مخاطر النحافة: ماهي أضرار نقص الوزن وطرق الوقاية منها؟

هل تُعاني من فقدان وزن غير مبرر يرافقه ضعف المناعة وهشاشة العظام؟ قد تكون هذه أحد أبرز مخاطر النحافة التي يتجاهلها الكثيرون، وذلك على اعتبار أنها أعراض ناتجة عن الإرهاق أو سوء التغذية، ولكن في الحقيقة هي مؤشرات صحية تتطلب المُتابعة الطبية العاجلة لمنع تفاقمها.

وتُعد النحافة من الحالات الصحية الشائعة، التي يُعاني من الكثيرون بمختلف فئاتهم العمرية، لذا حرصت مختبرات دلتا الطبية على أن يكون هذا المقال، دليل شامل يُساعدهم على فهم أسباب هذه الحالة ومخاطرها على الصحة، وطرق الوقاية منها.

ما هي النحافة؟

قبل أن نتعرف على مخاطر النحافة، لابد أولاً من أن نتعرف على ماهية هذه الحالة الصحية، التي تظهر في شكل فقدان مفرط للوزن، دون الحاجة إليه، مما يجعل مظهر الجسم يبدو وكأنه غير طبيعي وغير مُتناسق.

ويسود اعتقاد بأن النحافة ما هي سوى تغيرات في المظهر الجسدي فقط، وأنها ناتجة عن تغيرات العادات الغذائية، ولكن في الحقيقة هذه التغيرات قد تكون مؤشرًا على وجود مشكلة صحية؛ تتطلب إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية للتعرف عليها وعلاجها.

متى تكون النحافة خطيرة؟

ليس بالضرورة أن يكون كل فقدان وزن هو عبارة عن نحافة، حيث يتم الفصل بين فقدان الوزن الطبيعي والنحافة، من خلال مؤشر كتلة الجسم، وهو أداة طبية  تكشف معدل الوزن الطبيعي الذي يتناسب مع الطول والوزن، والذي يجب أن يكون 18.5.

وبالتالي؛ فإنه يتم تصنيف الشخص على أنه نحيف إذا كان مؤشر كتلة الجسم (BMI) أقل من 18.5، ويفقد الوزن بشكل مستمر يتجاوز 5% من الوزن الكلي خلال فترة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرًا.

وبعد أن تعرفنا على هذا المؤشر، قد يتسأل البعض: “إذا ثبت أن الشخص يعاني من النحافة فهل جميع الحالات متشابهة؟”، في الحقيقة الجواب (لا)، حيث أن النحافة تنقسم إلى عدة مستويات، تختلف في شدتها وتأثيرها على الصحة، وتتمثل في: 

  • النحافة الخفيفة: تتراوح بين 17.0 إلى 18.4 BMI، وهي مؤشر بسيط على نقص الوزن عن المعدل الطبيعي.
  • النحافة المتوسطة: تتراوح بين 16.0 و16.9 BMI، وهي مؤشر يتطلب المُتابعة الطبيعة للتعرف على سبب هذا النقص.
  • النحافة الشديدة: تكون أقل من 16.0 BMI، وتُعتبر حالة حرجة تستوجب رعاية طبية متخصصة، إذ قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.

أسباب النحافة

تتحكم عدة أسباب في تعرض الشخص لمخاطر النحافة المتعددة، وتنقسم هذه الأسباب إلى بسيطة وحادة، وفيما يلي سوف نتعرف على كلاهما:

  • أسباب النحافة الشائعة

هي مجموعة من الأسباب البسيطة التي يُمكن التعامل معها بسهولة، ومن ثم استعادة الوزن الطبيعي بشكل صحي وسريع، وتتمثل في الآتي:

