علاج كيماوي.. كيف يعمل، وما هي آثاره الجانبية، وأنواع جرعاته

هل تعلم أن الدواء الذي يضعف الجسد مؤقتًا، قد يكون هو سبب شفائك، وفي هذا الصدد يعد علاج كيماوي من أكثر أساليب علاج السرطان فعالية، كونه يعمل على تدمير الخلايا السرطانية، ومنعها من النمو والانتشار، وعلى الرغم من آثاره الجانبية المؤقتة، إلا أنه يمثل خطوة أساسية نحو السيطرة على المرض، وتحقيق التعافي بإذن الله.

ومع التقدم الطبي الهائل أصبحت تحاليل ما قبل وأثناء العلاج الكيماوي عنصرًا مهمًا؛ لتقييم استجابة الجسم ومتابعة الحالة بدقة، وهنا يأتي دور مختبرات دلتا التي تقدم مجموعة شاملة من الفحوص المخبرية الدقيقة؛ لمراقبة الحالة الصحية أثناء فترة العلاج بشكل يساعد الأطباء على تعديل الجرعات وضمان أفضل نتائج ممكنة.

ما هو الكيماوي المستخدم في علاج السرطان؟

علاج كيماوي يقصد به العلاج الذي يستعمل الأدوية بغرض إتلاف الخلايا السرطانية، لهذا العلاج أنواع عديدة تتفاوت في آلية عملها.

ويتم استخدام النوع المناسب وفقًا لنوع السرطان، وأغلبها يُمنح عبر الوريد، والبعض يُعطى عن طريق الحقن، أو على هيئة أقراص، أو بوضعه على الجلد.

وإن أوصى الطبيب بالعلاج الكيميائي فمن الضروري إدراك الهدف من العلاج، والذي يعتمد على نوع السرطان، ومرحلته، ودرجة انتشاره، والتي تتمثل في 3 أهداف علاجية كالتالي:

  • علاج السرطان (المقصد العلاجي).
  • السيطرة على تفشي السرطان.
  • تخفيف حدة الأعراض (المقصد التلطيفي)

كيف يكون العلاج الكيماوي؟

لعلك تتساءل عن كيفية عمل علاج كيماوي، وتكمن الإجابة في مقاومة الخلايا السرطانية، وتدميرها عبر الاعتماد على أدوية فعالة، يُطلق عليها (السامة للخلايا)، أي أنها تكافح الخلايا، وتحد من تطورها، أو تتسبب في موتها. 

وتستند فكرته على انقسام الخلايا السرطانية بشكل سريع بالمقارنة مع الغالبية العظمى من الخلايا المألوفة في الجسم، ويكمن عمل الأدوية في تعطيل هذه العملية، ومن ثم القضاء على كافة الخلايا التالفة، أو الحد من تكاثرها.

حيث تسير أدوية العلاج الكيميائي عبر مجرى الدم إلى أن تصل إلى كافة أنحاء الجسم، الأمر الذي يزيد من فعاليتها ضد الورم، الذي قد يتوغل إلى أعضاء الجسم المختلفة.

وعلى الرغم من استهداف العلاج للخلايا السرطانية في الأساس، ولكنه قد يؤثر بالسلب أيضًا على بعض الخلايا السليمة، التي تنمو بصورة سريعة، مثل؛ خلايا الشعر، أو نخاع العظم.

أنواع جرعات الكيماوي:

لا بد أن تدرك مدى تعدد أنواع جرعات أي علاج كيماوي، وذلك وفق الغرض من استخدامها، وحالة المريض الصحية، ونوع الورم، وبوجه عام يتم تصنيفها إلى ما يلي:

