هشاشة العظام ، الأعراض والأسباب والعلاج

هشاشة العظام هو مرض صامت يصيب العظام لدى الرجال والنساء نتيجة تراجع كثافة العظام وقوتها، وتعد النساء أكثر عرضة للإصابة به بعد بلوغ سن الأمل. سنتعرّف في هذا المقال على مرض هشاشة العظام، وما هي أعراضه؟ كيف يمكن تشخيصه؟ وكيف يمكن علاجه؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟

ما هو مرض هشاشة العظام؟

هو مرض يحدث فيه ضعف بكثافة العظام مما يؤدي إلى ضعف قوتها، فيصبح المريض معرّضاً لخطر أكبر، ألا وهو الإصابة بالكسور المفاجئة. يعد هذا المرض مرضاً صامتاً، إذ غالباً ما يتطوّر دون أيّة أعراض أو ألم، وعادةً ما يتم اكتشافه حين حدوث كسور مفاجئة كنتيجة لضعف العظام، حيث تقع معظم هذه الكسور في الورك والمعصم والعمود الفقريّ. تؤكد الدراسات أن مرض هشاشة العظام هو السبب الرئيسي لحصول أكثر من مليوني كسر في كلّ عام، وهو رقم مستمر بالنمو سنوياً. إن هشاشة العظام مرض من الأمراض الشائعة، وقد بيّنت وزارة الصّحّة السّعوديّة أنّ كسور هشاشة العظام تزيد عن 8.9 مليون حالة سنويّاً، ويقّدر الإحصائيات أن هنالك كسراً ناتجاً عن ترقق العظام يحدث كل ثلاثة ثوانٍ في العالم، وأنّ امرأة واحدة من كلّ امرأتين ورجل واحد من كلّ خمسة رجال سيتعرضون بعد تجاوز سنّ الخمسين لكسر خلال بقية حياتهما. كما تشير الدراسات إلى أن نصف الأفراد تقريباً الذّين سبق أن أصيبوا بكسر ناتج عن ترقق العظام، سيصابون بكسر ثانٍ وذلك مع تضاعف خطر التعرض لكسور بعد كل كسر. ولأهمية هذا المرض، سعت المنظمات الصحية العالمية إلى تخصيص اليوم العالمي لهشاشة العظام في 20 أكتوبر من كل عام، وذلك بهدف التوعية بعوامل خطورة هذا المرض لما له من آثار سلبية مجتمعية تتمثل بالألم والعجز وفقدان السيطرة، وقد ساهمت وزارة الصحة السعودية بجدولة هذا اليوم على قائمة أيامها الصحية، للتأكيد على أهمية وخطورة هذا المرض وضرورة التوعية حوله وإجراء الكشف المبكر عنه.

ما هي أسباب هشاشة العظام؟

لا يمكن معرفة السّبب الدّقيق لتطوّر هذا المرض، إذ تحاول الأبحاث الطبية اكتشاف السّبب الحقيقيّ وراء هشاشة العظام، ولكن حتى نقترب أكثر من الأسباب دعونا نوضح طبيعة العظام وما هي آلية هشاشة العظام. يتكوّن العظم من أنسجة داخلية حيّة، تدعى اسفنج العظم، ويلتفّ غلاف خارجيّ من العظم الكثيف حول العظم الاسفنجيّ؛ تسمّى هذه القشرة الصّلبة بالعظم القشريّ. في هشاشة العظام، تنمو الثّقوب في الاسفنج بشكل أكبر وأكثر عدداً، ممّا يضعف الجزء الدّاخليّ من العظم، وبهذا تخسر العظام وظيفتها في دعم قوام الجسم وحماية الأعضاء الحيويّة. تخزّن العظام الكالسيوم ومعادن أخرى مثل الفوسفور، وعندما يحتاج الجسم إلى الكالسيوم فإنّه يتم توفيره من العظام في حال نقص مستوى الكالسيوم بالدم، وبالتالي يعاد بناء الخلايا العظمية، وتسمى هذه العمليّة بـ “إعادة تشكيل العظام” وذلك لتزوّد الجسم بالكالسيوم المطلوب، مع الحفاظ على قوّة العظام، لكن عند الإصابة بهشاشة العظام يخسر الجسم هذه الآليّة في البناء. ومع تقدّم العمر وانقطاع الطّمث عند النساء، يزداد هدم العظام بشكل طبيعيّ وتضعف قدرته على النّموّ والتّجدّد، وعند الإصابة بهشاشة العظام يصبح الهدم أسرع والعظم أضعف.
مراحل تطور هشاشة العظام

