سرطان الثدي الثلاثي السلبي: أهم المعلومات من الأعراض حتى العلاج
هل سمعتِ من قبل عن سرطان الثدي الثلاثي السلبي؟ ربما لا، حيث أن هذا النوع من السرطان يُعد نادرًا؛ مما يجعله غير شائعًا لدى الكثيرين، ولكن هذا يسمح بالتغافل عنه واعتباره أمرًا غير واقعيًا.
لذا؛ حرصت مختبرات دلتا الطبية أن يكون هذا المقال، دليل شامل، لكل ما تحتاجين إلى معرفته بشأن سرطان الثدي الثلاثي السلبي بدايةً من التعرف على ماهيته وأسبابه وأعراضه، ومرورًا بطرق تشخيصه، وختامًا بسبل العلاج المُتاحة وفرص الشفاء.
ما هو سرطان الثدي الثلاثي السلبي؟
يُعرف سرطان الثدي الثلاثي السلبي TNBC، بأنه أحد أنوع سرطان الثدي الغازي، أي الذي يميل إلى الانتشار السريع في جميع أجزاء الجسم، ولكنه يختلف عن أنواع أورام الثدي الغازية في كون خيارات علاجه أقل بالمقارنة بهم.
وقد تتساءل: لماذا سُمي بهذا الأسم؟ والجواب يكمن أولاً، في الإشارة إلى أن الثدي يتكون من مجموعة من مستقبلات هرموني الإستروجين والبروجسترون (ER وPR)، هذه المستقبلات تُساعد على نموه الطبيعي.
ولكن في حالة حدوث انقسام ونمو غير طبيعي في الخلايا، قد تحتاج بعض أنواع سرطان الثدي إلى هذه المستقبلات لكي تُساعدها في النمو والانتشار، وهو ما يُعرف باسم سرطان الثدي الهرموني.
ولكن في حالة سرطان الثدي السلبي، لا تحتوى الخلايا السرطانية على المستقبلات السابقة ولا تحتوي أيضًا على بروتين HER2 والذي يتواجد على سطح بعض خلايا الثدي، لهذا سُمي بهذا الأسم.
الجدير بالذكر؛ تتراوح نسبة الإصابة بهذا النوع من السرطان مُقارنةً بالأنواع الأخرى بين 10 إلى 15%، وعادةً ما تبدأ الإصابة به لدى النساء الأقل من 40 عامًا، أو اللاتي لديهن طفرة في جين BRCA1.
ما الفرق بين سرطان الثدي الثلاثي السلبي والأنواع الأخرى؟
يُثير تعدد أنواع سرطان الثدي الكثير من التساؤلات، حول كيفية التمييز بين كل نوع؟ حيث يعتقد البعض أن الاختلاف يكمُن في الأعراض الظاهرية، ولكن في الحقيقة الفرق الحقيقي يتمثل في الخصائص البيولوجية، والسلوك الداخلي للورم، والذي يتمثل في الآتي:
- سرعة النمو والانتشار.
- الاستجابة للعلاج.
- احتمالية العودة بعد العلاج.
مراحل سرطان الثدي الثلاثي السلبي
لا تختلف مراحل هذا النوع من السرطان عن الأنواع الآخرى منه، فجميعها تبدأ وتنتهي بنفس الطريقة، كالآتي:
- المرحلة صفر (0): تُوجد الخلايا السرطانية داخل قنوات الحليب في الثدي فقط، ولم تنتشر بعد إلى أي أنسجة محيطة.
- المرحلة الأولى: تظهر الخلايا السرطانية في أنسجة الثدي القريبة، لكنها لا تزال محدودة داخل الثدي دون انتشار واضح.
- المرحلة الثانية: تبدأ الخلايا السرطانية في تكوين ورم صغير، وقد تُظهر الفحوصات وجود خلايا سرطانية في الغدد الليمفاوية تحت الإبط، وعادةً ما يكون قطر الورم 2 سم أو أقل، وقد يصل في بعض الحالات إلى 5 سم دون أن ينتقل إلى العقد الليمفاوية.
- المرحلة الثالثة: يُطلق عليها الأطباء اسم المرحلة المتقدمة موضعيًا، حيث ينتشر السرطان في الأنسجة والعقد الليمفاوية القريبة من الثدي، لكنه لا يزال داخل المنطقة الصدرية.
