قرحة الاثنى عشر : ما هي وهل يُمكن الشفاء منها نهائيًا؟
تتعدد مشاكل الجهاز الهضمي، ليأتي في مقدمتها قرحة الاثنى عشر، وهي عبارة عن تآكل في بطانة المعدة الداخلية، وبداية الأمعاء؛ وتحدث هذه الحالة بسبب عدة عوامل، والتي ينتج عنها الكثير من الأعراض المزعجة؛ مما ينتج عنها عرقلة النشاط اليومي، لذا فإن الكشف المبكر عنها، ووضع خطة علاجية، يُساهم في التخفيف من الأعراض والوقاية منها، وهذا ما سوف نتعرف عليه في هذا المقال.
أسباب قرحة الاثنى عشر
يُعاني الكثيرون من قرحة الاثنى عشر، نظرًا لتضرر طبقة المخاط التي تبطن هذه المنطقة، داخل الجهاز الهضمي، وهي حالة مرضية؛ تنشأ بسبب عدة عوامل، مثل:
بكتيريا الملوية البوابية:
تُعد أحد أنواع البكتيريا الحلزونية، التي تعيش في بطانة المعدة، بأعداد معينة، ولكن إذا تكاثرت بشكل غير طبيعي؛ فيتسبب ذلك في إلحاق الضرر بالغشاء المخاطي للاثنى عشر؛ مما ينتج عنه زيادة خطورة الإصابة بالقرحة الهضمية.
وتتعدد طرق كشف وتشخيص هذه البكتيريا، لتشمل الآتي:
- اختبار التنفس: يتم هذا الفحص، من خلال تناول مادة، تحتوي على الكربون المشع، ثم يقوم بإخراج زفيره داخل كيس مُغلق، ليتم تحليل الغازات المنبعثة من النفس، والكشف عن أي دلائل لوجود بكتيريا الملوية البوابية.
- اختبار مستضد البراز: يتم فحص عينة من براز المريض، للكشف عن وجود مستضدات بكتيريا الملوية البوابية، وهو اختبار دقيق يحدد ما إذا كان الشخص مصابًا بهذه البكتيريا أم لا.
الجدير بالذكر، يُمكن إجراء فحص البكتيريا، داخل مختبرات دلتا الطبية، التي تتوافر فروعها في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، والتي تتميز بسرعة ودقة الحصول على النتائج، كما تُتيح خدمة سحب العينة من المنزل مجانًا.
الاستخدام المفرط للمسكنات:
تتأثر المعدة بكل ما يدخل إليها، سواء كان طعامًا أو مشروبات أو أدوية، فبالرغم من الفوائد العلاجية للأدوية، إلا أن بعضها قد يسبب ضررًا للجهاز الهضمي، كما أن الإكثار منها؛ يُعرض الجهاز الهضمي، إلى مشكلات، مثل: (القرحة والتهابات المعدة)، ومن أبرز العلاجات المسببة في ذلك:
- الأسبرين.
- أيبوبروفين.
- نابروكسين.
- كيتبوبروفين.
- الكيترولاك.
- مضادات تخثر الدم.
- العلاج الكيميائي (الكيماوي).
- مضادات الاكتئاب.
متلازمة زولينجر إليسون
هي حالة مرضية، تتميز بأنها نادرة، وتتسب في ظهور أورام البنكرياس، أو الاثني عشر، ويُطلق عليها اسم: (الغاسترينوما)؛ وتؤدي هذه الحالة إلى إفراز كميات مفرطة من هرمون الغاسترين، الذي يُعد مُحفزًا للمعدة على إنتاج حمض الهيدروكلوريك بكميات كبيرة؛ مما يؤدي إلى قرحة المعدة، والإثني عشر، ومشاكل هضمية شديدة.
الجدير بالذكر، يُمكن لعوامل أخرى أن تتسبب في الإصابة بقرحة الاثنى عشر، مثل: ( التدخين، شرب الكحول، ارتفاع الضغط، تناول الأطعمة الحارة والدهنية).
أعراض قرحة الاثنى عشر
تُمثل أعراض هذه القرحة إزعجًا كبيرًا لدى المصابين، حيث أنها تؤثر على جودة الحياة، وتنقسم إلى بسيطة وحادة، وفيما يلي سوف نتعرف على الأعراض البسيطة، وهي كما يلي:
- حرقة المعدة: ينتج هذا الشعور بسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، المسئولة عن عملية الهضم؛ مما يُسبب إحساسًا حارقًا في أعلى البطن، خاصة بعد تناول الطعام أو عند الجوع.
- عسر الهضم: هو شعور يتمثل في صعوبة هضم الطعام، بشكل طبيعي؛ مما يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة بعد الأكل.
- الشعور بالانتفاخ: عادةً ما يشعر المريض بالانتفاخ، والامتلاء السريع، حتى بعد تناول وجبات صغيرة، ويُرافق ذلك تراكم الغازات في الجهاز الهضمي؛ مما قد يسبب شعورًا بالضيق وعدم الراحة.
- الغثيان والقيء: نتيجة التهيج في بطانة الاثني عشر، وقد تتطور الحالة، وتصل إلى القيء، خاصةً إذا كانت القرحة متقدمة، أو مصحوبة بمشاكل هضمية أخرى.
