نقص الوزن: دليل طبي شامل من الحمل والطفولة حتى الشيخوخة

هل تُعاني من نقص الوزن وتتساءل عن السبب وراء ذلك؟ فأنت في الوجهة الصحيحة، فعلى الرغم من أنها حالة صحية شائعة، ولا تقتصر على فئة عمرية معينة، بل يُمكن أن يُعاني منها الأطفال والبالغين، وكبار السن، إلا أنها قد تكون مؤشر لوجود مشكلة صحية تتطلب المُتابعة.

فعادةً ما يتعلق انخفاض الوزن بتغير العادات الغذائية، إلا أن الأمر في بعض الحالات قد لا يكون كذلك، حيث تلعب عدة عوامل دورًا في حدوث هذا النقص، وفي هذا المقال سوف نُقدم دليل طبي شامل لكافة المعلومات التي تحتاجون أن تعرفوها بشأن نقص الوزن.

ما هو نقص الوزن؟

يُعرف نقص الوزن طبيًا باسم: (النحافة)، وهو حالة صحية تتميز بانخفاص غير مبرر في وزن الجسم، مقارنةً بالعمر والطول والنوع، ويتم التعرف عليه من خلال مؤشر كتلة الجسم BMI، فإذا كان المؤشر أقل من 18.5، فهذا يدل على أن الشخص يُعاني من انخفاض في الوزن.

وقد تتساءل الأن: هل نقص الوزن هو نفسه إنقاص الوزن اللإرادي؟ والجواب هو (نعم)، فكلاهما وجهان لنفس الحالة الصحية، حيث تتحكم عدة عوامل سوف نتعرف عليها فيما بعد في حدوث هذا النقصان، ولكن الأمر المختلف هو إنقاص الوزن المتعمد، حيث ينتج عن رغبة الشخص في خفض وزنه، من خلال أتباع الحميات الغذائية المختلفة مثل:

أسباب نقص الوزن الشائعة

تتحكم الكثير من العوامل في مُعاناة الكثيرون بفقدان الوزن، مثل: (الحالة الصحية العامة، النوع، السن)، كما تختلف الأسباب من شخص إلى أخر ولكن من أبرز الاسباب الشائعة لفقدان الوزن:

    • سوء التغذية: التغيرات في العادات الغذائية يُعد من أول الأسباب التي تتسبب في نقص الوزن غير المبرر، وذلك نظرًا لعدم تناول العناصر الغذائية اللازمة للحفاظ على الوزن، مثل: (البروتينات، والخضروات والفواكه، وغيرهم).
  • زيادة النشاط البدني: سواء عن طريق ممارسة الرياضة القاسية، أو من خلال القيام بأنشطة يومية حادة، فكلاهما يُساعد على زيادة حرق السعرات الحرارية، ويُقابلها عدم تعويضها بالعناصر الغذائية الضرورية لاكتساب السعرات.
  • الاضطرابات المزاجية: تُعد من العوامل المؤثرة، فحالات الاكتئاب والقلق وغيرها، تؤثر سلبًا على الشهية؛ مما يترتب عليه فقدان الرغبة في تناول الطعام، والذي ينتج عنه انخفاض مفاجئ في الوزن.

أسباب نقص الوزن المرضية

يطرح الكثيرون سؤال: ما هي الامراض التي تسبب فقدان الوزن بسرعة؟ وفي الحقيقة تتسبب مجموعة من الأمراض المختلفة في حدوث فقدان الوزن، مثل:

  • أمراض الجهاز الهضمي

تحتل أمراض الجهاز الهضمي المركز الأول كأحد أبرز أسباب نقص الوزن، حيث أن هذا الجهاز يلعب دورًا بارزًا في الاستفادة من الاطعمة والمشروبات المُختلفة، وفي حالة وجود مشكلة مرضية، به، قد يعجز الجسم عن الاستفادة من الغذاء بشكل كامل؛ مما يؤدي إلى فقدان الوزن التدريجي، ومن أبرز هذه الأمراض:

  • داء كرون: هو أحد أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة، حيث يُسبب التهابات مُتكررة تُعيق امتصاص العناصر الغذائية وتؤدي إلى فقدان الوزن.
  • قرحة المعدة: تقرحات مؤلمة في بطانة المعدة، تؤثر على الشهية، كما تتسبب فق تقليل كمية الطعام التي يتناولها المريض.
  • التهاب القولون: سواء كان تقرحيًا أو مرتبطًا بعدوى، فإنه يُسبب آلامًا وإسهالًا مزمنًا؛ وهو ما يؤدي إلى فقدان سوائل ووزن الجسم.
  • مشاكل الغدة الدرقية

يُعد فرط نشاط الغدة الدرقية من أبرز الأسباب المرضية لفقدان الوزن حيث يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الثيروكسين، إلى رفع معدل الأيض في الجسم، ويُسرّع عملية حرق السعرات الحرارية؛ مما يترتب عليه فقدان سريع، وغير مبرر للوزن، حتى مع تناول كميات طبيعية من الطعام.

  • الأمراض المزمنة

لا يقتصر تأثير العديد من الأمراض المزمنة على العضو المُصاب، بل تتجاوزه وتؤثر على الجسم بأكمله، ومن سواء عن طريق العلاج، أو نتيجة ارتباط الأعضاء ببعضها البعض، ومن أبرز هذه الأمراض:

  • داء السكري: خاصة النوع الأول، إذ يفتقر الجسم إلى القدرة على الاستفادة من الجلوكوز كمصدر للطاقة، فيلجأ إلى استهلاك الدهون والعضلات؛ مما يؤدي إلى انخفاض واضح في الوزن.
  • السرطان: يُعد فقدان الوزن غير المبرر من العلامات المبكرة لبعض الأورام، حيث يستهلك الورم طاقة الجسم بشكل مفرط، إلى جانب فقدان الشهية واضطرابات التمثيل الغذائي.
  • أمراض الكبد: مثل: (تليف الكبد أو التهاب الكبد المزمن)، والتي تُضعف قدرة الجسم على تخزين العناصر الغذائية واستخدامها بكفاءة، وهو ما يؤدي تدريجيًا إلى نقص الوزن.
  • أمراض الكلى: القصور الكلوي المزمن قد يتسبب في فقدان الشهية، الغثيان، والتقيؤ المتكرر، إلى جانب فقدان البروتين في البول، وهو ما يُساهم في انخفاض الوزن وضعف البنية الجسدية.
  • التأثيرات الجانبية للأدوية

على الرغم من فوائد الأدوية العلاجية، إلا أنها قد يترتب عليها مجموعة من الأعراض الجانبية التي تتسبب في فقدان الوزن، مثل:

  • العلاج الكيماوي والإشعاعي.
  • أدوية السكري.
  • أدوية الأكتئاب.
  • الاضطرابات النفسية

تؤثر الصحة النفسية على كافة أعضاء الجسم، مما يعني أن حدوث أي اضطراب غير طبيعي لها، قد يؤثر على الصحة، ومن أبرز الاضطرابات النفسية المُتعلقة بالأكل:

  1. فقدان الشهية العصبي: هو حالة نفسية يشعر خلالها الشخص بخوف شديد من زيادة وزنه؛ مما يجعله يتجنب الطعام، أو يتناوله  بكميات قليلة جدًا؛ ومع مرور الوقت يتسبب في نقص كبير في الوزن.
  2. النهام العصابي (الشره المرضي): هي حالة نفسية يدخل خلالها الشخص في نوبات من الأكل المفرط خلال وقت قصير، ومن ثم يحاول بعدها التخلص من الأكل بطريقة متعمدة مثل: (القيء).