- المرحلة الرابعة: تُعرف باسم المرحلة المنتشرة، وفيها يمتد السرطان إلى مناطق بعيدة عن الثدي مثل: (الرئتين، الكبد، أو العظام).
أعراض سرطان الثدي الثلاثي السلبي
الوعي بأعراض سرطان الثدي، سواء كان النوع الحميد أو الخبيث بأنواعه، يُساهم في اتخاذ القرارات الطبية اللازمة بشكل سريع، وهو ما يُعزز فرص الشفاء، ولكن لابد من الإشارة إلى أن الأعراض عادة ما تكون واحدة بين جميع الأنواع، وتتمثل في الآتي:
- ظهور كتلة صلبة داخل الثدي.
- الشعور بـ ألم في الثدي أو الحلمة لا يرتبط بقرب موعد الدورة الشهرية.
- تغير في شكل أو ملمس جلد الثدي مثل: (الانكماش أو التعرجات).
- إفرازات غير طبيعية من الحلمة.
- انعكاس الحلمة للداخل أو تغير شكلها المعتاد.
- احمرار أو جفاف، وتقشر في جلد الثدي أو الحلمة.
- تورم في جزء أو في كامل الثدي.
- انتفاخ الغدد الليمفاوية تحت الإبط أو بالقرب من الترقوة.
الجدير بالذكر لا تعني ظهور أي من الأعراض السابقة ضرورة الإصابة بسرطان الثدي، فهُناك العديد من العوامل التي تُساعد في ظهور مثل هذه العلامات مثل: (التهاب الغدد العرقية، والتهاب الثدي، وانسداد القنوات اللبنية، وغيرها)، لذا؛ في حالة ملاحظة أي تغير غير طبيعي ضرورة مراجعة الطبيب المختص للتعرف على أسباب ظهور هذه العلامات.
ولكن لابد من الإشارة إلى أن هذه الأعراض إذا كانت علامة على الإصابة بسرطان الثدي، فأنها ليست من الضرورة أن تظهر جميعها في وقت واحد، حيث أنها تختلف من حالة إلى آخرى.
أسباب سرطان الثدي الثلاثي السلبي
بالرغم من التطورات الطبية التي تحدث في كل لحظة، إلا أن أسباب سرطان الثدي السلبي لا تزال مجهولة، ولكن يرجح الباحثين أنها ناتجة عن الطفرات في جينات BRCA1 و BRCA2، والتي تعمل على منع الخلايا السرطانية في الثدي.
هل سرطان الثدي الثلاثي السلبي وراثي؟
في بعض الحالات، قد يكون ناتجًا عن طفرات وراثية مثل: (BRCA1 أو BRCA2)، تنتقل من أحد الوالدين، والتي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
كيفية تشخيص سرطان الثدي السلبي؟
لا تختلف طريق تشخيص هذا النوع من السرطان، فمثله مثل الأنواع الآخرى منه، حيث يتم أولا الفحص السريري من قبل الطبيب المختص، والذي يوصي عادةً بإجراء مجموعة من الفحوصات الطبية التي تُساعده في وضع تشخيص صحيح، يُمكنه من اختيار طرق العلاج المُناسبة.
وتتمثل طرق تشخيص سرطان الثدي الثلاثي السلبي في الآتي:
اختبارات الدم
تُعتبر تحاليل الدم من أولى الخطوات التي تساعد الأطباء في الاشتباه بوجود سرطان الثدي أو متابعة الحالة بعد التشخيص، فمن خلال فحوصات مؤشرات الأورام يمكن الكشف عن نشاط غير طبيعي في خلايا الجسم، ومن أبرزها:
- تحليل مستقبلات الهرمونات (ER وPR): لمعرفة ما إذا كان الورم يعتمد على الهرمونات للنمو.
- اختبار HER2: للكشف عن وجود البروتين الذي يزيد من سرعة نمو بعض أنواع السرطان.
