متلازمة القولون العصبي IBS: أفضل 4 خطوات للتخلص من الألم والانتفاخ
هل تعاني من آلام متكررة في البطن مع شعور بالانتفاخ؟ هل تجد نفسك تواجه نوبات من الإمساك والإسهال بدون سبب واضح؟ هل تسأل: “هل حالتي خطيرة؟”، وهل هناك علاج نهائي للتخلص من هذه الأعراض المزعجة؟
إذا كانت إجابتك نعم على أي من هذه الأسئلة، فأنت لست وحدك. يعيش ملايين الناس حول العالم مع متلازمة القولون العصبي IBS، وهو اضطراب هضمي مزمن يؤثر بشكل كبير على نوعية حياتهم اليومية، تابع معنا لتعرف المزيد.
ما هي متلازمة القولون العصبي IBS؟
متلازمة القولون العصبي هي حالة شائعة تؤثر على الجهاز الهضمي، وتسبب مجموعة من الأعراض في الأمعاء، وعلى الرغم من أنها تسبب إزعاجًا، إلا أنها لا تؤدي إلى تلف دائم في الجهاز الهضمي، ولا تزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة، مثل سرطان القولون.
يُعاني الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة من آلام وتقلصات وانتفاخ، بالإضافة إلى تغيرات في حركة الأمعاء، تشمل الإسهال والإمساك أو التناوب بينهما، رغم كون متلازمة القولون العصبي حالة مزمنة، إلا أن العلاج غالبًا ما يكون ممكنًا من خلال اتباع نظام غذائي متوازن، وتغيير نمط الحياة، واستخدام الأدوية والعلاجات السلوكية.
أسباب القولون العصبي عند النساء والرجال
على الرغم من الأبحاث العميقة، لا يزال السبب الدقيق لمتلازمة القولون العصبي IBS غير معروف تمامًا، ومع ذلك، تشير النظريات الحالية إلى أن هذه الحالة قد تنجم عن تفاعل عدة عوامل، من أبرزها:
1. اضطراب حركة الأمعاء (الانقباضات غير الطبيعية)
تُشير إحدى النظريات إلى أن متلازمة القولون العصبي تنجم عن انقباضات غير طبيعية في القولون والأمعاء، وغالبًا ما يُستخدم مصطلح “تشنج الأمعاء” للإشارة إلى هذه الحالة.
يمكن أن تؤدي الانقباضات الشديدة إلى تقلصات قوية ومؤلمة، مما يفسر لماذا تساعد بعض العلاجات، مثل الأدوية المضادة للتشنج والألياف، في تنظيم هذه الانقباضات وتخفيف الأعراض في بعض الحالات. ومع ذلك، لا يزال غير واضح ما إذا كانت هذه الانقباضات غير الطبيعية تمثل عرضًا للمتلازمة، أو سببًا رئيسيًا لها.
2. العدوى المعوية السابقة وتغير الميكروبيوم
يعاني بعض الأفراد من متلازمة القولون العصبي بعد التعرض لعدوى معوية حادة، مثل السالمونيلا أو العطيفة، أو فيروس، ويُعرف هذا النوع باسم “القولون العصبي بعد العدوى”.
لا تزال الآلية الدقيقة التي تحفز بها العدوى ظهور القولون العصبي غير واضحة تمامًا، تشير الأبحاث إلى أن العدوى قد تؤدي إلى تغييرات في تركيبة البكتيريا النافعة في الأمعاء (الميكروبيوم)، مما يزيد من حساسية الأمعاء.
3. فرط الحساسية الحشوية (الأمعاء شديدة الحساسية)
يفترض العديد من الباحثين أن متلازمة القولون العصبي IBS تنشأ بسبب زيادة حساسية الأعصاب في الأمعاء، والتي تُعرف علمياً بـ “فرط التألم الحشوي”، تشير هذه النظرية إلى أن الأعصاب في الأمعاء تكون مفرطة النشاط، مما يجعلها تستشعر الكميات الطبيعية من الغازات، أو حركة الطعام كألم مفرط، وهذا يفسر سبب شعور بعض مرضى القولون العصبي الشديد بالتحسن عند استخدام أدوية تعمل على تقليل إدراك الألم في الأمعاء، مثل بعض مضادات الاكتئاب بجرعات منخفضة.
