أعراض الورم في الثدي: هل كل كتلة مؤشر على السرطان؟ 

تُثير أعراض الورم في الثدي العديد من المخاوف والتساؤلات عند النساء، فأول ما يدور في أذهانهن هو أن هذه الأعراض مؤشر على الإصابة بسرطان الثدي، غير مُدركين أن الثدي عضو حساس يتأثر بالعديد من التغيرات الهرمونية والعوامل الفسيولوجية المختلفة.

ويُساعد فهم طبيعة الثدي والتعرف على العوامل والمتغيرات التي تطرأ عليه، من تعزيز الاطمئنان الصحي لدى المرأة وذويها، وفي هذا المقال سوف نتعرف على أعراض الورم في الثدي، وأسباب ظهوره، وطريقة الكشف المُبكر عن سرطان الثدي، وغيرها من معلومات هامة.

ماهو الورم في الثدي؟

قبل أن نتعرف على أعراض الورم في الثدي، لابد أولاً من أن نتعرف على ماهية هذا الورم، الذي تُلاحظه غالبية النساء عن طريق الصدفة.

ويُعرف الورم في الثدي بأنه كتلة او أكثر تظهر في جانب واحد من الثدي، قد تكون مؤلمة أو غير مؤلمة، وقد يتزامن معها مجموعة من الأعراض غير الطبيعية، وفي بعض الحالات قد تظهر الكتلة فقط دون أي علامات أخرى.

ويبقى السؤال الأهم: هل كل كتلة في الثدي مؤشر على السرطان؟ وفي الحقيقة لا، فهناك العديد من العوامل التي تتسبب في ظهور هذه الكتلة غير السرطان، سوف نتعرف عليها فيما بعد.

ما هو شكل الثدي المُصاب بالسرطان؟

من الضروري أن تكون كل أنثي على دراية كاملة بشكل وطبيعية الثدي، حتى تتمكن من ملاحظة ظهور أعراض الورم في الثدي، حيث يُساهم التعرف المُبكر في تعزيز رحلة الشفاء سواء كان سبب الكتلة سرطان أم أسباب أخرى.

وفيما يلي نتعرف على مكونات الثدي وخصائص نسيجه الطبيعي:

  • يتكون الثدي من عدة أنواع من الأنسجة: يتركب الثدي من أنسجة ليفية تمنحه التماسك، وأنسجة دهنية تحدد شكله ومرونته، وأنسجة غُدّية مسؤولة عن إفراز الحليب أثناء الرضاعة.
  • تتداخل الأنسجة مع بعضها بشكل طبيعي: تمتزج هذه الأنسجة فيما بينها بطريقة متشابكة؛ مما يجعل ملمس الثدي غير متجانس تمامًا عند اللمس.
  • اختلاف الملمس بين مناطق الثدي أمر طبيعي: بعض المناطق قد تكون أكثر ليونة نتيجة زيادة النسيج الدهني، بينما مناطق أخرى قد تبدو أكثر صلابة بسبب زيادة النسيج الليفي أو الغُدّي.
  • عدم التماثل بين الجانبين لا يستدعي القلق: من الطبيعي أن يختلف ملمس أو شكل أحد الثديين قليلًا عن الآخر، ولا يُعد ذلك مؤشرًا مرضيًا طالما لم تظهر أعراض غير مُعتادة.

وقد تتساءلين الآن: كيف أعرف أني عندي ورم في الثدي؟ والجواب على هذا السؤال يكمن في جزئين، وهما:

  1. الفحص الذاتي للثدي: يُمكن التعرف على طريقة أجراءه في المنزل من هنا.
  2. ظهور أعراض الورم في الثدي والتي سوف نتعرف عليها فيما بعد.

أعراض الورم في الثدي

تختلف أسباب وأعراض الورم في الثدي من امرأة إلى آخرى، وذلك تبعًا لنوع الورم ومرحلته، وتوقيت اكتشافه، وفيما يلي سوف نتعرف على أهم العلامات الدالة على وجود ورم في الثدي:

  • الشعور بكتلة في الثدي أو تحت الإبط.
  • تغير حجم ثدي واحد مقارنةً بالأخر.
  • اختلاف ملمس الثدي ومظهره.
  • الشعور بألم مستمر في ثدي واحد أو كلاهما.
  • انقلاب وضع الحلمة إلى الداخل.