  • الجرعة التمهيدية: تُمنح قبل إجراء العملية الجراحية، أو العلاج الإشعاعي، والهدف منها تقليص حجم الورم بالشكل الذي يسهل من عملية استئصاله،  يرفع  من فاعلية العلاج لاحقًا.
  • الجرعة المساعدة: يتم استخدامها عقب انتهاء العملية الجراحية، أو العلاج الإشعاعي؛ بغرض تدمير الخلايا السرطانية التي ما زالت في الجسم، والتقليل من احتمالية الإصابة بالسرطان مجددًا.
  • الجرعة العلاجية: الهدف منها هو التخلص من السرطان بصورة تامة، ويلجأ إليها الطبيب في حالة توافر فرصة للشفاء التام، وذلك بناءًا على مرحلة ونوع الورم.
  • الجرعة التلطيفية: تُستخدم في الحالات المتطورة من مرض السرطان، أي في حالة اليأس من الشفاء،  الغرض منها هو تخفيف حدة الأعراض، وتقليل الألم، وتعزيز جودة حياة المصاب.

عدد جرعات العلاج الكيماوي:

هل تعلم أن عدد جرعات أي علاج كيماوي تتفاوت من حالة إلى أخرى، كونه يرتكز على مرحلة الورم، ونوعه، وموقعه في الجسم، ودرجة استجابة المصاب للعلاج، وحالته الصحية العامة، وبروتوكول العلاج المُعتمد.

وهذا إلى جانب مجموعة من العوامل الأخرى، على سبيل المثال (العمر، الوزن، التحاليل الدورية)، فقد يصل عدد الجرعات إلى 3 أو 6 أو ما يزيد عن ذلك، ومن الجدير بالذكر تراوح توقيتها ما بين أسبوع إلى 3 أسابيع وفقًا للخطة التي وضعها الطبيب المعالج.

علاج كيماوي موجه:

هو النوع الذي يوُجه نحو جزيئات محددة (البروتينات أو الجينات)، والتي تساعد كثيرًا في نمو الخلايا السرطانية وتفشيها، حيث يمنع الإشارات الكيميائية التي تعمل على تحفيز الخلايا السرطانية على الانقسام.

ويتداخل العلاج مع البروتينات غير المألوفة في الخلايا السرطانية، ويحد من تشكيل الأوعية المسئولة عن تغذية الورم، ويساعد الجهاز المناعي على تدمير الخلايا السرطانية عقب التعرف عليها، ومن الجدير بالذكر أنه ينقل المواد السامة بصورة مباشرة إلى الخلايا السرطانية دون إتلاف الخلايا السليمة.

الفرق بين العلاج الكيماوي والاشعاعي:

وجه المقارنة علاج كيماوي علاج إشعاعي
آلية العمل الاعتماد على أدوية تنتقل في الدم بغرض تلف الخلايا السرطانية في كافة أنحاء الجسم. الاعتماد على أشعة بمستويات عالية من الطاقة، مثل؛ الأشعة السينية، وذلك لاستهداف والقضاء على الخلايا السرطانية في منطقة محددة.
نطاق التأثير يشمل الجسم بالكامل. التركيز يكون على منطقة معينة من الجسم.
الاستخدام فعال بصورة كبيرة لعلاج السرطانات المتوغلة أو التي انتقلت إلى أجزاء بعيدة من الجسم. فعال بشكل كبير لأنواع محددة من السرطان التي توجد في مناطق معينة.
طريقة الإعطاء في الغالب عبر الوريد أو الفم. يتم توجيهه عن طريق جهاز يطلق الأشعة إلى المنطقة التالفة.
الآثار الجانبية قد يؤثر بالسلب على الخلايا السليمة سريعة التطور في كافة أنحاء الجسم بشكل، وقد ينتج عنه آثار جانبية كتساقط الشعر. تأثيره موضعي على المنطقة محل العلاج، ولكنه قد يؤثر على الخلايا السليمة التي تجاورها.

كم ساعة تستغرق جلسة الكيماوي؟

انتبه، تتراوح في العادة جلسات أي علاج كيماوي بين ساعة واحدة حتى 6 ساعات، ويتوقف تحديد المدة على عدد من العوامل المتعلقة بحالة المريض، ونوع العلاج المُستخدم، وطبيعة العلاج. 

