أدوية الإجهاض.. طريقة تناولها وعملها والمخاطر المحتملة وهل هي قانونية؟

هل تشعرين بالقلق من استخدام أدوية الإجهاض؟ هل سمعتِ عن هذه الأدوية لكنكِ لستِ متأكدة مما تعنيه أو كيفية استعمالها بأمان؟ 

لا داعي للحيرة عزيزتي، هذه الأدوية تعد أحد الخيارات الطبية المعروفة لإنهاء الحمل في مراحله المبكرة، ويتم صرفها فقط تحت إشراف طبي مختص في سبيل ضمان سلامتك وتجنب أي مضاعفات محتملة.

ولأننا في مختبرات دلتا نحرص دومًا على نشر الوعي الصحي، سنوضح لكِ عزيزتي في هذه المقالة أهم المعلومات حول هذه الأدوية، وفوائدها، ومتى يمكن استخدامها، مع التأكيد على ضرورة استشارة الطبيب قبل اتخاذ أي خطوة لكي تضمني رعاية صحية آمنة.

أدوية الإجهاض

يشير الإجهاض الدوائي إلى عملية إنهاء الحمل باستعمال الأدوية، وفي هذا الصدد هناك دواءان يتم تناولهما على التوالي، الأول (الميفيبريستون) وهو المسئول على إيقاف الحمل، والثاني هو (الميزوبروستول) وهو المسئول عن تحفيز انقباضات الرحم لكي يساعد الجسم على طرد أنسجة الحمل. 

ومن الجدير بالذكر أن استخدام الإجهاض الدوائي في 54% من كافة حالات الإجهاض في الولايات المتحدة للعام 2020  تبعًا لمعهد (غوتماشر) وهو المنظمة الغير ربحية التي تهتم بالأبحاث والسياسات الخاصة بالصحة الجنسية والإنجابية.

كيفية تناول أدوية الإجهاض

يتم الإجهاض الدوائي وفق مجموعة من الخطوات المحددة، نوضحها فيما يلي:

  • في البداية يقوم الطبيب بتأكيد الحمل ويحدد عمر الجنين ويقيم الصحة العامة للسيدة للتحقق من أن الإجهاض الطبي هو الخيار الأفضل.
  • تناول الميفيبريستون، حيث تتناول السيدة الدواء الأول، وهو (الميفيبريستون) من خلال الفم، حيث يعمل هذا الدواء عبر تثبيط هرمون البروجسترون، وهو هرمون مهم فيما يتعلق بالحفاظ على الحمل، حيث يؤدي ذلك إلى تمزق بطانة الرحم وانفصال الحمل عن الجدار.
  • تناول الميزوبروستول، بعد مدة تتراوح بين 24 إلى 48 ساعة من تناول الميفيبريستون تتناول الحالة الدواء الثاني، وهو (الميزوبروستول)، وذلك إما عن طريق الفم أو عبر المهبل، وذلك وفق الإرشاد الطبي، حيث يحفز انقباضات عضلات الرحم بشكل يؤدي إلى طرد أنسجة الحمل من خلال المهبل.
  • الطرد، فبعد تناول الميزوبروستول تشعر السيدة بتقلصات ونزيف يشبهان إلى حد كبير غزارة الدورة الشهرية وهنا يطرد الجسم الحمل، وقد يستغرق ذلك عدة ساعات وقد تصاحبها أعراض كالغثيان أو الإسهال أو القشعريرة.
  • الرعاية المتابعة، ففي العادة يتم تحديد موعد متابعة مع الطبيب المعالج للتأكد من اكتمال لإجهاض ومعالجة أي مضاعفات أو آثار جانبية ممكنة.

كيف تعمل أدوية الإجهاض 

يعتمد الإجهاض الدوائي على أدوية مركبة (ميفبريستون وميزوبروستول) كبديل من الجراحة لإيقاف الحمل، ويمكن إجراء ذلك فور ظهور الحمل في صورة الموجات فوق الصوتية، ففي أستراليا من الممكن إجراء عملية الإجهاض لمدة قد تصل إلى 9 أسابيع من الحمل.

يتطلب استمرار الحمل مستويات مرتفعة من هرمون البروجسترون، ويحد الميفيبريستون والمعروف باسم RU486 عمل البروجسترون للحد من تقدم الحمل، حيث يلين الميزوبروستول عنق الرحم ويقلل من الرحم لكي يخرج الحمل.

