ما هي الغدة الدرقية؟ ومتى يجب استشارة الطبيب؟

تُعد الغدة الدرقية واحدة من الغدد الصماء التي لها ضرورة كبيرة في جسم الإنسان، حيث تقع في مقدمة الرقبة أسفل الحنجرة وتكون على شكل فراشة، وتقوم بإفراز هرمونات أساسية مثل: (هرمون الثيروكسين والثيرونين) الذين يتحكمون في الكثير من العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان.

وتلعب الغدة دورًا اساسيًا في الصحة العامة لانسان، ويشمل تأثيرها جوانب هامة في الجسم مثل: (تنظيم عملية الأيض، التحكم في درجة حرارة الجسم، وصحة القلب و تطور الجهاز العصبي وغيرهم)، لذلك يشير ظهور أي عرض من أعراضها لوجود خلل في وظائفها مثل: (التغيرات السريعة في الوزن)، لذلك يجب أن تكون على وعي كامل بأعراضها وأسبابها وكيفية علاجها، حيث أن التشخيص المبكر يساعد على الشفاء بشكل أسرع وتجنب حدوث مضاعفات.

سبب الغدة الدرقية

 تعمل الغدة الدرقية وهرموناتها على تحفيز الأعضاء والأنسجة المختلفة لاستخدام الطاقة بكفاءة، فعندما تكون مستويات الهرمونات طبيعية يعمل الجسم بشكل متوازن، أما إذا حدث أي اختلال سواء كان ارتفاع او أنخفاض في مستويات الهرمونات فقد يؤدي إلى مضاعفات كبيرة، وفيما يلي نوضح أسباب قصور ونشاط الغدة الدرقية.

قصور الغدة الدرقية

  • نقص اليود: يُمثل نقص اليود أحد أهم أسباب الرئيسية في قصور الغدة، حيث يؤدي نقصه إلى زيادة عمل الغدة لانتاج الهرمونات، مما يسبب تضخمها، وهذه الحالة شائعة بين الأشخاص الذين يعيشون في مناطق تفتقر لوجود كميات وفيرة من اليود في الغذاء.
  • الحمل: قد يعاني بعض النساء من قصور في الغدة الدرقية نتيجة تغير الهرمونات خلال فترة الحمل.
  • الأمراض المناعية: يرجع سبب القصور الأكثر شيوعًا إلى وجود أمراض مناعية، حيث يقوم الجسم بانتاج أجسام مضادة تهاجم الأنسجة السليمة، وقد تؤثر على الغدة الدرقية وقدرتها على إفراز الهرمونات.
  • اضطرابات الغدة النخامية: يمكن أن تتسبب الغدة النخامية في إحداث قصور في الغدة الدرقية، عندما لا تستطيع إفراز الهرمونات المحفزة لها.
  • الأدوية: قد تتسب بعض الأدوية في إحداث قصور في الغدة ، مثل أدوية الليثيوم التي تستخدم لعلاج الاضطرابات النفسية.
  • التهاب الغدة الدرقية: قد تصاب الغدة بالتهابات يمكن أن تكون ناتجة عن عدوى أو أمراض مناعية أو غيرها، وتحفز هذه الالتهابات إلى إفراز هرموناتها بشكل كامل مما يتسبب في زيادة نشاط الغدة ثم إصابتها بالقصور.
  • التعرض لإشعاع: يؤثر الإشعاع على الغدة الدرقية مما يؤدي إلى قصورها.

نشاط الغدة الدرقية

  • داء جريفز: فهو حالة من فرط نشاط الغدة الدرقية، حيث يؤدي زيادة إنتاج الهرمونات إلى تضخم الغدة نتيجة النشاط الزائد. 
  • عقيدات الغدة الدرقية: تنمو أكياس على الغدة وغالبًا ما تكون صلبة أو تحتوي على سوائل، ولكنها غير سرطانية وتؤدي إلى تضخم الغدة وزيادة نشاطها.
  • التهاب الغدة الدرقية: قد تصاب الغدة بالتهابات يمكن أن تكون ناتجة عن عدوى أو أمراض مناعية أو غيرها، وتحفز هذه الالتهابات إلى إفراز هرموناتها بشكل كامل مما يتسبب في زيادة نشاط الغدة.

أعراض الغدة الدرقية

عادة تتبع أسباب الغدة ظهور عدد من الأعراض، التي تحتاج إلى استشارة الطبيب المختص لإجراء الفحوصات المطلوبة لتحديد الحالة، وتختلف أعراض الغدة الدرقية في حالة خمولها ونشاطها، حيث أن لكل منهما أعراض مختلفة، ويمكن تحديدهم في الأتي:

أعراض فرط نشاط الغدة 

  • زيادة ضربات القلب.
  • نقصان مفاجئ في الوزن.
  • كثرة التعرق.
  • تغيرات في موعد الحيض عند النساء.
  • الشعور بالأرق.
  • هشاشة وترقق الجلد.
  • ضعف الشعر والأظافر.
  • الشعور برعشة في الأصابع واليد.
  • كثرة التبرز.
  • الشعور بالتعب والأعياء.
  • تضخم الغدة.

