فحوصات الإجهاض المتكرر: دليلك الكامل لفهم الأسباب وزيادة فرص الحمل الناجح

هل تعرفين ما أهمية فحوصات الإجهاض المتكرر؟ هي المفتاح لفهم الأسباب الخفية وراء فقدان الحمل المتكرر، وتوفر ركناً أساسي في رحلة البحث عن حمل صحي ومستقر، حيث من خلال هذه الفحوصات الدقيقة، يمكن الكشف عن مشاكل مثل التشوهات الوراثية، اضطرابات تجلط الدم، أو مشاكل تشريحية في الرحم، مما يمكن الأطباء من تقديم خطط علاجية مخصصة تزيد من فرص نجاح الحمل في المستقبل، لهذا هذه الفحوصات ليست مجرد خطوة طبية، بل هي بداية الأمل والإمكانيات الجديدة لحياة أفضل.

ما هو الإجهاض المتكرر؟

عندما يحدث الإجهاض المبكر ثلاث مرات أو أكثر، يسمى إجهاضًا متكررًا، وليس بالضرورة أن يحدث هذا الإجهاض مرة تلو الأخرى، مما يستدعي إجراء فحوصات الإجهاض المتكرر، وقد تتمتعين بحمل صحي بين كل مرة، كما أنه يصيب الإجهاض المتكرر امرأة واحدة من كل 100 امرأة (1%).

لماذا يحدث الإجهاض المتكرر؟

تتعدد أسباب وعوامل زيادة خطر الإجهاض سواء الإجهاض لمرة واحدة أو الإجهاض المتكرر، لتشمل ما يلي:

العوامل الوراثية

السبب الأكثر شيوعًا لحدوث إجهاض واحد أو متكرر هو وجود كروموسومات غير طبيعية في الحمل، حيث يحدث الإجهاض في حوالي نصف الحالات (50%) نتيجة مشاكل كروموسومية، ويزداد هذا الاحتمال مع تقدم عمر الوالدين.

وفي بعض الأزواج (6% منهم بعد 3 حالات إجهاض)، قد يكون لدى أحد الوالدين تكوين كروموسومي غير طبيعي لا يؤثر عليه شخصيًا، لكنه قد ينتقل إلى الجنين ويسبب الإجهاض مما يستدعي عمل فحوصات الإجهاض المتكرر.

العمر

يزداد خطر الإجهاض مع تقدم عمر المرأة بسبب تراجع جودة البويضات، ووفقًا للأعمار فإن مخاطر الإجهاض تكون كما يلي:

  • تحت 35 سنة: 11-15%
  • من 35 إلى 39 سنة: 25%
  • من 40 إلى 44 سنة: 51%
  • أكثر من 45 سنة: 93%
  • كما أن عمر الأب يزيد من احتمالية الإجهاض إذا كان فوق 40 سنة.

العِرق

النساء من أصول أفريقية سوداء أو كاريبية سوداء قد يكن أكثر عرضة للإجهاض المبكر، ولكن السبب الدقيق لا يزال غير واضح.

عوامل نمط الحياة

زيادة الوزن بمؤشر كتلة جسم أكبر من 25 أو نقص الوزن بمؤشر أقل من 19 يزيدان من خطر الإجهاض، كذلك، التدخين، وشرب الكحول، واستهلاك كمية كبيرة من الكافيين تزيد من مخاطر الإجهاض الأمر الذي يمكن الوقاية منه من خلال فحوصات الإجهاض المتكرر.

عوامل تخثر الدم

متلازمة أضداد الفوسفوليبيد (APS) قد تتسبب في الإجهاض المتكرر ومضاعفات الحمل، كما تزيد من خطر جلطات الدم، أما بعض مشاكل تخثر الدم الوراثية (ثرومبوفيليا)، فلا يوجد دليل قوي يربطها بالإجهاض المتكرر، وبالتالي لا ينصح دائمًا بإجراء فحوصات لها.

تشوهات في شكل الرحم

حوالي 5-6% من النساء يولدن برحم ذا شكل غير طبيعي (تشوه رحم خلقي)، ويزيد هذا النسبة إلى حوالي 13% بين النساء اللائي يعانين من الإجهاض المتكرر.

ومن الأمثلة على ذلك الرحم المقسم والرحم ثنائي القرن، حيث يؤثر شكل الرحم على فرص الحمل، كما يمكن أن تؤثر الأورام الليفية والأنسجة الندبية في الرحم على إمكانية الإجهاض، حسب حجمها وموقعها والتي يمكن تلافيها عن طريق فحوصات الإجهاض المتكرر.