ما هي أعراض مرض هشاشة العظام؟

عادةً لا توجد أعراض لهشاشة العظام، ولهذا يطلق عليه أحياناً اسم المرض الصّامت، ولكن ثمة أعراض قد تحدث، نذكر منها ما يلي:
  1. زيادة انحناء العمود الفقريّ، فيما يؤدي إلى قصر القامة بمرور الوقت.
  2. ألم أسفل الظّهر.
  3. كسور مفاجئة في العظام، قد يكون نتيجة كسر في الفقرات العظمية أو تآكلها.

من هي الفئات المعرّضة لخطر هشاشة العظام؟

هناك العديد من عوامل الخطر التّي قد تزيد من فرصة الإصابة بهذا المرض، نذكر منها:
  1. تقدّم العمر: حيث يزداد خطر الإصابة مع تقدّم العمر.
  2. سنّ الأمل: تتعرّض النّساء لتراجع سريع في قوة العظام خلال السّنوات العشر الأولى بعد دخولهن سن الأمل، وذلك لأنّ انقطاع الطّمث يبطئ إنتاج هرمون الإستروجين وهو هرمون مهم لصحّة العظام والحفاظ عليها من التدهور.
  3. بنية العظام ووزن الجسم: يكون لدى الأشخاص منخفضو الوزن مخاطر أكبر للإصابة.
  4. التّاريخ العائليّ: يلعب تاريخ العائلة أيضاً دوراً بارزاً في خطر الإصابة بهذا المرض.
  5. الأدوية: قد تؤثّر بعض الأدوية على صحّة العظام وتؤدّي لهشاشتها، مثل العلاج الهرمونيّ لسرطان الثّدي أو البروستات.
  6. الأمراض: تزيد بعض الحالات الطّبّيّة من خطر الإصابة بهشاشة العظام، مثل فرط نشاط الغدّة الدّرقيّة أو الغدد جارات الدّرقيّة أو الغدّة الكظريّة، وأمراض الاضطرابات الهضميّة وأمراض الدّمّ مثل المايلوما المتعدّدة.
  7. نمط الحياة: الأشخاص الذّين يتّبعون نمط حياة غير صحّيّ والذّين لا يمارسون الرّياضة.
  8. التّدخين.
  9. الكحول.

كيف يتم تشخيص هشاشة العظام؟

تتعدّد طرق الكشف عن الإصابة بهذا المرض، مثل تحاليل الدم وغيرها الاختبارات التشخيصيّة الأخرى. تحاليل الدم:
  • تحليل فيتامين د:
هو فيتامين مهمّ للحفاظ على صحّة العظام والأسنان، كما أنّه ضروريّ لتقوية مناعة الجسم والتّقليل من الاكتئاب واضطرابات المزاج، ويمكن الحصول عليه من الطّعام ومن خلال التّعرّض الكافي لأشعّة الشّمس. تبلغ المستويات الطّبيعيّة من فيتامين د بالجسم 50- 125 نانومول/ل أو 20- 50 نانوغرام/مل.
  • تحليل الكالسيوم:
إنّ 80% من الكالسيوم في الدّمّ يتمّ ربطه ونقله ببروتين الألبومين، لذا يقوم الطّبيب بتحليل ما يسمّى “مستوى الكالسيوم المصحّح”، والذّي خلاله يتمّ حسبان أنّ كلّ انخفاض بمقدار 1 غرام/دل في الألبومين في الدّمّ يسبّب انخفاض تركيز الكالسيوم الكلّيّ بحوالي 0.8 ملغم/دل، ويتمّ ذلك عن طريق أخذ عيّنة من الدّمّ الوريديّ للألبومين والكالسيوم الكلّيّ ومن ثمّ حساب الكالسيوم المصحّح. تركيز الكالسيوم المصحّح الطّبيعيّ هو 8.5 – 10.2 ملغ/دل، وأيّ قيمة أعلى او أقلّ تحتاج لاستشارة الطّبيب. اختبارات كثافة المعادن في العظام DEXA أو BMD: وهي اختبارات تستخدم لتقدير كثافة العظام، تستخدم هذه الطّريقة الأشعّة السّينيّة كمّيّات صغيرة جدّاَ من الإشعاع لتحديد مدى صلابة عظام العمود الفقريّ أو الورك أو الرّسغ. هنا لا بد من الإشارة إلى ضرورة خضوع جميع النّساء فوق سنّ 65 عاماً لاختبار كثافة العظام، كما يمكن إجراء فحص DEXA في وقت مبكّر للنساء اللّاتي لديهنّ عوامل خطر للإصابة بهشاشة العظام.

