علاج حصوات المرارة: أحدث الطرق الطبية والطبيعية الفعالة
هل تُعاني من اضطرابات هضمية وأصفرار البشرة والعينين؟ قد تكون بحاجة إلى التعرف على علاج حصوات المرارة، الذي يُساعدك على الشفاء من الأعراض السابقة، سواء من خلال الطرق الطبية أو الطبيعية، بالإضافة إلى دوره في الوقاية من تفاقم الحالة والتعرض إلى مُضاعفات صحية خطيرة.
ونظرًا لتعدد الطرق المُستخدمة في علاج حصى المرارة، حرصت مختبرات دلتا الطبية في هذا المقال، على توضيح كافة المعلومات المُتعلقة بطبيعة هذه المشكلة الصحية، بدايةً من التعرف أسبابها وأعراضها، ووصولاً إلى سُبل العلاج التي تتناسب مع كل حالة وكيفة اختيار الأنسب منها.
ما هي أسباب حصوات المرارة؟
قبل أن نتعرف على طرق علاج حصوات المرارة، لابد أولاً من التعرف على أسباب تكونها، حيث أنها تُعد حجر الأساس في اختيار خطة العلاج المُناسبة، والوقاية من تكرار مشكلة هذا العضو الصغير الواقع أسفل الكبد مُباشرةً، والذي يقوم بتخزين العصارة الصفراوية التي يفرزها الكبد للمساعدة في هضم الدهون، وتتكون الحصوات نتيجة الاسباب التالية:
- زيادة تركيز الكوليسترول في العصارة الصفراوية: نتيجة إنتاج الكبد كميات كبيرة من الكوليسترول، تتجاوز قدرة العصارة الصفراوية على إذابتها؛ مما يؤدي إلى ترسب الكوليسترول، وتكون حصوات مرارية من نوع الكوليسترول.
- ارتفاع مستوى البيليروبين في العصارة الصفراوية: البيليروبين هو ناتج طبيعي لتحلل كريات الدم الحمراء، ويُعالج داخل الكبد قبل أن يطرح خارج الجسم، ولكن في بعض الحالات المرضية، مثل: (تليف الكبد أو أمراض الدم المزمنة)، قد تؤدي إلى زيادة إنتاج البيليروبين؛ مما يرفع احتمالية تكوين حصوات مرارية صبغية.
- ضعف تفريغ المرارة للعصارة الصفراوية: عندما تفشل المرارة في الانقباض والتفريغ بالشكل الطبيعي، تُصبح العصارة الصفراوية أكثر تركيزًا، وهو ما يهيئ الظروف لترسب المواد، وتشكل الحصوات.
أعراض حصوات المرارة
يعتمد اختيار أفضل علاج لحصوات المرارة على شدة الأعراض التي يُعاني منها المريض، حيث أن شدتها تختلف من حالة إلى أخرى، كما ان حصى المرارة تُعد من المشاكل الصحية الصامتة، التي لا تظهر أي أعراض في بدايتها.
ولكن عندما تبدأ الحصوات بالتحرك أو تنسد القنوات الصفراوية، فقد يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض مُفاجئة تتطلب التدخل الطبي الفوري، وفيما يلي أبرز أعراض حصوات المرارة التي يجب الانتباه إليها:
الإحساس بألم في الكتف الأيمن أو في منطقة أعلى الظهر.
- اضرابات هضمية تشمل: (الغثيان والانتفاخ وعسر الهضم، الإسهال).
- نوبات من التقيؤ.
- تغيّر لون البول ليصبح داكنًا.
- خروج براز داكن أو أسود اللون.
- اصفرار بياض العينين أو الجلد (اليرقان).
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
وتنصح مختبرات دلتا بعدم تناول علاج حصوات المرارة إذا كنت على علم به، بدون مراجعة الطبيب المختص، حيث أن الأعراض السابقة تشترك مع أمراض أخرى، لذا لابد من إجراء الفحوصات اللازمة، ومن ثم اتباع توصيات الطبيب المُعالج، وذلك لمنع حدوث أي مُضاعفات صحية مُفاجئة.
هل يُمكن الشفاء من حصوات المرارة بدون عملية؟
(نعم)، في كثير من الحالات يمكن علاج حصوات المرارة دون الحاجة إلى التدخل الجراحي، خاصةً إذا كانت الحصوات صغيرة ولا تُسبب انسدادًا في القنوات الصفراوية أو مضاعفات خطيرة.
