تسمم الحمل ، دليل تعريفي شامل

يعدّ تسمم الحمل أحد أخطر الأمراض التي قد تمر بها الحامل خلال فترة حملها، حيث تعاني من ارتفاع ضغط الدم ولا علاج له إلا بالولادة. فما هو تسمم الحمل؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يتمّ تشخيصه؟ وهل يمكن علاجه؟ بالإضافة للعديد من الأسئلة الشائعة المتعلقة بهذا المرض سنستعرضها في هذا المقال.

ما هو تسمم الحمل (مقدمات الارتعاج) ؟

هي حالة خطيرة لارتفاع ضغط الدّمّ تحدث أثناء الحمل، حيث تعاني الحوامل المصابات به من ارتفاع ضغط الدّمّ وارتفاع مستويات البروتين في البول (بول بروتينيّ). تحدث الإصابة عادةً بعد الأسبوع العشرين من الحمل، حيث يمكن أن يؤثّر على أعضاء أخرى في الجسم ويكون خطيراً على كلّ من الأمّ والجنين، وبسبب هذه المخاطر يجب أن تنتبه الأم لوضعها ومتابعته باستمرار من قبل مقدّم الرّعاية الصّحّيّة.  
ارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة البروتين في البول لدى الحامل مؤشر خطير، يجب الانتباه له والمتابعة الطبية المستمرة لأنه يعد أحد علامات تسمم الحمل

 ماذا يحدث للحامل عند الإصابة به؟

يرتفع ضغط الدّمّ (أعلى من 140/90 ملم زئبقيّ) وقد يكون لديها مستويات عالية من البروتين في البول. كما يسبّب تسمم الحمل ضغطاً على القلب والأعضاء الأخرى، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، كما يمكن أن يؤثّر أيضاً على إمداد الدّمّ إلى المشيمة ويضعف وظائف الكبد ووظائف الكلى أو يتسبّب في تراكم السّوائل في الرّئتين.

 ما مدى شيوع تسمم الحمل؟

إن تسمم الحمل هو حالة خاصّة بالحمل تؤدّي إلى تعقيد ما يصل إلى 8٪ من جميع الولادات في جميع أنحاء العالم، كما يتسبّب هذا الأمر إلى حدوث الولادات المبكرة بنسبة حوالي 15٪ من الولادات (الولادة قبل 37 أسبوعاً من الحمل). لذلك، ولمدى خطورة هذا المرض، سعت المنظمات والمؤسسات الصحية العالمية إلى إطلاق حملات توعية في اليوم العالمي لتسمم الحمل وذلك في يوم 22 من شهر مايو في كل عام لتوعية الأمهات بخطورة هذا المرض، لأنه قد يتجاوز مرحلة الحمل والولادة، مشكلاً خطورة على صحة الأم وجنينها. فقد أوضحت الدراسات أن الناجين منه معرّضون للإصابة بأحد أمراض القلب والأوعية الدموية، ناهيك عن احتمالية حدوث الوفاة سواء للأم أو لجنينها.

من هن المؤهلات للإصابة بتسمم الحمل؟

قد يكون تسمم الحمل أكثر شيوعاً عند الأمّهات اللواتي يحملن لأول مرة، وليس هنالك تأكيد على هذا الأمر، إلا أن بعض العوامل التّي قد تعرّض لخطر أكبر هي وجود تاريخ مرضي مسبق من حالات ارتفاع ضغط الدّمّ وأمراض الكلى أو مرض السّكّريّ، ووجود تاريخ عائليّ للإصابة بتسمم الحمل وأمراض المناعة الذّاتيّة مثل مرض الذّئبة Lupus والسمنة.

ما هي أعراض تسمم الحمل؟

لا تظهر أعراض تسمم الحمل على العديد من الحوامل، لكن بعض العلامات الأولى تتمثل بارتفاع ضغط الدم والبروتين في البول واحتباس الماء، وهذا يمكن أن يسبب زيادة الوزن والتّورّم أيضاً. وتشمل أعراضاً أخرى تتمثل فيما يلي:
  1. الصّداع.
  2. رؤية ضبابيّة أو حساسية للضوء.
  3. آلام في الجانب الأيمن في البطن.
  4. تورّم في اليدين والوجه (وذمة).
  5. ضيق في التّنفّس.
كما قد يتضمّن التسمم الشديد أعراضاً مثل:
  1. ارتفاع ضغط الدّمّ الشديد (ضغط الدّمّ 160/110 مم زئبق أو أعلى).
  2. انخفاض وظائف الكلى أو الكبد.
  3. سوائل في الرّئتين.
  4. انخفاض مستويات الصّفائح الدّمويّة (قلّة الصّفيحات الدّمويّة).
  5. قلّة إنتاج البول.