مواعيد المتابعة بعد تناول أدوية الإجهاض 

من الضروري أن يكون لديكِ موعد متابعة للتحقق من اكتمال الإجراء والقضاء على الحمل، حيث يطلب الكثير من الأطباء عمل فحص دم بغرض التحقق من انخفاض مستوى هرمون الحمل، وهنا يتم تحديد موعد للمراجعة بعد أسبوعين تقريبًا.

ومن الجدير بالذكر عدم نجاح الإجهاض الدوائي في ما يقرب من 1% من الحالات، لدى ما يتراوح من 2 إلى 5% من السيدات بقايا أنسجة الحمل داخل الرحم وسوف يحتاجن إلى علاج إضافي كأقراص إضافية أو إجراء جراحة بسيطة لإستكمال عملية الإجهاض.

الآثار الجانبية لأدوية الإجهاض

بعد تناولك قرص الإجهاض الدوائي الثاني في منزلك قد تواجهين الأعراض المحددة التالية:

  • غثيان، إسهال، قيء، دوخة، صداع، حمى.
  • الشعور بالألم، وذلك في غضون 30 دقيقة، وفي العادة يكون أقوى وأشد من ألم الدورة الشهرية
  • نزيف بعد مرور من ساعة إلى 4 ساعات، أثقل كثيرًا من الدورة الشهرية وقد تتكون جلطات كبيرة.
  • بعد انقضاء فترة تتراوح من 2 إلى 6 ساعات في العادة يستقر النزيف إلى المستوى الطبيعي لدورتك الشهرية.
  • غالبًا ما يكون النزيف مشابه للدورة الشهرية الطبيعية لفترة تتراوح من 3 إلى 7 أيام تالية.
  • من الممكن أن يستمر نزيف غير متوقع أو غير منتظم لمدة قد تصل إلى 4 أسابيع عقب الإجهاض الدوائي.

مزايا وعيوب أدوية الإجهاض 

للإجهاض الدوائي مزايا وعيوب، وسنوضح ذلك فيما يلي:

المزايا

  • يعد فعال لما يقرب من 95 إلى 98% من حالات الحمل، وذلك حتى 9 أسابيع) ولا يتطلب أي علاج إضافي.
  • لا يحتاج إجراء العملية في مستشفى أو عيادة، وبالتبعية لا يستدعي الأمر توافر طاقم طبي، الأمر الذي يجعلها بديل فعال لسكان المناطق النائية مادام تتوفر لديهم رعاية طارئة.
  • هو عبارة عن إجراء أقل سريرية وغير جراحي، لذا يفضله الكثير.
  • يراه الكثير عملية أكثر طبيعية حيث يتم  في بيئة منزلية.
  • يتمتع بمرونة كبيرة فيما يخص التوقيت.

العيوب 

تتمثل عيوب أدوية الإجهاض في عدة أمور، جاءت كالتالي:

  • قد تستغرق هذه العملية وقت طويل بالمقارنة مع عمليات الإجهاض الجراحية، هذا بجانب كثرة زيارات الطبيب المعالج والاختبارات.
  • قد لا يكون الدواء فعال لدى البعض، الأمر الذي يستدعي تكرار العلاج أو إجراء عملية جراحية.
  • استمرار الألم والنزيف لفترة طويلة مقارنةً مع الإجهاض الجراحي.
  • من الصعب التنبؤ بميعاد اكتمال عملية الإجهاض، فقد يستغرق الأمر فترة طويلة تتراوح من 3 إلى 10 ساعات، وذلك بعد تناول الدواء الثاني مباشرةً.
  • في حال رغبت السيدة في تركيب اللولب بعد عملية الإجهاض فسوف تحتاج إلى تحديد موعد آخر منفصل.
  • ضرورة بقاء السيدة على مسافة تتراوح من ساعة إلى ساعتين من خدمات الطوارئ لمدة تصل إلى أسبوعين بعد بدء تناول الأقراص.
  • لا تتناسب أدوية الإجهاض مع بعض لأشخاص.

الإجهاض الدوائي ليس مناسب للجميع

الإجهاض الدوائي غير مناسب وقد لا ينجح مع الجميع، فإن كانت لديكِ أية مخاوف فمن الضروري مناقشتها مع شخص موثوق فيه كشريك حياتك أو أحد أفراد عائلتك أو أخصائي الرعاية الصحية.

