سرطان الثدي الألتهابي: دليلك الشامل عن الأعراض والعلاج والخطورة
هل سمعت من قبل عن سرطان الثدي الألتهابي؟ قد يكون المصطلح غير مألوفًا للوهلة الأولى، وهذا أمرًا طبيعيًا، حيث أن هذا النوع من السرطان يتميز بكونه نادرًا، كما أنه أشد خطورة من غيره، حيث يسهل ملاحظته نظرًا لسرعة انتشاره وتطوره.
وفي هذا المقال؛ سوف تقدم مختبرات دلتا الطبية دليل شامل حول سرطان الثدي الألتهابي، بداية من التعرف على ماهيته وأعراضه وأسبابه، ووصولاً إلى طرق تشخيصه وعلاجه ومدى خطورته.
ما هو سرطان الثدي الألتهابي؟
يُعرف سرطان الثدي الألتهابي بأنه أحد أنواع السرطان الخطيرة، التي تتطور بشكل سريع، ولكن لا تختلف كثيرًا في طبيعة نموها بالمقارنة مع غيرها، فالفرق يكمن في أنها تنفصل عن المكان الذي بدأت عملية النمو فيه، ومن ثم تنتقل إلى الأوعية الليمفاوية الموجودة في الجلد، وتتسبب في انسدادها.
فالعملية السابقة، بعد أن تتم تبدأ أعراض هذا النوع في الظهور، وعادةً ما يبدأ هذا النوع من السرطان في الغدد المنتجة للحليب في الثدي، وهو ما يُعرف باسم (السرطان الفصيصي nvasive Ductal Carcinoma)، وعلى الرغم من سهولة ملاحظته، إلا أنه لسوء الحظ، فغالبًا ما يتم تشخيصه في المراحل الأخيرة.
وينقسم سرطان الثدي الألتهابي إلى ثلاثة مراحل، ولكن لابد من الإشارة أولاً إلى أن عملية التشخيص الخاصة بهذا النوع تبدأ من المرحلة الثالثة حيث تكون الغدد الليمفاوية تأثرت نتيجة الورم، وفيما يلي نتعرف بشكل تفصيلي عن هذه المراحل:
- المرحلة الثالثة ب: يكون السرطان قد امتد إلى العقد الليمفاوية القريبة من الثدي.
- المرحلة الثالثة ج: يصل السرطان إلى عقد ليمفاوية أبعد، مثل: (الموجودة في منطقة عظم الترقوة أو الصدر).
- المرحلة الرابعة: ينتشر السرطان خارج الثدي إلى أعضاء أخرى في الجسم، مثل: (الرئتين، الكبد، أو العظام).
ما الفرق بين التهاب الثدي وسرطان الثدي الألتهابي؟
قد يظن البعض أن كلاهما وجهان لحالة طبية واحدة، ولكن في الحقيقة الأمر ليس كذلك، فكل منهما يُعد مشكلة طبية مختلفة عن الأخرى ويمكن التفرقة بينهما من خلال الآتي:
-
التهاب الثدي
هو مشكلة صحية شائعة تُعاني منها الكثير من النساء بمختلف الفئات العمرية، وتحدث بسبب:
- عدوى بكتيريا تحدث نتيجة الجروح والتشققات اثناء الرضاعة.
- تراكم الحليب في الثدي؛ مما يتسبب في احتقان أنسجته.
- ارتداء حمالة صدر ضيقة لوقت طويل وبشكل متكرر.
- التعرض لأي إصابة في منطقة الثدي.
-
سرطان الثدي الألتهابي
كما ذكرنا أنه نوع من أنواع مرض السرطان التي تنمو سريًعا في الثدي، ومن ثم تتسبب في انسداد العقد الليمفاوية، وسرعان ما تنتقل إلى أجزاء الجسم الأخرى، وفيما يلي نتعرف على المزيد من التفاصيل بشأنه.
ما هي أعراض سرطان الثدي الألتهابي؟
على الرغم من أن هذا النوع من السرطان لا تختلف أعراضه كثيرًا عن الأنواع الأخرى، إلا أن الفرق يكمن في أنه قد لا يظهر في شكل كتلة أو ورم في الثدي، مقارنةً بغيره.
وتتمثل الأعراض الشائعة لورم الثدي الألتهابي في الآتي:
- احمرار واضح أو طفح جلدي على الثدي: وقد يمتد ليغطي ثلث الثدي أو أكثر.
