سرطان الثدي عند الرجال: ما مدى شيوعه والأعراض المبكرة للإصابة؟
هل سمعت من قبل عن سرطان الثدي عند الرجال؟ قد يبدو تساؤل غير مألوفًا للوهلة الاولى، ولكن في الحقيقة هو أحد التحديات الصحية التي قد يتعرض لها مجموعة من الرجال، ولكن نظرًا لانخفاض معدلات الإصابة به، فكثير من الاشخاص يجهلون المعرفة الطبية به، سواء كنت مُصابًا أو ترغب في التعرف على سُبل الوقاية منه.
ويسود اعتقاد شائع بأن سرطان الثدي يرتبط فقط بالنساء، وفي الحقيقة هو اعتقاد خاطئ، لأنه لا يقتصر عليهن فقط، بل، يُمكن أن يُعاني منه بعض الرجال، وفي هذا المقال سوف نتعرف على ماهية سرطان الثدي عند الرجال، وأسبابه وأعراضه المبكرة ونسب الشفاء وتشخيصه وغيرها من معلومات صحية هامة.
ما هو سرطان الثدي عند الرجال؟
يُعرف سرطان الثدي عند الرجال بأنه أحد أنواع السرطان النادرة، التي تُصيب أنسجة الثدي لديهم، وأوضحت الإحصائيات الطبية أن نسبة الإصابة به تبلغ 1 من كل 100 رجل، وفي الولايات المتحدة يتم تشخيص سنويًا ما يقرب من 2800 رجل مُصابون بهذا النوع من السرطان.
وإذا كنت تعتقد أن سرطان الثدي ينقسم إلى عدة أنواع عند النساء فقط، فأنت مخطئ، حيث يحتوي ثدي الرجال عن قنوات لبنية غير مكتملة، وهو ما يعني أن إصابة الرجال بسرطان الثدي، تنقسم إلى عدة أنواع تتمثل في الآتي:
سرطان القنوات (القنويات)
هو أحد أنواع سرطان الثدي، والذي ينقسم إلى قسمين، وهما كما يلي:
- سرطان القنوات الغازي: وهو أحد أكثر أنواع سرطان الثدي شيوعًا لدى الرجال، حيث يُشكل ما يقرب من 9 حالات من كل 10 إصابات، ويبدأ هذا النوع من السرطان في القنوات الصغيرة داخل الثدي، وهي الأنابيب التي تمر عبر أنسجة الثدي، ثم قد ينتشر تدريجيًا إلى الأنسجة المجاورة.
- سرطان القنوات الموضعي: هو نوع أقل شيوعًا، يبدأ أيضًا داخل القنوات لكنه يبقى محصورًا فيها ولا ينتشر خارجها، ويُعتبر هذا النوع من المراحل المُبكرة التي يسهل علاجها في حال اكتشافها مبكرًا.
سرطان الفصيصات
يُعرف باسم سرطان الفصيصات الغازي، وهو نوعًا نادرًا من سرطان الثدي عند الرجال، لأنه ينشأ في الفصيصات المسؤولة عن إنتاج الحليب، وهي أجزاء صغيرة تكاد تكون غير موجودة أو غير نشطة لدى الذكور.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي عند الذكور
كما ذكرنا مسبقًا أن سرطان الثدي عند الرجال من الأنواع النادرة، إلا أن هُناك مجموعة من الفئات، تُعد من أكثر عرضة للإصابة به عن غيرها، والتي تتمثل في الآتي:
-
- العمر: يُعد الرجال الذين تتراواح أعمارهم بين 60 إلى 70 عامًا، أكثر عرضة لسرطان الثدي.
- الوراثة: تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا في الإصابة بالأمراض، فإذا وجد تاريخ عائلي مرضي للسرطان، فقد تكون عرضة للإصابة به في المستقبل.
- التعرض للإشعاع: إذا تعرضت مُسبقًا بشكل متكرر للأشعاع المؤين على منطقة الصدر، والمستخدم في الأشعة السينية، والعلاج الإشعاعي للسرطان، فقد يزيد ذلك من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- هرمون الإستروجين: يتواجد هذا الهرمون عند الرجال بنسبة منخفضة جدًا، ولكن إذا ارتفعت مستوياته نتيجة عوامل مرضية مثل: (متلازمة كلاينفلتر، أو أمراض الكبد المزمنة كتشمع الكبد).