- فقدان الوزن المفاجيء: قد يؤدي الألم المستمر في المعدة والغثيان، إلى فقدان الشهية؛ مما يُسبب نقصًا ملحوظًا في الوزن، خاصةً إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة دون علاج.
أعراض قرحة الاثنى عشر الحادة
تتطلب الأعراض التالية، التدخل الطبي بشكل عاجل، نظرًا لخطورتها، وتتمثل في الآتي:
- القيء المتكرر: وقد يكون مصحوبًا بدم.
- وجود دم في البراز: يظهر البراز بلون داكن جدًا، يُشبه اللون الأسود؛ وهذا علامة على وجود نزيف داخلي، في المعدة.
- ضيق وصعوبة في التنفس: قد تنتج عن فقدان الدم، أو تفاقم الالتهاب في الجهاز الهضمي.
- الإغماء أو الشعور بالدوار الشديد: نتيجة انخفاض ضغط الدم؛ بسبب النزيف الداخلي، أو فقدان السوائل.
وتختلف شدة الأعراض من شخص لآخر، ولكن بشكل عام، لابد من مراجعة الطبيب المختص، لمنع حدوث مضاعفات خطيرة، مثل: (النزيف، وثقب جدار المعدة، وغيرها)، لذا فأن الأمر يستدعي الاهتمام، والعلاج المبكر لتجنب هذه التأثيرات الخطيرة.
أعراض قرحة الاثنى عشر النفسية
إلى جانب الأعراض الجسدية المعروفة، قد تؤثر قرحة الاثني عشر أيضًا على الصحة النفسية للمريض، خاصةً إذا كانت الأعراض مُستمرة أو شديدة، ويمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى عدد من المشكلات النفسية؛ التي تؤثر على جودة الحياة، ومنها:
- التوتر والقلق المستمر: يحدث بسبب الألم المتكرر، وعدم الراحة؛ مما قد يزيد من حدة الأعراض، ويجعل عملية الشفاء أبطأ.
- اضطرابات النوم: نتيجة الألم الذي يزداد أثناء الليل أو عند الجوع؛ مما يؤدي إلى الأرق، وصعوبة الاستغراق في النوم.
- الاكتئاب والشعور بالإحباط: يحدث إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة، دون تحسن؛ مما قد يؤدي إلى فقدان الاستمتاع بالحياة اليومية.
- التعب والإرهاق المزمن: تنتج هذه الأعراض؛ بسبب قلة النوم، وسوء امتصاص العناصر الغذائية؛ نتيجة تهيج الجهاز الهضمي، والشعور بالألم.
يُذكر أن، عند الشعور بالأعراض السابقة، لابد من إجراء عدة فحوصات طبية، للتعرف على سببها، هل هي تتعلق بالقرحة الهضمية أم بمشاكل صحية أخرى؟ وذلك من خلال الاختبارات التالية:
- تنظير الجهاز الهضمي العلوي: يُعد المنظار، من أبرز وسائل الكشف عن أمراض الجهاز الهضمي، حيث يتم إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا عبر الفم، لرؤية الجزء الداخلي من الاثني عشر، والتأكد من وجود أي تقرحات، وفي بعض الحالات، قد يتم أخذ عينة من الأنسجة (خزعة)، لفحصها والتأكد من وجود مشكلة هضمية.
- التصوير بالأشعة المقطعية: يُستخدم للحصول على صور شاملة للاثني عشر، والأنسجة المحيطة به؛ مما يُساعد في تشخيص أي التهاب، أو مضاعفات محتملة.
- التصوير بالأشعة السينية: يتم هذا الفحص بعد أن يتناول المريض محلول الباريوم، وهو مادة تساعد في توضيح شكل الجهاز الهضمي بالأشعة؛ مما يُسهل رؤية أي تغيرات، أو تقرحات في بطانة الاثني عشر.
هل قرحة الاثنى عشر خطيرة؟
تُمثل قرحة الاثنى عشر خطورة، في حالة أنها لم تُعالج، وتم إهمالها؛ مما ينتج عنها زيادة حدة الأعراض، والتي تؤدي إلى حدوث عدد من المضاعفات الخطيرة، مثل: (سرطان المعدة، أو ثقب جدار المعدة، نزيف داخلي).
علاج قرحة الاثنى عشر
يعتمد علاج القرحة، على سبب حدوثها، وشدة أعراضها، ولكن عادةً ما توصف الأدوية التي تعمل على خفض إفراز الأحماض الهضمية، داخل المعدة؛ مما ينتج عنه حماية الجهاز الهضمي من المشكلات، وتتمثل هذه الأدوية في:
- الأوميبرازول.
- والبانتوبرازول.
- اللانسوبرازول.
- حاصرات مستقبلات الهيستامين-2.
- الأدوية المضادة للحموضة، مثل: (كربونات الكالسيوم، وبيكربونات الصوديوم).
- المضادات الحيوية، وذلك في حالة الإصابة بالبكتيريا الملوية البوابية، مثل: (الأموكسيسيلين، الكلاريثروميسين).
هل يمكن الشفاء من قرحة الاثنى عشر؟
(نعم)، يُمكن الشفاء من هذه القرحة، نهائيا في معظم الحالات، خاصة عند الالتزام بالعلاج المناسب، وإتباع نمط حياة صحي، وتتوقف مدة التعافي على سبب القرحة، ومدى شدتها.