الجلوكوما أو زرق العين، الأعراض والأسباب والعلاج

الماء الأزرق، أو ماء العين الزرقاء، أو زرق العين، هي مسميات شائعة لمرض شائع يدعى الجلوكوما يصيب العين، ويعاني منه الكثير من الناس من مختلف الأعمار لا سيما الكبار بالسن. فما هي الجلوكوما التّي تصيب العين؟ وما هي أعراضها؟ وما هي أسبابها؟ وكيف يتمّ تشخيصها وعلاجها؟ كل ذلك وأكثر سنجيب عنه في المقال التالي.
الجلوكوما أو زرق العين، من الأمرض الخطيرة والمنتشرة بكثرة في العالم

ما هي الجلوكوما؟

هي مرض شائع يصيب العين حيث ينتج عن وجود ضرر بالعصب البصريّ الذّي يربط العين بالدّماغ، وعادةً ما يحدث هذا بسبب تراكم سائل العين (الهدبي) في الجزء الأماميّ من العين، ممّا يزيد الضّغط داخل العين. في معظم الحالات تتراكم السّوائل في الجزء الأماميّ من العين؛ تضغط هذه السّوائل على العين ممّا يؤدّي إلى تلف العصب البصريّ تدريجيّاً بسبب ارتفاع ضغط العين، كما أنّه بعض النّاس لديهم ضغط طبيعيّ في العين لكن يعانون من الجلوكوما. يمكن أن يؤدّي عدم علاج الجلوكوما أو الضّبط السّيء إلى فقدان البصر والعمى بشكل دائم وغير قابل للعلاج. غالباً تكون إصابة الجلوكوما ثنائيّة في كلتا العينين، وفي بعض الحالات قد تكون أحاديّة في عين واحدة لكن أشدّ خطراً من الثّنائيّة. كما يمكن أن تصيب الأشخاص من جميع الأعمار بما فيهم الرضع، ولكنّها أكثر شيوعاً عند البالغين في السّبعينيّات والثّمانينيّات من العمر.

ما هي المسميات الأخرى لمرض الجلاكوما؟

المياه الزرقاء – الزرق – الساروق – السويرق – الماء الأزرق – الماء الأسود – ارتفاع ضغط العين.

ما هي أعراض الجلوكوما؟

يتطور هذا المرض ببطء لدى المريض، و قد يستمرّ تطوّره لسنوات، لذا من الممكن في البداية ألا يسبّب أعراضاً واضحة ومباشرة، مما يعني عدم ظهور الأعراض لدى المريض. ففي البداية، تتأثّر الرّؤية المحيطيّة (حوافّ الرّؤية) ولكن قد لا يدرك الكثيرين هذه الإصابة ولا يتمّ تشخيصها حتّى تشتدّ الأعراض وتتنوّع. مع تقدّم المرض تتنوّع الأعراض لتشمل عدم وضوح الرّؤية أو رؤية دوائر ملوّنة بألوان قوس قزح حول الأضواء السّاطعة، وعادة ما تتأثّر كلتا العينين على الرّغم من أنّها قد تكون أسوأ في عين واحدة. تشمل الأعراض التّي قد تظهر عند تطوّر المرض:
  • رؤية حلقات حول الأضواء.
  • عدم وضوح الرّؤية (رؤية ضبابية فجاءة).
  • ألم شديد في العين.
  • احمرار العين.
  • غثيان وإقياء.
  • تورّم العين.
  • صداع حاد.

