الإجهاض الفائت أو الصامت: 5 علامات خفية لا تُخبركِ بها التقلصات

يمكن أن تكون تجربة الإجهاض تجربة قاسية ومؤثرة بعمق، غالبًا ما يُخبركِ جسمكِ بما يجري، مُشيرًا إلى وجود خللٍ ما في مسار الحمل، وللأسف، قد يحدث الإجهاض دون أن تدركي ذلك.

تُضيف حالات الإجهاض غير المُكتشفة، أو “المُفقودة”، مزيدًا من القلق والهموم أثناء الحمل، مُثقلةً كاهلكِ بأعباء إضافية في ظرفٍ صعبٍ بالفعل، تعرفي على مفهوم الإجهاض الفائت، وكيفية التأكد مما إذا كنت قد تعرضت له، وأين يمكنكِ إيجاد الدعم اللازم، والاهتمام بنفسكِ بعد التعرض له.

ما هو الإجهاض الفائت؟

يحدث ذلك النوع من الإجهاض عندما يتوقف نمو الجنين في بداية الحمل دون ظهور أي من العلامات المعتادة لوجود مشكلة، مثل النزيف أو التقلصات. وللأسف، غالبًا ما يُكتشف فقط أثناء الفحص الروتيني في الأسابيع الأولى من الحمل، ويُطلق عليه أحيانًا اسم “الإجهاض الصامت” أو “الإجهاض المتأخر” نظرًا لغياب أعراضه.

يُعد فقدان أي حمل أمرًا مُدمرًا، لكن الإجهاض الفائت قد يكون صدمةً كبيرةً لأنك قد لا تعلمين بوجود أي مشكلة، فبعد الحمل، تُزرع البويضة المخصبة في الرحم، لكن قد يتوقف نمو الجنين دون أن يخرج جسمكِ أي أنسجة حمل، أو تشعرين بألم أو نزيف، وهذا يعني أنكِ لن تدركي فورًا حدوث أي شيء.

أسباب الإجهاض الفائت: أهم 8 أسباب محتملة

الأسباب المحددة وراء عدم وقوع الإجهاض قد تظل غامضة في بعض الأحيان، إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي قد تلعب دورًا مهمًا في هذه الظاهرة:

  1. تشوهات الكروموسومات: تُعتبر العديد من حالات الاجهاض الفائت نتيجة لمشاكل كروموسومية، التي قد تعيق النمو الطبيعي، وتؤدي إلى إجهاض غير متوقع.
  2. الحمل اللاجنيني (البويضة الملقحة): يحدث عندما تُزرع البويضة الملقحة في الرحم دون أن تتطور إلى جنين، وقد يتشكل كيس الحمل لكنه يبقى فارغًا.
  3. مشاكل صحة الأم: يمكن أن تؤدي حالات، مثل السكري غير المنضبط، واضطرابات الغدة الدرقية، وأمراض المناعة الذاتية، واختلال التوازن الهرموني إلى زيادة خطر حدوث الإجهاض.
  4. تشوهات الرحم: يمكن أن تؤثر المشكلات الهيكلية في الرحم، مثل الأورام الليفية أو العيوب الخلقية، على نمو الجنين الطبيعي وقد تؤدي إلى الإجهاض.
  5. مشاكل المشيمة: تؤثر التشوهات في نمو المشيمة على توفير العناصر الغذائية، والأكسجين للجنين، مما يزيد من خطر وفاته.
  6. العدوى: بعض أنواع العدوى قد تؤثر سلبًا على إمكانية استمرار الحمل، وتؤدي إلى الاجهاض الفائت.
  7. عوامل نمط الحياة: يرتبط التدخين، والإفراط في تناول الكحول، وتعاطي المخدرات، والتعرض للسموم البيئية بارتفاع خطر الإجهاض.
  8. العمر: تزداد احتمالية حدوث الإجهاض مع تقدم عمر الأم، خصوصًا بعد 35 عامًا، بسبب زيادة احتمال حدوث تشوهات كروموسومية في البويضات.

علامات الإجهاض الفائت: أبرز 5 أعراض

قد يكون من الصعب اكتشاف الإجهاض الفائت، حيث إنه يحدث غالبًا دون ظهور الأعراض المعروفة للإجهاض. 

