علاقة النقرس حمض اليوريك المرتفع: دليل شامل وأهم 5 ممنوعات لمرضى النقرس
هل تعاني من ألم حاد ومزعج يظهر فجأة في مفاصلك؟، هل يُعد النقرس مجرد انزعاج عابر في المفاصل، أم أنه تحذير خفي ينبئ بوجود خطر حقيقي؟ الحقيقة أن المسألة أعمق مما تتصور!
هل تدرك أن ارتفاع مستويات حمض اليوريك هو المحرك السري الذي يهدد سلامة مفاصلك وأعضائك الحيوية؟ لماذا تتزايد هذه المادة في جسمك؟ وكيف يمكنك حماية نفسك من عواقبها السلبية؟، في هذا المقال؛ سوف نُوضح لك العلاقة المعقدة بين النقرس حمض اليوريك المرتفع، ومفاتيح السيطرة، بالإضافة إلى أهم 5 محظورات يجب عليك تجنبها.
ما العلاقة بين النقرس وحمض اليوريك؟
النقرس هو نوع مؤلم من التهاب المفاصل يحدث بسبب تراكم بلورات حمض البوليك في المفاصل والمناطق المحيطة بها، إذ يُعتبر هذا النوع هو الأكثر شيوعًا بين أنواع التهاب المفاصل، ويكون أكثر انتشارًا بين الرجال، حيث تزداد فرص الإصابة به مع التقدم في العمر.
كذلك، الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات حمض اليوريك (اليوريك أسيد)، المعروف أيضًا باسم اليورات، في الدم هم الأكثر عرضة للإصابة بالنقرس، حيث يتم إنتاج اليورات بشكل يومي نتيجة تحلل البيورينات في الجسم، وهي مواد كيميائية توجد بشكل طبيعي داخلنا، وأيضًا في بعض الأطعمة.
وجود حمض اليوريك في الدم هو أمر طبيعي وصحي، لكن إذا زادت مستوياته بشكل كبير، فقد يؤدي ذلك إلى النقرس، وقد كان يُعتقد في السابق أن الإفراط في تناول الطعام وشرب الكحول هما السبب وراء النقرس، ورغم أن هذه العوامل قد تزيد من احتمالية حدوث نوبات النقرس، إلا أنها ليست الأسباب الوحيدة.
أسباب ارتفاع حمض اليوريك
حمض اليوريك هو ناتج زائد ينتجه الجسم نتيجة تحلل مركبات تعرف بالبيورينات، يتم نقل معظم هذا الحمض عبر الدم إلى الكلى، التي تقوم بتصريفه على شكل بول، وقد تؤدي الزيادة الكبيرة في مستوى حمض اليوريك في الجسم إلى حالة تُسمى فرط حمض يوريك الدم. أما بالنسبة لأسباب النقرس حمض اليوريك المرتفع، فهناك عدة عوامل تشمل:
- مُدِّرات البول: وهي أدوية تُستخدم عادة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وتعرف أيضًا بمُدِّرات الماء.
- الإفراط في تناول الكحول: حيث تعطي الكلى الأولوية للتخلص من نواتج استقلاب الكحول بدلاً من حمض اليوريك، مما يؤدي إلى الاحتفاظ بالحمض في الجسم.
- النظام الغذائي الغني بالبيورينات: يعتبر النظام الذي يحتوي على نسب مرتفعة من البيورينات، الموجودة في أطعمة مثل اللحوم والفاصوليا والبازلاء والفطر والمأكولات البحرية، سببًا لزيادة مستويات حمض اليوريك في الدم، يحدث هذا بسبب تحلل هذه الأطعمة في الجسم، مما ينتج عنه إنتاج حمض اليوريك.
- ضعف وظائف الكلى: في بعض الأحيان، قد تواجه الكليتان صعوبة في تصفية النفايات بشكل فعال، مما يؤدي إلى احتباس حمض اليوريك في الجسم بدلاً من التخلص منه عن طريق البول. لذا، فإن تلف الكلى، أو إصابتها يمكن أن يسهم في ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الدم.
- قصور الغدة الدرقية: هو حالة تكون فيها الغدة غير نشطة، مما قد يؤدي إلى انخفاض تدفق البلازما إلى الكلى، وضعف عملية الترشيح الكلوية، مما يسبب ارتفاع مستويات حمض اليوريك.