- تورم مفاجئ في أحد الثديين: قد يزداد حجمه خلال أيام قليلة دون سبب واضح.
- ظهور كدمات أو تغير في لون الجلد: مثل اللون (الأحمر أو الأرجواني).
- إحساس بالحرقة أو الثقل والدفء في الثدي المصاب.
- حكة مستمرة أو تهيج في جلد الثدي.
- سماكة أو تصلب في جلد الثدي: مما يجعل ملمسه مُختلفًا عن المعتاد.
- مظهر يشبه قشر البرتقال: يُعرف طبيًا باسم (Peau d’orange)، ويحدث نتيجة تورم الأنسجة تحت الجلد.
- ألم في الثدي: قد يكون مستمرًا أو متزايدًا بمرور الوقت.
- تراجع الحلمة أو انقلابها للداخل: بشكل غير معتاد.
- إفرازات غير طبيعية من الحلمة: دون وجود رضاعة أو حمل.
- تضخم الغدد الليمفاوية: في منطقة تحت الإبط، أو في منطقة عظم الترقوة.
وتنصح مختبرات دلتا الطبية، في حالة ملاحظة أي من الأعراض السابقة، ضرورة مراجعة الطبيب المختص على الفور، حيث أن التشخيص المُبكر يُساعد في عدم تفاقم الحالة، ويحد من التعرض للمخاطر الصحية المختلفة.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة
يُعد سرطان الثدي الألتهابي من السرطانات النادر الإصابة بها، وعلى الرغم من أنه يُمكن أن يُصاب بها الجميع، إلا أنها قد تزداد نسبة الإصابة بها لدى فئات معينة، تتمثل في الآتي:
- العمر: تُعد النساء اللاتي تقل أعمارهن عن 40 عامًا أكثر عرضة للإصابة.
-
- النوع: تزداد معدلات الإصابة لدى النساء عن الرجال.
- السمنة: يُعد الأشخاص الذين يُعانون من زيادة في الوزن، عرضة للإصابة بهذا النوع من السرطان.
وقد يراودكم تساؤل: ما هي أسباب سرطان الثدي الألتهابي؟ وفي الحقيقة حتى الآن لم يتم التعرف بشكل مؤكد على أسباب حدوثه، ولكن عادةً ما يحدث السرطان نتيجة تغيرات جينية تُصيب الخلايا، ويرجع ذلك إلى عوامل جينية أو بيئة، أو غيرهم.
كيف يتم اكتشاف سرطان الثدي الألتهابي؟
بعد ظهور العلامات الإصابة والتوجه إلى الطبيب المختص، عادةً ما يقوم أولاً بالفحص السريري ومعرفة التاريخ الطبي للمريض، ومن ثم يوصي بإجراء عددًأ من الفحوصات الطبية، التي تتمثل في الآتي:
-
اختبارات الدم
تُمثل تحاليل مؤشرات الأورام والسرطانات الخطوة الأولى لتشخيص سرطان الثدي، ومن أبرز الأنواع التي يوصي بها الطبيب:
- مستقبلات الهرمونات.
- واختبار HER2.
-
الفحوصات التصويرية
تُعد من أبرز الأدوات الطبية التي تُساعد في التعرف على مرحلة الورم وحجمه، وطبيعة خلاياها، وتتعدد أنواع الفحوصات التصويرية المستخدمة في تشخيص أورام الثدي، ومن أهمها:
-
تصوير بالثدي بالأشعة السينية (الماموجرام)
تُساعد أشعة الماموجرام في الكشف عن أورام الثدي بجميع أنواعها، حيث تُعطي صورًا ثنائية وثلاثية الأبعاد للثدي، كما أنها تكشف عن التكلسات الصغيرة أو الكتل غير الظاهرة.
ولكن في بعض الحالات يُمكن استبدالها بالموجات الفوق صوتية، نتيجة صعوبة الحصول على هذه الصور، بسبب سماكة أنسجة الثدي.
-
الموجات فوق الصوتية
تُعد إجراء طبيًا تكميليًا لأشعة الماموجرام، وتتميز بكونها آمنة جدًا، وتُساعد الطبيب المختص في التعرف على موقع الورم بشكل دقيق بالإضافة إلى تحديد حجمه.
