سبب متلازمة باتو: دليلك الشامل وأبرز 5 نصائح للتعامل معها

تُصيب متلازمة باتو، أو التثلث الصبغي 13، نحو اثنين من كل عشرة آلاف ولادة، فهل أنت على دراية بسبب متلازمة باتو؟، وما تحمله من أنواع متعددة؟ وما هي أبرز العلامات التي تميز هؤلاء الأطفال؟

في هذا المقال المفصل، نستعرض معًا ماهية هذه المتلازمة، وأسبابها، وطرق تشخيصها، بالإضافة إلى أهم النصائح التي يجب اتباعها للتعامل معها.

ما هي متلازمة باتو؟

متلازمة باتو، التي تعرف أيضًا بالتثلث الصبغي 13، هي اضطراب جيني نادر يتميز بوجود كروموسوم 13 إضافي في بعض، أو جميع خلايا الجسم.

سُميت هذه المتلازمة نسبةً إلى الطبيب كلاوس باتاو الذي وصفها لأول مرة عام 1960، ترتبط هذه الحالة مع تشوهات خلقية متنوعة، ومشاكل حادة في النمو.

على الرغم من التحسينات في تقنيات الفحص، والتشخيص قبل الولادة التي أدت إلى زيادة في معدلات الكشف، إلا أن تلك المتلازمة لا تزال تمثل تحديًا كبيرًا للمرضى وعائلاتهم.

سبب متلازمة باتو

يعتبر عدم الانفصال السبب الأساسي لمتلازمة التثلث الصبغي 13، وبما أنه حالة خلقية، فإنه يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. ولذلك، فإن وجود كروموسوم إضافي يُشكل فعلاً تهديدًا خطيرًا للجنين. دعونا نُوضح كيفية حدوث عدم الانفصال.

  • ينقل كل والد مجموعة من الكروموسومات أحادية الصيغة الصبغية إلى الجنين، حيث يتلقى الجنين مجموعة من 23 كروموسومًا من الأب ومجموعة أخرى من 23 كروموسومًا من الأم.
  • يحدث هذا من خلال اندماج الحيوان المنوي والبويضة أثناء عملية الإخصاب, وبالتالي، يحتوي الجنين على 46 كروموسومًا مرتبة في 23 زوجًا، وتعرف هذه الحالة باسم ثنائي الصبغيات.
  • الانقسام المنصف: هو عملية انقسام الخلايا الجرثومية، حيث يتحكم الانقسامان المنصفان الأول والثاني بشكل خاص في تكوين الحيوانات المنوية أو البويضات.
  • قد يؤدي التوزيع غير الطبيعي للكروموسومات أثناء هذا الانقسام الخلوي، لأسباب عشوائية، إلى توزيع غير متساوٍ للكروموسومات.
  • عدم الانفصال هو أحد هذه الأحداث العشوائية التي تسبب التثلث الصبغي، وهو ببساطة توزيع غير متوازن للكروموسومات.
  • هذا يؤدي إلى مضاعفة المادة الوراثية للكروموسوم 13، مما يتسبب في اختلاف عدد نسخ الكروموسوم نفسه، ويكون سبب متلازمة باتو.

ما هي أنواع متلازمة باتو؟

تشير الأبحاث إلى أن متلازمة التثلث الصبغي 13 تؤدي إلى إعاقات خطيرة في النمو والعقل لدى الأطفال حديثي الولادة، وفيما يلي سوف نُوضح سبب ذلك:

التثلث الصبغي الانتقالي

تُعتبر متلازمة التثلث الصبغي 13 حالة نادرة حيث تشكل فقط 20% من إجمالي الحالات، ويكون سبب متلازمة باتو نتيجة انفصال جزء كبير من الكروموسوم 13 أثناء الانقسام الاختزالي للخلايا الجرثومية، مما يؤدي إلى انتقال هذا الجزء إلى كروموسوم آخر. خلال نمو الجنين، يُورَّث هذا الجزء المنقول مع الزوج، مما يتسبب في اختلاف عدد النسخ للكروموسوم 13. 

تعتمد شدة الأعراض والعلامات على كمية الجزء المنقول من الكروموسوم 13 والأجزاء المعنية. على سبيل المثال، إذا كان الجزء المنقول يحتوي على جينات تؤثر في التطور المعرفي، يمكن أن تظهر أعراض أكثر حدة من حيث الإدراك، كما يُلاحظ أن التثلث الصبغي الانتقالي يكون أقل حدة مقارنة بالتثلث الصبغي الكامل 12، تُعتبر متلازمة انتقال الصبغيات 13 حالة وراثية.

التثلث الصبغي الفسيفسائي 13

تعتبر حالة الفسيفساء أقل شيوعًا من حالة الانتقال. في هذه الحالة، يحتوي الجنين على نوعين مختلفين من الخلايا: نوع يحتوي على ثلاثة كروموسومات 13، وآخر يحتوي على كروموسومين 13. 

