لا يكاد يوجد شخص لم يعاني من ألم الركبة يوماً ما، بعضها مزمن ويستمر لفترة طويلة وبعضها الآخر عابر يزول بسرعة وتتنوع الأسباب وطرق العلاج تبعاً لكل سبب، لذا دعونا نتعرف معاً على أكثر أسباب ألم الركبة وطرق تشخيصها وعلاجها.

ما هو ألم الركبة ؟

هو الألم أو الانزعاج الذي يشعر به الشخص في مفصل الركبة أو حوله.

المفاصل هي أماكن في الجسم حيث تلتقي عظمتان، يربط مفصل الركبة الفخذ بأسفل الساق أي هو المكان الذي يلتقي فيه عظم الفخذ بعظم الساق (الظنبوب).

الركبة هي أكبر مفصل في الجسم، وهي تمتص الصدمات وتدعم الكثير من الوزن أثناء الحركة، ولهذا السبب فهي واحدة من أكثر المفاصل إصابةً.

يمكن أن يكون ألم الركبة مشكلة مؤقتة قصيرة المدى ولكنه قد يكون أيضاً مشكلة مزمنة (طويلة الأمد) تحتاج إلى التشخيص والعلاج من قبل مقدم الرعاية الصحية.

يعتمد المكان الذي يشعر فيه الشخص بألم في الركبة عادةً على الجزء أو الأجزاء المتضررة من المفصل، حيث قد يشعر المريض بالألم في:

1. بالقرب من السطح فوق أو خلف الركبة (عادةً ما تكون مشكلة في العضلات أو الأوتار أو الأربطة).
2. داخل الركبة في العمق (ألم يأتي من العظام أو الغضروف).
3. في أجزاء متعددة من الركبة أو الساق قد ينتشر ألم الركبة أحيانًا إلى مناطق أخرى.

ويمكن أن ينتشر الألم أيضاً إلى المناطق المحيطة بالركبة مثل أسفل الساق أو الفخذ.

هل يستمر ألم الركبة بشكل دائم؟

آلام الركبة يمكن أن تأتي وتذهب، على سبيل المثال قد يشعر المريض بالألم عند تحريك الركبة أو ثنيها؛ الأمر الذي يتحسن عند الراحة.

كما قد يشعر بعض الأشخاص بالألم في أجزاء مختلفة من اليوم، وقد يشعرون بمزيد من الألم عند الاستيقاظ من النوم، أو ليلاً، خاصةً إذا كان الشخص نشطاً بدنياً في وقت سابق من ذلك اليوم.

يمكن عادة علاج آلام الركبة في المنزل عن طريق أخذ استراحة من الأنشطة البدنية وتناول مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية (OTC).

أسباب ألم الركبة

تشمل الأسباب الأكثر شيوعاً ما يلي:

1. الإفراط في الحركة والإجهاد.
2. التهاب المفاصل.
3. الإصابات.

كيف يؤثر الإفراط في الإجهاد على الشعور بالألم؟

يمكن أن تؤدي الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية والقيام بنفس الحركة المتكررة (مثل القفز كثيراً أو العمل على اليدين والركبتين) إلى الضغط على مفصل الركبة مسببة الألم.

كما قد يعد الألم أحد أعراض مشكلات الإفراط في الإجهاد الشائعة، بما في ذلك:

1. ألم رضفة الفخذ (PFPS أو ركبة العداء).
2. مرض أوسجود-شلاتر (ركبة العبور)، يصيب الأطفال والمراهقين فقط.
3. التهاب الأوتار (وخاصةً التهاب الأوتار الرضفي).
4. التهاب الجراب (وخاصةً التهاب الجراب قبل الرضفة).

كيف يسبب التهاب المفاصل الألم؟

يسبب التهاب المفاصل أعراضا متعددة مثل الألم والتورم والتصلّب. ومن أنواع التهاب المفاصل المسببة لتلك الأعراض نذكر منها:

1. هشاشة العظام.
2. التهاب المفصل الروماتويدي.
3. التهاب المفاصل ما بعد الصدمة (الرض).

كيف تسبب الإصابات الألم؟

أي إصابة تلحق الضرر بمفصل الركبة يمكن أن تسبب الألم، ويمكن أن تشمل إصابات الركبة ما يلي:

1. إصابات الإجهاد المتكررة.
2. الإصابات الرياضية.
3. الصدمات مثل السقوط أو حوادث السيارات.

بعض الإصابات الأكثر شيوعاً التي تسبب آلام الركبة تشمل:

1. الالتواء في الركبة.
2. فرط تمدد الركبتين.
3. تمزقات أربطة الركبة (الإصابات التي تؤثر على الرباط الصليبي الأمامي أو الرباط الصليبي الخلفي أو الأربطة الجانبية).
4. إصابات الغضروف المفصلي.
5. كسور العظام.

