سرطان الثدي المنتشر: الأعراض والخطورة وفرص الشفاء
هل سرطان الثدي المنتشر نهاية الحياة والأمل؟ فكثير ما يطرحون هذا السؤال وغيره من أسئلة بعد تشخيصهم بالمرحلة الرابعة من أورام الثدي، وعلى الرغم من أن مسألة العلاج قد تكون صعبة بعض الشئ، إلا أن الطب لا يعرف المستحيل أو يتحدث عن النهاية.
وفي هذا المقال؛ حرصت مختبرات دلتا الطبية أن يكون دليلًا شاملاً وجاوبًا لكل ما يدور في أذهان المريضات وذويهم، بشأن سرطان الثدي المنتشر، حول الأعراض ومدى الخطورة على الصحة العامة، وسُبل العلاج وفرص الشفاء، وغيرها.
ما هو سرطان الثدي المنتشر؟
يُعرف سرطان الثدي المنتشر بأنه المرحلة الرابعة من مراحل سرطان الثدي، حيث تتجاوز الخلايا السرطانية حدود الثدي والغدد الليمفاوية القريبة، لتصل إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل: (العظام، والكبد والرئتين).
ويُطلق على هذا النوع من سرطان الثدي، مجموعة من الأسماء التي رغم تعددها، إلا أنها تُشير إلى حالة صحية واحدة، تتمثل في الآتي:
- سرطان الثدي النقيلي.
- سرطان الثدي المتقدم.
وقد يتسأل البعض: هل تطور سرطان الثدي إلى المرحلة المنتشرة أمر حتمي؟ والجواب هو لا، فليس من الضروري أن يتطور السرطان في جميع الحالات، فهذه الحالة تحدث في حالات مُحددة، مثل:
- اكتشاف سرطان الثدي في مرحلة مُتأخرة.
- عدم المُتابعة الدورية والالتزام بالعلاج من بداية التشخيص.
وأوضح المعهد الوطني للسرطان في أمريكا، أن نسبة تطور سرطان الثدي عند النساء التي تم تشخيصهم مُبكرًا، تتراوح بين 20% إلى 30%، أي أنها ربع حالات الإصابة فقط.
الجدير بالذكر، أشارت منظمة الصحة العالمية أن سرطان الثدي يحتل المركز الثاني كأعلى أنواع السرطان انتشارًا حول العالم، حيث بلغت نسبة الإصابة به خلال عام 2022، نحو 2 مليون و300 ألف سيدة.
أعراض سرطان الثدي المنتشر
لا تختلف علامات سرطان الثدي المنتشر عن علامات الإصابة المعروفة بأورام الثدي والتي تتمثل في الآتي:
- تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط: قد يُشير إلى أن الجسم يحاول مقاومة وجود خلايا غير طبيعية، أو بداية انتشار المرض.
- ظهور كتلة أو منطقة صلبة داخل الثدي: تُعد من أكثر العلامات شيوعًا، وغالبًا لا تُسبب ألمًا في المراحل الأولى، لكنها سرعان ما تتطور وقد تشعري بألم نتيجة ضغطها على الأنسجة المحيطة.
- تغيّر في شكل أو حجم الثدي: مثل: تضخم أو اختلاف واضح بين الثديين، أو فقدان التناسق الطبيعي في الشكل العام.
- إفرازات من الحلمة دون سبب واضح: خاصةً إذا كانت شفافة أو تحتوي على دم، في غياب الحمل أو الرضاعة الطبيعية.
- احمرار أو تقشّر في جلد الثدي أو حول الحلمة: وقد يصاحبه شعور بالحكة أو تهيّج مستمر في الجلد.
- تغيّر في اتجاه أو شكل الحلمة: مثل: انكماشها إلى الداخل أو فقدان شكلها الطبيعي المعتاد.
- ألم مستمر في الثدي أو الحلمة.
وفي مرحلة سرطان الثدي المتقدم، لا تقف الأعراض على الثدي، بل قد تلاحظين ظهور مجموعة من الأعراض غير الطبيعية التي تطرأ على أجزاء أخر من الجسم كالعظام والكبد والرئتين والدماغ، وفيما يلي نتعرف على كل واحدًا بشكل أدق:
أعراض انتشار سرطان الثدي إلى العظام
في أي مرحلة ينتقل سرطان الثدي إلى العظام؟ يُعد هذا السؤال من الأسئلة الشائعة التي يطرحها الكثيرون، والجواب هو أنه ينتقل في المرحلة الرابعة من سرطان الثدي، حيث تنتشر الخلايا السرطانية في الجسم وتصل إلى العظام؛ مما يجعلك قد تشعرين بالأعراض التالية:
- ألم مفاجئ في العظام أو المفاصل: ويزداد مع الوقت.
