السكر التراكمي الطبيعي دليلك الشامل
السكر التراكمي هو عبارة عن اختبار معملي، ويُسمى في لغة التحاليل HbA1c أو الهيموجلوبين السكري، كما أنه يُعد أكثر شمولًا من تحليل السكر العادي. إذ أنه يُستخدم في تشخيص مرض السكري من النوع الثاني، وأيضًا يقيس مستوى السكر في الدم ولكن بدقة عالية نظرًا لتحديد نسبته على مدار الأشهر القليلة التي مضت، بينما تحليل جلوكوز الدم العادي فهو يُحدد مستوى السكر في الدم في تلك اللحظة، ويختلف معدل السكر التراكمي الطبيعي عن معدل جلوكوز الدم.
كما أن إجراء تحليل HbA1c لا يلزم له أي تحضيرات سابقة، وذلك بخلاف تحليل السكر الذي يتطلب صيام من 6-8 ساعات قبل سحب العينة.
معدل السكر التراكمي الطبيعي
أثناء حياة خلايا الدم الحمراء يرتبط الهيموجلوبين HB الموجود داخل الخلايا الحمراء بالجلوكوز مكونًأ HbA1c/ السكر التراكمي.
لذلك؛ إذا كان مستوى الجلوكوز في الدم مرتفعًا، كان السكر التراكمي الطبيعي مرتفعًا، أما إذا كان الجلوكوز أقل من الطبيعي فإن السكر التراكمي يكون منخفضًأ.
ويُفيد تحليل السكر التراكمي في تحديد شكل نمط الحياة، وأيضًا في تحديد جرعات الأنسولين، وقد وُجدت أدلة تُؤكد أنه كلما تحكم الشخص في مستوى السكر لديه قل خطر التعرض أو الإصابة بأمراض السكري.
وقد أوضحت الدراسات الطبية المعملية بأن معدل السكر التراكمي الطبيعي يكون أقل من 42 مليمول/ مول، وإذا كانت النتيجة تتراوح بين 42-53 مليمول/ مول فإن الشخص اتبع كل التعليمات مما أدى إلى أنه قد سيطر بطريقة مثالية على مرض السكر.
وللأسف إذا كانت النتيجة قد تجاوزت 75 مليمول/ مول فإن الحالة قد أصبحت خطيرة ومن المتوقع حدوث مضاعفات في أي لحظة إذا لم تُدار الحالة جيدًا مرة أخرى.
السكر التراكمي الطبيعي للاطفال
من الطبيعي أن يختلف معدل السكر التراكمي بين البالغين والأطفال، لأن الأطفال طبيعتهم الجسمانية والوظيفية لم تكتمل بعد.
وقد بلغت النسبة الطبيعية لتحليل HbA1c للأطفال أقل من 48 مليمول/ مول، كما أن هذا الاختبار دقيق جدًا لأنه يكشف عن مستوى سكر الدم من شهرين إلى 3 شهور مضت.
كما تبين أن الأطفال الأقل من عامين لا زالوا في مرحلة نمو الدماغ لذلك؛ إذا انخفض مستوى السكر في الدم لدى تلك الصغار انخفاضًا شديدًا فإن ذلك يُؤدي إلى تلف الدماغ.
فعلى أولياء الأمور العناية بأطفالهم، وتغذيتهم تغذية سليمة وصحية، ومحاولة إجراء الفحص الدوري لهم للمحافظة على صحتهم، واكتشاف أي تغير غير طبيعي في الجسم.
معدل السكر التراكمي الطبيعي للحامل
يُصبح الوضع أكثر صعوبة مع الحمل، وخاصة مع احتمالية إصابة المرأة الحامل بسكر الحمل، لذلك؛ قد أوصت الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء (ACOG) والجمعية الأمريكية للسكري (ADA): بالانتظام في إجراء تحاليل السكر العشوائي ومراقبة نسبة الجلوكوز طوال فترة الحمل.
وتهدف الفكرة من تكرار اختبارات السكر في الدم هو ضبط نسبة السكر التراكمي الطبيعي وجعلها قريبة من 6 في المائة أو متوسط جلوكوز الدم 120 مجم / ديسيلتر أي [6.7 مليمول / لتر]).
وقد أشار الأطباء إلى ضرورة اتباع النساء الحوامل المصابة بمرض السكري النصائح والتعليمات الطبية، لتقليل عوامل الخطر التي قد تحدث لها أو لجنينها طيلة فترة الحمل والولادة.
اعراض مرض السكر
يُعد مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تُصيب كثير من البشر، فقد أثبتت الدراسات أن من بين كل 10 أشخاص يُوجد شخص مصاب بداء السكر.
