أنواع تحليل السكر في الدم، دليل تعريفي شامل
داء السكري ليس مجرد إحصائية عابرة، بل هو حقيقة مؤلمة تمس حياة أكثر من 400 مليون إنسان حول العالم، وتنبئ منظمة الصحة العالمية بارتفاع هذه الأعداد بشكل يبعث على القلق.
لذلك، في ظل هذا التحدي الصحي الجسيم، يصبح فهم أنواع تحليل السكر في الدم ضرورة ملحة لا ترفًا، يقدّم لك هذا المقال دليلًا شاملًا يمكّنك من استيعاب هذه التحاليل، بدءًا من أهميتها في التشخيص المبكر والسيطرة على المرض، وصولًا إلى المستويات الطبيعية وكيفية قراءة نتائجها، مما يتيح لك اتخاذ قرارات صحية واعية ومستنيرة.
ما هو سكر الدم (الجلوكوز)؟
الجلوكوز هو جزيء سكري أساسي، يُعد بمثابة الوقود الحيوي للجسم، ينتج هذا السكر من تحليل الكربوهيدرات الموجودة في غذائنا اليومي من الأطعمة والمشروبات، وبمجرد امتصاصه، ينطلق الجلوكوز في مجرى الدم ليغذي جميع خلايا الجسم بالطاقة اللازمة لأداء وظائفها الحيوية.
كما يحافظ الجسم على توازن دقيق لمستويات الجلوكوز في الدم ضمن نطاق صحي، وتتم هذه العملية المعقدة بتوجيه من هرمون الأنسولين الذي يُنتجه البنكرياس، كذلك، يلعب الأنسولين دورًا حاسمًا في تنظيم دخول الجلوكوز إلى الخلايا واستخدامه لإنتاج الطاقة.
وعندما يختل هذا التوازن، وترتفع مستويات الجلوكوز في الدم بشكل مزمن، فإن ذلك يشير إلى الإصابة بداء السكري، كما يحدث هذا الارتفاع نتيجة لسببين رئيسيين: إما أن البنكرياس لا يُنتج كمية كافية من الأنسولين، أو أن خلايا الجسم تفقد حساسيتها للأنسولين، ولا تستجيب له بشكل فعال.
لماذا يجب إجراء تحاليل سكر الدم (جلوكوز الدم)؟
إن إجراء التحاليل الطبية بشكل دوري، يساعد على التأكد من سلامة الجسم من الأمراض، وفي حال وجودها، فإن الكشف المبكر عنها يساهم في السيطرة على أعراضها أو القضاء عليها. لذلك فإن إجراء أحد أنواع تحليل السكر في الدم يساهم في التأكد من بعض الأمور منها:
-
وجود أعراض ارتفاع السكر في الدم أو انخفاض السكر في الدم، مما قد يشير إلى مرض السكري أو حالة أخرى.
-
إذا كان المريض يتناول دواءً طويل الأمد يؤثّر في مستويات السكر في الدم، مثل الكورتيكوستيرويدات، فيجب حينها إجراء مراقبات روتينيّة لمستوى السكر.
-
معرفة نوع السكري الذّي يعاني منه المريض (نمط 1 – نمط 2 – سكري حملي).
-
مراقبة العلاج بالأنسولين، أو بخافضات السكر الأخرى.
ما هي أعراض السكري التي تتطلب إجراء تحاليل سكر الدم؟
تظهر مجموعة من العلامات التي قد تكون بمثابة إنذار بارتفاع أو انخفاض مستويات السكر في الدم. وعند ملاحظة أي من هذه الدلالات، تصبح الحاجة إلى إجراء أحد أنواع تحليل السكر في الدم خطوة لا غنى عنها لتقييم الحالة الصحية بدقة. إليك أبرز هذه الأعراض التي تستدعي اليقظة والانتباه:
-
الشّعور بالعطش الشديد.
-
كثرة التبول.
-
الشعور بالتعب
-
الشّعور بالجوع الشّديد وكثرة الأكل.
-
فقدان الوزن غير المبرر.
-
رؤية مشوّشة وضبابية.
-
بطء التئام الجروح.
-
الكيتونات في البول، فعندما تتكسر العضلات والدهون، فهذه دلالة على عدم وجود ما يكفي من الأنسولين في الجسم.