أعراض خمول الغدة 

  • الإمساك.
  • قلة ضربات القلب.
  • كثرة النعاس.
  • الشعور بالاكتئاب.
  • حدوث نزيف في فترة الحيض.
  • زيادة الوزن المفاجئ.
  • ضعف الشعر.
  • مشكلات في الذاكرة.
  • الشعور بالآلم في العضلات والعظام.
  • زيادة الشعور بالبرودة.
  • جفاف الجلد.
  • كثرة الشعور بالتعب.

تحليل الغدة الدرقية

قد يقوم الطبيب بطلب إجراء تحليل الغدة الدرقية المعروف باسم ( TSH)، لتقييم الغدة ومعرفة أداء هرموناتها وكفاءة وظائفها، ومراقبة الفاعلية العلاجية بعد بدأ العلاج، ويقوم التحليل على فحص الهرمون المنبه للغدة والمفرز من الغدة النخامية، ويتم إجراء التحليل في المختبر من خلال سحب عينة دم، وعادة ما تظهر نتيجاتها خلال ساعات أو بحد أقصي اليوم التالي.

الجدير بالذكر، أن نسبة التحليل الطبيعية للغدة الدرقية تختلف طبقًا للنوع والحالة الصحية والمرحلة العمرية، لتكون كالأتي:

  • النسبة الطبيعية للنساء: تتراوح بين 0.4 و 4.2 ملي وحدة/ لتر.
  • النسبة الطبيعية للرجال: تتراوح بين 0.4 و 4.0 ملي وحدة/ لتر.
  • النسبة الطبيعية لحديثي الولادة: تتراوح بين 1.6 و 24.3 ملي وحدة/ لتر.
  • النسبة الطبيعية للأطفال من عمر أسبوعين إلى 20 أسبوعًا: تتراوح بين 0.58 و 5.57 ملي وحدة/ لتر، أما الأطفال من عمر 20 أسبوعًا إلى 18 سنة بين 0.55 و 5.31 ملي وحدة/ لتر.
  • النسبة الطبيعية للمرضي الذين يتلقوم علاجًا للغدة: تتراوح بين 0.5 و 3.0 ملي وحدة/ لتر، ولا يوجد اختلاف في النسبة تبعًا لنوع المريض.

تختلف النسبة الطبيعية للحامل تبعًا لمرحلة الحمل:

  • الثلث الأول: تتراوح النسبة الطبيعية بين 0.6 و 3.4 ملي وحدة/ لتر.
  • الثلث الثاني: بين 0.37 و 3.6 ملي وحدة/ لتر.
  • الثلث الثالث: بين 0.38 و 4.0 ملي وحدة/ لتر.

علاج الغدة الدرقية

يعتمد علاج الغدة الدرقية على تحديد السبب الرئيسي لحدوث الخلل، سواء كان ذلك فرطًا في نشاطها أو قصورًا في أدائها، وفيما يلي أبرز وسائل العلاج في حالة فرط نشاطها: 

العلاج الدوائي

تستخدم الأدوية المضادة للغدة مثل (الميثيمازول والبروبيل ثيوراسيل) للتخفيف من أعراض زيادة نشاط الغدة.

العلاج بالجراجة

يمكن أن يلجأ الطبيب لاستئصال جزء من الغدة أو كلها، ويتحدد ذلك حسب حالة الغدة والمرحلة التي يعاني منها المريض.

العلاج الإشعاعي

يستخدم اليود المشع في حالة الغدة العقيدية السامة، حيث يتجمع اليود المشع في الغدة الدرقية ويقوم بتدمير الأنسجة الزائدة.

العلاج الدوائي

يلجأ الطبيب لكتابة العلاج الدوائي إذا كانت الغدة الدرقية في حالة خمول، مثل: (صوديوم الليفوثيروكسين) الذي بدورها تعوض نقص الجسم من هرمون الغدة الدرقية (الثيروكسين).

الجدير بالذكر، عادة ما يبدأ الشعور بالتحسن بعد تناول العلاج في فترة تتراوح ما بين أسبوع إلى أسبوعين، ولكن غالبًا ما يتم الاستمرار في تناول العلاج بشكل منتظم مدى الحياة، وذلك من خلال متابعة الطبيب لمستوى الهرمون المنشط للغدة كل عام.

مصادر

أحدث المقالات
اذهب إلى الأعلى