الفحوصات التصويرية
تلعب الفحوصات التصويرية دورًا أساسيًا في تحديد طبيعة الورم ومكانه وحجمه بدقة، وهي من أهم الأدوات التشخيصية التي يعتمد عليها الأطباء قبل تأكيد الإصابة، وتشمل:
-
أشعة الثدي (الماموجرام)
تُعد أشعة الماموجرام من أكثر الوسائل استخدامًا للكشف المبكر عن أورام الثدي، حيث تُظهر صورًا ثنائية أو ثلاثية الأبعاد للأنسجة الداخلية للثدي، وتُساعد في اكتشاف التكلسات الدقيقة أو الكتل الصغيرة التي قد لا تكون محسوسة بعد.
وفي بعض الحالات، قد لا تكون النتائج واضحة بسبب كثافة أنسجة الثدي، فيلجأ الطبيب إلى استخدام فحصٍ آخر مثل: (الموجات فوق الصوتية).
-
الموجات فوق الصوتية (Ultrasound)
يُستخدم هذا الفحص كوسيلة مكملة للماموجرام، ويتميز بأنه آمن وغير مؤلم، كما يُساعد الطبيب على تحديد موقع الورم بدقة والتفريق بين الكتل الصلبة و المملوءة بالسوائل.
-
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
يُعد الرنين المغناطيسي للثدي من أكثر الفحوصات دقة، خاصةً في الحالات التي يصعب تفسير نتائج الفحوصات الأخرى فيها، ويُستخدم هذا الفحص موجات مغناطيسية، وصبغة خاصة لتكوين صور تفصيلية توضح:
- الأورام الصغيرة جدًا غير الظاهرة في الأشعة الأخرى.
- مدى انتشار السرطان داخل الثدي أو انتقاله للثدي الآخر.
الخزعة (Biopsy)
بعد ظهور نتائج الفحوصات التصويرية، قد يطلب الطبيب إجراء خزعة من نسيج الثدي، إذا وُجدت مؤشرات تدل على وجود ورم،
وفي هذا الإجراء، يتم أخذ عينة صغيرة من النسيج لتحليلها تحت المجهر؛ مما يُساعد في تحديد نوع السرطان، ودرجته، واستجابته للعلاجات الهرمونية أو المستهدفة.
علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي
تُعد الجراحة من أكثر الخيارات العلاجية شيوعًا في حالات سرطان الثدي الثلاثي السلبي، وغالبًا ما يُقرر الطبيب المختص الجمع بينها وبين أنواع أخرى من العلاجات، لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة، وتشمل هذه العلاجات:
- العلاج الكيميائي: يُستخدم في المراحل المبكرة (الأولى والثانية) للقضاء على الخلايا السرطانية ومنع انتشارها.
- العلاج المناعي والعلاج الكيميائي قبل الجراحة: في بعض الحالات، يُوصي الطبيب بمزيج من العلاجين لتقليص حجم الورم قبل استئصاله جراحيًا؛ مما يُسهل العملية ويُحافظ على أكبر قدر ممكن من أنسجة الثدي السليمة.
- العلاج الإشعاعي بعد الجراحة: يُستخدم لتدمير أي خلايا سرطانية متبقية، وتقليل احتمالية عودة المرض مستقبلًا.
- العلاج الموجّه (Targeted Therapy): يشمل أدوية مثل: (مثبطات PARP أو العقاقير المرتبطة بالأجسام المضادة)، وتُستخدم هذه العلاجات في بعض الحالات التي يكون فيها السرطان مرتبطًا بطفرة جينية في جين BRCA.
هل يُمكن الشفاء من سرطان الثدي الثلاثي السلبي؟
والجواب على هذا السؤال يعتمد على عدة عوامل مثل: (مدى انتشار الورم، الاستجابة العلاجية، والحالة الصحية العامة)، فكلما تم اكتشاف الورم مُبكرًا كانت معدلات الشفاء أعلى.
كم يعيش مريض سرطان الثدي الثلاثي السلبي؟
يُعد هذا السؤال من أكثر الأسئلة الشائعة التي يطرحها المرضى أو ذويهم، ولكن في الحقيقة لا يُمكن تحديد السنوات التي تستطيع المريضة البقاء على قيد الحياة خلالها، فالأمر متفاوت.
في الختام؛ تذكري دائمًا أن المتابعة المنتظمة والفحص الدوري هما خط الدفاع الأول ضد سرطان الثدي، فالاكتشاف المبكر قد يُنقذ حياتك.