التشخيص

الوسيلة الأساسية لتشخيص إصابات الركبة هي الصور الشعاعية، وفي بعض الحالات المعقدة ممكن أن يحتاج المريض لإجراء طبقي محوري أو رنين مغناطيسي لتقديم صورة أوضح لداخل مفصل الركبة.

وفي بعض الحالات الناجمة عن التهابات المفاصل الروماتويدية يمكن إجراء التحاليل الدموية لتشخيص المرض.

علاج آلام الركبة

تعتمد العلاجات لهذه الآلام على سببها، وبناء عليه يقترح مقدم الرعاية الصحية علاجات تعتمد على شدة الألم وسببه.

1. طريقة RICE لعلاج آلام الركبة:

يمكن عادةً علاج آلام الركبة في المنزل باستخدام طريقة RICE وتعتمد على:

• الراحة Rest: التوقف عن النشاط البدني الذي سبب الألم لتجنب تفاقم الإصابة.
• الثلج ICE: وضع كيس من الثلج أو مادة باردة لمدة 15 إلى 20 دقيقة كل ساعة في اليوم الأول بعد الإصابة، وبعد يوم واحد يمكن وضع الثلج كل ثلاث إلى أربع ساعات مع الانتباه لعدم وضع الثلج مباشرةً على البشرة (القيام بلف كيس الثلج في منشفة أو قطعة قماش).
• الضغط Compression: يساعد الضغط على تقليل تدفق الدم إلى الركبة المصابة ويقلل التورم، يتم وضع ضمادة ضاغطة أو لفها حول الركبة.
• الرفع Elevation: يجب إبقاء الركبة مرتفعة فوق مستوى القلب، يمكن دعم الركبة بالوسائد أو البطانيات.

2. استخدام الأدوية لألم الركبة:

قد يقترح مقدم الرعاية الصحية أدوية لتخفيف آلام الركبة وأية أعراض أخرى يعاني منها المريض.

يمكن لمعظم الأشخاص تناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية المتاحة دون وصفة طبية (الإيبوبروفين  والنابروكسين) أو الباراسيتمول، مع التأكيد على عدم تناول هذه الأدوية لأكثر من 10 أيام متتالية دون التحدث إلى مقدم الخدمة أو إذا كان المريض يعاني من مرض في الكلى أو الكبد.

3. استخدام دعامات الركبة:

دعامة الركبة تدعم الركبة وتثبتها في مكانها، وعادةً ما تكون مصنوعة من البلاستيك أو المعدن الصلب مع وجود وسائد وأشرطة تلتف حول الركبة والساق.

4. العلاج البدني:

قد يقترح مقدم الخدمة اللجوء إلى العلاج الطبيعي إذا كان المريض مصاباً بالتهاب المفاصل أو كان في طور التعافي من إصابة ما.

ويأتي دور أخصائي العلاج الطبيعي بتوضيح طريقة ممارسة تمارين التمدد والتمارين التي تقوي العضلات المحيطة بالركبة المصابة، وهو الأمر الذي يساهم في تحسين ثبات الركبة وتخفيف الألم.

5. جراحة الركبة:

لن يحتاج معظم الأشخاص الذين يعانون من آلام في الركبة إلى إجراء عملية جراحية، لكن قد يقترح مقدم الخدمة الطبية ذلك إذا كان الألم شديداً ولم تساعد العلاجات الأخرى.

كما قد يحتاج المريض إلى إجراء عملية جراحية لإصلاح الأربطة التالفة أو كسر العظام أو إذا كان يعاني من التهاب المفاصل الحاد.

وقد يحتاج المريض إلى استبدال الركبة كلياً أو جزئياً (رأب المفاصل)، إذا كان الألم والأعراض الأخرى في الركبة تؤثر على قدرة المريض على الوقوف والمشي والحركة.

الوقاية من آلام الركبة

قد لا نتمكن دائماً من الوقاية من آلام الركبة، خاصةً إذا كانت ناجمة عن إصابة لا يمكن التخطيط لها أو منعها.

أما أفضل طريقة للوقاية من الألم هي البقاء آمناً أثناء ممارسة النشاط البدني عن طريق:

1. ارتداء معدات الحماية المناسبة.
2. عدم اللعب أو ممارسة النشاط البدني إذا كان الشخص يشعر بالألم في المفصل.
3. منح الجسم وقتاً للراحة والتعافي بعد النشاط المكثف.
4. التمدد والإحماء قبل ممارسة الرياضة.
5. التهدئة والتمدد بعد ممارسة النشاط البدني.

 

 

المراجع:

American Academy of Orthopaedic Surgeons. Arthritis of the Knee

Arthritis Foundation. When Knee Pain May Mean Arthritis 

Merck Manual, Consumer Version. Pain in the Front of the Knee

National Health Service (U.K.). Knee Pain

National Library of Medicine (U.S.). Knee Pain