- السمنة: تعتبر من العوامل التي تُسهم في زيادة مستوى حمض البوليك في العديد من الحالات.
- الأدوية: يُعد استخدام العقاقير المثبطة للمناعة يمكن أن يؤدي أيضًا إلى ارتفاع حمض البوليك في الجسم.
- السرطانات: يمكن أن تؤدي بعض أنواع السرطان، أو العلاجات الكيميائية إلى إطلاق خلايا معينة بسرعة في مجرى الدم، مما يُعتبر سببًا آخر لزيادة حمض البوليك.
أشهر أعراض النقرس عند النساء
يُعرف النقرس بأنه ألم شديد ومفاجئ يحدث غالبًا في إبهام القدم، ويظهر عادةً في منتصف الليل، بينما يصيب هذا المرض الرجال بشكل أكبر، فإن النساء يعانين منه عادةً في عدة مفاصل بشكل تدريجي مع مرور الوقت.
يمكن أن يظهر النقرس حمض اليوريك في الركبتين، أصابع القدمين، المعصمين، وأطراف الأصابع، خاصة بعد انقطاع الطمث، حيث قد تكون هذه المناطق تعرضت بالفعل لبعض الضرر نتيجة هشاشة العظام.
كذلك، تعتبر هذه المسألة مشكلة لأن النقرس في اليدين يُشخص عادةً بشكل خاطئ، هذه الحالة تمثل مثالاً آخر على “التغافل عن الجنس”، وتذكرنا بكيفية تشخيص النوبات القلبية بشكل خاطئ لدى النساء نظرًا، لاختلاف الأعراض عن تلك التي تظهر عند الرجال، والتي قد تشمل التعب، الغثيان، والقيء.
أعراض ارتفاع حمض اليوريك
إليك بعض الأعراض الشائعة المرتبطة بارتفاع مستويات حمض اليوريك، إذا لاحظتها، تأكد من مراقبة مستويات الحمض لديك بعناية!
- النقرس حمض اليوريك: هو نوع من التهاب المفاصل ينتج عن ارتفاع مستويات حمض اليوريك، في حوالي 10% من الحالات، تظهر أعراض حادة مثل ألم شديد في المفاصل، واحمرار، وتورم، وسخونة، وتيبس في إصبع القدم الكبير، قد تستدعي الحالات الشديدة إجراءات مثل البتر.
- ألم المفاصل: يمكن أن يؤدي ارتفاع حمض البوليك إلى آلام في الكاحلين والركبتين والمعصمين والأصابع، مما يؤثر سلبًا على الحركة، وقد يتسبب في تلف دائم إذا لم يتم معالجته.
- مرض كلوي: يمكن أن يساهم ارتفاع حمض اليوريك في تكوّن حصوات الكلى، مما يؤثر على قدرتها على الإفراز، تتضمن الأعراض ألمًا شديدًا أثناء التبول، أو زيادة في عدد مرات التبول، أو ألمًا أسفل الظهر، كما يُنصح باستشارة الطبيب عند ظهور هذه الأعراض.
- أمراض القلب والأوعية الدموية: يمكن أن يتجمع فائض حمض البوليك في الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تصلب الشرايين، ورفع احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- السكري: يرتبط ارتفاع حمض البوليك بضعف عملية أيض الجلوكوز ووظيفة الأنسولين، مما يزيد خطر الإصابة بالسكري.
كيفية تشخيص النقرس حمض اليوريك
يمكن أن يساعدك تاريخك الطبي والفحص البدني، والفحوصات في تحديد حالة النقرس، كما يرغب طبيبك في استبعاد أسباب أخرى تتعلق بألم، والتهاب المفاصل مثل العدوى، أو الإصابات، أو أنواع أخرى من التهاب المفاصل، ومن أهم الفحوصات التي قد يتم إجراؤها تشمل:
- تحليل سائل المفصل: الذي يُعتبر الطريقة الأكثر دقة لتشخيص النقرس؛ حيث يقوم الطبيب بسحب عينة من السائل الموجود في المفصل (أو المفاصل) المؤلمة، ويفحصها تحت المجهر للبحث عن بلورات حمض اليوريك.
- فحص دم لقياس مستويات حمض اليوريك: لكن يجدر بالذكر أن العديد من الأشخاص الذين لديهم ارتفاع في حمض اليوريك في الدم لا يُصابون بالنقرس، وبعض المصابين به لديهم مستويات طبيعية.