مشاكل هرمونية

تعد المشاكل الهرمونية التي تكون سبب رئيسي في الإجهاض المتكرر مثل:

  • مرض السكري غير المسيطر عليه بشكل جيد عامل مهم في زيادة خطر الإجهاض.
  • ارتفاع هرمون تحفيز الغدة الدرقية (TSH) أو وجود أجسام مضادة للغدة الدرقية قد يرفع مخاطره.
  • النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS) معرضات للإجهاض بمخاطر أكبر، ربما بسبب اختلال هرموني.
  • اختلال مستويات هرمون البرولاكتين قد يزيد من مخاطر الإجهاض.

العوامل المناعية

توجد نظريات تفيد بأن بعض النساء يجهضن نتيجة استجابة غير طبيعية لجهاز المناعة أثناء الحمل، لكن لا يوجد دليل واضح حتى الآن يدعم هذا.

عوامل مرتبطة بالحيوانات المنوية

إذا كان لدى شريك المرأة خلل في الحمض النووي للحيوانات المنوية، قد يزداد احتمال الإجهاض المتكرر، والذي يمكن معرفته بمساعدة الفحوصات، ورغم أنه لا توجد أدلة واضحة على إمكانية تحسين صحة الحيوانات المنوية لتقليل المخاطر.

ما هي أبرز فحوصات الإجهاض المتكرر؟

يعتمد اختيار الفحوصات والاختبارات على الحالة الشخصية، التاريخ الطبي، والظروف الخاصة لكل امرأة، ويتم تخصيصها بناءً على تقييم الطبيب المختص، وفيما يلي أهم الفحوصات:

الفحوصات بالموجات فوق الصوتية

تنقسم الفحوصات بالموجات فوق الصوتية إلى ما يلي:

  • الموجات فوق الصوتية ثنائية الأبعاد وهي جزء من كل موعد في عيادة الإجهاض المتكرر، لتقييم شكل الرحم والحالة العامة.
  • الموجات فوق الصوتية رباعية الأبعاد، وتوضح تقييم مفصل للرحم للكشف عن تشوهات شكل الرحم، الأورام الليفية، أو الندبات داخل بطانة الرحم.

الفحوصات والإجراءات التشخيصية

تنقسم الفحوصات والإجراءات التشخيصية إلى الأنواع التالية:

  • تنظير الرحم وهو إدخال كاميرا رفيعة عبر عنق الرحم، لفحص بطانة الرحم وشكل التجويف بدقة.
  • اختبار HyCoSy ويعد عبارة عن فحص من فحوصات الإجهاض المتكرر بالموجات فوق الصوتية، للتحقق من سلامة قنوات فالوب وعدم وجود تورم.
  • تصوير الرحم والبوق (HSG) وهو اختبار بالأشعة السينية مع صبغة لتقييم فتح قنوات فالوب، والتأكد من عدم وجود انسدادات أو تورم.

خزعات بطانة الرحم

يتم تقسيم خزعات بطانة الرحم إلى كلا من:

  • خزعة لعلاج التهاب بطانة الرحم المزمن التي تستخدم في التشخيص والعلاج بالمضادات الحيوية لالتهاب، وقد لا تسبب أعراض لكنها مرتبطة بزيادة خطر الإجهاض.
  • خزعة للخلايا القاتلة الطبيعية وهي تقييم نسبة الخلايا المناعية، التي قد تؤثر على استجابة الجهاز المناعي للحمل وتحمل المشيمة.

فحوصات الدم المناعية والهرمونية

يعد من بين أبرز فحوصات الإجهاض المتكرر فحوصات الدم المناعية والهرمونية وتشمل:

  • فحص أضداد الفوسفوليبيد للكشف عن متلازمة أضداد الفوسفوليبيد، التي تزيد من تجلط الدم وخطر الإجهاض.
  • فحص الثرومبوفيليا للكشف عن اضطرابات تخثر الدم الوراثية، التي قد تؤثر على تدفق الدم إلى المشيمة.
  • أجسام مضادة لهرمون TSH والغدة الدرقية للتحقق من مشاكل وظيفية في الغدة الدرقية، التي قد تؤدي إلى الإجهاض.
  • فحص شامل للداء البطني (حساسية الغلوتين)، وهي فحص وجود أجسام مضادة معينة قد يشير إلى المرض حتى بدون أعراض واضحة.
  • الملف المناعي الذاتي للكشف عن أمراض مناعية ذاتية، مثل الذئبة الحمراء أو متلازمة شوغرن المرتبطة بمخاطر الإجهاض.
  • فحوصات الإجهاض المتكرر الهرمونية (FSH, LH, التستوستيرون)، لتقييم متلازمة تكيس المبايض ودورها في مشاكل الحمل.