الجدير بالذكر؛ ظهور أي علامة من العلامات السابقة لا يعني بالضرورة الإصابة بسرطان الثدي، ولكن تُعد هذه الأعراض مؤشرًا صحيًا يحتاج إلى مراجعة الطبيب المختص، لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة والتعرف على أسبابها.

وبعد أن تعرفنا على أعراض الورم في الثدي، يبقى السؤال الأهم: كيف تُفرقين بين الكتلة الحميدة والخبيثة في الثدي؟ وهو ما سوف نتعرف عليه فيما يلي بشكل تفصيلي.

ما الفرق بين الكتلة الحميدة والخبيثة في الثدي؟

يُساعد التعرف على الفرق بين النوعين الأشهر من أورام الثدي، على اتخاذ القرارات الطبيبة اللازمة سريعًا، كما أن معرفتهم تُساهم في عدم الشعور بالقلق والمخاوف عند ظهور الكتلة، ويكمن الفرق بينهما في الآتي:

  • الكتلة الحميدة في الثدي

تُعد الكتلة الحميدة من أكثر التغيرات شيوعًا في الثدي، وغالبًا ما تكون غير خطيرة، ولكنها تحتاج إلى متابعة دورية للاطمئنان على استقرارها، وتتمثل سماتها في الآتي:

    • طبيعة النمو: تنمو ببطء شديد، وقد تظل ثابتة في الحجم لفترة طويلة دون حدوث تغيّرات ملحوظة.
    • الانتشار: تبقى محدودة داخل نسيج الثدي ولا تنتقل إلى الأنسجة أو الأعضاء المجاورة.
    • الملمس والحركة: تكون لينة الملمس ومتحركة عند اللمس، إذ يمكن تحريكها بسهولة تحت الجلد.
    • الخطورة: لا تُشكّل خطرًا على صحة المرأة في أغلب الحالات، ولا تتطور إلى أورام خبيثة إلا في حالات نادرة جدًا.
    • العلاج: غالبًا لا تتطلب تدخلًا علاجيًا مباشرًا، ويكتفي الطبيب بمتابعتها من خلال الفحوصات الدورية لتقييم أي تغير في الحجم أو الشكل.
  • الكتلة الخبيثة في الثدي

الكتلة الخبيثة تنشأ نتيجة نمو غير طبيعي وسريع للخلايا السرطانية داخل أنسجة الثدي، وتُعد من الحالات التي تستدعي التدخل الطبي الفوري، ومن أهم خصائصها:

  • طبيعة النمو: تنمو بسرعة ملحوظة، ويزداد حجمها خلال فترة زمنية قصيرة.
  • الانتشار: تمتلك القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة أو العقد الليمفاوية، وقد تنتشر إلى أعضاء أخرى مثل العظام أو الكبد.
  • الملمس والحركة: تكون صلبة وثابتة في مكانها، ويصعب تحريكها بسبب التصاقها بالأنسجة المحيطة.
  • الخطورة: تُعد من الحالات الخطيرة التي قد تُهدد الصحة العامة في حال تأخر اكتشافها أو علاجها.
  • العلاج: تحتاج إلى تقييم طبي عاجل، وغالبًا ما تتطلب تدخلًا علاجيًا يشمل الجراحة، أو العلاج الكيماوي، أو الإشعاعي، حسب نوع الورم ومرحلته.

هل يظهر سرطان الثدي فجأة؟

لا يظهر سرطان الثدي بشكل مُفاجئ، ولكن يكمن عنصر الفجأة في طريقة التعرف عليه، حيث أن الورم يظهر وينمو دون الشعور به إلا من خلال الصدفة أو إجراء فحوصات روتينية يُمكن أن تُظهر وجود تغير في طبيعة الثدي، وهو ما يلفت النظر إلى أن هُناك  ورم في الثدي.

ما هي أسباب ظهور أعراض الورم في الثدي؟

يسود اعتقاد خاطئ بأن أي كتلة وأي تغيير في الثدي، يُعد سرطانًا، بالرغم من وجود مجموعة من الاسباب التي تُزيد من إحتمالية تكون كتلة في الثدي أو تحت الأبط، وتتتمثل في الآتي:

  • كيسات الثدي

تُعرف كيسات الثدي بأنها عبارة عن أكياس ممتلئة بالسوائل، وتتواجد داخل نسيج الثدي، وعادةً ما تكون مرتبطة بالتغيرات الهرمونية التي تسبق الدورة الشهرية.

