تشيع التهابات وآلام المفاصل وما يرافقها من تورّم واحمرار وإعاقة للحركة، لذا كانت دائماً مرضاً منتشراً ومزعجاً، وتكثر الأسئلة حول هذه الالتهابات، حيث هنالك اعتقاد شائع بأنه مرض يصيب كبار السن فقط!
فما هو التهاب المفاصل؟ وما هي الفئة العمرية التي تصاب به؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يتمّ تشخيصه؟ وكيف يتمّ علاجه؟ كل ذلك وأكثر سنوضحه في المقال التالي.
التهاب المفاصل هو التهاب أو تورم أحد المفاصل
هو التهاب أو تورّم مفصل واحد أو أكثر، حيث تتأثّر الأنسجة حول المفصل والأنسجة الضّامّة الأخرى والأربطة. ويمكن أن يصيب الأشخاص في مختلف الأعمار بما فيهم الأطفال، وأكثر أنواع الالتهابات شيوعاً هي التهاب المفاصل الرّوماتويديّ وهشاشة العظام.
تختلف أعراض التهاب المفاصل حسب نوعه وموقعه وشدّته، ولكنّها عادةً ما تشمل آلام المفاصل وتيبّسها والاحمرار وإعاقة الحركة.
يختلف العلاج حسب نوع الالتهاب في المفاصل، لكن عموماً تتمحور العلاجات حول تخفيف شدّة الأعراض وتحسين نوعيّة الحياة.
ما هي أنواع التهاب المفاصل؟
التهاب المفاصل الرّثيانيّ الشّبابيّ مجهول السّبب.
التهاب المفاصل الرّوماتويديّ.
التهاب المفاصل التّفاعليّ.
التهاب الفقرات التّصلّبيّ (التهاب الفقار اللّاصق).
التهاب المفاصل الإنتانيّ.
الألم العضليّ اللّيفيّ.
الذّئبة الحماميّة.
هشاشة العظام.
الصّدفيّة.
النّقرس.
ما هي أعراض التهاب المفاصل؟
تتنوّع الأعراض بحسب نوع الالتهاب الذّي يعاني منه المريض، وبما أنّ الأنواع متعدّدة فإنّ الأعراض متعدّدة أيضاً، وتشمل:
آلام مفصليّة.
احمرار وتورّم.
حرارة وسخونة.
ضعف في العضلات.
تقيّد في حركة المفصل.
التهاب الأنسجة المحيطة بالمفصل والأربطة.
ما هي أسباب الالتهاب في المفاصل؟
تختلف أسباب الالتهاب في المفاصل باختلاف نوعها، فقد يكون بسبب ضعف في المناعة أو عدوى إنتانيّة أو ارتكاساً لحالة صحّيّة ما في الجسم، أو زيادة حمض اليوريك في الجسم مثلاً، لكن عموماً لا يمكن تحديد سبب دقيق واحد لجميع أنواع التهابات المفاصل حيث تتباين الأسباب بحسب النّوع الذّي يعاني منه المريض.
ما هي عوامل خطر الإصابة بالتهاب المفاصل؟
يعد تقدم العمر والتاريخ العائلي أحدأبرز عوامل مسببات التهابات المفاصل
التاريخ العائليّ.
تقدّم العمر.
التّدخين ونمط الحياة غير الصّحّيّ.
قلّة النّشاط البدنيّ وعدم ممارسة الرّياضة وضعف العضلات.
السمنة، حيث تشكّل زيادة الوزن عبئاً على المفاصل وتُجهدها.
الرّضوض وإصابات المفاصل.
أمراض المناعة الذّاتيّة.
كيف يتمّ تشخيص الالتهاب في المفاصل؟
تختلف أساليب وطرق تشخيص الالتهاب في المفاصل بحسب النّوع الذّي يعاني منه المريض، ويمكن تحديد التشخيص بحسب الأعراض التّي تظهر على المريض مع استخدام الوسائل التّشخيصيّة من صور شعاعيّة وتحاليل دمويّة وذلك في سبيل كشف سبب الالتهاب في المفصل. فيما يلي تفصيل حول طرق تشخيص هذه الالتهابات:
الفحص السّريريّ ويشمل:
تقييم مدى ومجال الحركة في المفاصل.
التّحقّق من نّقاط الألم أو التّورّم أو الاحمرار والسّخونة حول المفاصل.
تقييم الصّحّة العامّة لتحديد الأمراض التّي يمكن أن يعاني منها المريض وتسبّب له الالتهاب.
الفحوص الشّعاعيّة وتشمل:
الصّور الأشعة البسيطةXRAY:
يمكن أن تستخدم صّور الأشعة البسيطة Xray لتشخيص الالتهاب في المفاصل بسبب ميّزاتها في إظهار شكل المفصل وكشف الكسور، أو انهيار الغضاريف التّي يمكن أن تكون سبباً لهذا الالتهاب.