حيث لا ينصح بالإجهاض الدوائي في عدة حالات، مثل:

  • من يعاني من مشاكل النزيف أو فشل الغدة الكظرية أو ارتفاع ضغط الدم.
  • الشخص الذي تناول أدوية الستيرويد أو أدوية تسييل الدم لفترة زمنية طويلة.
  • الحالات التي يكون فيها الحمل خارج الرحم، حيث يزرع الجنين خارج الرحم غالبًا في قناة فالوب.
  • في حالة الحمل المتقدم، حيث يقتصر تناول الأدوية على أول ثلاثة شهور من الحمل وحتى الأسبوع السابع، أما في المراحل المتأخرة من الحمل فلابد من التفكير في الإجهاض الجراحي.
  • الحالات الصحية الخطيرة، فقد تتعرض السيدات اللائي يعانين من فقر الدم الشديد أو فشل الغدة الكظرية خطورة أكبر عند استعمال أدوية الإجهاض.
  • تفاعلات الأدوية، حيث يمكن لبعض الأدوية، كالأدوية المضادة للصرع أو العلاجات الهرمونية أن تتداخل مع المادة الفعالة للميفيبريستون. والميزوبروستول.
  • الحساسية للأدوية، فعلى الرغم من أن هذه الحالة نادرة الحدوث لكن قد تحدث ردود فعل تحسسية تجاه الميفيبريستون أو الميزوبروستول، ويظهر ذلك على هيئة طفح جلدي أو حكة أو تورم شديد وصعوبة في التنفس.
  • الخوف من الأعراض، فعملية الإجهاض صعبة سواء جسديًا أو عاطفيًا وتنطوى على تقلصات ونزيف وغيرها من الانزعاجات. 

الرعاية الذاتية في المنزل بعد تناول أدوية الإجهاض

فيما يلي مجموعة من النصائح حول كيفية الاعتناء بنفسك في الأيام التي تلي عملية الإجهاض:

  • الحرص على تناول الأدوية المضادة للالتهابات المتوفرة بدون وصفة طبية للمساعدة في إدارة التقلصات، ومكن للطبيب أن يصف دواء أقوى إذا استدعى الأمر.
  • يلزم استعمال الكمادات الساخنة من أجل تخفيف الألم
  • القيام بتدليك المنطقة المؤلمة بشكل منتظم
  • للحد من مخاطر الإصابة بالعدوى خلال الأسبوع الذي يتبع إجراء العملية، ينصح بعدم القيام بالتالي:
    • إدخال أي شيء في المهبل كالسدادات القطنية.
    • ممارسة الجنس المهبلي.
    • القيام بنشاط شاق، مثل لرياضة أو الجهد البدني الشاق، وذلك لكي يتوقف النزيف
    • التوجه للسباحة أو الاستحمام.

المخاطر المحتملة للإجهاض الدوائي

سنتعرف معًا على بعض من المضاعفات الخطيرة الشائعة لتناول أدوية الإجهاض:  

  • نزيف غزير جدًا، وقد يتطلب الأمر لنقل دم لدى أقل من حالة من كل ألف حالة، فإن كنتِ تملأين ما يزيد عن  فوطتين كبيرتين في الساعة لما يزيد عن ساعتين أو تكونت جلطات دموية في حجم ليمونة صغيرة تقريبًا أو شعرتِ بنزيف غزير وضعف أو إغماء فلابد أن تستعيني بالعناية الطبية على الفور
  • بقايا الأنسجة، فقد تظل قطع من الأنسجة بداخل الرحم ، الأمر الذي يترتب عليه نزيف مستمر، ففي العادة تختفي هذه البقايا مع مرور الوقت بدون علاج، وفي هذه الحالة قد تحتاجين إلى تكرار تناول الأدوية أو إجراء جراحة بسيطة للقضاء عليها.
  • استمرار الحمل، ففي حوالي 1% من الحالات لا ينجح الإجهاض الدوائي معهم ويستمر الحمل، ومن الممكن هنا تكرار تناول أدوية الإجهاض إن لم يتخطى الحمل 9 أسابيع وإلا فقد يستدعي الأمر إجراء جراحة للإجهاض.
  • العدوى التي تستدعي علاج بالمضادات الحيوية، والتي قد تصيب 1% من الحالات ولكن قد تتسبب العدوى في أعراض أخرى مثل الألم الشديد أو الإفرازات المهبلية غير الطبيعية أو الحمى المزمنة، وفي كثير من الأحيان قد لا تكون الأعراض واضحة وقد تتضمن أعراض عامة كالتعب والوهن والإسهال الشديد والقيء المستمر.

الجرعات النموذجية لأدوية الإجهاض

تفيد بروتوكولات العلاج القياسية جرعة واحدة من الميفيبريستون تتراوح بين 200 إلى 600 ميكروغرام، تليها جرعة أو أكثر من الميزوبروستول تبلغ 800 ميكروغرام، ومن الجدير بالذكر تفاوت طرق التناول، حيث تتعدد الخيارات ما بين الطريقة الفموية أو عبر اللسان أو المهبلية، يتم تحديد الطريقة الأنسب بناءًا على الحالة السريرية وعوامل الحالة المرضية، فعلى سبيل المثال يمكن للتناول المهبلي أن يعزز من امتصاص الرحم للدواء، أما الإعطاء تحت اللسان يمنح بداية سريعة لتأثيره. 