- هشاشة العظام: قد تلاحظين التعرض لكسر في العظام والمفاصل بشكل سريع بالرغم من التعرض إلى إصابة بسيطة.
- خدر أو ضعف في العضلات: خاصة في الذراعين أو الساقين، وقد يؤثر على الحركة أو التوازن.
- تورم غير مبرر: قد يظهر بشكل مُفاجئ ويكون مصحوبًا بألم أو تيبس.
أعراض انتشار سرطان الثدي إلى الرئة
عادةً ما تكون الرئة هي الأقرب للإصابة بالسرطان، نتيجة التأثر بسرطان الثدي، وتتمثل أعراض الإصابة بسرطان الرئة في الآتي:
- سعال مستمر لا يختفي مع الوقت أو العلاج.
- صعوبة في التنفس أو الشعور بضيق عند الشهيق والزفير.
- ألم أو انزعاج مستمر في منطقة الصدر.
- تكرار التهابات الصدر أو الجهاز التنفسي بشكل ملحوظ.
أعراض انتشار سرطان الثدي إلى الكبد
على الرغم من قلة حدوث هذه الحالة، إلا أنه ليست بالمستحيل، حيث قد تظهر بعض العلامات التي تدل عليها والتي تتمثل في الآتي:
- اليرقان: قد تلاحظين تغير لون الجلد أو العينين إلى اللون الأصفر.
- حكة مستمرة في الجلد أو ظهور طفح جلدي غير مبرر.
- ألم أو شعور بعدم الراحة في الجزء العلوي من البطن.
- فقدان ملحوظ في الشهية.
- الغثيان أو القيء المتكرر دون سبب واضح.
أعراض انتشار سرطان الثدي إلى الدماغ
تُعد الدماغ أكثر عُرضة لانتشار الخلايا السرطانية فيها، والتي قد تتسبب في الشعور بالأعراض التالية:
- صداع متكرر أو إحساس متزايد بالضغط داخل الرأس.
- اضطرابات في الرؤية مثل: (ازدواجية الرؤية، أو تشوشها، أو رؤية ومضات ضوئية متقطعة).
- نوبات تشنجية أو فقدان مؤقت للوعي.
- الغثيان أو القيء المستمر دون سبب واضح.
- تغيرات ملحوظة في السلوك أو الشخصية أو طريقة التفكير.
وبعد أن تعرفنا على أعراض سرطان الثدي المنتشر، لابد من أن نُشير إلى أن العلامات السابقة ليست بالضرورة تعني الإصابة بالسرطان أو انتشاره، بل أن هُناك أمراض ومشاكل صحية أخرى تتسب في ظهور هذه الأعراض.
لذا تنصح مختبرات دلتا الطبية في حالة ملاحظة أي علامة غير طبيعية في الجسم، ضرورة التوجه إلى الطبيب المختص، لفحصها والتعرف على أسباب حدوثها، لوضع خطة علاجية مُناسبة لها تُعزز من فرص الشفاء.
أسباب سرطان الثدي المنتشر
على الرغم من أن هذه الحالة هي امتداد للإصابة الأولية بسرطان الثدي، فعادةً ما يحدث سرطان الثدي النقيلي، بعد تلقي العلاجات المُتاحة للسرطان، ولكن في بعض الحالات قد يكون هُناك خلايا سرطانية غير مُعالجة في الجسم؛ تتسبب في نشاط السرطان مُجددًا بعد العلاج.
وقد تتساءلين: كيف يحدث ذلك بالرغم من تلقي علاج السرطان؟ والجواب هو أنه على الرغم من تلقي العلاج المُناسب لسرطان الثدي، والذي يُحقق كفاءة كبيرة في الشفاء من السرطان، إلا أنه هُناك بعض الخلايا السرطانية التي يقوم العلاج بأضعافها والحد من حجمها؛ مما يجعلها غير ظاهرة عند إجراء الفحوصات التأكيدية للشفاء من هذا المرض.
وبعد أنتهاء مدة العلاج؛ سرعان ما تبدأ هذه الخلايا في النمو والتطور من جديد، وقد تبدأ في الانتشار في الدم أو الجهاز اللمفاوي، ومن ثم تنتشر في جميع خلايا الجسم وتستقر.