ما هي أسباب تسمم الحمل؟

لا يوجد سبب مباشر ودقيق لكن يُعتقد أنّه ناتج عن مشكلة في صحّة المشيمة (العضو الذّي يتطوّر في الرّحم أثناء الحمل وهو مسؤول عن توفير الأوكسجين والموادّ المغذّية للجنين)، حيث ينخفض ​​تدفّق الدّمّ إلى المشيمة في تلك الحالة، مما يؤدي إلى حصول مشاكل صحية للأمّ والجنين.

هل الإجهاد يسبب تسمم الحمل؟

في حين أنّ الإجهاد قد يؤثّر على ضغط الدّمّ، إلا أن الإجهاد ليس أحد الأسباب المباشرة لهذا المرض، وعلى الرغم من أنّ بعض التوتر أمر لا مفرّ منه أثناء فترة الحمل، إلا أن تجنّب المواقف الشّديدة والتّوتّر وتعلّم إدارة التّوتّر هو فكرة جيدة للابتعاد عن أي ضرر قد يلحق بصحة الأم وجنينها.

في أيّ أسبوع من الحمل يبدأ تسمم الحمل؟

يحدث تسمم الحمل عادةً بعد 20 أسبوعاً من الحمل ولكن يمكن أن يحدث مبكّراً. كما تحدث معظم الحالات عند أو بالقرب من 37 أسبوعاً من الحمل، ويمكن أن يحدث أيضاً بعد الولادة (تسمّم الحمل التّالي للوضع)، والذّي يحدث عادةً بين الأيّام القليلة الأولى إلى أسبوع واحد بعد الولادة، وفي حالات نادرة جدا، يمكن أن يبدأ بعد أسابيع من الولادة.

هل يؤثّر تسمم الحمل على الطفل؟

إن حدوث الولادة المبكّرة قد يعرّض الأطفال لخطر الإصابة ببعض المضاعفات الصّحّيّة مثل انخفاض الوزن عند الولادة ومشاكل الجهاز التّنفّسيّ.

كيف يتمّ تشخيص تسمم الحمل؟

غالباً ما يتمّ تشخيص هذا المرض أثناء المواعيد الرّوتينيّة السّابقة للولادة، عندما يتحقّق مقدّم الرّعاية الصّحّيّة فيما إذا كانت هنالك ملاحظات في زيادة الوزن وضغط الدّمّ والبول وذلك من خلال إجراء أهم تحاليل الحمل التي تجريها الحامل أثناء فترة المتابعة الصحية. في حالة الاشتباه بوجود إصابة لدى الحامل، قد يقوم مقدّم الرّعاية الصّحّيّة بطلب تحاليل دمّ إضافيّة للتحقّق من وظائف الكلى والكبد وهي ما يلي: 1- التّحاليل الدّمويّة:
  • نيتروجين اليوريا في الدّمّ BUN: حيث يقيس النيتروجين النّاتج من تكسّر البروتين في الدّمّ.
  • معدّل التّرشيح الكبيبيّ المقدّر eGFR : حيث يقدّر معدّل التّرشيح بناءً على مستويات البروتين والعمر والجنس والحجم والعرق.
  • الكرياتينين في المصل: ويقيس تراكم الكرياتينين، الذّي هو عبارة عن نفايات ناتجة عن تهدّم أنسجة العضلات.
  • الأملاح والمعادن: حيث تتأثّر بوظائف الكلى وتؤّثر على جميع أعضاء الجسم.
  • تحاليل خمائر الكبد ALT – AST: تقيس تحاليل الدّمّ AST وALT كمّيّة الإنزيمات في الدّمّ، وهي تحاليل روتينيّة يشيع استخدامها للمساعدة في تشخيص تلف الكبد أو أمراضه؛ وقد تساعد أيضاً في تشخيص الحالات الصّحّيّة الأخرى.
القيم الطّبيعيّة لإنزيم ناقلة أمين-الألانين (ALT): 36-4 وحدات/لتر. القيم الطّبيعيّة لإنزيم ناقلة أمين-الاسباراتات (AST): 35 – 8 وحدات/لتر 2- تحاليل البول:
  • يهدف إجراء تحليل البول إلى فحص البول من حيث وجود الدّمّ والبروتينات والوظيفة واللّون.
  • فحص وجود الألبومينّ المجهري في البول.
  • كشف الكريّات الحمراء والبيضاء والخلايا الظّهاريّة في البول.
  • تحليل جمع بول على مدار 24: ساعة لمراقبة البول البروتينيّ.
3- فحص بالموجات فوق الصّوتيّة: حيث يجرى فحص بالموجات فوق الصوتية وغيرها من عمليّات مراقبة الجنين لإلقاء نظرة على حجم الجنين وتقييم حجم السّائل الأمنيوسيّ.

