ما هو السائل المنوي؟ مكوناته وأهميته في الصحة الإنجابية
يلعب السائل المنوى دورًا اساسيًا وهامًا في عملية التكاثر البشري، فهو نوع من أنواع الإفرازات الطبيعية التي يفرزها جسم الرجل عبر الجهاز التناسلي الذكري خلال عملية القذف، ويكون على شكل سائل أبيض لزج.
مكونات السائل المنوي
تُعد الخصيتان المسئولة عن إفراز السائل المنوي الذي يحمل الحيوانات المنوية التي تمثل نسخة من جينات الرجل، وتعمل على توفير بيئة مناسبة تدعم حركتهم وحمايتهم خلال رحلتهم عبر الجهاز التناسلي الأنثوي للوصول إلى البويضة وتلقيحها خلال عملية الجماع، ويتكون السائل من عدد من الهرمونات والمواد الغذائية والتي يتم إفرازها بواسطة الغدد التالية:
- يتكون السائل المنوي من البلازما المنوية التي تقوم بحماية الحيوانات المنوية من الموت، مما أنها تعمل على تسهيل حركاتها.
- غدد البروستات: تنتج نحو 30% من مكونات هذه البلازما مثل: ( الكالسيوم والبوتاسيوم والزنك، حمض الستريك، والفوسفاتيز الحمضي، وأنزيمات تحطيم البروتين والألياف، وصوديوم).
- الحويصلات المنوية: تقع فوق غدة البروستات، وتعمل على إفراز بعض مكونات السائل وتمثل ما يزيد عن 40% منه، ومن أبرز المواد التي تفرزها هي: ( الهرمونات المعروفة باسم (البروستاجلاندين)، الأحماض الأمينية، حمض الستريك، الفركتوز، الفوسفور والبوتاسيوم).
- غدد الإحليل و البصيلة: تقوم بإفراز كمية قليلة تتراوح بين 2-5% من مكونات السائل، مثل: (بعض البروتين السميك والشفاف المعروف باسم المخاط).
هل تمثل قلة السائل المنوي مشكلة؟
تثير قلة السائل المنوي قلق الكثير من الرجال، فهي حالة طبية شائعة، ولكنها في الواقع ليست دائمًا تدل على وجود مشكلة خطيرة، بل قد تشير إلى الحاجة لمراجعة طبيب الذكورة من أجل معرفة سبب هذه القلة وإعطاء العلاج المناسب لتجنب حدوث مضاعفات وتفاقم الوضع، ومن أبرز أسباب قلة السائل التالي:
العوامل النفسية
تؤثر العوامل النفسية مثل القلق والتوتر، من قدرة الرجل على انتاج السائل المنوي وخروجه بشكل طبيعي، حيث أنها تقلل من الرغبة الجنسية مما ينتج عنه قلة السائل المنوي.
الأدوية
يمكن أن تؤثر مضادات الاكتئاب وأدوية ارتفاع ضغط الدم، على انتاج السائل المنوي، لذلك ينصح مراجعة الطبيب.
انسداد قناة القذف
يتسبب هذا الانسداد في منع السائل المنوي من المرور إلى مجرى البول والخروج من الجسم أثناء عملية القذف، وعادة ما ينتج الانسداد بسبب وجود التهابات أو تشوهات خلقية.
الامتناع عن ممارسة الجنس
يؤدي الامتناع الطويل عن ممارسة الجنس من تقليل كمية السائل المنوي، بالرغم من أن الامتناع القصير قد يزيد من كميته.
ضعف عضلات الحوض
تلعب عضلات الحوض دورًا هامًا في عملية القذف وتدفق السائل المنوي، فعند ضعفها قد يعاني الرجال من قلة السائل المنوي أو عدم القدرة على القذف بشكل كامل.
انخفاض مستويات الهرمونات
يُمثل هرموت التستوستيرون(هرمون الذكورة)، دورًا حيويًا في انتاج وتنظيم السائل المنوي، فعند حدوث خلل وانخفاض في مستوياتهم قد يؤدي لحدوث قلة الكمية.
القذف المرتجع
هو حالة طبية تحدث عندنا يرجع السائل المنوي إلى المثانة بدلا من الخروج أثناء القذف؛ مما ينتج عنه قلة كمية السائل.
الجدير بالذكر، يُمكن علاج مشكلة قلة السائل المنوي، من خلال مراجعة الطبيب المختص لتحديد العلاج المناسب، وتتعد سُبل العلاج وفق السبب المؤدي لهذا النقص، فأن الانتباه إلى صحة السائل المنوي يسهم في تعزيز القدرة الإنجابية لدى الرجل ويضمن صحة جيدة للجهاز التناسلي.
تحليل السائل المنوي
قد يطلب الطبيب إجراء تحليل السائل المنوي، للكشف عن عدد من الأمور مثل: (عدد الحيوانات المنوية، وشكلها وحركتها، ومدى سلامتها، ومستوى حموضة السائل المنوي، وعدد خلايا الدم البيضاء ومستوى السكر).
كيفية إجراء تحليل السائل المنوي؟
يتم أخذ عينة من السائل المنوي ووضعها في كأس معقم يتم أخذه من المختبر، وتجدر الإشارة إلى ضرورة إحضار العينة إلى المختبر في مدة لا تزيد عن ساعة حرصًا على عدم تلف العينة، وعادة ما تظهر نتيجة التحليل بحد أقصى يوم من تسليم العينة للمختبر.
وينصح الامتناع عن ممارسة الجنس لمدة 2 – 5 أيام بحد أقصى قبل إجراء التحليل، وذلك بهدف ضمان استخلاص أكبر نتيجة ممكنة من العينة، حيث يؤدي الامتناع لفترة طويلة إلى التأثير بشكل سلبي على العينة.