ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل: أسبابه وأعراضه وعلاقته بنوع الجنين
يُعد ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل من أبرز المواضيع الصحية بحثًا عبر محركات البحث، سواء من قبل الحوامل الذين يُعانون منه، أو من يرغبون في الوقاية من الإصابه به، فكلا الحالتين الهدف منهما هو تجنب المخاطر التي تؤثر على الأم والجنين.
وفي هذا المقال؛ سوف تُقدم مختبرات دلتا الطبية لكِ دليل شامل، لكل ما تحتاجين إلى معرفته بشأن ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، بدايةً من أسبابه وأعراضه، ومرورًا بطرق تشخيصه، ووصولاً إلى علاجه، كما سنُجيب عن أبرز الأسئلة الشائعة في هذا الشأن.
تعريف ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
يُعرف ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل بأنه مشكلة صحية شائعة، ناتجة عن زيادة الضغط على جدران الأوعية الدموية بشكل غير طبيعي، وخلال فترة الحمل يعمل القلب بشكل أكبر لضخ المزيد من الدم لدعم صحة الأم والجنين.
وتُعاني بعض الحوامل من مشكلة ارتفاع الضغط أثناء الحمل، حيث أشارت الاحصائيات إلى أن نسبة الإصابة العالمية به تتراوح بين 6% إلى 8%، وينقسم ارتفاع الضغط إلى ثلاثة مستويات، تتمثل في الأتي:
متي يظهر ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل؟
عادة ما يُمكن اكتشاف إصابة الحامل بارتفاع ضغط الدم ابتداءً من بعد الاسبوع العشرين من الحمل، أي الشهر الخامس،وفي أغلب الحالات يكون مؤقتا ويزول بعد الولادة مباشرةً.
ولكن في بعض الحالات قد تظهر مؤشرات الإصابة بـارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل قبل الأسبوع العشرين، وهنا قد يكون السبب مرتبطًا بإصابة الأم بالضغط قبل حدوث الحمل، أو نتيجة مشكلة صحية أخرى تحتاج إلى متابعة دقيقة، وفيما يلي نتعرف على هذه الأنواع:
- ارتفاع ضغط الدم المزمن: يحدث نتيجة الإصابة به قبل الحمل ويستمر لبعد الولادة، ويُمكن مُلاحظته قبل الاسبوع العشرين.
- ارتفاع ضغط الدم الحملي: هو الاسم الثاني لموضوع المقال الحالي وهو ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
الفئات الأكثر عرضة لارتفاع الضغط أثناء الحمل
يُمكن أن تُصاب أي امرأة حامل بمشكلة ارتفاع الضغط في الحمل، ولكن هُناك بعض الفئات تكون أكثر عُرضة للإصابة به، نظرًا لامتلاكها مجموعة من العوامل المحفزة لهذه الارتفاع، والتي تتمثل في الآتي:
الفئة العمرية
إذا كان عمرك أقل من 20 عامًا، أو أكثر من 40 عامًا، فأنتِ عُرضة لارتفاع ضغط الدم في الحملي، وذلك نظرًا للأتي:
- الحالة الأولى: لم يكن الجسم اكمل نموه الهرموني والجسدي.
- الحالة الثانية: تزيد احتمالية وجود مشاكل مزمنة، أو ضعف مرونة الأوعية الدموية نتيجة تصلب الشرايين الناتج عن زيادة مستويات الكوليسترول في الدم.
وجود تاريخ مرضي
إذا كنتي بالفعل مُصابة بضغط الدم قبل الحمل، أو لديك أحد الأقارب من الدرجة الأولى كالأب والأم، قد أُصيبو بالفعل به، فكل هذا يزيد من فرص إصابتك بضغط الدم المرتفع.
داء السكري وسكر الحمل
لا يقتصر تأثير داء السكر على مستويات السكر في الدم فقط، بل أن يتجاوزه ليؤثر على الجسم بأكمله، حيث أن ارتفاع معدلاته ينعكس سلبًا على صحة الأوعية الدموية ووظائف الكلى، وما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في الحمل.
أمراض الكلى
تُعد الكلى من الأعضاء الحيوية والرئيسية في جسم الإنسان، حيث تعمل بشكل كبير على ضبط مستويات ضغط الدم، ولكن في حالة إصابتها بأي مشكلة مثل: (الفشل الكلوي، أو التهاب الكلى، وغيرها من المشاكل)، يؤثر ذلك على معدلات الضغط عند الحامل.