هل تتسبب العوامل الوراثية في فقدان الوزن؟

(نعم)، تلعب الوراثة دورًا بارزًا في فقدان الوزن، حيث قد يمتلك بعض الأشخاص مجموعة من الجينات التي تحمل نظامًا مُعينًا، يؤثر في طبيعة الجسم، وقد تمنعه من الاستفادة الكاملة من الأطعمة التي يتناولها، ويُطلق على هذه الحالة عدة أسماء مثل:

أسباب نقص الوزن عند الحامل

يُعد فقدان الوزن من المشاكل الصحية التي يُعاني منها كثير من الحوامل، خاصةً خلال الشهور الأولى من الحمل، نظرًا لتغيرات الهرمونات التي قد تتسبب في فقدان الشهية، أو نتيجة أعراض الحمل مثل: (القيء الصباحي)، الذي يجعلهن يشعرن بالنفور تجاه الطعام، ولكن عادةً ما يتحسن الأمر في المراحل المُتقدمة من الحمل.

أسباب نقص الوزن عند الأطفال

تختلف أسباب فقدان الوزن عند الأطفال، وذلك نظرًا لاختلاف الفئة العمرية لهذه المرحلة، ولكن يُمكن تحديد أسباب كل مرحلة في الآتي:

    • نقص الوزن عند الرضع: عادةً ما يكون نتيجة مشاكل في الرضاعة، مثل: (قلة الحليب، أو صعوبة في التقام الحلمة)، أو قد يرتبط بمشاكل مرضية مثل: (الارتجاع المعدي، أو حساسية الحليب).
  • نقص الوزن عند الأطفال في سن الروضة: يُعد من المشاكل الشائعة خلال هذه المرحلة، نظرًا لبدأ التسنين، الذي يتسبب في صعوبة تناول الطعام لدى الطفل، بالإضافة إلى كثرة الإصابات المُتكررة بنزلات البرد.
  • نقص الوزن عند الاطفال في سن المدرسة: خلال هذه المرحلة يرتبط العامل النفسي بفقدان الوزن، خاصةً في مراحل الدراسة الأولى، كما يلعب النشاط البدني في المدرسة دورًا في فقدان الوزن لدى الطفل. 

أسباب نقص الوزن عند كبار السن

مع التقدم في العمر، تزداد فرص الإصابة بفقدان الوزن، وعلى الرغم من أنه نتيجة طبيعة، إلا أنه من الممكن أن يكون مؤشرًا لوجود مشكلة صحية تتطلب المُتابعة، وفيما يلي نتعرف على أبرز هذه الاسباب:

  • فقدان الشهية:  نتيجة تراجع أداء الحواس مثل: (التذوق والشم)، مما يتسبب في انخفاض الرغبة في تناول الطعام؛ والذي ينتج عنه انخفاض تدريجي في الوزن. 
  • مشاكل الأسنان واللثة: تؤدي صعوبات المضغ أو فقدان بعض الأسنان إلى جعل تناول الطعام عملية شاقة للمسن، وهو الأمر الذي ينعكس على كمية الأطعمة المستهلكة يوميًا، وبالتالي يُساهم في فقدان الوزن بشكل تدريجي.
  • الأمراض المزمنة: مثل: (أمراض القلب أو الكلى أو الكبد)، فعادةً ما تؤثر بشكل مباشر على الشهية والامتصاص.
  • الأدوية العلاجية: يُمكن أن تتسبب في بعض الأعراض الجانبية مثل: (الغثيان أو فقدان الشهية كأثر جانبي).

مُضاعفات نقص الوزن

قد يظن البعض أن فقدان الوزن أمرًا طبيعًا؛ مما يجعلهم يتجاهلون العلاج، إلا أن عدم تلقي الرعاية الطبية اللازمة، يُمكن أن يتسبب في الآتي:

  • انخفاض ملحوظ في الوزن وضعف الكتلة العضلية.
  • الإرهاق المستمر والدوار المتكرر.
  • تراجع المناعة.
  • هشاشة العظام وآلام المفاصل.
  • فقر الدم (الأنيميا).
  • اضطرابات الدورة الشهرية لدى الفتيات.
  • اضطرابات الشهية.
  • القلق والاكتئاب.
  • الانعزال الاجتماعي.
  • شحوب البشرة وجفافها.
  • ضعف وتساقط الشعر.
  • مشكلات الأسنان واللثة.