الجدير بالذكر؛ هو أن انتشار سرطان الثدي لا يعني بالضرورة أن يصيب الجسم بأكمله، فبعد الشفاء قد تعود الخلايا السرطانية في الثدي مُجددًا، فالأمر يعتمد على ضرورة المُتابعة الطبية سواء فترة العلاج وحتى الشفاء، لمتابعة أي تطورات صحية جديدة.
تشخيص سرطان الثدي النقيلي
لا تختلف طريقة تشخيص سرطان الثدي المنتشر عن غيرها من طرق التشخيص المُتعارف عليها للسرطان، ولكن في بعض حالات الإصابة قد لا تحتاج إلى إجراء الفحوصات بشكل كامل، ولكن مع السرطان المنتشر تحتاج إلى إجراء المزيد من الفحوصات التي تُساعد في إلقاء نظرة شاملة عن تطورات الخلايا.
وتتمثل طرق التشخيص في الآتي:
-
الفحوصات التصويرية
تُساعد في التقاط صور دقيقة لحالة الأعضاء والخلايا الداخلية في الجسم، وهُناك مجموعة من الفحوصات التصويرية التي تُساعد في ذلك وهي:
-
- الفحص بالموجات فوق الصوتية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- التصوير المقطعي المحوسب.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET-Scan).
- فحص العظام (Bone Scan).
-
تحليل دلالات الأورام
يعتقد البعض أن تحليل دلالات الأورام والسرطانات ما هو إلا نوع واحد من التحاليل، ولكن في الحقيقة هو مجموعة من التحاليل التي يُحددها الطبيب المختص، لكي تُساعده في التعرف على السرطان ومدى انتشاره في الجسم، ومن أبرزها:
-
- CYFRA 21-1.
- DCP (دي-جاما كاربوكسي بروثرومبين).
- ألفا فيتوبروتين (AFP).
- uPA و PAI-1.
ولمعرفة المزيد من تحاليل مؤشرات السرطان، برجاء الضغط هُنا.
-
خزعة
عادةً ما تكون الإجراء التشخيصي الأخير لتأكيد انتشار سرطان الثدي وتحديد نوع الورم بدقة، حيث يتم إزالة عينة صغيرة من النسيج من المنطقة التي يُشتبه بوجود خلايا سرطانية فيها، سواء في (الكبد، أو الرئة، أو العظام)، أو أي عضو آخر ثم تُفحص هذه العينة تحت المجهر من قِبل أخصائي علم الأمراض.
هل يُمكن الشفاء من سرطان الثدي المنتشر؟
تعتمد الإجابة على هذا السؤال حسب نتائج الفحوصات التشخيصية، حيث أن المرحلة الرابعة من السرطان قد تُعد خطوة العلاج والشفاء أمرًا مُعقدًا بعض الشئ، ولكن ليس مُستحيلاً، فالأمر كله يتوقف على الآتي:
- مدى انتشار الخلايا السرطانية: هل اقتصر الانتشار على عضو أو اثنين فقط، أم شمل أجزاء متعددة من الجسم؟
- خصائص الخلايا السرطانية: مثل: (نوعها واستجابتها للعلاجات الهرمونية أو الموجهة×.
- الحالة الصحية العامة للمريضة: إذ تؤثر قوة الجهاز المناعي ووظائف الأعضاء على فاعلية العلاج.
- سرعة الاستجابة للعلاج: فكلما كانت الاستجابة أسرع، زادت فرص السيطرة على المرض وتحسين جودة الحياة.
وفي السنوات الأخيرة، ساهم تطور العلاجات الموجهة والمناعية في تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل ملحوظ، حتى لدى الحالات المنتشرة؛ مما يجعل من الممكن السيطرة على المرض لفترات طويلة والتعامل معه كحالة مزمنة يمكن التعايش معها.
وفي الختام؛ تؤكد مختبرات دلتا الطبية أن سرطان الثدي المنتشر، لا يعني نهاية الحياة، بل هو بداية لفصل جديد من التحدي والعزيمة، فكلاهما يُحقق فرقً حقيقيًا في رحلة الشفاء.
وفي شهر التوعية بسرطان الثدي، تنصح مختبرات دلتا الطبية بضرورة القيام بالفحص الذاتي للثدي بشكل دوري، واستشارة الطبيب المختص إذا لاحظت أي تغير غير طبيعي في الثدي، الاكتشاف المُبكر هو سلاح مواجهة السرطان.