ما هي أنواع تحليل السكر في الدم؟
تتميز تحاليل السكر في الدم بأهمية بالغة في التحكم بمرض السكري والحد من مخاطره. إذ تتعدد هذه التحاليل لتشمل جوانب شتى من تنظيم مستويات السكر في الجسم. في السطور القادمة، سنستكشف أنواع تحليل السكر في الدم وطرق عملها.
السكر التراكمي ( الهيموغلوبين الجلوكوزي التّراكميّ) A1C:
الوصف: تحليل السكر التراكمي هو نوع من أنواع تحاليل الدم، ويستخدم لتشخيص النوع الأول والثاني من مرض السكري، حيث يقيس نسبة بروتينات الهيموجلوبين المغلفة بالسكر في الدم.
القراءة: يقيس هذا التحليل متوسط نسبة الجلوكوز المتصل ببروتين الهيموجلوبين داخل كريات الدم الحمراء، وبما أن كريات الدم الحمراء تعيش نحو ثلاثة أشهر، فإن نتائج هذا التحليل تعكس بصدق متوسط مستوى السكر في الدم على مدار تلك الفترة الزمنية، هذا يجعله أداة قيمة لتقييم السيطرة طويلة الأمد على مستويات السكر في الدم.
-
وتقرأ نتائج تحليل A1C بكونها طبيعية إن كانت أقل من 5.7٪.
-
أما إن كانت نتجية تحليل A1C بين 5.7 و 6.4٪ ، فهو يشير إلى بداية الإصابة بالسكري (عدم تحمل السكر).
-
وفي حال كانت نتيجة تحليل A1C تساوي 6.5٪ أو أعلى فهو يشير إلى الإصابة بداء السكري.
تحليل سكر الدم الصيامي:
الوصف: تحليل سكر الدم الصيامي هو أحد أنواع تحليل السكر في الدم، فهو يقيس نسبة السكر في الدم بعد صيام ليلة كاملة، أو عدم تناول الطعام لمدة 8 ساعات، وعادةً ما يتم إجراء هذا التحليل في ساعات الصباح الأولى، قبل أن تتناول وجبة الإفطار.
القراءة:
-
إن مستوى السكر الطبيعي في الدم الصائم هو 99 مجم / ديسيلتر أو أقل. يشير المستوى من 100 إلى 125 مجم / ديسيلتر، إلى بداية الإصابة بالسكري (عدم تحمّل السكر).
-
أما القيم الأعلى من 126 مجم / ديسيلتر، فهي تشير إلى الإصابة بداء السكري.
تحليل سكر الدم العشوائي:
الوصف: يقيس تحليل سكر الدم العشوائي نسبة السكر في الدم في وقت الاختبار دون صيام مسبق في وقت عشوائي، كما يُستخدم عادةً كاختبار مبدئي، أو في حالات ظهور أعراض حادة تشير إلى ارتفاع مستويات السكر.
القراءة:
-
يشير مستوى السكر في الدم الذّي يبلغ 200 مجم / ديسيلتر أو أعلى إلى الإصابة بداء السكري.
تحليل عدم تحمل السكر:
الوصف: تحليل عدم تحمل السكر هو تحليل يقيس ضعف تحمل الجلوكوز، حيث يقيس نسبة السكر في الدم قبل وبعد شرب سائل يحتوي على الجلوكوز. يتوجب الصّيام قبل التحليل ب 12 ساعة لتحديد نسبة السكر الصياميّ في الدم ومن ثمّ يشرب المريض السّائل، الذي يحتوي على الجلوكوز وبعدها يتمّ قياس نسبة السكر في الدم بعد ساعة وساعتين وثلاثة، كما يُستعمل بشكل خاص للكشف عن سكري الحمل ومراحل ما قبل السكري.
القراءة:
-
في غضون ساعتين يعتبر مستوى السكر في الدم 140 مجم / ديسيلتر أو أقلّ طبيعيًّا.
-
كذلك، تشير النّسبة بين 140 إلى 199 مجم / ديسيلتر إلى بداية الإصابة بالسكري (عدم تحمّل السكر).
-
تشير النّسبة 200 مجم / ديسيلتر أو أعلى يشير إلى الإصابة بالسكري.
تحاليل سكري الحمل:
الوصف: يُعد تحليل سكري الحمل أحد أبرز أنواع تحليل السكر في الدم أثناء فترة الحمل، وغالبًا ما يتمّ إجراء التحليل بين الأسبوعين 24 و28 من الحمل.
