فقدان الشهية: الأسباب النفسية والجسدية الشائعة وطرق علاجها

يُعاني الكثيرون بمختلف الفئات العمرية من مشكلة فقدان الشهية، فعادةً ما ينتج عن مجموعة من الاضطرابات الداخلية سواء كانت نفسية أو جسدية، وعلى الرغم من أن الأمر غالبًا لا يتسدعي إلى القلق، إلا أن استمراره لمدة طويلة، يتطلب استشارة الطبيب المختص للتعرف على أسباب ذلك وسُبل علاجها.

وفي هذا المقال، سوف نتعرف على الأسباب النفسية والجسدية، لهذه المُشكلة الشائعة، ومتى تكون خطيرة وكيفية التغلب عليها، وغيرها من معلومات هامة.

ما هو فقدان الشهية؟

يُعرف فقدان الشهية بأنه أحد الأعراض الناتجة، عن وجود مشكلة أو اضطراب معين خفي في الجسم، يتسبب في حالة من فقدان الرغبة في تناول الطعام، وقد يُصاحبه الشعور بالغثيان أو القيء في بعض الحالات.

وعادةً ما يُعاني الكثيرين من هذه المُشكلة، ولكنها لا تستمر طويلًا بل تكون مؤقتة، وتزول بزوال السبب الرئيسي، وهذه الحالة لا تُمثل أي خطورة على الصحة العامة، والعكس صحيح.

الفرق بين فقدان الشهية المؤقت والمزمن

ينقسم فقدان الرغبة في الطعام إلى نوعين رئيسيين حسب مدته وأسبابه  لكل منهما خصائص مختلفة، سوف نتعرف عليهم فيما يلي:

  • فقدان الشهية المؤقت: يحدث بشكل مفاجئ، ويكون عادةً مرتبطًا بحالة طارئة أو مؤقتة، كما في الأسباب الشائعة. 
  • فقدان الشهية المزمن: هو فقدان مستمر، أو متكرر للرغبة في تناول الطعام، ويدوم لفترات طويلة (أسابيع أو أشهر)، وغالبًا ما يكون مرتبطًا بأمراض مزمنة أو اضطرابات نفسية مثل: (السرطان، الاكتئاب، وغيرهم).

أسباب فقدان الشهية

تلعب عدة أسباب دورًا في فقدان الرغبة في تناول الطعام، وتختلف هذه الأسباب من شخص لآخر، بحسب الحالة الصحية والنفسية والفئة العمرية، وحتى نمط الحياة، وفيما يلي سوف نتعرف على أبرز الأسباب الجسدية لفقدان الشهية:

  • أمراض الجهاز الهضمي: مثل: (القولون العصبي، ارتجاع المريء، أو سرطان القولون، المعدة).
  • أمراض الغدد الصماء: مثل: (فرط أو قصور الغدة الدرقية، ومرض أديسون).
  • أمراض مزمنة أخرى: مثل: (السكري، أمراض الكلى أو الكبد، فشل القلب).
  • أمراض الرئة المزمنة: مثل: (الربو أو التهاب الشعب الهوائية المزمن).
  • الإيدز.
  • ارتفاع الكالسيوم في الدم: يُمكن أن يؤثر على وظائف الجهاز العصبي والهضمي، وبالتالي الشهية.

ولا تنتهي الأسباب عند ما سبق، بل تُساعد عدة أسباب أخرى في حدوث ذلك كما في الأدوية العلاجية، ومن أبرزها: 

  • مضادات الاكتئاب.
  • بعض أنواع المضادات الحيوية.
  • العلاج المناعي.
  • العلاج الكيميائي.
  • العلاج الإشعاعي.

هل تؤثر النفسية على فقدان الشهية؟

(نعم) تُعد العوامل النفسية من أبرز أسباب فقدان الشهية، بل وفي كثير من الحالات تكون العامل الرئيسي وراء تغيّر نمط الأكل لدى الأفراد، فالحالة النفسية تؤثر بشكل مباشر على مراكز الشهية في الدماغ، وتؤدي إلى خلل في الإشارات المرتبطة بالجوع والشبع، ومن أبرز هذه الأسباب:

  • الاكتئاب: يُعد من أبرز الأسباب النفسية، حيث يُعاني المصاب من فقدان الرغبة في تناول الطعام، إضافة إلى الإحساس المستمر بالتعب وفقدان المتعة في كل شيء، حتى الأكل.
  • القلق والتوتر: الضغط النفسي الزائد أو الصدمات العاطفية؛ قد تؤدي إلى ضعف الشهية، إما بسبب انشغال التفكير، أو بسبب تأثير القلق على الجهاز الهضمي.
  • اضطرابات الأكل النفسية: مثل: (فقدان الشهية العصبي Anorexia Nervosa)، وهو اضطراب نفسي شديد يجعل الشخص يرفض تناول الطعام عمدًا، خوفًا من زيادة الوزن.
  • الحالة المزاجية المتقلبة: التغيرات النفسية المفاجئة مثل: (الحزن الشديد، أو الغضب)؛ وقد تؤثر بشكل لحظي على الشهية، وتجعل الشخص ينفر من الطعام.
  • الوحدة والعزلة: في بعض الحالات، تؤدي قلة التفاعل الاجتماعي والشعور بالوحدة إلى تراجع الشهية، خاصةً لدى كبار السن.