في العديد من الحالات، قد تستمر علامات الحمل لدى النساء، لأن الجسم لم يتعرف بعد على فقدان الجنين، هذه الحالة التي تفتقر إلى الأعراض الواضحة تجعل من الصعب اكتشاف الإجهاض الفائت دون استشارة طبية. 

بينما لا تظهر على العديد من الحالات أي أعراض، وإذا ظهرت، فإليكِ بعض النقاط التي يمكنكِ الانتباه إليها:

  1. التقلصات وآلام البطن: قد تعاني بعض النساء من تقلصات تتراوح بين الخفيفة والشديدة في البطن، مما قد يدل على حدوث مضاعفات خلال فترة الحمل.
  2. الإفرازات المهبلية السائلة: قد تلاحظ النساء وجود إفرازات سائلة غير معتادة، والتي قد تختلف في اللون والقوام.
  3. الإفرازات النسيجية أو المتجلطة: خروج أنسجة أو تجلطات من المهبل قد يشير إلى احتمال حدوث إجهاض.
  4. الشعور بالإغماء أو الدوار: يمكن أن تكون هذه الأعراض ناتجة عن التغيرات الهرمونية، أو فقدان الدم المرتبط بالإجهاض.
  5. الانقباضات: قد تشعر بعض النساء بانقباضات مشابهة لتلك التي تحدث أثناء المخاض، مما قد يدل على أن الجسم يحاول التخلص من أنسجة الحمل غير القابلة للحياة.

هل يتكرر الإجهاض المنسي؟

إذا تعرضتِ للإجهاض، فمن الطبيعي أن تشعري بالقلق بشأن إمكانية حدوثه مرة أخرى، في معظم الحالات، تنجح الحملات التالية لدى النساء، لكن ذلك يعتمد على وضعك الشخصي.

إذا كنتِ تشعرين بالقلق في بداية حملكِ المقبل، فقد يوصي طبيبك بإجراء فحص في حوالي الأسبوع الثامن، حيث إن الفحوصات المبكرة جدًا قد تؤدي إلى نتائج غير مؤكدة.

من المؤكد أنكِ ستبحثين عن إجابات بعد فقدانك للحمل. للأسف، الاجهاض الفائت يحدث بشكل شائع، وغالبًا ما تكون أسبابه غير معروفة، لذا من المهم ألا تلومي نفسك.

مضاعفات الإجهاض الفائت

في حالات نادرة، قد تظهر مضاعفات نتيجة للإجهاض، تتمثل تلك المضاعفات في ما يلي:

  • العدوى: يمكن أن يحدث الإجهاض الملوث عندما يتبقى أي نسيج من المشيمة، أو الجنين في رحم المرأة بعد الإجراء، وتظهر أعراض العدوى في ارتفاع درجات الحرارة، والنزيف المهبلي المتواصل، والتقلصات المؤلمة، بالإضافة إلى إفرازات مهبلية تحمل رائحة غير مستحبة، هذه العدوى قد تكون خطيرة، مما يستدعي تدخلاً طبيًا عاجلاً.
  • تتلقى النساء اللواتي يواجهن فقدان الجنين بعد مرور عشرين أسبوعًا من الحمل نوعًا خاصًا من الرعاية الطبية، تُعرف هذه الحالة بالولادة المبكرة أو موت الجنين، وتتطلب اهتمامًا طبيًا فوريًا.
  • الحزن: بعد الإجهاض، قد يغمر الحزن قلب المرأة وشريكها، وهو شعور طبيعي تمامًا، إذا استمر هذا الإحساس أو تفاقم، فمن الضروري التوجه إلى العائلة والأصدقاء، بالإضافة إلى استشارة مقدم الرعاية الصحية. ومع ذلك، بالنسبة لمعظم الأزواج، لا يقلل وجود تاريخ من الإجهاض من احتمالات إنجاب طفل سليم في المستقبل.

أكتر 3 طُرق لتشخيص الاجهاض الفائت شيوعًا

قبل البدء في علاج الإجهاض الصامت، من المهم التوصل إلى تشخيص دقيق، يستخدم الأطباء عدة أساليب للتأكد من حدوث الإجهاض الصامت.

  • الموجات فوق الصوتية

يُعد فحص الموجات فوق الصوتية عبر المهبل الخطوة الأولى في رحلة تشخيص الإجهاض الفائت، فهذه التقنية تمنح الأطباء رؤى عميقة وصورًا دقيقة لداخل الرحم، مما يمكّنهم من التحقق من غياب نبضات قلب الجنين، أو التأكد من نموه السليم، وفي حال عدم وجود نبض، يُحدد عادةً موعد لفحص متابعة بعد حوالي أسبوع للتأكيد على الوضع.