  • العادات الغذائية الخاطئة: مثل: (إهمال الوجبات الرئيسية)، أو الاعتماد على أطعمة الغير صحية مثل: (الوجبات السريعة، والمشروبات الغازية، وغيرهم)؛ مما يمنع الجسم من الحصول على العناصر الغذائية الأساسية.
  • الضغوطات النفسية: كالتوتر والقلق المستمر، والتي تُعرف بتأثيرها السلبي على الشهية، وتؤدي إلى فقدان الوزن تدريجيًا مع مرور الوقت.
  • زيادة النشاط البدني: الإفراط في ممارسة الرياضة أو الأنشطة اليومية، يتسبب في زيادة حرق السعرات الحرارية في الجسم؛ وهو ما يترتب عليه الإصابة بالنحافة.
  • اضطرابات نفسية متعلقة بالطعام: من أبرزها:
    • النهام العصبي: وهو اضطراب نفسي يتسبب في الإفراط في تناول الطعام، ثم التخلص منه بشكل متعمد عن طريق القيء.
  • فقدان الشهية العصبي: هو اضطراب نفسي أيضًا، لكنه يتسم بالخوف الشديد من زيادة الوزن؛ مما ينتج عنه انخفاض الرغبة في تناول الطعام بشكل كبير.
  • ما هو المرض الذي يسبب النحافة؟

هي عبارة عن مجموعة من الأسباب التي لا يتحكم بها الإنسان، بل تكون ناتجة عن عوامل وراثية، أو أمراض مزمنة، وفيما يلي نتعرف عليها بشكل أوضح:

  • الأمراض المزمنة

تُعتبر هذه الفئة من الأسباب الأكثر خطورة، لأنها لا ترتبط فقط بنمط الحياة أو العادات اليومية، بل تنشأ نتيجة أمراض مزمنة أو اضطرابات داخلية في الجسم تؤثر على الشهية، الهضم، أو عملية التمثيل الغذائي، ومن أبرزها:

    • فرط نشاط الغدة الدرقية: عند زيادة إفراز هرمونات الغدة الدرقية، تتسارع عملية الأيض بشكل غير طبيعي، فيحرق الجسم السعرات الحرارية بمعدل مرتفع؛ مما يؤدي إلى تراجع واضح في الوزن، حتى مع تناول الغذاء الكافي.
    • داء السكري: هو عدم توازن نسب السكر والأنسولين، مما يعرقل قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز كمصدر للطاقة، فيلجأ إلى حرق الدهون والعضلات لتعويض النقص، وهو ما ينعكس على الوزن بخسارة ملحوظة وسريعة.
    • اضطرابات الجهاز الهضمي: بعض الأمراض مثل الداء البطني (السيلياك) أو مشكلات سوء الامتصاص تمنع استفادة الجسم من العناصر الغذائية التي يحصل عليها من الطعام، وهو ما يؤدي تدريجيًا إلى النحافة المرضية.
    • الأورام السرطانية: إلى جانب تأثيرها المباشر على الشهية، فإن علاجات السرطان مثل: (العلاج الكيماوي) يُضعف الجسم ويؤثر على عملية التمثيل الغذائي.
  • أسباب النحافة الوراثية

هي عبارة عن وجود جينات وراثية يحملها الفرد، تجعل جسمه نحيفا، وتزيد من معدل حرق السعرات الحرارية، بالرغم من اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.

ما هي مخاطر النحافة؟

تختلف مخاطر النحافة من شخص لآخر تبعًا للجنس، والعمر، والحالة الصحية العامة، فليست كل حالات فقدان الوزن تحمل نفس الدرجة من الخطورة، وفيما يلي نتعرف بشكل تفصيلي على أهم أضرار النحافة، والتي تنقسم إلى ثلاثة جوانب رئيسية وهما: (مخاطر جسدية، نفسية، وجمالية):

مخاطر النحافة الجسدية

تتعدد أضرار النحافة لتشمل ما يلي:

  • انخفاض في الوزن وضعف الكتلة العضلية: يظهر الشخص بشكل أنحف من المعتاد، يُرافقه ضعف القوة البدنية وعدم القدرة على القيام بأي مجهود. 
  • الإرهاق المستمر والدوار المتكرر: عادةً ما يحدث نتيجة عدم حصول الجسم على العناصر الغذائية التي يحتاجها، والتي يترتب عليها نقص الطاقة وانخفاض مستوى السكر في الدم.
  • تراجع المناعة: نتيجة عدم الحصول على الأطعمة المُفيدة، التي تُساعد في تعزيز الوقاية من الإصابة بالأمراض والعدوى.
  • هشاشة العظام وآلام المفاصل: نقص العناصر الغذائية الضرورية للجسم، مثل: (الكالسيوم وفيتامين D)، يترتب عليه تأثيرات سلبية تؤثر على صحة العظام.
  • فقر الدم (الأنيميا): يحدث نتيجة نقص مستويات المعادن والفيتامينات الأساسية، مثل: (الحديد، وحمض الفوليك أسيد، وغيرهم)؛ والتي يترتب عليها مجموعة من العلامات المزعجة، مثل: (شحوب الوجه، ضيق في التنفس، وزيادة ضربات القلب).
  • اضطرابات الدورة الشهرية لدى الفتيات: تُعد من مخاطر النحافة الشائعة، والتي تحدث نتيجة فقر الدم، أو اضطرابات الهرمونات.

أضرار النحافة النفسية

لا يقتصر تأثير النحافة على الصحة الجسدية فقط، بل تؤثر أيضًا على الحالة النفسية والمزاجية، كما في النحو التالي:

  • اضطرابات الشهية: مثل فقدان الرغبة في تناول الطعام أو تناول كميات غير كافية.
  • القلق والاكتئاب: اضطراب الحالة المزاجية، يزيد من مخاطر النحافة ويُعزز من فقدان الرغبة في الطعام. 
  • الإنعزال الإجتماعي: تتسبب النحافة في جعل الشخص يرغب في الانطواء نتيجة عدم الثقة في النفس، إثر تغيرات مظهر الجسم.

 أضرار النحافة الجمالية

هل تعلم أن النحافة لا تؤثر فقط على الصحة الداخلية، ولا يقتصر تأثيرها على تغير المظهر الجسدي، بل يمكن أن يترك آثارًا واضحة على المظهر الخارجي، مثل:

  • شحوب البشرة وجفافها.
  • ضعف وتساقط الشعر.
  • مشكلات الأسنان واللثة.

مخاطر النحافة أثناء الحمل

تُعد مرحلة الحمل من المراحل الحرجة التي تتطلب تغذية صحية مُتكاملة، وذلك لضمان صحة الأم والجنين، وعلى الرغم من أن النحافة تُعتبر من المشاكل الشائعة خلال الشهور الأولى من الحمل، نتيجة التغيرات الهرمونية والفسيولوجية في الجسم، إلا أنها تتطلب المُتابعة الصحية المنتظمة، وذلك للوقاية من المخاطر المترتبة عليها، والتي تشمل:

  • ضعف نمو الجنين: نتيجة نقص العناصر الغذائية اللازمة لوصولها إلى الجنين بالشكل الكافي.
  • زيادة خطر الولادة المبكرة: يُهدد نقص الوزن استقرار الحمل.
  • انخفاض وزن المولود عند الولادة: مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض أو ضعف المناعة.
  • إرهاق وضعف الأم: بسبب نقص الطاقة والفيتامينات، مما يُؤثر على قدرتها على تحمل أعباء الحمل والولادة.

مخاطر النحافة على الأطفال والمراهقين

لا تقل النحافة أي خطورة عن السمنة، خاصةً في هذه الفئة العمرية الحساسة، نظرًا لما يحدث خلالها من نمو جسدي وعقلي ونفسي، وأي نقص في الوزن قد يترتب عليه مضاعفات طويلة المدى، تؤثر على الصحة العامة وجودة الحياة.