أسباب فقدان الشهية المفاجئ عند النساء

تشتكي كثير من النساء والفتيات من مشكلة ضعف الشهية المُفاجئ؛ وقد يتسبب الأمر في حالة من الضيق والحيرة، إلا أنهم يجهلون مسألة حمل عوامل قد تتسبب في حدوث هذه المُشكلة مثل:

  • التغيرات الهرمونية

  • خلال الدورة الشهرية: تقلبات الهرمونات، خاصة الإستروجين والبروجسترون، قد تؤثر على الشهية والمزاج.
  • فترة ما قبل انقطاع الطمث أو أثناء سن اليأس: تُعاني بعض النساء من اضطرابات هرمونية؛ تؤدي إلى تغيرات في الشهية.
  • الحمل: خاصةً في الشهور الأولى، حيث تُعاني العديد من النساء من الغثيان وفقدان الشهية؛ نتيجة ارتفاع هرمون الحمل (HCG).

2. الضغوط النفسية والتوتر

  • تتسبب ضغوطات الحياة المُختلفة، سواء في المنزل أو العمل، من الشعور بتوتر نفسي، قد يؤثر على الرغبة في الأكل، كما يؤثر القلق والاكتئاب أيضًا في حدوث ذلك.

3. مشاكل الجهاز الهضمي المؤقتة

  •  مثل: (التهابات المعدة، الإمساك، أو ارتجاع المريء، وغيرهم)، والتي قد تُسبب شعورًا بعدم الراحة بعد الأكل، وبالتالي تقلل الشهية.

4. استخدام بعض الأدوية

  •  مثل: (حبوب منع الحمل أو مضادات الاكتئاب)، والتي قد تؤثر على التوازن الهرموني، أو الجهاز الهضمي.

5. نقص بعض الفيتامينات والمعادن

  • مثل: (نقص الحديد أو الزنك)، وخاصةً الأخير الذي  يلعب دورًا مهمًا في تحفيز الشهية.

مضاعفات فقدان الشهية

إذا استمر ضعف الشهية لفترة طويلة دون علاج مُناسب، فقد يؤدي ذلك إلى مُضاعفات صحية خطيرة، تؤثر على الجسم، ومن أبرز هذه المضاعفات:

  • سوء التغذية: نقص تناول الطعام يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية الأساسية؛ مثل: (البروتينات، الفيتامينات، والمعادن)؛ مما يُضعف وظائف الجسم الحيوية.
  • نقص الوزن الحاد: يتسبب فقدان الرغبة في الأكل لمدة طويلة، في انخفاض الوزن بشكل غير صحي، خاصةً إذا كان مصحوبًا بتراجع في الكتلة العضلية، والدهون الضرورية للجسم.
  • ضعف المناعة: الجسم المحروم من العناصر الغذائية، يُصبح أقل قُدرة على مقاومة الأمراض والعدوى.
  • الدوخة والتعب المستمر: نقص الطاقة الناتج عن قلة الأكل؛ يؤدي إلى الشعور المستمر بالإرهاق، وضعف التركيز، والدوخة.
  • مشكلات في الجهاز الهضمي: مثل: (بطء حركة الأمعاء، الإمساك المزمن، والانتفاخ)؛ نتيجة نقص الألياف والسوائل.
  • اضطرابات في الدورة الشهرية لدى النساء: قد يؤدي فقدان الرغبة في الطعام إلى انقطاع الطمث، أو اضطراب الهرمونات الأنثوية.
  • فقر الدم (الأنيميا): نتيجة نقص الحديد أو فيتامين B12؛ مما يُسبب شحوب الوجه، تساقط الشعر، وضعف عام.
  • مشاكل في القلب والعظام: مثل:(بطء ضربات القلب، هشاشة العظام، أو انخفاض ضغط الدم).

علاج فقدان الشهية

يعتمد علاج ضعف الشهية على السبب الكامن وراء حدوث هذه المُشكلة، ومدة استمرارها، لذا؛ تنصح مُختبرات دلتا الطبية، باستشارة الطبيب المختص في حالة مُلاحظة هذه المُشكلة، واستمرارها لمدة طويلة، دون وجود سبب واضح في حدوث ذلك.