ما هي أنواع الجلوكوما؟

  • الجلوكوما مفتوحة الزّاوية (الزّرق مفتوح الزّاوية):
هو أكثر أنواع الجلوكوما شيوعاً، ويحدث هذا النّوع عندما تنسدّ قنوات التّصريف في العين وتتراكم السّوائل لتضغط على العصب البصريّ. قد يستمرّ المرض لسنوات دون أن يلاحظه المريض حتى تصبح الأعراض شديدة التأثير.
  • الجلوكوما مغلق الزّاوية (الحادة):
هو زرق انسداد أو ضيق الزّاوية في العين، وهو نادر الشّيوع، إذ يحدث عندما تكون الزّاوية بين القزحيّة والقرنيّة ضيّقة جدّاً، ممّا يؤدّي لانسداد قنوات التّصريف في العين وتجمّع السّوائل وبالتالي ارتفاع ضغط العين. الجلوكوما الثانوية: ناجمة عن مشكلة في العين مثل: التهاب القزحية (الطبقة الوسطى الملونة من العين)، وإصابات العين، أو العمليات، أو بعض الأدوية. الجلوكوما الخلقيّة: وهو عيب خلقيّ، يخلق به بعض الأطفال بسبب عيب بتشكّل قنوات التّصريف داخل العين في المرحلة الجنينيّة. قد تظهر الأعراض منذ الولادة وقد تتأخّر ملاحظتها حتّى الطّفولة. توجد أنواع أخرى تشمل ما يلي:
  • زرق انسداد الزّاوية الحادّ: وهو نوع غير شائع ينتج عن انسداد التّصريف في العين فجأةً، حيث يؤدي إلى ارتفاع الضّغط داخل العين بسرعة كبيرة.
  • زرق التّوتّر الطّبيعيّ: يمكن أن يحدث بالرغم من كون الضّغط ضمن العين طبيعيّاً، إلا أنه لم يتمكن من معرفة السّبب الحقيقيّ لهذا النّوع من زرق العين، لكنّ المشار إليه أنه يشيع بين الآسيويّين.

ما هي أسباب الجلوكوما؟

تتنوّع الأسباب التّي يمكن أن تسبّب هذا المرض، حيث تحدث معظم الحالات بسبب تراكم الضّغط داخل العين، فعندما لا تتمكّن العين من تصريف السّوائل بشكل صحيح، تؤدّي هذه الزّيادة في الضّغط إلى تلف العصب الذّي يربط العين بالدّماغ (العصب البصريّ). غالباً ما يكون سبب حدوث ذلك غير واضح، إلا أن هنالك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من المخاطر، منها:
  • العمر: يزداد شيوع حدوث هذا المرض مع التّقدّم بالعمر.
  • السّكّريّ: حيث أن الإصابة بداء السكري هو أهم وأكثر سبب للإصابة بالجلوكوما.
  • العِرْق: يزداد حدوث هذا المرض عند الأشخاص من الأصل الإفريقيّ أو الآسيوي.
  • الوراثة: تزداد احتماليّة الإصابة بالمرض إذا كان أحد الوالدين أو فرد من العائلة يعاني من الجلوكوما.
  • أمراض العيون مثل: حساسية العصب البصري وانفصال الشبكية والقرنية الرقيقة وقصر النّظر وطول النّظر.
  • الأدوية: مثل الاستخدام طويل الأمد للكورتيستيروئيدات (الكورتيزون).
  • بعض عملات العيون الجراحية.

ما هي طريقة تشخيص المرض؟

بما أنّ أعراض الجلوكوما تتأخّر بالظّهور، فيمكن لفحوص العين الدّوريّة أن تكشف عنها منذ بداية تشكّلها عند المريض، كما تساعد الفحوصات الدّوريّة في تقييم صحّة العين وحدّة البصر لدى المريض. يوجد اختبارات أخرى يتمّ إجراؤها للكشف عنها وتشخيصها تشمل ما يلي:
  • فحص العين المترافق مع توسيع الحدقة وكشف العصب البصريّ بالجزء الخلفيّ من العين.
  • منظار العين لفحص زاوية العين والكشف عن أيّ تضيّق.
  • فحص المصباح الشّقّيّ (المجهري الحيوي) لفحص العين من الدّاخل بمجهر خاصّ يسمّى المصباح الشّقّيّ.
  • التّصوير المقطعيّ البصريّ (OCT) للبحث عن التّغيّرات في العصب البصريّ التّي قد تشير إلى الجلوكوما.
  • اختبار المجال البصريّ (محيط الرّؤية).
  • اختبار قياس ضغط العين.
  • Pachymetry لقياس سماكة القرنيّة.

كيف يمكن علاج الجلوكوما؟

  يمكن تخفيف أعراض زرق العين من خلال العلاج، وخاصّةً إذا تمكن الطبيب من تشخيصها مبكّراً، إلا أن الأمر السيء في هذه الإصابات، أنه لا يمكن استعادة البصر في حال حدوث فقدان للرؤية. وعن الطّرق العلاجيّة التّي يمكن استخدامها نذكر:
  • الأدوية:
يمكن استخدام العديد من أنواع قطرات العين للعلاج، بعضها يقلّل السّوائل ويزيد التّصريف لتحسين ضغط العين، وقد يحتاج المريض لاستخدام هذه القطرات مدى الحياة.
  • اللّيزر:
يفيد اللّيزر في تحسين تصريف السّوائل من القنوات المتضيّقة في العين، ويُستخدم اللّيزر بالإضافة إلى قطرات العين من أجل تخفيف ضغط العين.
  • الجراحة:
الجراحة هي طريقة أخرى للمساعدة في تقليل ضغط العين، وتحقّق أفضل النّتائج في تخفيف ضغط العين وتصريف السّوائل وفتح القنوات المتضيّقة.