وتشير الدراسات الطبية إلى أن نحو 80% من الحالات لا تتطلب أي تدخل علاجي مباشر، حيث يمكن الاكتفاء بالمراقبة والمتابعة الدورية، أما في الحالات التي تستدعي العلاج، فيمكن الاعتماد على عدة أساليب غير جراحية، أبرزها:
- التغذية.
- المنظار.
- الأدوية العلاجية.
كيفية علاج حصوات المرارة بدون جراحة؟
يُمكن علاج حصوات المرارة بالمنظار، من خلال تفتيتها، عندما تكون الحصوة عالقة في القنوات الصفراوية، وليس لإزالة المرارة، بل لتفتيت أو إزالة الحصوات فقط، وفيما يلي سوف نتعرف بشكل تفصيلي عن خطوات تفتيت حصوة المرارة بالمنظار:
- إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا ومجسات من الفم مرورًا بالمعدة حتى القنوات الصفراوية، دون الحاجة لفتح البطن أو إجراء شقوق جراحية كبيرة.
- وقد يستغرق الأمر مدة تتراوح من 30 دقيقة إلى ساعة أو أكثر إذا تطلب الأمر، وقد يوصي بعض الأطباء بضرورة البقاء في المستشفي بعد إجراء المنظار، للتأكد من سلامة الوظائف الحيوية.
الجدير بالذكر؛ يختلف علاج حصوات المرارة بالمنظار، عن علاج المرارة بالمنظار، حيث أن الأول يعمل على تفتيتها وهو إجراء غير جراحي، أما الثاني فهو إجراء جراحي يتم من خلال إحداث بعض الشقوق في البطن لإدخال المنظار واستئصال المرارة بشكل كامل، ويعتمد أختيار أحداهما على الحالة الصحية العامة للمريض.
ما هي الأدوية التي تُساعد على تفتيت حصى المرارة؟
تُعد الأدوية العلاجية أحد طرق علاج حصوات المرارة بدون جراحة، وذلك من خلال الأدوية المُذيبة للحصوة، حيث تعمل على إذابة الأحماض الصفراوية، إلا أن الحصول على نتائج واضحة قد يستغرق عدة شهور، وعادةً ما ينصح بالأدوية لدى المرضى الغير قادرين على إجراء الجراحة، أو أن حالتهم الصحية لا تسمح بتلقي البنج الكلي.
ومن أبرز الأدوية المستخدمة في في تفتين حصوات المرارة:
- اليورسوديول (Ursodiol).
- دواء الكينوديول (Chenodiol)
- حقن مركب ميثيل ثالثي بوتيل الأثير.
وتؤكد مُختبرات دلتا الطبية، على ضرورة استشارة الطبيب المختص قبل أخذ أي من الأدوية السابقة، وذلك لما لها من آثار جانبية خطيرة.
كيف تتخلص من حصوات المرارة بطريقة طبيعية؟
أصبح البحث عن الطرق الطبيعية لعلاج حصوات المرارة خيارًا شائعًا بين العديد من المرضى، خاصةً عند أولئك الذين يرغبون في تجنّب التدخل الجراحي.
وتعتمد هذه الطرق على تعديل نمط الحياة والنظام الغذائي، إلى جانب استخدام بعض العناصر الغذائية التي تساهم في تحسين تدفق العصارة الصفراوية وتقليل فرص ترسّب الكوليسترول أو البيليروبين داخل المرارة، وفيما يلي سوف نتعرف على هذه الطرق بشكل تفصيلي:
-
علاج حصوات المرارة بالأكل
ماذا يأكل مريض الحصى في المرارة؟ يُعد من أكثر الأسئلة الشائعة التي يبحث عنها المرضى وأسرهم، عبر محركات البحث المُختلفة، وذلك نظرًا لدور الغذاء الكبير في علاج حصوات المرارة، أو الإصابة بها، حيث يُمكن أن تُساهم بعض الأطعمة في زيادة خطر تكون الحصوات، بينما يُسهم البعض الآخر في العلاج، والذي يتمثل في الآتي:
منتجات الألبان قليلة أو خالية الدسم
- الحليب ومنتجاته مثل: (الزبادي والجبن القليل الدسم)، حيث توفر البروتين والكالسيوم مع تقليل نسبة الدهون الضارة.
الخضروات والفواكه الطازجة
- تناول 7 حصص يوميًا من الخضار والفواكه المُختلفة؛ يساهم في خفض احتمالية تكوّن حصوات المرارة بنسبة تصل إلى 20%.