هل أدوية الإجهاض آمنة وفعالة؟

لقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استعمال الميفيبريستون والميزوبروستول للقضاء على الحمل حتى عشرة أسابيع، وعلى الرغم من ذلك تسمح الإرشادات السريرية باستعمالها حتى الأسبوع الحادي عشر، ولكن بعد انقضاء هذه المدة يوصى بعمل إجهاض إجرائي في الأماكن المخصصة لذلك الأمر.

وقد أوضح تحليل (تلوي) لحوالي 87 تجربة سريرية أن الإجهاض الدوائي آمن مع أمكانية حدووث مضاعفات خطيرة تستدعي دخول المستشفى وذلك كنتاج لنزيف مهبلي أو ألم شديد في منطقة الحوض أو عدوى لدى ما يقل عن 0.3% من المريضات، وقد احتاج ما يقرب من 0.1% من المريضات إلى نقل دم.

وتتمثل الأعراض التي قد تتطلب طلب رعاية طبية طارئة في نزيف حاد مطول، ألم شديد في البطن أو الظهر، حمىٌ تستمر لما يزيد عن 24 ساعة أو إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة.

وسائل منع الحمل الطارئة؟

يعرف منع الحمل الطارئ أيضًا باسم حبوب منع الحمل الصباحية، وهو عبارة عن دواء يمنع الإباضة أو يؤخر حدثها، يمكن استعماله بعد ممارسة الجنس بدون الحاجة إلى وقاية أو في حالة فشل الوسيلة الرئيسية لمنع الحمل، ويكون فعال بصورة أكبر عند تناوله في أسرع وقت بعد ممارسة الجنس بدون وقاية.

ويوجد نوعان من حبوب منع الحمل الطارئة التي تم اعتمادها من قبل إدارة الغذاء والدواء Plan B وهو دواء بدون وصفة طبية متاح في العديد من الصيدليات، وella (أسيتات أوليبريستال) وهو دواء بوصفة طبية.

ومن الجدير بالذكر أن إيلا فعال بشكل أكبر من الخطة ب ويمكن استعماله أيضًا في فترة أبعد  من ممارسة الجنس غير الآمن بالمقارنة مع الخطة ب، وللعلم بمجرد أن تصير السيدة حامل فإن وسائل منع الحمل الطارئة لن تستطيع إيقاف الحمل.

الفرق بين وسائل منع الحمل الطارئة والإجهاض الدوائي

الفرق الأساسي بين وسائل منع الحمل الطارئة وأدوية الإجهاض هو أن وسائل منع الحمل الطارئة تحد من حدوث الحمل، أما الإجهاض الدوائي يوقف الحمل، لذا لا يجب أن تخضع وسائل منع الحمل الطارئة لقوانين تحظر الإجهاض، ومن الجدير بالذكر أن أي تأثير لخطر الإجهاض على وسائل منع الحمل الطارئة هو تطبيق غير صحيح للقانون وسوء فهم وإدراك للعلوم الطبية.

الاعتبارات القانونية للحصول على حبوب الإجهاض

تنظم قوانين الولايات والقوانين الوطنية تناول أدوية الإجهاض، حيث تضع شروط محددة لكي يتم صرفها تحت إشراف طبي صارم، فقد تحدد بعض المناطق فترات انتظار أو تشترط التحقق من عمر الحمل قبل الشروع في صرف الدواء، هذا إلى جانب إصرار بعض مقدمي الرعاية الصحية على الاحتفاظ بسجلات دقيقة واستعمال التركيبات المعتمدة فقط للحد من سوء الاستعمال وضمان سلامة المرضى. 

لا يمكنكِ تناول أدوية الإجهاض من تلقاء نفسك، لما لها من أضرار جسدية ونفسية، ولهذا يجب وصفها من قبل الطبيب المختص، وذلك تبعًا لحالتك الصحية، وعمر الجنين، وهل بالفعل صحتك لا تسمح بإكمال الحمل، وهل هناك مخاطر على الجنين في المستقبل إذا اكتمل الحمل؟، كل هذه الاعتبارات لا يمكن تحديدها إلا بعد الفحص السريري، وإجراء كافة الفحوصات الطبية التي تساهم في معرفة ذلك.

المراجع 

اذهب إلى الأعلى