اختبارات الحيوانات المنوية للشريك

تستخدم أيضاً الحيوانات المنوية للشريك وذلك من خلال هذه الطرق:

  • تفتيت الحمض النووي للحيوانات المنوية، حيث أن ارتفاع نسبة الحمض النووي التالف مرتبط بزيادة خطر الإجهاض.
  • اختلال الصيغة الصبغية التي تبين أن وجود عدد غير طبيعي من الكروموسومات في الحيوانات المنوية، قد يؤدي إلى موت الجنين المبكر.
  • أنواع الأكسجين التفاعلية في الحيوانات المنوية، التي توضح أن زيادة إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية تؤثر سلبًا على بنية ووظائف الحيوانات المنوية.

بالتالي تساهم هذه الاختبارات في تحديد الأسباب المحتملة للإجهاض المتكرر، مما يساعد على تقديم العلاج والدعم المناسب بناء على نتيجة فحوصات الإجهاض المتكرر لتحسين فرص الحمل الناجح مستقبلاً.

ما هي الاختبارات الموصى بها لتحديد أسباب الإجهاض المتكرر؟

في حالات الإجهاض المتكرر، ينصح بإجراء مجموعة من الفحوصات الخاصة لتحديد الأسباب المحتملة التي قد تساهم في حدوث الإجهاض، وتشمل هذه الاختبارات:

  • أجسام مضادة للكارديوليبين (Cardiolipin Antibodies)، للكشف عن وجود أجسام مضادة ترتبط بمتلازمة مضادات الفوسفوليبيد التي تزيد من خطر الإجهاض.
  • الأجسام المضادة للفوسفوليبيد (Phospholipid Antibodies)، وهي فحوصات تساعد على تشخيص حالات تخثر الدم المتعلقة بهذه المتلازمة.
  • ANA/ENA فحوصات الأجسام المضادة للنواة ومكونات أخرى، للكشف عن أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على الحمل.
  • مضاد الثرومبين الثالث (Anti-Thrombin III) وهو من فحوصات الإجهاض المتكرر لفحص اضطرابات تخثر الدم الوراثية.
  • أجسام مضادة للحيوانات المنوية (Sperm Antibodies) لتقييم تأثير المناعة على الحيوانات المنوية وقدرة الزوج على الإنجاب.
  • مضاد تخثر الذئبة (Lupus Anti-Coagulant) للكشف عن عامل تخثر مرتبط بمرض الذئبة الحمراء ويزيد خطر الإجهاض.
  • عامل لايدن الخامس (Factor V Leiden) (PCR) فحص لوجود طفرة جينية تزيد من تجلط الدم.
  • العامل الثاني (Factor II) لتحري الطفرات الوراثية المرتبطة بتجلط الدم.
  • MTHFR وهي تحاليل لوجود طفرات في جين MTHFR المرتبطة بزيادة احتمالية الإجهاض.
  • TSH/TPO فحوصات هرمونية للغدة الدرقية وأجسام مضادة لها، لضمان سلامة وظائف الغدة وتأثيرها على الحمل.
  • مستضد حر بروتين S (Protein S Free Antigen)، وهو فحص من فحوصات الإجهاض المتكرر يستخدم لتحري وظيفة بروتين S المسؤول عن منع تخثر الدم.
  • بروتين سي الوظيفي (Protein C Functional)، لتقييم وظيفة بروتين سي وهو بروتين مضاد للتخثر.

ما هي خيارات العلاج المتاحة للإجهاض المتكرر؟

تتنوع هذه الخيارات وفق السبب والتشخيص، ويعمل فريق الرعاية الصحية أو الطبيب المعالج على توفير الدعم الطبي والنفسي، لتحقيق أفضل فرص للحمل الناجح، ومن أهم خيارات العلاج:

تعديلات نمط الحياة

سوف يعمل أخصائي الرعاية الصحية معك على مساعدة في الحفاظ على وزن صحي، ودعمك للإقلاع عن التدخين، كما ينصح بتقليل استهلاك الكافيين إلى أقل من 200 ملغ يوميًا (حوالي كوبين من الشاي أو القهوة سريعة التحضير)، بالإضافة إلى تجنب تناول الكحول بانتظام أو الإكثار منه.

علاج متلازمة أضداد الفوسفوليبيد (APS)

إذا كنتِ مصابة بمتلازمة أضداد الفوسفوليبيد وتعرضتِ لإجهاض متكرر، وبعد إجراء فحوصات الإجهاض المتكرر، فإنه يمكن العلاج بأقراص أسبرين منخفضة الجرعة مع حقن الهيبارين المذيبة للدم خلال الحمل يمكن أن يزيد فرص نجاح الحمل.