- اختبارات التصوير: مثل الأشعة السينية، والموجات فوق الصوتية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب ثنائي الطاقة، تُستخدم لرؤية بلورات حمض البوليك في المفاصل.
ما هي نسبة حمض اليوريك الطبيعية؟
المعدل الطبيعي لحمض البوليك هو كالتالي:
- الرجال: يتراوح بين 3.4 و 7.0 ملغ/ديسيلتر.
- النساء: يتراوح بين 2.4 و 6.0 ملغ/ديسيلتر.
- الأطفال: يتراوح بين 2.0 و 5.5 ملغ/ديسيلتر.
قد تختلف هذه القيم قليلاً وفقًا لمعايير المختبرات أو الدول، في حالة إذا كان مستوى النقرس حمض اليوريك لديك مستمرًا فوق 7.0 ملغ/ديسيلتر، فهذا يشير إلى حالة فرط حمض اليوريك في الدم، مما يعد علامة تحذيرية هامة.
ممنوعات مريض النقرس: الأطعمة التي تزيد حمض اليوريك
يمكن أن تزيد هذه الأطعمة من تفاقم حالة النقرس حمض اليوريك.
-
اللحوم الحمراء والأعضاء
تتميز لحوم البقر والخنزير والضأن ولحوم الأعضاء، مثل الكبد والكلى والسلمون بارتفاع محتواها من البيورينات، كما أن تناول كميات كبيرة من هذه الأطعمة قد يؤدي إلى النقرس حمض اليوريك المرتفع.
لذلك؛ تجنب: الكبد، الكلى، اللحوم الحمراء، والكميات الكبيرة من اللحوم الحمراء، واختر البروتينات النباتية، أو الدجاج (باعتدال)، أو التوفو.
-
المأكولات البحرية
رغم أن الأسماك يمكن أن تكون جزءًا صحيًا من الأنظمة الغذائية الأخرى، يُفضل تقليل هذه الخيارات لمرضى النقرس، فالمأكولات البحرية، خاصة الأنشوجة والسردين والماكريل والمحاريات، تحتوي على نسبة عالية من البيورينات، وترتبط بحدوث نوبات النقرس حمض اليوريك.
-
المشروبات السكرية والحلويات
تحتوي مشروبات مثل الصودا، والشاي المثلج المحلى، ومشروبات الطاقة، والعصائر المحلاة على نسبة عالية من الفركتوز، وهو نوع من السكر يعزز إنتاج حمض اليوريك في الكبد، العديد من هذه المشروبات فقيرة في القيمة الغذائية، وقد تسهم في زيادة الوزن، وهو عامل خطر آخر للإصابة بالنقرس، لذلك، يُنصح بتجنب هذه المشروبات واستبدالها بـ الماء، أو ماء الليمون، أو شاي الأعشاب
-
الكحول، وخاصة البيرة
تشير الأبحاث إلى أن الكحول، وبالأخص البيرة، يمكن أن تسبب نوبات النقرس، حيث تعيق قدرة الجسم على التخلص من حمض اليوريك، كما تحتوي البيرة على البيورينات التي قد تزيد من مستويات حمض اليوريك.
-
الأطعمة المصنعة بشكل مفرط
يمكن أن تؤدي الأطعمة المُعالجة الغنية بالصوديوم والدهون المتحولة إلى زيادة التوتر والالتهاب في الكلى، ورغم أن هذه الأطعمة قد لا تسبب تراكم حمض اليوريك بشكل مباشر، إلا أنها قد تُفاقم حالات صحية أخرى تؤثر في صحة الكلى، أو تسبب النقرس.
كيفية إزالة اليوريك أسيد من الجسم
للتخلص من فرط حمض البوليك، عادة ما تكون هناك حاجة لإجراء تغييرات في النظام الغذائي وتناول أدوية.
-
العلاج الدوائي
تنقسم أدوية تقليل حمض البوليك إلى فئتين:
- مثبطات تخليق حمض اليوريك: تشمل أدوية مثل ألوبيورينول وفيبوكسوستات، وهي فعالة لمرضى النقرس حمض اليوريك المزمن، يجب مراقبة أي تفاعلات تحسسية، وتقييم مستويات حمض البوليك في الدم بانتظام خلال فترة العلاج.
