أكثر وضوحًا في الليل عندما تنشط استجابة الجسم المناعية، مما يؤدي إلى اضطراب النوم وعدم الراحة لدى الطفل.
2. التسنين عند الرضع والأطفال الصغار
قد يحدث التسنين أحيانًا بالتزامن مع ارتفاع درجة حرارة الجسم ليلاً عند الرضع والأطفال الصغار، حيث تظهر الأسنان الجديدة مما يؤدي إلى شعورهم بعدم الراحة وارتفاع طفيف في الحرارة، وغالبًا ما تعود الحرارة إلى طبيعتها بمجرد بروز السن من اللثة.
3. العوامل البيئية (مثل: الفراش الدافئ، درجة حرارة الغرفة)
يمكن أن تلعب العوامل البيئية، مثل الفراش الدافئ ودرجة حرارة الغرفة، دوراً في حدوث الحمى الليلية من خلال رفع درجة حرارة الجسم أثناء النوم، مما يبرز أهمية توفير بيئة نوم مريحة وضبط الفراش وفقًا للاحتياجات.
4. أسباب محتملة أخرى (مثل: الحالات الطبية الكامنة)
بالإضافة إلى ذلك، قد تظهر حالات طبية أساسية، مثل اضطرابات المناعة الذاتية أو بعض أنواع السرطان، مع الحمى الليلية، مما يستدعي ضرورة إجراء تقييم إضافي من قبل أخصائي الرعاية الصحية لاستبعاد أي مشكلات صحية خطيرة، وتقديم العلاج المناسب.
متى يكون ارتفاع درجة الحرارة خطير عند الأطفال؟
يجب أن يوفر لكِ مقياس الحرارة الرقمي قراءة دقيقة لتحديد ما إذا كان طفلك يعاني من الحمى، هناك بعض الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب على الفور:
- إذا كان عمر الطفل أقل من ثلاثة أشهر وبلغت حرارته 37.2 درجة مئوية، أو أكثر عند قياسها بأي نوع من مقاييس الحرارة، حيث يكون جهاز المناعة لدى الأطفال حديثي الولادة في طور النمو، مما يجعلهم عرضة لمسببات الأمراض، مما يستدعي التدخل الطبي.
- إذا كان عمر الطفل بين ثلاثة إلى ستة أشهر وبلغت حرارته 100 درجة فهرنهايت (37.8 درجة مئوية) أو أكثر.
- إذا كان عمر الطفل أكثر من ستة أشهر، وبلغت حرارته 38.9 درجة مئوية أو أكثر، قد تظهر على الرضع والأطفال الأكبر سنًا علامات غير طبيعية، مثل الانفعال، وفقدان الشهية، والخمول.
- غالبًا ما تكون الحمى مرتبطة بحالات صحية، مثل الزكام أو احتقان الأنف أو مشاكل في المعدة مثل الإسهال.
- يمكن أن تصاحب الحمى أعراض أخرى مثل البكاء المستمر، والطفح الجلدي، والخمول، أو صعوبة التنفس.
علاج ارتفاع الحرارة عند الأطفال فى المنزل: خفض حرارة الطفل بسرعة
يتطلب علاج ارتفاع درجة حرارة الأطفال الطبيعية استخدام مجموعة من العلاجات المنزلية والأدوية المناسبة، مع الحرص على توفير بيئة نوم مريحة، إليكم كيفية التعامل مع هذا التحدي الشائع بفعالية.
العلاجات المنزلية ووسائل الراحة
يمكن غالبًا السيطرة على الحمى بطرق منزلية بسيطة:
- الترطيب: تأكد من إمداد طفلك بالسوائل الكافية مثل الماء، أو العصير المخفف، أو محاليل الإماهة الفموية.
- الملابس والبيئة: ارتدي له ملابس خفيفة وجيدة التهوية، مع الحفاظ على درجة حرارة الغرفة معتدلة ومناسبة.
- خفض الحرارة الموضعي: يمكنكم استخدام قطعة قماش باردة ورطبة على جبين الطفل، أو إعطائه حمامًا بماء فاتر.
- يجب تجنب الحمامات الباردة أو الكمادات الثلجية، لأنها قد تؤدي إلى الارتعاش، مما يزيد من درجة حرارة الجسم.
الأدوية المتاحة بدون وصفة طبية
- الأدوية المقترحة: يُفضل استخدام الأسيتامينوفين (Paracetamol) أو الإيبوبروفين (Ibuprofen).
- الجرعة المناسبة: يجب الالتزام بتوجيهات مقدّم الرعاية الصحية بشأن الجرعة ومواعيد تناول الأدوية.
- تجنب الأسبرين: يُنصح بعدم إعطاء الأسبرين للأطفال بسبب خطر الإصابة بمتلازمة راي، مما يساهم في إدارة الحمى بشكل آمن وفعّال.
نصائح لمساعدة طفلك على النوم براحة:
من المهم أن يحصل طفلك على نوم مريح أثناء ارتفاع حرارته لتعزيز تعافيه:
- روتين هادئ: قم بتنظيم روتين سكوني قبل النوم لمساعدته على الاسترخاء، مثل قراءة قصة.
- بيئة باردة: احرص على أن تكون الغرفة باردة وجيدة التهوية، واستخدم أغطية فراش خفيفة لتجنب ارتفاع الحرارة.
- وضع مريح: رفع رأس الطفل قليلاً باستخدام وسادة إضافية يساعده على التنفس بشكل أفضل في حال كان يعاني من انسداد في الأنف.
- المراقبة والطمأنة: تفقده بانتظام طوال الليل للتأكد من راحته، مع طمأنته بلطف.
الخلاصة
تعتمد درجة حرارة الأطفال الطبيعية على العمر وطريقة القياس، القياس من المستقيم هو الأدق، كما تُعتبر القراءة فوق 38.0 حمى، يمكنك علاجها بالأدوية الموصى بها والتدابير المنزلية لخفض الحرارة.
استشر الطبيب فورًا إذا كان عمر الطفل أقل من ثلاثة أشهر، أو ظهرت عليه علامات الخطر.