ولا تقتصر أسباب ارتفاع الضغط عند الحامل، على الأسباب السابقة، بل أن هُناك أسباب أخرى تُساهم في حدوث هذه المشكلة الصحية مثل:
- الاضطرابات المناعية: مثل: (الذئبة)، حيث تسبب في حدوث التهابات مستمرة في الأوعية الدموية، وتضعف مرونتها.
- الحمل المتعدد (توأم أو أكثر): يحتاج الحمل إلى زيادة الضغط على الدورة الدموية والقلب، وهو ما ينتج عنه زيادة معدلات الضغط.
- العِرق: بعض الدراسات أوضحت أن النساء ذوات البشرة السوداء أكثر عرضة بسبب عوامل جينية وبيولوجية تتعلق بتنظيم ضغط الدم.
أسباب ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
تلعب عدة أسباب دورًا بارزًا في ارتفاع معدلات ضغط الدم أثناء الحمل، فحتى الآن لم تُشير الدراسات الطبية إلى السبب الرئيسي في حدوث هذه المشكلة، وفيما يلي نتعرف على الأسباب الشائعة لارتفاع ضغط الدم:
-
- السمنة: تتسبب في زيادة العبء على القلب، مما يؤدي إلى زيادة ضخ الدم حتى يتمكن من الوصول إلى كافة أنحاء الجسم.
- اتباع نظام غذائي غني بالأملاح والدهون: مما يؤدي إلى تصلب الشرايين والذي يجعلها ضيقة، وهوما يزيد الضغط عليها.
- قلة شرب الماء: تتسبب في احتباس الأملاح في الجسم وعدم التخلص منها.
- أمراض الكلى والقلب: قصور أي منهما قد يتسبب في ارتفاع ضغط الدم.
- الأمراض المناعية مثل الذئبة الحمراء: تتسبب في التهاب الشرايين؛ مما يضعف قدرتها على التمدد والانقباض بشكل طبيعي.
- داء السكري: ارتفاع مستوياته يؤثر بشكل مباشر على ضغط الدم، نتيجة ضعف جدران الشرايين؛ مما يجعلها أقل مرونة.
- التغيرات الهرمونية: أثناء الحمل قد تؤدي زيادة بعض الهرمونات المسؤولة عن الدورة الدموية واحتباس السوائل إلى زيادة حجم الدم داخل الجسم، مما يرفع الضغط على القلب والأوعية الدموية ويسبب ارتفاع ضغط الدم.
أعراض ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
تختلف أعراض ارتفاع ضعط الدم من امرأة إلى آخرى، وذلك نظرًا لمعدل الضغط التي تُعاني منه كل أم، كما أنه ليس بالضروري أن تظهر جميع الأعراض على كل واحدة، وفيما يلي سوف نتعرف على أهم هذه العلامات:
تورم واضح في اليدين أو القدمين.
- صداع متكرر أو مستمر.
- زيادة مفاجئة وسريعة في الوزن.
- تشوش أو تغيّر في الرؤية.
- الشعور بالغثيان أو التقيؤ.
- قلة كمية البول عند التبول.
- آلام في منطقة البطن.
عادةً ما تظهر هذه الأعراض نتيجة احتباس السوائل والأملاح في الجسم، وتنصح مختبرات دلتا الطبية بضرورة استشارة الطبيب المختص على الفور، لتجنب المخاطر المحتملة التي تؤثر على صحتك وعلى سلامة الجنين.
كم معدل ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل؟
لا يختلف معدل الضغط عند الحامل عن غير الحامل، فالمعدل ثابت لا يتغير، ويجب أن يكون كالآتي:
- المعدل الطبيعي لضغط الدم عند الحامل: 120/80 ملم زئبق أو أقل.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل على الأم والجنين
تحدث مضاعفات ارتفاع الضغط عادةً عندما تتكرر زيادة مستوياته عن المعدل الطبيعي، ويزيد الأمر سوءًا عندما لا يتم علاجه بشكل سريع، حيث أن ذلك يُعرض الأم والجنين إلى مخاطر صحية كثيرة، تتمثل في الآتي:
- الإصابة بالنوبات القلبية
- التعرض للسكتة الدماغية.
- حدوث قصور أو فشل كلوي مؤقت.
- مشكلات في الكبد.
- اضطرابات في تخثر الدم.
- زيادة احتمالية الحاجة إلى الولادة القيصرية في حال استمرار ارتفاع ضغط الدم.
- انفصال المشيمة المبكر.