- محفزات إفراز حمض اليوريك: تشمل أدوية مثل سلفينبيرازون وبروبينيسيد، والتي تعمل على تعزيز إفراز حمض البوليك، ومن المهم شرب كمية كافية من الماء أثناء تناول هذه الأدوية لتفادي تكوّن حصوات الكلى.
-
6 أطعمة تساهم في تقليل حمض البوليك
يعد اختيار الأطعمة المناسبة أمرًا هامًا للحد من مستويات حمض اليوريك، إليك ستة خيارات مفيدة:
- الأطعمة الغنية بالألياف: تساعد الأطعمة مثل البطاطا الحلوة، البروكلي، الكرفس، الشوفان، الأرقطيون، والبابايا الخضراء في تقليل حمض البوليك.
- أحماض أوميغا 3 الدهنية: الأطعمة التي تحتوي على أوميغا 3، مثل سمك السلمون، الماكريل، التونة، بذور الكتان، والجوز، تساهم في تقليل الالتهابات وتقليل خطر الإصابة بالنقرس حمض اليوريك.
- الشوكولاتة الداكنة: تحتوي على الثيوبرومين، وهو قلويد طبيعي يساهم في خفض مستويات حمض البوليك، واسترخاء عضلات الجهاز التنفسي.
- التوت والكرز: تحتوي أنواع التوت مثل التوت الأزرق والفراولة، بالإضافة إلى الكرز، على مضادات أكسدة وأنثوسيانين تساهم في تخفيف الالتهاب.
- الأطعمة الغنية بفيتامين سي: يدعم فيتامين سي مستويات حمض اليوريك الصحية، تشمل الأطعمة المفيدة البرتقال، الجوافة، الفلفل، والليتشي، التي تعزز الصحة العامة بفضل خصائصها المضادة للأكسدة.
هل يُمكن علاج مرض النقرس نهائيا؟
بكل وضوح، لا يمكننا القول إن النقرس يُشفى نهائيًا، بل يجب أن نعتبره حالة مزمنة يمكن التحكم فيها، وإدارتها بشكل فعال لتفادي النوبات، وهذا هو الأمر الأساسي، طالما أن السبب الرئيسي وهو ارتفاع حمض اليوريك، وتكوين بلورات مؤلمة في المفاصل مستمر، سيظل خطر عودة النقرس حمض اليوريك قائمًا.
كما أن الهدف من العلاج ليس الشفاء التام، بل تقليل النوبات إلى حد كبير، أو حتى جعلها تختفي تمامًا، ويتم ذلك من خلال التركيز على نقطتين رئيسيتين:
- خفض اليوريك أسيد باستخدام الأدوية: عادةً ما يصف الأطباء علاجًا يوميًا لخفض مستويات الحمض، وهذا يعد أفضل وسيلة لحماية المفاصل، وتقليل فرص النوبات المستقبلية.
- تغيير نمط الحياة: الالتزام بتعديلات صارمة على النظام الغذائي (مثل الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالبيورينات)، والحفاظ على وزن صحي، وشرب كميات كافية من الماء.
عندما يتم إدارة الحالة بفعالية، يمكن لمريض النقرس حمض اليوريك أن يعيش حياة طبيعية تمامًا، لكن ذلك يتطلب الالتزام المستمر، فالوضع لا يزول بمجرد اختفاء الألم.
هل مرض النقرس خطير؟
نعم؛ يُصبح النقرس حمض اليوريك خطيرًا في حال عدم تلقي العلاج الملائم، فقد تظهر أعراض النقرس حمض اليوريك وتختفي، أو قد تتحول إلى أعراض مزمنة، مما يؤدي إلى حدوث آلام أكثر تكرارًا واستمرارًا، كما يمكن أن يصبح التهاب المفاصل مزمنًا، مما يسبب مضاعفات إضافية، مثل أمراض الكلى والفشل الكلوي.
الخلاصة
إذا كنت من الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل الرجال أو من لديهم تاريخ عائلي، أو تعاني من السمنة وارتفاع ضغط الدم، أو إذا شعرت بأي أعراض تدل على ارتفاع حمض اليوريك، فلا تتردد.
صحتك تستحق الاهتمام المبكر، فقط اطلب من مختبرات دلتا الطبية إجراء تحليل بسيط لمستوى حمض اليوريك في الدم، إذ يُعتبر الفحص المبكر خط الدفاع الأول لمنع تحول النقرس حمض اليوريك إلى حالة مزمنة تؤثر على جودة حياتك.