  • مخاطر النحافة عند الأطفال

عادةً ما تتعلق بجانب النمو لديهم، مثل:

    • تأخر النمو الجسدي: والذي يتمثل في (ضعف العظام، أو قصر القامة، أو تأخر المهارات الحركية).
    • ضعف جهاز المناعة: نتيجة عدم الحصول على التغذية الصحية التي تقي من العدوى والأمراض.
    • بطء التطور العقلي والمعرفي: نتيجة نقص العناصر الغذائية اللازمة، مثل: (ضعف التركيز والذاكرة).
  • مخاطر النحافة عند المراهقين

  • ضعف الكتلة العضلية.
  • اضطرابات هرمونية: تشمل الجنسين، ومن أبرزها: (عدم انتظام الدورة الشهرية أو تأخر البلوغ).
  • هشاشة العظام: نتيجة نقص العناصر الغذائية الهامة، مثل: (نقص الكالسيوم، وفيتامين D).
  • اضطرابات نفسية: مثل: (القلق والاكتئاب وانخفاض الثقة بالنفس).
  • تراجع الأداء الدراسي: إثر نقص الطاقة والعناصر الغذائية الضرورية للدماغ.

مخاطر النحافة عند كبار السن

تُعد النحافة في مرحلة الشيخوخة من المشكلات الصحية التي تحمل أبعادًا خطيرة، حيث أن الجسم يكون أكثر هشاشة، ويحتاج إلى دعم غذائي مضاعف للحفاظ على أعضائه ووظائفها الحيوية، إلا أن النحافة تُعرضه إلى تحديات صحية أكثر خطورة، مثل: 

  • ضعف المناعة: يصبح الجسم غير قادر على مواجهة الأمراض؛ مما يتسبب في تكرار الالتهابات وتأخر الشفاء.
  • هشاشة العظام والكسور: يزيد انخفاض الكتلة العضلية من احتمالية السقوط والتعرض للكسور.
  • مشكلات القلب والأوعية الدموية: انخفاض الوزن بشكل كبير قد يُضعف عضلة القلب.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي: نتيجة عدم تناول الأطعمة بشكل منتظم؛ مما ينتج عنه ضعف الامتصاص وسوء الهضم.

نصائح للوقاية من النحافة

تؤمن مختبرات دلتا الطبية، أن الوقاية خيرًا من العلاج، لذا حرصت على تقديم مجموعة من النصائح الختامية لمخاطر النحافة، والتي تساعد في الحماية من التعرض لها بجميع أنواعها، ومن أهم هذه النصائح: 

  • الفحص الطبي الدوري: للتأكد من عدم وجود أمراض مزمنة، أو اضطرابات هرمونية مثل: (فرط نشاط الغدة الدرقية)؛ التي تؤدي إلى النحافة.
  • اتباع نظام غذائي متوازن: يجب أن يحتوي على  العناصر الغذائية الأساسية مثل: (الكربوهيدرات، البروتين، الدهون الصحية، الفيتامينات والمعادن).
  • زيادة السعرات الحرارية الصحية: يُفضل إضافة الأطعمة الغنية بالطاقة مثل: (المكسرات، البذور، الأفوكادو، الحبوب الكاملة، والتمور).
  • تنظيم مواعيد الوجبات: تناول ثلاث وجبات رئيسية مع وجبتين أو ثلاث وجبات خفيفة على مدار اليوم، وذلك للحفاظ على إمداد الجسم بالطاقة بشكل مستمر.
  • شرب مشروبات مغذية: مثل: (الحليب كامل الدسم، العصائر الطبيعية، والسموذي بالفواكه)، وذلك لزيادة السعرات الحرارية وتعويض الجسم بالعناصر الغذائية التي يحتاجها بدلاً من الطعام لمن يجد صعوبة فيه. 
  • ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة: مثل: (تمارين المقاومة أو المشي)، لبناء الكتلة العضلية بدلاً من تراكم الدهون في الجسم.
  • النوم الجيد وتقليل التوتر: كلاهما يُحفز هرمون النمو والتمثيل الغذائي؛ مما يُساعد في الوقاية من النحافة. 

المصادر

اذهب إلى الأعلى