- انخفاض وزن الجنين عند الولادة.
- وفاة الجنين.
- الولادة المبكرة.
علاج ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
تعتمد طرق علاج ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، على عدة عوامل تتمثل في: (شدة الحالة ومرحلة الحمل)، ولكن يُعد الهدف الأساسي من العلاج هو حماية الأم والجنين من المضاعفات المحتملة، وفيما يلي نتعرف على ابرز الطرق المستخدمة للعلاج:
التغذية العلاجية:
تُعرف بأنها أحد طرق العلاج المستخدمة مع الحامل، والتي تهدف إلى تناول مجموعة من الأطعمة والمشروبات التي تُساعد على الحد من ارتفاع ضغط الدم غير الطبيعي، كما تعمل على تنظيم مستوياته، وتتمثل في الآتي:
- شرب السوائل المثلجة: يساعد تناول المشروبات الباردة على تبريد الجسم وتنشيط الدورة الدموية؛ مما قد يُساهم في تخفيف بعض أعراض ارتفاع ضغط الدم.
- تناول الحليب أو الزبادي: يُعد كل من الحليب والزبادي مصادر غنية بالكالسيوم والبروتين، وهما عنصران أثبتت الدراسات دورهما في المساعدة على خفض ضغط الدم.
- تناول ثمرة موز: الموز غني بالبوتاسيوم، وهو معدن أساسي في موازنة تأثير الصوديوم داخل الجسم، والحد من تصلب الأوعية الدموية؛ مما يُساعد على التحكم في ضغط الدم.
ممارسة تقنيات الاسترخاء:
مثل: (التنفس العميق، التأمل، أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة)، فجميع هذه الطرق تُقلل من التوتر النفسي، وتخفض إفراز هرمونات الضغط العصبي كالكورتيزول، مما يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية وتحسين صحة القلب.
الأدوية العلاجية:
في بعض الحالات قد يوصي الطبيب المختص بضرورة تناول بعض الأدوية العلاجية، التي تُساعد في ضبط مستويات ضغط الدم، ولكن لا تؤخذ إلا بتعليماته، مع متابعة دقيقة للحالة وفحوصات منتظمة للتأكد من سلامة الأم والجنين.
اسئلة شائعة عن ارتفاع ضغط الدم والحمل
يُثير ارتفاع ضغط الدم عند الحامل الكثير من التساؤلات والمخاوف، نظرًا لتأُثيرته الخطيرة على صحة الأم والجنين معًا، وفيما يلي حرصت مختبرات دلتا الطبية على جمع أبرز هذه الأسئلة والإجابة عنها من قبل فريقنا الطبي، فيما يلي:
متى يكون ارتفاع ضغط الدم خطير عند الحامل؟
تنقسم خطورة ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل إلى مستويين وهما:
- المستوى الأول: إذا تجاوز ضغط الدم 140/90 ملم زئبق.
- المستوى الثاني: إذا بلغ مستوى الضغط 110\160 ملم زئبق.
ويتطلب كلا المستويين إلى استشارة الطبيب المختص على الفور، حيث أن النسب السابقة تُمثل خطورة كبيرة على الحمل.
هل نوع الجنين يتسبب في ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل؟
لا يتعلق الأمر بالجنين على الإطلاق، حيث أن هذا اعتقاد خاطئ شائع، ولكن في الحقيقة ارتفاع الضغط يحدث لاسباب فسيولوجية ومرضية فقط.
هل ارتفاع ضغط الدم يسبب تسمم الحمل؟
(نعم)، يُمكن أن يتسبب ارتفاع ضغط الدم وعدم علاجه من الإصابة بتسمم الحمل، ولكن لابد من الإشارة إلى أن التسمم لا يحدث دائمًا لكل من لديها ارتفاع ضغط، لكنه يُعد من أخطر المضاعفات الممكنة فقد يؤثر على صحة الأم والجنين معًا.
في الختام؛ تدرك مختبرات دلتا الطبية أن ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل تحدٍ صحي مهم؛ لكنه قابل للسيطرة بالمتابعة الطبية المنتظمة واتباع نمط حياة صحي، وشرب السوائل الكافية، واتباع تعليمات الطبيب بدقة، فجميعها خطوات أساسية لضمان حمل آمن وصحي لكِ ولجنينك.
و تذكري دائمًا أن الكشف المبكر والمتابعة الدورية، هما أفضل وسيلة للوقاية من المضاعفات، والتمتع بتجربة حمل آمنة ومطمئنة.