تتوقف شدة الحالة على درجة الفسيفساء؛ فكلما زاد عدد الخلايا الفسيفسائية، زادت حدة العلامات والأعراض، وعادة ما تتراوح أعراض هذه الحالة بين الخفيفة والمتوسطة.

التثلث الصبغي الجزئي 13

يعتبر التثلث الصبغي الجزئي نادرًا للغاية، ويتميز بأنه ليس تثلثًا صبغيًا كاملاً ولا انتقالًا صبغيًا، إذ إنه في هذه الحالة، يتم وراثة جزء أو ذراع واحد فقط من الكروموسوم 13 مع الزوج، وتعتمد شدته على كمية الجزء الذي تم وراثته.

التثلث الصبغي الكامل 13 

يُعتبر التثلث الصبغي الكامل الأكثر شيوعًا، حيث يمثل نحو 80% من حالات متلازمة باتو، إذ يكمن سبب متلازمة باتو في وراثة الكروموسوم الإضافي رقم 13 بشكل كامل، مما يؤدي إلى مضاعفة المادة الوراثية لهذا الكروموسوم ثلاث مرات.

من المهم ملاحظة أن التثلث الصبغي الكامل 13 غير وراثي، ويحدث بشكل عشوائي، ويُرافقه أعراض خطيرة ومعقدة، كما أن احتمالية تكرار الإصابة بهذا النوع من التثلث الصبغي تعتبر ضئيلة جدًا.

أبرز 5 أعراض لمتلازمة باتو

ترتبط متلازمة باتاو بعدد من التحديات الجسدية والعقلية، كما تختلف الأعراض السريرية بشكل ملحوظ، وقد يظهر لدى المصابين ما يلي:

  1. الشفة الأرنبية والحنك المشقوق: تُعتبر هذه التشوهات الوجهية، مثل الشفة الأرنبية والحنك المشقوق، من الخصائص الشائعة لمتلازمة باتاو.
  2. التشوهات القلبية: يعاني الأفراد المصابون بمتلازمة تثلث الصبغي 13 غالبًا من عيوب القلب الخلقية، التي تتطلب غالبًا إجراء عمليات جراحية.
  3. الإعاقات الفكرية: يُعتبر ضعف الإدراك من الخصائص البارزة لمتلازمة باتاو، مما يؤثر سلبًا على التطور الفكري للفرد.  
  4. التشوهات الجسدية: تظهر التشوهات الجسدية، مثل وجود أصابع إضافية في اليدين أو القدمين (كثرة الأصابع)، في العديد من الحالات.
  5. تشوهات الأعضاء: تعاني الأعضاء الداخلية، مثل الدماغ والكلى والجهاز الهضمي، من تشوهات تُعتبر شائعة بين الأفراد المصابين بمتلازمة باتاو.  

كيفية تشخيص متلازمة باتو

من الجيد معرفة أن هناك عدة فحوصات طبية، تسهم في تشخيص متلازمة التثلث الصبغي 13 أثناء مراحل الحمل، وأيضًا بعد ولادة الطفل، ومن أهم تلك الاختبارات ما يلي:

فحص متلازمة باتو قبل الولادة

يمكن إجراء تشخيص متلازمة باتاو قبل الولادة عبر مجموعة من الاختبارات الدقيقة، مثل الموجات فوق الصوتية، وبزل السلى، وأخذ عينات من الزغابات المشيمية (CVS)، بالإضافة إلى الفحص الأبوي غير الجراحي (NIPT).

أثناء فترة الحمل، قد تستدعي بعض النتائج من الموجات فوق الصوتية، مثل التشوهات الهيكلية أو تأخر النمو، الحاجة إلى إجراء فحوصات إضافية لتقييم التشوهات الكروموسومية، بما في ذلك التثلث الصبغي 13.

فحص متلازمة باتو بعد الولادة

بعد الولادة، يتم الاشتباه في وجود متلازمة باتاو بناءً على نتائج الفحص السريري، ويتم تأكيد ذلك من خلال تحليل الكروموسومات عن طريق أخذ عينة من الدم.

يمكن للفحص الجيني أن يحدد ما إذا كان لدى الشخص نسخة إضافية من الكروموسوم  13 أو أي تشوهات كروموسومية أخرى مرتبطة بهذه المتلازمة.

هل يُمكن علاج متلازمة باتو؟

لا يوجد حاليًا علاج كامل لسبب متلازمة باتو، بدلًا من ذلك، تركز العلاجات على إدارة الأعراض، وتحسين جودة الحياة لدى المصابين، عادة ما يُعتمد عادةً على نهج متعدد التخصصات يتضمن فريق من المتخصصين في الرعاية الصحية، مثل أخصائيي علم الوراثة، وأطباء الأطفال، وأطباء القلب، وأخصائيي النمو.

  • العمليات الطبية

بناءً على درجة التشوهات القلبية، قد تكون هناك حاجة إلى تدخلات جراحية لإصلاح العيوب الخلقية في القلب، بهدف تعزيز وظائف القلب، والصحة القلبية الوعائية بشكل عام.