4. التوتر والقلق والتأثير النفسي
يكون الأفراد الذين يسعون للحصول على مساعدة طبية لمشاكل القولون العصبي أكثر عرضة للقلق والتوتر، كما أن التوتر والقلق يزيدان من حدة الأعراض بشكل ملحوظ، ومن المعروف أن التوتر يؤثر مباشرة على الأمعاء من خلال “محور الدماغ والأمعاء” (Gut-Brain Axis)، حيث يؤدي إلى زيادة انقباضات القولون، ويجعل الأمعاء أكثر حساسية للألم.
5. عدم تحمل الطعام والمهيجات الغذائية
يُعتبر عدم تحمل الطعام أمرًا شائعًا بين مرضى القولون العصبي، مما يجعل الحساسية الغذائية عاملاً مساهمًا في ظهور الأعراض،
من الأطعمة المهيجة المعروفة: منتجات الألبان (اللاكتوز)، والبقوليات مثل الفاصوليا، والخضراوات الصليبية، مثل البروكلي والقرنبيط، بالإضافة إلى العديد من الأطعمة التي تزيد من غازات الأمعاء.
أعراض القولون العصبي (IBS)
تبدأ متلازمة القولون العصبي IBS غالبًا في سن البلوغ المبكر، وتكون أكثر انتشارًا بين الإناث مقارنة بالذكور، يعد ألم البطن من الأعراض الأكثر شيوعًا، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بتغيرات في عادات التبرز، مثل الإسهال أو الإمساك.
ألم البطن: كيف يكون ألم القولون العصبي؟
ألم البطن يكون عادةً تشنجيًا ويتفاوت في شدته، يشير بعض الأشخاص إلى أن التوتر والضغط النفسي، وتناول الطعام يمكن أن يزيدوا من شدة الألم، بينما يُخفف التبرز من هذا الألم، أما بالنسبة لـ أعراض القولون العصبي عند النساء؛
فبعض النساء يلاحظن ارتباطًا بين نوبات الألم ودورتهن الشهرية، مما يشير إلى أن التغيرات الهرمونية قد تؤثر على شدة الألم.
تغيرات عادات الأمعاء (الإسهال والإمساك)
إنها من الأعراض الشائعة الأخرى لمتلازمة القولون العصبي، وقد تتضمن الإسهال أو الإمساك أو التناوب بينهما.
- إذا كان الإسهال هو النمط السائد، تُعرف الحالة بـ “متلازمة القولون العصبي السائدة بالإسهال”.
- بينما إذا كان الإمساك هو الأكثر شيوعًا، تُسمى “متلازمة القولون العصبي السائدة بالإمساك”.
الإسهال
قد يعاني الشخص المصاب بمتلازمة القولون العصبي IBS من براز رخو يتكرر بشكل متكرر.
- أعراض القولون العصبي في الصباح: عادةً ما تحدث حركة الأمعاء خلال النهار، وخاصة في الصباح أو بعد الوجبات.
- غالبًا ما يترافق الإسهال مع شعور قوي بالحاجة الملحة للتبرز، يليه شعور بعدم اكتمال إفراغ الأمعاء.
- يظهر حوالي نصف الأشخاص المصابين بهذا المتلازمة إفرازات مخاطية مع الإسهال.
- حدوث الإسهال ليلاً يعد نادرًا جدًا.
الإمساك
يتميز إمساك القولون العصبي بأنه قد يكون متقطعًا، ويستمر لعدة أيام.
- غالبًا ما يكون البراز صلبًا وشبيهًا بالكريات.
- قد يشعر الشخص بعدم الارتياح بعد التبرز، حتى وإن كان المستقيم فارغًا. هذا الإحساس يمكن أن يؤدي إلى الإجهاد والجلوس على المرحاض لفترات طويلة.
أعراض أخرى (أعراض القولون العصبي الشديدة)
تشمل الأعراض الإضافية لمتلازمة القولون العصبي: الانتفاخ، والغازات والتجشؤ، عند الشعور بألم حاد أو أعراض تعيق الحياة اليومية بشكل كبير، فإنها تُصنف ضمن أعراض القولون العصبي الشديدة التي تستدعي استشارة طبية فورية للتحكم فيها.