وتتسبب هذه الاكياس في الشعور بحساسية الصدر وظهور بعض الألم التي عادةً ما تختفي بعد انتهاء أيام الدورة الشهرية، وتظهر غالبًأ لدى النساء التي تتراوح أعمارهن بين 30 إلى 50 عامًا، وتُعد أمرًا طبيعيًا لا يستدعي القلق إلا إذا استمر.

  •  الورم الغدي الليفي

يُعد الورم الغدي الليفي من أبرز أنواع الكتل الحميدة شيوعًا بين الإناث من سن 14 إلى 35 عامًا، ويحدث نتيجة نمو مفرط في الأنسجة الغدية والضامة داخل الثدي.

ويُمكن ملاحظته بسهولة حيث تتسم الكتلة الدالة عليه، بكونها ناعمة وسهلة الحركة، كما أنها غير مؤلمة، وعادةً ما يقل حجمها وتختفي بشكل تلقائي دون تناول أي علاجات، ولكنها تتطلب المُتابعة الطبية المستمرة.

 3. الخُراج (التهاب الثدي)

هو رد فعل طبيعي يقوم به الثدي نتيجة تعرضه إلة عدوى بكتيرية في أنسجة الثدي أو القنوات اللبنية، وعادةً ما يظهر أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، ويتسم بكونه:

  • كتلة مؤلمة، ساخنة، مصحوبة باحمرار في الجلد.
  • قد يُسبب ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالإرهاق.
  • يحتاج إلى علاج طبي ومضادات حيوية، وأحيانًا تفريغ الخراج.

 4. الورم الحليمي داخل قنوات الثدي

يُعرف بكونه نمو لحمي صغير في بطانة إحدى قنوات الحليب، وعادة ما يكون قريبًا من الحلمة، وينتج عنه إفرازات قد تكون شفافة أو دموية، ولكنها تتطلب استشارة الطبيب المختص.

 5. النخر الدهني

يحدث النخر الدهني عندما ينخفض تدفق الأكسجين إلى الأنسجة الدهنية داخل الثدي،؛ وهو ما يؤدي إلى تلف الخلايا أو موتها وتكوّن كتلة صلبة تحت الجلد.

عادةً ما تكون هذه الكتلة غير مؤلمة، وقد تظهر بعد التعرض لإصابة مباشرة في الثدي، أو عقب إجراء جراحة أو أخذ خزعة، وفي بعض الحالات، قد يُشبه ملمسها الورم الخبيث، لذلك يُوصى دائمًا بإجراء فحوصات شعاعية دقيقة للتأكد من طبيعتها الحميدة.

  1. الورم الشحمي

يُعرف بأنه كتلة دهنية بطيئة النمو، تقع تحت الجلد مُباشرةً، ويتميز ملمسها بكونه لين ومتحرك وغير مؤلم، وعادة لا يُمثل إى خطورة ولا يحتاج إي علاج، ويُمكن إزالتها جراحيًا لأسباب تجميلية أو في حال زيادة الحجم.

من أين يبدأ وجع سرطان الثدي؟

لا يوجد مكان مُحدد في الثدي يبدأ من عنه آلم سرطان الثدي، كما أن ليس من الضروري أن يكون السركان بألم، فمن الشائع أنه لا تشعر المريضه به، إلا في الحالات المتقدمة، عندما يزيد حجم الورم ويضغط على الأنسجة المُحيطه به.

في الختام؛ تؤكد مختبرات دلتا الطبية أن أعراض الورم في الثدي، لا تعني حتمًا الإصابة بسرطان الثدي، إنما هي مؤشر صحي يتطلب المُتابعة الطبية، وإجراء بعض الفحوصات، للتأكد من سبب هذا الورم.. لذا لا تتردي في زيارة الطبيب، فالكشف المُبكر يُعزز من فرص الشفاء. 

المصادر:

كتل الثدي | Breast Lumps

Breast cancer

اذهب إلى الأعلى