حيث يعمل الأسبرين والهيبارين على تخفيف تجلط الدم، ولأن الإصابة بمتلازمة APS تزيد من مخاطر مضاعفات الحمل، فسيتم مراقبتك عن قرب خلال الحمل من قبل فريق الرعاية الصحية.

علاج التخثر الوراثي

العلاج الروتيني لمرض تخثر الدم الوراثي قد لا يحسن فرص الحمل الصحي، لكن إذا تم تشخيصكِ باضطراب تخثر دم وراثي، فقد يوصف لكِ الهيبارين حسب ظروفك الشخصية، بالإضافة إلى تقييم مخاطر تجلط الدم خلال الحمل.

الإحالة إلى الاستشارة الوراثية

إذا وجد خلل وراثي لديكِ أو لدى شريككِ، ينصح بعمل فحوصات الإجهاض المتكرر وزيارة طبيب أمراض وراثية لمناقشة احتمالات الإجهاض المستقبلي، والخيارات المناسبة حسب الحالة الشخصية.

جراحة الرحم

إذا اكتشف وجود حاجز رحم (حاجز رحم)، فقد يعرض عليكِ إجراء عملية جراحية لتصحيح هذا الخلل، فيما يخص جراحة الأورام الليفية أو تغييرات أخرى في شكل الرحم الداخلي.

وليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت تقلل من خطر الإجهاض، لذا يجب مناقشة الفوائد والمخاطر مع الطبيب المختص.

العلاج الهرموني

إذا كنتِ تعانين من مرض السكري أو اضطرابات الغدة الدرقية، فسوف تخضعين للدعم والتحكم الجيد قبل الحمل التالي، ولا توجد أدلة قوية على أن علاج البروجسترون يمنع الإجهاض المتكرر.

رغم تعدد فحوصات الإجهاض المتكرر، إلا إذا كنتِ تعانين من نزيف في بداية الحمل، ففي هذه الحالة ينصح بتناول البروجسترون لمحاولة منع الإجهاض.

ماذا لو لم يتم العثور على سبب للإجهاض المتكرر؟

في حالات الإجهاض المتكرر التي لا يتم فيها العثور على سبب واضح، يكون الأمر شائع جدًا، ولا توجد حاليًا أدلة تثبت فعالية أي علاج طبي في تقليل احتمالية تكرار الإجهاض.

وهنا تعتمد فرص نجاح الحمل في المرات القادمة على ظروف كل امرأة الشخصية، وعادةً ما تكون جيدة حتى دون إجراء أي تغييرات جوهرية، ومع ذلك ينصح في حالات الحمل المستقبلية.

بالحصول على رعاية داعمة من متخصصين، ذوي خبرة في التعامل مع حالات الإجهاض المتكرر، هذا الدعم قد يشمل إجراء فحوصات الإجهاض المتكرر بالموجات فوق الصوتية لمتابعة الحمل والاطمئنان عليه.

أهمية الصحة النفسية بعد الإجهاض المتكرر

يعد الإجهاض المتكرر تجربة صعبة تؤثر على الجوانب الجسدية والنفسية للمرأة، وفي هذه المرحلة من الضروري أن يحصل كل من المرأة وشريكها على الدعم والمعلومات المناسبة من أخصائيي الرعاية الصحية.

حيث أن بعض الأشخاص قد يعانون من أعراض ملحوظة مثل القلق، الاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة عقب فقدان الحمل، لذلك ينصح بمناقشة الحالة النفسية مع أخصائي الرعاية الصحية، حيث يمكن تقديم إحالة إلى متخصصين نفسيين لتوفير الدعم والعلاج اللازم.

وبالتالي الدعم النفسي يمثل جزءًا هام في التعافي، مما يجعله لا يقل أهمية عن إجراء  فحوصات الإجهاض المتكرر، أو طرق العلاج وقد يساهم في تحسين جودة الحياة والثقة بالنفس، مما يعزز فرص النجاح في الحمل المستقبلي. 

ولأننا في مختبرات دلتا نحرص دائمًا على صحة عملائنا، وبأن نكون بجانبهم في كل مراحل حياتهم، فقد وفرنا في جميع فروعنا باقة الإجهاضات، والتي تضم كافة فحوصات الإجهاض المتكرر، والتي يمكنك حجزها الآن من خلال الاتصال برقم 920022723، تحديد موعد مناسب لك من أجل سحب العينة، وذلك بهدف معرفة أسباب حدوث الإجهاض لديك، والتي يمكن تجنبها فى الحمل القادم. 

المراجع:

Diagnosing Recurrent Miscarriage

Recurrent Miscarriage Tests

Recurrent miscarriage

Recurrent -Miscarriage

Tests & treatments

Recurrent Miscarriage Testing

اذهب إلى الأعلى