هل القولون العصبي خطير؟
على الرغم من أن متلازمة القولون العصبي IBS مرض مزمن، إلا أنها ليست خطيرة، حيث إن القولون العصبي لن يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان القولون، أو الأمراض الالتهابية المعوية ولكنه قد يؤثر سلبًا على نوعية حياتك، ومع ذلك، فإن العلاج يمكن أن يكون له أثر إيجابي في تحسين الحالة.
كيفية تشخيص متلازمة القولون العصبي IBS
تشترك أعراض العديد من الاضطرابات المعوية مع أعراض متلازمة القولون العصبي، من هذه الاضطرابات سوء الامتصاص، حيث لا تستطيع الأمعاء أخذ العناصر الغذائية بشكل صحيح، ومرض التهاب الأمعاء، مثل التهاب القولون التقرحي ومرض كرون، ومرض الاضطرابات الهضمية، الذي يجعل الجسم غير قادر على تفكيك بروتين يسمى “الغلوتين”، بالإضافة إلى التهاب القولون المجهري، الذي يتسبب في التهاب القولون.
نظرًا، لعدم وجود اختبار واضح لتشخيص متلازمة القولون العصبي، يعتمد الكثير من الأطباء على مقارنة الأعراض بمعايير تشخيصية معينة، لكن هذه المعايير قد لا تكون دقيقة في التفريق بين متلازمة القولون العصبي وحالات أخرى. لذلك، يمكن أن يساعد التاريخ الطبي، والفحص البدني، وبعض الفحوصات المختارة في استبعاد مشاكل صحية أخرى.
- الاختبارات: يطلب الكثير من الأطباء إجراء اختبارات دم عادية للأشخاص الذين قد يكون لديهم متلازمة القولون العصبي، غالبًا ما تكون نتائج هذه الاختبارات طبيعية، لكنها تساعد في استبعاد أمراض أخرى.
- بعض الأطباء يطلبون أيضًا فحوصات أكثر تفصيلاً، مثل تنظير القولون السيني، أو تنظير القولون، خاصةً لمن هم فوق الأربعين عامًا، هذه الفحوصات تسمح للطبيب برؤية داخل القولون باستخدام جهاز يُدخل في المستقيم.
علاج القولون العصبي نهائيا
لا يوجد علاج موحد لمتلازمة القولون العصبي IBS، إلا أن معظم المرضى يشعرون بالتحسن عند الالتزام بنظام غذائي، ونمط حياة صحيين، بالإضافة إلى تناول الأدوية وتعديل السلوك، كما يجدر بالذكر أن العلاج يتطلب وقتًا طويلاً، وقد لا يزيل الأعراض بالكامل.
-
اتباع نظام غذائي لمرضى القولون والمعده
فيما يتعلق بالتغييرات الغذائية، يمكن إعداد خطة وجبات فردية بالتعاون مع أخصائي تغذية معتمد، إليك بعض الاقتراحات الغذائية الشائعة:
- زيادة تناول الألياف: يُساعد اتباع نظام غذائي غني بالألياف في تخفيف الإمساك، يُفضل إدخال الألياف تدريجيًا، وبكميات صغيرة لتفادي الغازات والانتفاخ.
- تناول مكملات الألياف: إذا كانت كمية الألياف منخفضة، قد تكون المنتجات مثل Metamucil®، أو Citrucel® مفيدة.
- قلل من استهلاك منتجات الألبان: يعاني العديد من مرضى القولون العصبي من عدم تحمل اللاكتوز، لذا يُفضل الاعتماد على مصادر الكالسيوم البديلة، مثل البروكلي والسبانخ والسلمون.
- تجنب الأطعمة التي تسبب الغازات: قد تؤدي الفاصوليا وبراعم بروكسل، والملفوف والمشروبات الغازية والعلكة إلى انتفاخ البطن، والشعور بعدم الارتياح.
- قلل من استهلاك الغلوتين: حتى الأفراد غير المصابين بمرض الاضطرابات الهضمية يمكن أن يشعروا بتحسن عند اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين، يُنصح باستشارة مختص في الرعاية الصحية لضمان التغذية السليمة.
- اتباع نظام غذائي منخفض الفودماب: يساعد هذا النظام في تقليل الكربوهيدرات التي يصعب هضمها، مما يخفف من مشاكل الجهاز الهضمي مع توفير العناصر الغذائية الضرورية.