كيفية علاج نقص الوزن؟

يختلف نهج علاج فقدان الوزن تبعًا لدرجة النقص والمرحلة التي يمر بها المريض، بالإضافة إلى السبب الكامن وراء الحالة، فالهدف الاساسي من العلاج هو استعادة الوزن الصحي بشكل تدريجي وآمن، مع الحفاظ على التوازن الغذائي ودعم صحة الجسم ككل، ولكن كيف يتم ذلك؟ فيما يلي سنتعرف:

التغذية العلاجية

تلعب التغذية العلاجية دورًا أساسيًا لا غنى عنه في اكتساب الوزن، حيث يُساعد وضع نظام غذائي مُتكامل على استعادة الوزن الطبيعي، وذلك من خلال التركيز على أهم العناصر الغذائية التي تتمثل في الآتي:

  • زيادة السعرات الحرارية

 من أهم خطوات علاج فقدان الوزن، هو التركيز على رفع معدل السعرات اليومية، وذلك من خلال تناول أطعمة غنية بالطاقة وذات قيمة غذائية عالية، مثل: (المكسرات والزيوت الطبيعية)، حيث انهم يُساعدوا في تعزيز الوزن بشكل آمن ومتدرج، دون أن إرهاق الجسم أو التسبب في المشكلات الصحية.

  • الدهون الصحية

 تلعب الدهون غير المشبعة دورًا محوريًا في دعم وظائف الجسم الحيوية، سواء على مستوى صحة القلب أو الدماغ أو توازن الهرمونات، كما أنها من الوسائل الفعّالة لزيادة الوزن بطريقة صحية، ومن أبرز مصادرها الطبيعية: (زيت الزيتون، الأفوكادو، والمكسرات).

  • البروتين

 لا يمكن إغفال دور البروتين في بناء وحماية الكتلة العضلية، خاصةً أثناء مرحلة زيادة الوزن، حيث أنه يعمل على تقوية العضلات وتحسين بنية الجسم، ويُمكن الحصول عليه من خلال (اللحوم والأسماك والبيض، والنباتية مثل البقوليات).

  • الكربوهيدرات المعقدة

 تُعد الكربوهيدرات المعقدة مصدرًا مهمًا للطاقة المستمرة، فهي تساعد على الحفاظ على مستوى ثابت من سكر الدم، وتمنح الجسم قدرة أكبر على القيام بالأنشطة اليومية، ومن أهم مصادرها: (الحبوب الكاملة، والخضروات الغنية بالألياف).

العلاج الطبي

يُعد من الخطوات العلاجية الهامة، والتي تنقسم إلى محورين أساسين وهما:

  • علاج سبب فقدان الوزن: مثل: (نشاط الغدة الدرقية، ومشاكل الجهاز الهضمي)؛ مما يُساعد في استعادة الوزن بشكل طبيعي، ومنع تكرار فقدانه.
  • محفزات الشهية: قد يلجأ الأطباء في بعض الحالات إلى وصف أدوية أو استخدام مواد طبيعية تساعد على فتح الشهية، وزيادة الرغبة في تناول الطعام، وذلك لتعزيز دور التغذية العلاجية.
  • المكملات الغذائية: تلعب المكملات الغذائية دورًا مهمًا في علاج فقدان الوزن، خاصة إذا كان هناك عجز في بعض العناصر الأساسية مثل: (الحديد، الزنك، أو فيتامين B12)، فهي تعمل على تعويض هذا النقص، وتمنح الجسم طاقة أكبر، مع تعزيز وظائفه الحيوية ودعمه للنمو الطبيعي.

في الختام؛ تؤكد مختبرات دلتا الطبية على أن نقص الوزن، ليس فقط مجرد مسألة جمالية، فهو مؤشر صحي يستحق الاهتمام، والتعامل معه بحزم، حيث تُساعد هذه الطريقة في تجنب المضاعفات المختلفة والحفاظ على صحة متوازنة.

المصادر

ما اسباب فقدان الوزن وعلاجه

نقصان الوزن | Underweight

فقدان الوزن غير المبرر

اذهب إلى الأعلى