-
تصوير الرنين المغناطيسي
يُعد تصوير الرنين المغناطيسي (MRI) من الأدوات الدقيقة في تشخيص سرطان الثدي، خاصةً في الحالات التي يصعب فيها تفسير نتائج الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية، فهو يعتمد على استخدام موجات مغناطيسية قوية، وصبغة خاصة لتكوين صور مفصلة لأنسجة الثدي، مما يساعد على:
-
- الكشف عن الأورام الصغيرة جدًا، التي لا تظهر في الفحوصات الأخرى.
- تحديد مدى انتشار السرطان داخل أنسجة الثدي أو إلى الثدي الآخر.
-
الخزعة
تأتي إجراءًا طبيًا مُكملاً للفحوصات التصويرية، ففي حالة وجود علامات الإصابة، فعادةً ما يلجأ الطبيب إلى طلب إجراء الخزعة للتعرف على نوع السرطان.
الجدير بالذكر، قد تختلف الفحوصات السابقة من شخص إلى آخر حسب حالته الصحية وتاريخ العائلة المرضي، حيث يُمكن للطبيب الاكتفاء ببعض الفحوصات دون الأخرى، إذا لم تستدعِ الحالة إجراء فحوصات إضافية، وذلك لتجنب أي إجراءات غير ضرورية مع ضمان دقة التشخيص وسلامة النتائج.
علاج سرطان الثدي
على الرغم من تعدد أنواع سرطان الثدي، إلا أن طريقة العلاج تبقى ثابتة، ولكن يعتمد اختيارها حسب كل حالة ومرحلة السرطان، وتتمثل في الآتي:
-
العلاج الكيميائي
عادةً ما يكون هو الخطوة الأولى في رحلة علاج سرطان الثدي الألتهابي، ويهدف إلى الحد من حجم الورم وتقليصه قبل إجراء عملية استئصاله، وغالبًا ما يتم أخذ جرعات العلاج الكيميائي مجددًا بعد الجراحة.
-
الجراحة
تعمل على استئصال الورم من الثدي، وفي حالات كثيرة يتم ازالة الثدي أيضًا، بالإضافة إلى العقد الليمفاوية المجاورة تحت الإبط، ويهدف ذلك إلى الحد من عودة نمو الورم مجددًا.
-
العلاج الإشعاعي
يوصى به الطبيب المُعالج، بعد إجراء إجراء الجراحة، بهدف التخلص من أي خلايا سرطانية قد تكون لاتزال موجودة في الثدي.
-
العلاج الموجه
يُستخدم العلاج الموجه في حالات سرطان الثدي الألتهابي لمستقبل HER2، ويعتمد على مجموعة من الأدوية، التي تستهدف هذا البروتين تحديدًا؛ مما يُساهم في إبطاء نمو الخلايا السرطانية، ويمكن أن يُعطى العلاج الموجَّه إلى جانب العلاج الكيميائي أو بعد إجراء الجراحة.
-
العلاج الهرموني:
يُلجأ إليه عندما تكون خلايا السرطان تحتوي على مستقبلات هرمونية، حيث يعمل على منع تأثير الهرمونات، التي تُساعد على نمو الورم، وغالبًا ما يستمر هذا العلاج لعدة سنوات بهدف تقليل احتمالية عودة المرض من جديد.
ما هي نسبة الشفاء من سرطان الثدي الالتهابي؟
يتساءل الكثيرون سواء المرضى أو ذويهم عن: (هل يُمكن الشفاء من ورم الثدي الألتهابي؟) والجواب يعتمد على مرحلة تشخيصه، فإذا تم اكتشافه مُبكرًا فتزداد نسب الشفاء للتجاوز 90%، مما يعني أنه إذا تم اكتشافه مؤخرًا فعادةً ما تقل هذه النسبة بكثير لتصل إلى أقل من 50%.
هل سرطان الثدي الألتهابي خطير؟
نعم، يصنف هذا النوع من السرطان بكونه شديد الخطورة، نظرًا لسرعة نموه وانتشاره في الثدي، ولا يقتصر على ذلك، حيث يتجاوز الثدي ويصل إلى جميع أنسجة وخلايا الجسم سريًعا.
وفي شهر أكتوبر الوردي الذي يُعرف عالميًا بشهر التوعية بسرطان الثدي، تنصح مختبرات دلتا الطبيبة بضرورة إجراء الفحص الذاتي للثدي شهريًا، ومراجعة الطبيب المختص في حالة الشعور بأي علامة غير معتادة سواء في ملمس أو شكل الثدي.