- التركيز على الأطعمة الغنية بفيتامين “سي”، مثل: (البرتقال، السبانخ، الجرجير، الجريب فروت، وغيرهم)، حيث تُساعد على تكسير الكوليسترول، والتخلص منه عبر العصارة الصفراوية؛ مما يُقلل خطر تكوين حصوات الكوليسترول.
الأطعمة الغنية بالألياف والحبوب الكاملة
- مثل: (الشوفان، القمح الكامل، الحبوب الكاملة)، فجميعهم يُساعد على تحسين الهضم، وتقليل امتصاص الكوليسترول.
البقوليات والنشويات الصحية
- مثل: (البطاطا المسلوقة أو المشوية، والبقوليات المجففة المطبوخة)، حيث أنها تمد الجسم بالطاقة، والألياف مع تقليل الدهون المشبعة.
اللحوم قليلة الدهن
- مثل: (اللحوم الحمراء الطرية قليلة الدهون، والدجاج منزوع الجلد، والأسماك المطهية بطرق صحية مثل السلق أو البخار).
الدهون الصحية
- استخدام كميات معتدلة من الدهون الصحية مثل: (زيت الزيتون، زيت الكانولا، زيت فول الصويا، والسمن النباتي غير المهدرج) بمقدار 2-3 ملاعق يوميًا.
المكسرات
- مثل: (اللوز، الجوز، جوز الهند، وبقية المكسرات غير المملحة)، التي تُساعد على تحسين صحة المرارة، وتوفير دهون صحية غير مشبعة.
الفواكه المجففة
- مثل: (التمر والفواكه المجففة)، حيث يُعتقد أن التمر يساهم في تفتيت حصوات المرارة، وتحسين صحة الجهاز الهضمي.
الجدير بالذكر، يجب أن تكون على دراية بالأطعمة التي يُمكن أن تزيد من خطورة تشُكل حصوات المرارة، والتي تتمثل في:
- منتجات الألبان كاملة الدسم: كما في: (الحليب كامل الدسم، القشدة، اللبن العادي، البوظة عالية الدسم، والجبنة كاملة الدسم)، حيث أن جميعهم غني بالدهون المُشبعة.
- النشويات الدهنية: مثل: (الخبز، والأرز، والمعكرونة المُضاف إليها الزيت أو الزبدة).
- اللحوم الدهنية والمصنعة: مثل: (اللحوم الحمراء مرتفعة الدهون، اللحوم المعلبة، والدواجن مع الجلد)، بالإضافةً إلى الأسماك الزيتية مثل: (السردين بالزيت)، وجميعها تحتوي على نسب عالية من الدهون غير الصحية.
- البيض مرتفع الدهون: مثل: (صفار البيض، أوالبيض المقلي في الزيت أو السمن).
- الحلويات الغنية بالدهون والسكر: مثل: (الحلويات العربية، والشوكولاتة، والحلاوة الطحينية، وزبدة الفول السوداني، والفطائر، والكيك، والبسكويت المصنوع بكمية كبيرة من الزبدة أو السمنة).
- المقليات والمخللات: مثل: (البطاطس المقلية، والأطعمة السريعة، والمخللات، والزيتون المالح)، إلى جانب البُهارات الحارة مثل: (الفلفل الأسود).
-
أفضل مشروبات لعلاج حصوات المرارة
تلعب بعض المشروبات الطبيعية دورًا مهمًا في دعم وظائف المرارة، والمساعدة على الوقاية من تكوّن الحصوات، أو التخفيف من أعراضها.
فيُساهم اختيار المشروبات الغنية بمضادات الأكسدة، والألياف القابلة للذوبان، والفيتامينات، من تحسين تدفق العصارة الصفراوية وتقليل ترسبات الكوليسترول، وفيما يلي سوف نتعرف على أهم هذه المشروبات:
- شاي النعناع: يُساعد على تحسين تدفق العصارة الصفراوية.
- خل التفاح الطبيعي.
- عصير التفاح الطبيعي.
- حليب الشوك.
- الخرشوف.
في الختام؛ يظل علاج حصوات المرارة رحلة تختلف من شخص لآخر، لكنها تبدأ دائمًا بالوعي بأعراضها، وفهم أسبابها، وباتباع أسلوب حياة صحي، والالتزام بالتوصيات الطبية، يمكن الوقاية من المضاعفات، وتحقيق الشفاء بأمان، ولكن تذكر دائًما أن صحتك تبدأ من اختياراتك اليومية، فاجعلها اختيارات ذكية.