كما أن هناك فروق فردية بين الأشخاص وخاصة فيما يتعلق بشأن العلامات المرضية التي تظهر لدى كل فرد، فقد تكون اعراض مرض السكر ملحوظة عند بعض المرضى وقد تكون طفيفة لا يُلاحظها الآخرون، وعلى كلٍ هناك علامات تدل على التنبؤ بالإصابة مثل:
- التعب الشديد.
- جفاف في البشرة.
- تكرار عملية التبول.
- عدم وضوح الرؤية.
- الإصابة بالعدوى باستمرار.
- وخز وألم في اليدين أو القدمين.
- فقدان الوزن حتى ولو تأكل كثيرًا.
- وجود مشكلات في الأوعية الدموية والأعصاب.
- ظهور بقع داكنة على الجلد وخاصة؛ في منطقة الرقبة أو الإبطين أو الفخذ، وقد تظهر أيضًا على اليد أو الركبة أو المرفق.
- الشعور دائمًا بالجوع على الرغم من الأكل باستمرار.
- جفاف الحلق، والشعور الدائم بالعطش.
- التئام الجروح والكدمات بمعدلات بطيئة عن الطبيعي.
أعراض سكر الحمل
في كثير من الأحيان؛ لا تظهر علامات واضحة تدل على أن هناك تغيير في معدل السكر التراكمي الطبيعي، ولكن يظهر ذلك من خلال فحص الطبيب للمرأة، وغالبًا ما يكون بين الأسبوع الرابع والعشرين والثامن والعشرين من الحمل.
وإذا لزم الأمر فإن الطبيب يُبلغك بالنظام اللازم اتباعه من تناول أغذية صحية، وممارسة التمارين الرياضية لحمايتك أنت وجنينك.
أما إذا كان الأمر متطورًا فإن الحل الأمثل يكون في تناول أدوية مناسبة مع الحمل، كي تمر تلك الفترة في سلامة وأمان.
مضاعفات مرض السكري
تحدث مضاعفات مرض السكري نتيجة ارتفاع نسبة السكر في الدم وعدم التحكم أو السيطرة عليه، وبالتالي إلحاق الضرر بأجزاء من الجسم.
ومن أشهر المضاعفات المزمنة التالي:
-
اعتلال الشبكية
تضعف الشبكية نتيجة داء السكري اللعين، ولكن إذا اُكتشفت المشكلة مبكرًا فيُمكن العلاج بسهولة ومنع حدوث فقدان النظر.
-
السكتة الدماغية
قد يتفاقم الأمر ويُصبح من مجرد مرض سكري يُمكن السيطرة عليه إلى جلطة دماغية ونوبة قلبية قد تحتاج إلى علاجات جراحية.
-
مشكلات في الكلى
تُعرف أمراض الكلية الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم ومستويات السكر باسم اعتلال الكلية السكري أو مرض الكلى.
-
تلف الأعصاب
أدى ارتفاع مستوى السكر التراكمي الطبيعي عن الحد المسموح به إلى تلف الأعصاب، وبالتالي صعوبة نقل الرسائل بين المخ وكل أجزاء الجسم.
-
مشكلات في القدم
من المعروف أن مرض السكر قد ينتج عنه بتر القدم بسبب إلحاق الضرر بالدورة الدموية.
-
مشكلات جنسية
بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم قد تقل كمية الدم المتدفق إلى الأعضاء التناسلية لدى الجنسين، ومن هنا يقل الشعور بالإحساس.
-
زيادة بكتيريا الفم
نتيجة وجود سكر في اللعاب، تكثر البكتريا الموجودة في الفم وتُفرز حمضًا يُؤثر على مينا الأسنان، وتصير اللثة أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
من العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالسكر
يُوجد عدة عوامل تزيد من فرصة الإصابة بالسكر مثل:
- الوراثة.
- التدخين.
- السمنة، وزيادة الوزن.
- عدم الحركة وقلة النشاط.
الخلاصة
السكر التراكمي هو عبارة تحليل يُوضح نسبة السكر في الدم في مدة من شهرين إلى 3 شهور ماضية، فهو أكثر اختبارات فحص السكر في الجسم دقة وأمانًا، كما أنه لا يتطلب أي شيء قبل سحب العينة.
ويبلغ معدل السكر التراكمي الطبيعي أقل من 42 مليمول/ مول ويختلف باختلاف العمر والحالة الصحية.
كما تختلف أعراض مرض السكري من شخص لآخر فقد تظهر عند البعض وقد لا يشعر بها آخرون ولكن قد يحدث مثل:
- تكرار التبول.
- التعب المستمر.
- ضعف الرؤية.
- جفاف الحلق والبشرة.
- وخز وألم في القدمين.
- نقص الوزن، والشعور بالجوع.