كيف يمكن علاج هشاشة العظام؟

تشمل علاجات هشاشة العظام الثّابتة ممارسة الرّياضة وتناول مكمّلات الفيتامينات والمعادن والأدوية.

ما هي الأدوية المستخدمة في علاج هشاشة العظام؟

  • العلاج الهرمونيّ:
تشمل هذه الفئة الإستروجين والتّستوستيرون ومعدّل مستقبلات هرمون الإستروجين الانتقائي (رالوكسيفين). يعمل رالوكسيفين مثل هرمون الإستروجين مع العظام، وبالإضافة إلى علاج هشاشة العظام يمكن استخدام رالوكسيفين لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثّدي لدى بعض النّساء.
  • الكالسيتونين:
هو هرمون اصطناعيّ يقلّل من فرصة حدوث كسور في العمود الفقريّ، ولكن ليس بالضّرورة كسور الورك أو أنواع الكسور الأخرى. يتوفّر على شكل حقن أو رذاذ يستنشق عن طريق الأنف.
  • البايفوسفونيت:
تعتبر علاجات هشاشة العظام بالبايفوسفونيت من الأدوية التّي تمنع الجسم من إعادة امتصاص أنسجة العظام مثل الأليندرونات وحمض الزّوليدرونيك.
  • العلاجات الحيويّة:
يمكن استخدام الدينوسوماب وهو غالباً ما يستخدم عندما تفشل العلاجات الأخرى.

كيف يمكن الوقاية من الإصابة بهشاشة العظام؟

يساعد تغيير نمط الحياة والنّظام الغذائيّ على الوقاية من الإصابة بهشاشة العظام وتحسين صحّة العظام والجسم عموماً، وتشمل الطّرق التّي يمكن اتّباعها ما يلي:
  1. ممارسة الرّياضة بانتظام: تساعد الرّياضة على تقوية العضلات والعظام والتّقليل من الوزن والحمل على المفاصل والعظام.
  2. النّظام الغذائيّ: يجب اتّباع نظام غذائيّ صحّيّ ومتوازن يحوي على جميع العناصر الغذائيّة الضّروريّة لصحّة العظام مثل فيتامين د والكالسيوم.
  3. الابتعاد عن التّدخين والمشروبات الكحوليّة.
 

هل تتوفر في مختبرات دلتا لطبية تحاليل الكشف عن هشاشة العظام؟

بكل تأكيد تتوفر في مختبرات دلتا الطبية الكثير من التحاليل الطبية التي يحتاجها المريض، والتي تساعده في الاستقصاء عن جميع المشكلات الصحية التي يعاني منها ، وذلك على هيئة تحاليل فردية أو من خلال باقات متخصصة، ومن بينها تحاليل الكشف عن الإصابة بهشاشة العظام، وذلك من خلال زيارة أقرب فرع من فروع مختبرات دلتا الطبية في السعودية، أو من خلال خدمة السحب المنزلي التي تتيحها مختبرات دلتا مجانا لعملائها، مع ضمان الحصول على نتائج قيمة وذات دقة عالية، وذلك عن طريق أفضل الأجهزة وأحدثها وأكثرها تطوراً.

المراجع

National Institutes of Health. NIH Osteoporosis and Related Bone Diseases National Resource Center National Osteoporosis Foundation. What is osteoporosis? International Osteoporosis Foundation. Osteoporosis & Musculoskeletal Disorders. Food and Drug Administration. Osteoporosis.   حقوق الصورة داخل المقال

اذهب إلى الأعلى