وعادةً ما يقوم الطبيب المختص بطلب إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية التي تُساعده على إلقاء نظرة شاملة على مؤشرات الجسم الحيوية، وتقييم كفاءة مجموعة من العناصر الهامة في الجسم، كما في: (الغدة الدرقية، والهرمونات، وغيرها).

وبعد إلقاء النظرة الشاملة، يبدأ الطبيب بوضع خطة علاجية لهذه المُشكلة، سواء عن طريق وصف الأدوية، أو من خلال إجراء تغير في نمط الحياة، حيث تختلف طريقة العلاج من شخص إلى آخر، وعادة ما يتم العلاج عن طريق:

  • المحاليل الوريدية.
  • الأدوية الفاتحة للشهية.
  • أدوية للسيطرة على بعض الأعراض، مثل: (الغثيان).

نصائح عملية لزيادة الشهية

تُقدم مختبرات دلتا الطبية فيما يلي، مجموعة من النصائح العملية، التي تُساعد في زيادة معدل الشهية،  من خلال عدة خطوات بسيطة، تُساعد في تحفيز الجسم على تناول الطعام بشكل أفضل، ومنها:

  • تناول وجبات صغيرة ومتكررة: بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة، يُنصح بتقسيم الطعام إلى 5 أو 6 وجبات خفيفة خلال اليوم، لتقليل الشعور بالشبع السريع، وتحفيز المعدة على العمل تدريجيًا.
  • اختيار أطعمة غنية بالسعرات والعناصر الغذائية: مثل: (المكسرات، زبدة الفول السوداني، الحليب كامل الدسم، الأفوكادو، والبيض)، حيث تُساعد على تزويد الجسم بالطاقة دون الحاجة لكميات كبيرة.
  • تحسين شكل الطعام ورائحته: تقديم الطعام بشكل جذاب، واستخدام التوابل أو الأعشاب العطرية، مثل: (النعناع أو الزعتر)؛ مما قد يزيد الرغبة في الإقبال على الأكل.
  • ممارسة التمارين الخفيفة بانتظام: مثل: (المشي أو التمدد)، حيث تُساعد على تنشيط الدورة الدموية، وتحفيز الشهية بشكل طبيعي.
  • تناول السوائل بين الوجبات وليس قبلها: شرب كميات كبيرة من الماء أو العصائر قبل الأكل قد يملأ المعدة بسرعة، لذا يُفضل شربها بعد الأكل أو بين الوجبات.
  • محاولة الأكل في أجواء اجتماعية: تناول الطعام مع العائلة أو الأصدقاء، قد يجعل تجربة الأكل أكثر راحة ومتعة، ويحفّز الشهية تدريجيًا.
  • الابتعاد عن التوتر قبل الأكل: ممارسة تمارين التنفس أو الاسترخاء قبل الوجبة، يمكن أن يقلل من التوتر، الذي قد يُضعف الشهية.
  • استخدام المكملات الغذائية عند الحاجة: مثل: (الزنك أو فيتامين B)، ولكن بعد استشارة الطبيب، لأنها قد تساعد على فتح الشهية بشكل فعّال في بعض الحالات.

اسئلة شائعة عن ضعف الشهية

يُعد مشكلة ضعف الشهية من المشكلات التي تُثير الحيرة والتساؤلات الكثيرة، لذا حرصت مختبرات دلتا الطبية على جمع أبرز هذه التساؤلات والرد عليها من قبل فريقنا الطبي بشكل مُبسط، فيما يلي:

هل القولون يسبب ضعف في الشهية وفقدانها؟

(نعم) يُمكن أن يتسبب القولون في ضعف الشهية؛ نتيجة التقلصات والألام الناتجة عنه، بالإضافة إلى الشعور بعدم الراحة بعد تناول الطعام؛ مما يجعل المرضى يتجنبون الطعام.

متى يكون فقدان الشهية خطير؟

إذا استمر لمدة طويلة تُقارب الشهر، ورافقه مجموعة من العلامات الغير طبيعية، مثل:

    • بطء التئام الجروح.
    • فقدان سريع أو ملحوظ في الوزن دون سبب واضح.
    • شعور دائم بالتعب أو الدوخة أو الضعف العام.
    • شحوب البشرة.
    •  تساقط الشعر.
  •  ضعف الأظافر.

في الختام، يُعد ضعف الشهية عرضًا لا يجب الاستهانة به، خاصةً إذا استمر لفترة طويلة، أو صاحبه فقدان وزن ملحوظ، وتراجع في الصحة العامة، وبينما قد يكون السبب بسيطًا ومؤقتًا لدى البعض، إلا أنه في حالات أخرى قد يشير إلى مشكلة صحية، أو نفسية أعمق تستدعي المتابعة الطبية.

المصادر

اذهب إلى الأعلى