فإن كان العلاج يُمنح عبر الوريد ففي العادة تستغرق الجلسة مدة تتراوح من ساعة حتى 4 ساعات، وأما إن كان على هيئة حبوب، فقد تقصر مدة الجلسة لتصل في بعض الأحيان إلى 30 دقيقة فقط.

ويتفاوت تأثير العلاج على كل حالة، فبعض المرضى يتعاملون مع العلاج الكيماوي بسلاسة أكبر، وأما البعض الآخر قد يعاني من آثار جانبية أشد بشكل يستدعي منح فترة راحة خلال الجلسة.

ماذا يحدث لمريض السرطان بعد جلسة الكيماوي؟

احذر، أي علاج كيماوي يتضمن أعراض جانبية مؤقتة نتاج لتأثيره السلبي في الخلايا السليمة، حيث يمكن أن يقلل من إنتاج خلايا الدم في النخاع العظمي بشكل يسبب فقر الدم والتعب.

وهذا بجانب تأثيره على الجهاز العصبي محدثًا صعوبة في التركيز، أو ما يُعرف بالضباب الكيميائي، وأما فيما يتعلق بالجهاز الهضمي فقد يتأثر بجفاف، وتقرحات الفم، أو اضطراب حاسة التذوق، أو الغثيان والقيء كنتيجة لتضرر خلاياه.

الأعراض الجانبية للعلاج الكيماوي:

اسأل طبيبك عن الأعراض الجانبية التي يمكن أن تنجم عن أي علاج كيماوي لبعض السرطانات، وسنعرض عليك بعض الأعراض الجانبية التي قد تتعرض لها أثناء العلاج وبعده:

أثناء المعالجة بالعلاج الكيميائي:

  • غثيان.
  • قيء.
  • إسهال.
  • تساقط شعر.
  • انخفاض شهية.
  • إرهاق ووهن.
  • حمى 
  • قرح في الفم.
  • الألم.
  • إمساك. 
  • الإصابة بالكدمات بسهولة. 
  • نزيف. 

ومن الممكن الحد من عدد كبير من هذه الآثار أو علاجها، ومن الجدير بالذكر أنها تهدأ بعد انتهاء العلاج.

آثار جانبية لاحقة طويلة المدى:

وهي الأعراض التي لا تظهر إلا بعد انقضاء عدة أشهر أو أعوام من العلاج، والتي تتفاوت وفق الدواء المُستخدم، على سبيل المثال:

  • تدمير أنسجة الرئة. 
  • مشكلات في القلب. 
  • عقم. 
  • مشاكل الكلى. 
  • هلاك الأعصاب. 
  • احتمالية الإصابة بسرطان آخر.

متى يتخلص الجسم من آثار العلاج الكيماوي؟

يتخلص الجسم من أثر أي علاج كيماوي خلال مدة تتراوح من بضعة أسابيع إلى عدة أشهر عقب الانتهاء من العلاج، حيث يستعيد الجسم قوته مجددًا بشكل تدريجيًا.

وقد تستغرق بعض الأعراض الجانبية مثل؛ تساقط الشعر مدة تتراوح من 3 حتى 6 شهور حتى ينمو مرة أخرى، أما عن تحسن الجهاز المناعي فقد يستغرق مدة تتراوح من 3 إلى 9 شهور عقب تلقي آخر جرعة.

علامات نجاح العلاج الكيماوي:

في الغالب يتم إجراء فحوصات محددة للمصاب للتحقق من نجاح أي علاج كيماوي وتقييم فعاليته، مثل؛ الفحص البدني الذي يحدد الكتل الظاهرة أو العقد الليمفاوية التي قل حجمها، وفحوصات الدم للتعرف على عدد خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية، أي صورة الدم الكاملة، والتي تتوفر في جميع فروع مختبرات دلتا.

ومن علامات نجاح العلاج الكيماوي ما يلي:

  • انخفاض معدلات دلائل السرطان في الدم.
  • تقلص في حجم الورم.
  • تحسن في الأعراض التي تظهر لدى المصاب.
  • عدم ظهور أية أعراض جديدة أو آثار جانبية.
  • اختفاء الورم.
  • استطاعة المريض العودة إلى روتين حياته الطبيعي.