كيف يتمّ التعامل تسمم الحمل؟

يعتمد العلاج بشكل عامّ على مدى شدّة تسمم الحمل ومدة الحمل. فإذا كانت الحامل على وشك الولادة (37 أسبوعاً من الحمل أو أكثر) فمن المحتمل أن تتممّ الولادة، وفي بعض الأحيان يوصى بالولادة المبكرة، حيث أنّه في بعض الأحيان يكون من الآمن ولادة الطّفل في وقت مبكر بدلاً من المخاطرة بإطالة الحمل. أما حينما يتطوّر تسمم الحمل في وقت مبكر من الحمل، فإن المراقبة تكون مكثفة في محاولة لإطالة فترة الحمل والسّماح للجنين بالنّموّ والتّطوّر، وإذا تفاقم الوضع لدى الحامل أو ازدادت شدته، فحينها لا بد من اتخاذ إجراء الولادة فوراً. جدير بالذكر أنه أثناء فترة المخاض وبعد الولادة، غالباً ما تعطى الحوامل المغنيسيوم عن طريق الوريد (مباشرةً في الوريد) وذلك لمنع تطوّر الحالة.

هل هناك علاج لتسمم الحمل؟

ليس هنالك علاج لتسمم الحمل، ولا يمكن علاجه إلّا من خلال الولادة والمراقبة لعدّة أسابيع بعد الولادة للتأكّد من اختفاء الأعراض.

كيف يمكن تقليل مخاطر الإصابة بتسمم الحمل؟

بالنّسبة للحوامل اللّواتي يعانين من عوامل الخطر، هناك بعض الخطوات التّي يمكن اتّخاذها قبل الحمل وأثناءه لتقليل فرصة الإصابة وتشمل ما يلي:
  1. إنقاص الوزن.
  2. السّيطرة على ضغط الدّمّ وسكّر الدّمّ.
  3. الحفاظ على ممارسة الرّياضة.
  4. الحصول على قسط كافٍ من النوم.
  5. تناول أطعمة صحّيّة قليلة الملح وتجنّب الكافيين.

هل يمكن منع تسمم الحمل؟

إذا كانت الحامل لديها عوامل خطر الإصابة به، فقد يوصي مقدّمو الرّعاية الصّحّيّة ببدء تناول الأسبرين 81غم/ يوميا في بداية الحمل ( وذلك بحلول الأسبوع 12 من الحمل).

ما هي أكثر مضاعفات تسمم الحمل شيوعاً؟

إذا تُرك تسمم الحمل دون علاج فقد يكون قاتلاً للحامل وللجنين. حيث تتمثل المضاعفات الأكثر شيوعاً قبل الولادة بحدوث الولادة المبكّرة أو نزول الوزن عند الولادة أو انفصال المشيمة. كما يمكن أن يسبّب تسمم الحمل متلازمة هيلب وانحلال الدّمّ وارتفاع إنزيمات الكبد وانخفاض عدد الصّفائح الدّمويّة والرّؤية الضّبابيّة وألم الصّدر والصّداع ونزيف الأنف. أما في فترة ما بعد ولادة الطفل، فقد تكون الأمّ في خطر متزايد للإصابة بما يلي:
  1. مرض كلويّ.
  2. نوبة قلبيّة.
  3. سكتة دماغيّة.
  4. تطور تسمم الحمل في حالات الحمل المستقبليّة.

هل تتوفر في مختبرات دلتا تحاليل تسمم الحمل؟

تتوفر في مختبرات دلتا الطبية العديد من التحاليل الطبية التي تحتاجها المرأة الحامل، ومن بينها بكل تأكيد تتوفر تحاليل تسمم الحمل، حيث يمكن إجراؤها من خلال زيارة أحد فروع مختبرات دلتا في السعودية أو عن طريق خدمة السحب المنزلي التي توفرها مختبرات دلتا مجاناً، مع ضمان الحصول على نتائج دقيقة وموثوقة.    

المراجع

American Pregnancy Association. Preeclampsia Merck Manual. Preeclampsia and Eclampsia The American College of Obstetricians and Gynecologists. Preeclampsia and High Blood Pressure During Pregnancy.   حقوق الصورة داخل المقال

إعلان بنر
أحدث المقالات
إعلان بنر
إعلان بنر
Go to Top