- الأدوية العلاجية: مثل: دواء الفيناستيرايد (Finasteride)، الذي يستخدم لعلاج تضخم غدة البروستاتا الحميد أو الصلع الوراثي عند الرجال، كما يُستخدم أحيانًا للوقاية من سرطان البروستاتا.
ما سبب ظهور كتلة في ثدي الرجل؟
تلعب عدة أسباب دورًا في الشعور بكتلة في الثدي عند الرجال، وعادةً ما يكون سببها أورام حميدة، أو مشاكل صحية بسيطة، مثل:
-
إصابات الثدي:
قد يتعرض بعض الرجال إلى إصابة مباشرة في منطقة الصدر نتيجة (ممارسة الرياضة، أو حوادث السير)؛ مما يتسبب في تلف في الأنسجة الدهنية داخل الثدي، وهو ما يعرف باسم (نخر الدهون)، والذي يؤدي إلى تكون كتلة صلبة مؤلمة، تشبه في شكلها الورم لكنها غير سرطانية.
-
حلمة العداء:
هي أحد الأسباب النادرة، والتي تحدث بسبب احتكاك الحلمة بشكل متكرر بالملابس أثناء الجري، أو ممارسة التمارين؛ مما يؤدي إلى تهيجها أو نزيفها البسيط، وعلى الرغم من أن الحالة بسيطة، إلا أنها قد تُسبب انزعاجًا واضحًا وتتطلب عناية موضعية لتجنّب الالتهاب.
-
التهاب الثدي (Mastitis)
يحدث هذا الالتهاب نتيجة دخول البكتيريا إلى أنسجة الثدي، مما يؤدي إلى تورم واحمرار وألم في المنطقة المُصابة، وفي حالات قليلة، قد يتكون خُراج يحتاج إلى تدخل طبي بسيط للتصريف والعلاج بالمضادات الحيوية.
-
تكيس الثدي (Breast Cyst)
هو عبارة عن كيس صغير مملوء بالسوائل يتكون داخل الثدي، وغالبًا ما يكون حميدًا وغير مؤلم، ويتم الكشف عنه عادةً من خلال الفحص بالموجات فوق الصوتية، ولا يُشكل خطرًا على الصحة في معظم الحالات.
-
الورم الليفي (Fibroadenoma)
هو ورم حميد يتكون من مزيج من الأنسجة الليفية والغدية داخل الثدي، ويتميز بكونه كتلة متحركة ناعمة الملمس، ولا يُسبب ألمًا في الغالب، لكنه يحتاج إلى متابعة دورية للتأكد من عدم تغيّر حجمه، أو طبيعته بمرور الوقت.
ما الفرق بين التثدي عند الرجال وسرطان الثدي؟
يعتقد الكثيرون أن زيادة حجم الثدي لدى الرجال، يُعد مؤشرًا للإصابة بالسرطان، ولكن في الحقيقة قد يكون الأمر ليس كذلك، وفيما يلي نتعرف على الفرق بشكل أكثر توضيح:
-
التثدي عند الرجال
هو زيادة حجم وبروز الثدي عند الرجال، وهي حالة نادرة، تحدث نتيجة لعدة أسباب مثل:
- الأورام، وعادةً ما تكون حميدة.
- أمراض الغدد الصماء المسئولة عن هرمون الإستروجين.
- أمراض الكبد.
- السمنة المفرطة.
- بعض الأدوية العلاجية مثل: (أدوية الضغط، قرحة المعدة، أدوية الهرمونات).
ما هي أعراض سرطان الثدي عند الرجال؟
لا تختلف أعراض سرطان الثدي عند الرجال، عن النساء، فُهناك الكثير من العلامات المشتركة بينهم، مثل:
- ملاحظة كتلة غير مؤلمة تحت حلمة الثدى بشكل مباشر.
- ظهور مجموعة من التغيرات على سطح الثدي، مثل: (التجعد والتقشر الذي يرافقه أحمرار).
- إنغراس الحلمة إلى الداخل.
- خروج إفرازات دموية من الحلمة عند الرجال.
ما مدى شيوع وخطورة سرطان الثدي لدى الذكور؟
يُعد نوع من أنواع السرطان النادرة، حيث يُصاب به واحد من كل عشرة أشخاص، ولكن على الرغم من ندرة حدوثه، إلا أنه من أنواع السرطان التي يُمكن ان تنتشر إلى أنسجة وخلايا الجسم المختلفة، فهي لا تقتصر فقط على الثدي، وينقسم انتشارها إلى عدة مراحل تتمثل في الآتي:
- مرحلة ما قبل سرطان الثدي: تتوافر الخلايا السرطانية في قنوات الثدي دون أن تنمو وتنتشر.