  • برامج التدخل المبكر

تعتبر خدمات التدخل المبكر، مثل العلاج الطبيعي، وعلاج النطق، والعلاج المهني، من العوامل الأساسية لدعم الاحتياجات التنموية للأشخاص الذين يعانون متلازمة باتو، صُممت هذه البرامج لتعزيز النمو البدني، والمعرفي منذ مراحل مبكرة.

  • الرعاية التلطيفية

نظرًا لتعقيدات متلازمة باتاو والتحديات المتعددة التي تواجهها، تُعتبر الرعاية التلطيفية ضرورية لتحسين نوعية حياة الأفراد المصابين، تركز هذه الرعاية على إدارة الأعراض، تخفيف الألم، وتقديم الدعم النفسي للفرد وعائلته.

نصائح للتعامل مع مصاب متلازمات باتو

يتطلب التعامل مع متلازمة باتو أسلوبًا متكاملًا يركز على دعم الأسرة بالكامل. فيما يلي بعض النصائح للتعامل مع المشاعر والتحديات النفسية والاجتماعية المعقدة:

اطلب الدعم العاطفي المتخصص:

  • ابحث عن محترفي الرعاية الصحية الذين يوفرون بيئة ملائمة تدعم العائلات في التعبير عن مشاعرهم المختلفة، بدءًا من الصدمة والحزن وصولًا إلى الصمود والأمل، مما يساعدهم على التعامل مع هذه المشاعر المعقدة.
  • تواصل مع خدمات الاستشارة المتخصصة في الاضطرابات الوراثية، حيث توفر مساحة آمنة للآباء، وأفراد العائلة لمشاركة مخاوفهم وآمالهم وشكوكهم، مما يساعدهم على مواجهة التحديات، وتعزيز شعورهم بالوحدة والتفاهم.

انضم إلى مجموعات دعم الأقران:

  • ابحث عن عائلات تواجه تجارب مشابهة؛ فالتواصل معهم قد يحمل فوائد كبيرة.
  • هذه المجموعات غالبًا ما تكون مصدرًا للراحة والدعم والنصائح العملية، وتمنح شعورًا بالتضامن بأنكم لستم بمفردكم في هذه الرحلة.

استفد من الموارد التعليمية والدعم النفسي:

  • تأكد من تزويد الأسرة بمعلومات دقيقة، وسهلة الفهم حول سبب متلازمة باتو، وكيفية تطورها، والأنظمة الداعمة المتاحة.
  • لا تتردد في طلب استشارة نفسية مستمرة، حيث يمكن للمتخصصين في علم نفس الأطفال مساعدة الأسر على تطوير استراتيجيات للتكيف والمرونة، مما يعزز الرفاهية العامة لأفراد الأسرة.

تعزيز الجوانب الاجتماعية والمشاركة المجتمعية:

  • حاول الانخراط في المشاركة المجتمعية التي تساعد على  إزالة الحواجز،  والمفاهيم الخاطئة المتعلقة بالاضطرابات الوراثية.
  • تُعزز مبادرات التثقيف والتوعية من مجتمع شامل، وتوفر بيئة داعمة تقلل من الوصمة الاجتماعية، وتزيد من التعاطف.

هل يُمكن الوقاية من حدوث سبب متلازمة باتو؟

لا يمكن الوقاية من حدوث سبب متلازمة باتو بشكل مباشر، فمعظم حالاتها تحدث نتيجة لأخطاء عشوائية أثناء انقسام الخلايا. السبيل الوحيد للوقاية من ولادة طفل يعاني من هذه المتلازمة هو من خلال التشخيص المبكر وإجراء الفحوصات اللازمة أثناء الحمل.

ولهذا، تقدم مختبرات دلتا الطبية حلولًا متكاملة لدعم الأسر في هذه الرحلة. من أبرز هذه الحلول فحص NIPT غير الجراحي، الذي يلعب دورًا فعالًا في الكشف المبكر عن المتلازمة. بالإضافة إلى ذلك، تتوفر فحوصات الكاريوتايب والكروموسومات لتقديم صورة شاملة ودقيقة للحالة الوراثية.

تُجرى جميع هذه الفحوصات تحت إشراف فريق طبي متخصص ومؤهل، وباستخدام أجهزة حديثة، مع تطبيق صارم لمعايير الجودة لضمان أدق النتائج.

كما توفر مختبرات دلتا استشارات طبية متخصصة للرد على جميع تساؤلاتكم، وتقديم الدعم والنصائح اللازمة، بالإضافة إلى زيارات مجانية لمساعدتكم في فهم الخيارات المتاحة.

الخلاصة

سبب متلازمة باتو يكمن في عدم انفصال الكروموسومات، ولهذا تظهر أعراض متنوعة على المصابين، وتختلف تبعًا لاختلاف نوع متلازمة باتو، لذلك، يُفضل إجراء الفحوصات الجينية أثناء الحمل.

المصادر

اذهب إلى الأعلى