علامات فشل العلاج الكيماوي:

بالتأكيد ترغب في التعرف على علامات فشل أي علاج الكيماوي، والتي جاءت على النحو التالي:

  • عدم تقلص الورم.
  • النمو المستمر للورم.
  • تفشي السرطان إلى أعضاء أخرى.
  • عودة ظهور أعراضه مجددًا أو ظهور أعراض جديدة. 

تجارب الناس مع الكيماوي:

تتفاوت تجارب الناس مع علاج كيماوي من شخص لآخر، حيث يتمكن بعض المرضى من تخطي فترة العلاج بدون أعراض مزعجة، ويواجه آخرون آثارًا جانبية مثل؛ (الإرهاق أو اضطرابات صحية مؤقتة). 

وتؤكد هذه التجارب المتنوعة على أن الجانب النفسي والدعم العاطفي لا يقلان أهمية عن العلاج الطبي نفسه.

لذا نحرص في مختبرات دلتا على جعل رحلة المريض العلاجية أكثر راحة وأمانًا من خلال تقديم خدمات دقيقة ومتكاملة تساعد الأطباء في متابعة فعالية العلاج الكيماوي.

إذ نقدم تحاليل الدم والفحوص المخبرية اللازمة قبل وأثناء العلاج؛ لتقييم حالة المريض ومراقبة استجابته للعلاج، الأمر الذي يساعد الفريق الطبي على تعديل الجرعات أو الخطط العلاجية عند الحاجة.

ولا يقتصر دور مختبرات دلتا على التحاليل فقط بل يمتد إلى دعم المريض نفسيًا ومعنويًا من خلال تقديم استشارات وتوجيهات، تساعده على فهم حالته والتعامل مع الآثار الجانبية للعلاج، فهدفنا هو أن يشعر المريض بالاطمئنان والثقة في كل مرحلة من رحلته نحو الشفاء.

الأسئلة الشائعة عن علاج كيماوي:

هل العلاج الكيماوي مؤلم؟

لعلك لا تدرك أن جرعة علاج كيماوي في حد ذاتها ليست مؤلمة، كونها تُمنح في أغلب الأحيان عن طريق الوريد مثلها في ذلك مثل أي دواء آخر. 

ومع ذلك قد يشعر بعض المرضى بانزعاج ما  خلال إدخال الإبرة أو تركيب القسطرة، ولكن الألم الحقيقي يكمن غالبًا في الآثار الجانبية التي يعاني منها المصاب لاحقًا، كالغثيان والوهن.

ومن الممكن أن تُحدث الجرعة الثانية من العلاج  تعب شديد، حيث يتعرض الجسم للكثير من التأثيرات الجانبية التي تؤثر سلبًا على قدرة المصاب على العمل أو القيام بالأنشطة اليومية.

هل العلاج الكيماوي يسبب الوفاة؟

سنجيب عن هذا السؤال الشائع الذي أثار قلق الكثيرين، والحقيقة لا يتسبب أي علاج كيماوي في الوفاة بحد ذاته، ولكنه يعد بمثابة وسيلة علاجية فعالة تساهم كثيرًا في إنقاذ حياة أعداد هائلة من المرضى حول العالم. 

ومن الجدير بالذكر أنه في حالات نادرة قد يحدث مضاعفات في حالة لم تتم مراقبة الحالة الصحية بصورة دقيقة، خصوصا لدى المصابين الذين يعانون من المناعة الضعيفة أو المصابين بأمراض مزمنة.

نعلم أي تلقي أي علاج كيماوي أمر صعب تقبله نفسيًا، ولكن في الحقيقة هو إحدى الطرق المستخدمة في الطب في علاج السرطان، لذلك لا بد منه، ولكن يجب أن نقدم للمريض الدعم النفسي والمعنوي؛ ليستطيع أن يُكمل هذه الرحلة حتى الشفاء التام بإذن الله.

المراجع:

اذهب إلى الأعلى