- الحفاظ على رطوبة الجسم: من المهم شرب ما لا يقل عن 2 لتر (ثمانية أكواب من 8 أونصات) من الماء يوميًا للمساعدة في تنظيم حركة الأمعاء.
- مراقبة نظام الطعام: يساعد تسجيل الوجبات في تحديد الأطعمة التي قد تؤدي إلى تفاقم أعراض متلازمة القولون العصبي IBS.
-
إجراء تغييرات في نمط الحياة
يمكن أن تؤثر العادات اليومية بشكل كبير على أعراض متلازمة القولون العصبي، إليك بعض التغييرات المفيدة:
- ممارسة الرياضة بانتظام: يفضل ممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا، مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات.
- تقنيات الاسترخاء: يمكن استخدام التأمل واليوغا وتمارين التنفس لتهدئة الجهاز العصبي، وتقليل الانزعاج الهضمي.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: يُنصح بالحصول على 7-9 ساعات من النوم كل ليلة، مع وضع جدول منتظم للنوم، واستشارة الطبيب إذا استمر الأرق.
- الاحتفاظ بمذكرات للأنشطة: يساعد تسجيل الأنشطة اليومية في التعرف على العادات المفيدة، وإبلاغ مقدم الرعاية الصحية بأساليب النجاح.
- العلاجات المنزلية المهدئة: يمكن لبعض التدابير البسيطة، مثل استخدام قربة ماء دافئ أو كمادة دافئة على البطن عند الشعور بالألم التشنجي، أن تساعد على تخفيف التشنجات، حيث تساهم الحرارة في إرخاء عضلات البطن، وتقليل الانزعاج.
-
العلاج السلوكي
نظرًا، لأن متلازمة القولون العصبي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالاكتئاب والقلق والتوتر، فإن للعلاج النفسي دورًا مهمًا، الخيارات المتاحة تشمل:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يركز على التعامل مع التوتر، وأنماط التفكير السلبية التي تؤثر على أداء الأمعاء.
- العلاج بالتنويم المغناطيسي: يعتمد على تقنيات الاسترخاء الموجهة للتخفيف من آلام البطن، والشعور بعدم الراحة.
- التغذية الراجعة البيولوجية: تدريب يهدف إلى تحسين التحكم في ردود الفعل الجسدية الناتجة عن التوتر.
-
العلاج الدوائي
يمكن للأطباء أن يصفوا الأدوية حسب الأعراض التي تعاني منها نتيجة القولون العصبي:
- مضادات الاكتئاب: تعمل مثبطات السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs) على تخفيف آلام البطن بالإضافة إلى معالجة الأعراض النفسية.
- علاجات الإمساك: تساعد الألياف والملينات في تنظيم حركة الأمعاء.
- أدوية الإسهال: تعزز من قوة العضلات، وتقلل من الرغبة المفاجئة.
- مضادات التشنج: تخفف من تقلصات الأمعاء والألم.
- البروبيوتيك: تخضع للبحث الدائم، وهناك دلائل تشير إلى أن البكتيريا قد تسهم في استعادة توازن بكتيريا الأمعاء لعلاج متلازمة القولون العصبي.
من خلال الجمع بين التعديلات الغذائية وتغيير نمط الحياة والعلاج بالأدوية المناسبة، يمكن لمعظم الأشخاص التحكم في القولون العصبي بفعالية، وتحسين صحتهم العامة.
الخلاصة
تعتبر متلازمة القولون العصبي (IBS) حالة مزمنة تستلزم إدارة مستمرة، لكنها ليست خطيرة ولا تؤدي إلى أضرار دائمة في الأمعاء، من خلال اتباع نظام غذائي مناسب (مثل نظام الفودماب)، وتطبيق تغييرات في نمط الحياة، بالإضافة إلى استخدام العلاجات الدوائية والسلوكية الملائمة، يمكن لمعظم الأشخاص التحكم بفعالية في الأعراض، والتمتع بحياة طبيعية وصحية.
المصادر
- Irritable Bowel Syndrome (IBS): Symptoms, Causes & Treatment
- Irritable bowel syndrome – Symptoms and causes
- irritable bowel syndrome expanded version