التصوير الطّبقيّ المحوريّ المحوسبCT scan :
يعتبر وسيلة أكثر دقّة من غيرها لكشف التهابات المفاصل والتّغيّرات في المفصل، وكشف الكسور التي تؤثّر على حركيّة المفصل وتؤدّي لالتهاب مزمن به.
الرّنين المغناطيسيّ MRI :
للرنين المغناطيسيّ ميّزات عديدة، فهو بالإضافة لقدرته التّشخيصيّة العالية على كشف التهابات المفاصل والتّغيّرات الشّكليّة؛ يكشف أيضاً الضرر في الأربطة والأوتار والعضلات والأنسجة الرّخوة حول المفصل، كما يكشف تفتت أو كسور الفقرات بوضوح أكثر.
التّحاليل الدّمويّة وتشمل:
لا يوجد تحليل دمّ يمكن أن يعطي التّشخيص المباشر والدّقيق لالتهاب المفاصل، لكن يوجد تحاليل دمويّة يمكن أن تساعد في معرفة السبب المؤدّي لالتهاب المفصل مثل:
تعداد الدّمّ الكامل CBC:
يستخدم لكشف عدد كريّات الدم البيضاء التّي يدلّ ارتفاعها على الحالة الالتهابيّة في الجسم.
اختبار البروتين المتفاعل CRP:
حيث ترتفع نسبة هذا البروتين في جميع حالات الالتهاب في الجسم.
حيث يترافق ارتفاعه مع مرض النقرس وما يرافقه من التهابات في المفاصل.
التّحاليل المناعيّة:
تستخدم للكشف عن أمراض المناعة الذّاتيّة، وما يرافقها من حالات التهابات المفاصل والفقرات.
ما هو علاج التهاب المفاصل؟
لا يوجد علاج وحيد وفعّال لالتهابات المفاصل، ولكن يوجد علاجات موجّهة حسب نوع الالتهاب في المفصل الذّي يعاني منه المريض، كما يوجد علاجات يمكنها أن تخفّف من شدّة الالتهاب وتؤمّن نوعية حياة جيّدة للمريض، وتشمل هذه العلاجات:
الأدوية:
يمكن استخدام الأدوية المسكنه مضادّات الالتهاب غير السّتيروئيديّة لتسكين الألم وتخفيف التورمات والالتهابات.
وتساعد الأدوية البيولوجيّة في تعديل استجابة الجهاز المناعيّ، وتخفيف حالات التهابات المفاصل المناعيّة مثل الصّدفية والتهاب المفاصل الرّوماتويديّ.
كما يمكن حقن الكورتيزون في المفاصل الذي يساعد على تخفيف الألم والالتهاب والتورم في المفاصل، كما يمكن حقن مواد مالئة للمفصل لزجة (موادّ تشحيم / مكمّلات اللّزوجة) في المفاصل للمساعدة في مرونة حركة المفاصل.
العلاج الطبيعي:
يمكن استخدام العلاج الطبيعي وجلسات إعادة التّأهيل لتحسين نمط الحياة والتّخفيف من حالة الالتهاب ومحدوديّة الحركة وتحسين القدرة على ممارسة الأنشطة اليوميّة.
الجراحة:
يمكن استخدام الجراحة للحالات الشّديدة وغير المستجيبة على العلاجات السّابقة، وتشمل الخيارات الجراحيّة، تثبيت المفاصل جراحيّاً وذلك لتخفيف الألم والحدّ من حدوث التهاب مزمن في المفصل- أو استبدال المفصل التّالف بسبب الالتهاب.
كيف يمكن الوقاية من التهاب المفاصل؟
تجنّب التّدخين والكحول.
ممارسة النّشاط البدنيّ بانتظام.
اتّباع نظام غذائيّ صحّيّ والمحافظة على وزن مثاليّ.
ممارسة الأنشطة البدنيّة التّي تعمل على تقوية العضلات.
هل يمكن أن يحدث التهاب المفاصل عند الأطفال؟
نعم يمكن أن يحدث التهاب المفاصل عند الأطفال في حالات نادرة، فبالرغم من كونه مرتبطاً بالحدوث عند كبار السّنّ، لكنّه قد يصيب الأطفال أيضاً.
وتعرف التهابات المفاصل عند الأطفال والشّباب غالباً باسم التهاب المفاصل الشّبابيّ مجهول السّبب JIA، ويسبّب هذا النّوع ألماً والتهاباً في مفصل واحد أو أكثر، ويستمرّ لمدّة 6 أسابيع على الأقلّ. غالباً ما تتحسّن الأعراض مع تقدّم الطّفل بالعمر ويعيش بعدها حياة طبيعيّة.