- المرحلة الأولى: يبدأ الورم في التطور لكن ما زال صغير الحجم.
- المرحلة الثانية: يصبح الورم أكبر حجمًا من المرحلة الأولى، ويبدأ هُ،ا الانتشار إلى عدد من العقد الليمفاوية الموجودة تحت الأبط.
- المرحلة الثالثة: أصبح السرطان منتشرًا في العقد الليمفاوية، كما تتواجد الخلايا السرطانية في الجلد وجدار الصدر.
- المرحلة الرابعة: انتشرت الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل العظام والكبد.
تشخيص سرطان الثدي
لا تختلف طريقة تشخيص سرطان الثدي باختلاف الجنس، حيث أنه يتم تشخيصه عند الرجال بنفس الطريقة المستخدمة عند النساء، وهي كالآتي:
- الفحص السريري.
- الفحوصات المخبرية.
- الفحوصات التصويرية.
ولمزيد من التفاصيل بشكل أكثر دقة عن طرق تشخيص السرطان سواء الثدي أو غيره، يُمكنكم الضغط هُنا.
علاج سرطان الثدي عند الرجال
تتعدد سبُل علاج سرطان الثدي، حيث يعتمد اختيار طريقة العلاج المُناسبة بناءًا على تشخيص الطبيب المختص، الذي يحدد مرحلة السرطان، ويصف العلاج المُناسب تبعًا لعدة عوامل مثل: (العمر، والحالة الصحية العامة).
وتدرك مختبرات دلتا الطبية حجم التساؤلات التي تراود ذهنك بشأن طرق العلاج الممكنة، لذا فيما يلي نوضح لك أبرز الطرق المستخدمة لعلاج سرطان الثدي عند الرجال:
-
الجراحة
تُعد من أبرز طرق العلاج شيوعًا، حيث يتم استئصال الورم، إذا تم اكتشافه مُبكرًا، ولكن في بعض الحالات المتأخرة قد يلجأ الطبيب إلى إزالة الثدي بأكمله، إلى جانب خلاياه وأنسجته، بما فيها الغدد الليمفاوية تحت الإبط.
-
الإشعاع
يستخدم العلاج الإشعاعي للتخلص من الخلايا السرطانية المتواجدة في الثدي، من خلال قتلها، وعادةً ما يتم استخدام هذا النوع من العلاج، بعد القيام بعملية استئصال الورم، حيث يُساعد الإشعاع في القضاء على أي خلايا متبقية لمنع نموها وانتشارها مجددًأ.
-
العلاج الكيميائي
العلاج الكيميائي هو أحد أنواع علاجات سرطان الثدي، حيث يستخدم لقتل جميع الخلايا السرطانية في الجسم، وفي بعض الحالات قد يوصي الطبيب باستخدامه قبل الجراحة لتقليص حجم الورم.
وفي حالات أخرى قد يصف الطبيب العلاج الإشعاعي والكيميائي بعد الجراحة، ويهدف ذلك إلى خفض احتمالية عودة الورم أو ظهوره في مكان أخر في الجسم.
-
العلاج الهرموني
قد يوصى الطبيب المختص بتلقي العلاج الهرموني، وذلك بهدف خفض مستويات الإستروجين عند الرجال، وعادةً ما يتم اللجوء إلى هذه الطريقة إذا كان سبب الورم هو ارتفاع مستويات الإستروجين عند الرجل.
-
العلاج الموجه
هو نوع من أنواع العلاجات الحديثة الموجه نحو أنواع محددة من الخلايا السرطانية، حيث يعمل هذا النوع من العلاج على وقف مستقبلات السرطان، مثل الهرمونات، أو الطفرات الجينية مثل: (جين BRCA).
في الختام، على الرغم أن سرطان الثدي عند الرجال من الأنواع النادرة، إلا أنه لا يقل خطورة عن أنواع السرطان الآخرى، والوعي به هو الخطوة الأولى نحو الوقاية ويُعزز من فرص الشفاء المبكر.
وفي مختبرات دلتا الطبية، نؤمن أن صحة الرجل تبدأ من وعيه بجسده، لذا نوصي جميع الرجال، خاصة من لديهم تاريخ عائلي مع المرض، بإجراء الفحوصات الدورية من خلال باقة مؤشرات الأورام السرطانية، التي تحتوي على أهم الفحوصات للكشف المبكر عن السرطان.