ما هي مضاعفات الإصابة؟

  • ضعف البصر: يُقدّر بأنّ 1 من كلّ 10 أشخاص مصابون بالجلوكوما يمكن أن يحدث لديهم ضعف في حدّة البصر.
  • العمى: ونسبة حدوثه أقلّ شيوعاً من ضعف البصر، حيث يصيب حوالي 5 % من المصابين بالجلوكوما.

كيف يمكن الوقاية من الإصابة بالجلوكوما؟

يعد الكشف المبكّر من خلال فحوصات العين الدّوريّة أفضل طريقة لحماية صحّة العين ومنع فقدان البصر. كما يجب على المرضى ذوي القصّة العائليّة المتكرّرة للإصابة بزرق العين أن يجروا الفحوصات الدّوريّة في عمر مبكّر.

هل يمكن استعادة الرؤية المفقودة من المرض؟

إن التلف الناتج بسبب هذا المرض هو تلف بالعصب البصري، لذا لا يمكن إعادته لوضعه السابق، لذلك فإن الفحص الدوري والتدخل الطبي المبكر هو أفضل وسيله للحفاظ على نعمة البصر.

مفاهيم خاطئة حول زرق العين

يظن بعض المرضى أنه لا يجب أخذ الأدوية في حال عدم وجود أعرض، وهذا اعتقاد خاطىء، فبعض الأنواع تكون صامتة بدون أعراض، وتسبب تلفا بالعصب البصري. لذا يجب عدم تأخير العلاج والبدء به مباشرة بمجرد تشخيص الحالة، ووصف الطبيب للعلاج، لأن كل تأخير سيسبب تراجعاً بالرؤية وتلفا بالعصب البصري.

الأسبوع العالمي للجلوكوما

نتيجة القلق المتصاعد من قبل منظمات الصحة العالمية حيال صحة العيون لدى الناس، كان القرار بتخصيص الأسبوع العلمي للجلوكوما الذي يبدأ من الثامن وحتى الرابع عشر من شهر مارس من كل عام للتوعية والتذكير بمرض الجلوكوما الذي يعد السبب الرئيسي الثاني للعمى، ولا يمكن علاجه بكل أسف. لذلك كانت المبادرات التوعوية حريصة على إرشاد الناس إلى ضرورة إجراء الفحوصات المبكرة للكشف عن أعراض هذا المرض. وقد كان لوزارة الصحة السعودية دورا بارزا في الأسبوع العالمي للجلوكوما، وفق أهداف عديدة منها ما ورد في موقع وزارة الصحة:
  • رفع مستوى الوعي بشأن الجلوكوما من خلال سلسلة من الأنشطة الجذابة في جميع أنحاء العالم.
  • دعوة المرضى ومقدمي العناية بالعيون والمسؤولين الصحيين وعامة الناس للمساهمة في الحفاظ على البصر.
  • تنبيه الجميع لإجراء فحوصات منتظمة للعين (والعصب البصري) من أجل اكتشاف الجلوكوما في أقرب وقت ممكن.
  ختاماً، فإن مختبرات دلتا الطبية ترجو السلامة للجميع، وتؤكد حرصها ودعمها الدائم للتوعية الصحية في شتى القطاعات وتجاه كل الأمراض التي يعاني منها الناس، آملة أن يكتب لهم الشفاء التام وأن تنتهي معاناة كل مريض.

المراجع

American Academy of Ophthalmology. Multiple pages reviewed. What Are Common Glaucoma Symptoms? American Optometric Association. Glaucoma. HYPERLINK “https://www.aoa.org/healthy-eyes/eye-and-vision-conditions/glaucoma”  National Eye Institute. Laser Treatment for Glaucoma. Overview of glaucoma. Merck Manual Professional Version.    مصادر حقوق الصور داخل المقال 1 2

أحدث المقالات
اذهب إلى الأعلى