القراءة:
-
قد يشير سكر الدم الذي يكون أعلى من المعدّل الطّبيعيّ في بداية الحمل إلى احتمال الإصابة بداء السكري من النّمط 1، أو النّمط 2 بدلاً من سكري الحمل.
فهم وقراءة نتائج تحليل السكر في الدم
يعتبر قراءة نتائج أنواع تحليل السكر في الدم أمرًا بالغ الأهمية، فعندما نستقبل تلك النتائج، ينبغي علينا أن نستوعب معانيها بعمق، إذ إن المستويات الشاذة، سواء كانت مرتفعة أم منخفضة، تعكس حالات صحية متباينة تتطلب عناية خاصة ومتابعة طبية دقيقة. وفيما يلي التفسير الشامل لحدوث ذلك:
ماذا تعني نتائج تحليل السكر المرتفعة؟
-
الإصابة بالداء السكري، أو بداية الإصابة (عدم تحمّل السكر): يعتبر هذا السبب الأكثر شيوعًا وراء ارتفاع مستويات السكر في الدم.
-
الإجهاد النّاجم عن الجراحة أو المرض الخطير أو الصّدمة: قد يتسبب الإجهاد الجسدي القوي في زيادة مؤقتة في معدلات السكر في الدم.
-
فرط نشاط الغدّة الدّرقيّة: يمكن أن يكون لفرط نشاط الغدة الدرقية تأثيرات بالغة على توازن مستويات السكر في الدم، مما يجعل الجسم في حالة من الاضطراب الهرموني، الذي قد يعيق الوظائف الحيوية بشكل كبير.
-
تلف الأعصاب (اعتلال الأعصاب الناتج عن داء السكري): يُعتبر هذا الأمر من الظواهر الخطيرة، التي قد تُظهر آثارها في مراحل متقدمة من الإصابة بهذا المرض.
-
تضرر الكلى (اعتلال الكلية السكري): قد يؤثر بشكل عميق على قدرة الجسم في التحكم في مستويات السكر، مما يؤدي إلى اختلالات قد تكون لها آثار جسيمة على الصحة.
-
تضرر شبكية العين (اعتلال الشبكية السكري): لا يُعتبر السبب المباشر لزيادة مستوى السكر، بل هو بمثابة جرس إنذار يُنبهنا إلى مضاعفات خطيرة قد تنجم عن ارتفاع مستوى السكر المزمن.
-
اضطرابات البنكرياس: مثل التهاب البنكرياس أو سرطان البنكرياس، تعد تلك الاضطرابات من العوامل المدمرة، التي قد تعرقل عملية إنتاج الأنسولين، وتؤثر سلبًا على تنظيم مستويات السكر في الدم.
ماذا تعني نتائج تحليل السكر المنخفضة؟
-
إدمان الكحول: يؤثر الكحول سلبًا على قدرة درة الكبد في إفراز الجلوكوز، مما يعيق توازن مستويات السكر في الجسم.
-
الأنسولينوما (ورم نادر): هو ورم يوجَد في البنكرياس، يفرز كميات هائلة من الأنسولين، مما يؤدي إلى اضطرابات في مستوى السكر في الدم.
-
قصور الغدد النّخاميّة والدّرقيّة: يعكس تأثيره السلبي على الهرمونات المسؤولة عن تنظيم مستويات السكر في الدم، مما يسبب اختلالات هرمونية عميقة.
-
الآثار الجانبيّة لبعض أدوية السكري: لا سيما الأنسولين والسلفونيل يوريا، تمثل عوامل يجب أخذها بعين الاعتبار.
-
زيادة النشاط البدني: قد يسهم النشاط البدني المكثف في استهلاك كميات وفيرة من الجلوكوز، مما يستدعي الحذر.
-
عدم تناول ما يكفي من الطعام خاصة بعد الأنسولين: إن عدم تحقيق التوازن بين جرعة الأنسولين وكميات الطعام المستهلكة قد يؤدي إلى اختلال مستويات السكر.
هل تتوفر تحاليل سكر الدم في مختبرات دلتا الطبية؟
نعم، تتوفر جميع أنواع تحليل السكر في الدم في مختبرات دلتا الطبية في السعودية، ويمكنكم الحصول عليها عبر أحد فروعنا، أو الاستفادة من خدمة السحب المنزلي المجانية، مع ضمان دقة وموثوقية النتائج.