  • فحوصات الدم

يقوم الأطباء أيضًا بإجراء فحوصات الدم لقياس مستويات هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (hCG)، وهو هرمون يُفترض أن يشهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال الحمل، وعندما تكون مستويات هذا الهرمون منخفضة أو متراجعة، قد تشير هذه العلامات إلى حدوث إجهاض، ولزيادة اليقين، تُعاد هذه الفحوصات عادةً بعد مرور 48 ساعة.

  • الفحص السريري

قد يُعتبر فحص الحوض جزءًا أساسيًا من عملية التشخيص، حيث إذا بدأت علامات فتح عنق الرحم، فقد تكون هذه إشارة قرب حدوث إجهاض.

كيفية التعامل وعلاج الإجهاض الفائت

بعد التأكد من تشخيص الإجهاض الصامت، تتوفر مجموعة متنوعة من خيارات العلاج التي تعتمد على الظروف الفردية لكل حالة.

  • إدارة الحمل

يتيح هذا الأسلوب للجسم التخلص من أنسجة الحمل بشكل طبيعي دون الحاجة إلى تدخل طبي، قد يستغرق هذا من 7 إلى 14 يومًا، وأحيانًا لفترة أطول، كما تتم متابعة المريضات عن كثب خلال هذه الفترة، وقد يكنّ بحاجة إلى فحوصات إضافية إذا لم يحدث نزيف ضمن المدة المتوقعة.

  • العلاج الطبي

في بعض الحالات، تُستخدم أدوية مثل الميزوبروستول للمساعدة في انقباض الرحم، وطرد أي أنسجة متبقية، كما تشير الدراسات الحديثة إلى أن الجمع بين الميفيبريستون، والميزوبروستول يعتبر أكثر فعالية مقارنةً باستخدام الميزوبروستول بمفرده، يمكن تناول الدواء في المنزل بعد الجرعة الأولى في مركز الرعاية الصحية.

  • العلاج الجراحي

إذا لم تنجح الطرق الأخرى أو ظهرت مضاعفات، قد يكون من الضروري إجراء تدخل جراحي، يُعتبر توسيع وكحت الرحم (D&C) إجراءً شائعًا، حيث يتم استخدام أداة جراحية لإزالة أنسجة من الرحم، عادةً ما يكون التعافي سريعًا وخاليًا من المشاكل، حيث تتعافى معظم النساء جسديًا في غضون أسابيع.

كيف اهتم بنفسي بعد الإجهاض الفائت؟

قد يكون الشفاء من تجربة الإجهاض الفائت تحديًا، ولكن الاهتمام بنفسك في هذه المرحلة يعد أمرًا في غاية الأهمية. إليكِ بعض النصائح العامة لضمان تعافٍ سلس:

  • الراحة: خصصي وقتًا كافيًا للاسترخاء، فهذا سوف يساهم في تحقيق الشفاء الشامل، سواء من الناحية الجسدية أو العاطفية.
  • الحفاظ على الترطيب والتغذية: تأكدي من شرب كميات وافرة من السوائل، وتناولي وجبات غنية بالمغذيات لدعم جسمك في رحلة التعافي.
  • مراقبة الأعراض: تابعي حالتك الصحية بدقة بعد العلاج، إذا لاحظتِ أي نزيف حاد، أو شعرتِ بألم شديد أو ظهرت لديكِ حمى، فلا تترددي في طلب المساعدة الطبية على الفور.
  • الامتناع عن الإدخال: من الضروري تجنب إدخال أي شيء إلى المهبل، مثل السدادات القطنية أو ممارسة الجماع، لمدة أسبوعين على الأقل بعد العلاج، لتفادي خطر العدوى.
  • الرعاية اللاحقة: احرصي على حضور جميع مواعيد المتابعة مع طبيبك، وكوني مستعدة لمناقشة أي مخاوف، أو أعراض لا تزال تراودك.

الخلاصة

يُعد الإجهاض الفائت، أو الإجهاض الصامت، تجربةً صعبةً، لأن فقدان الحمل يحدث دون أعراض واضحة مثل النزيف أو الألم، مما يجعله صدمة كبيرة، وغالبًا ما يُكتشف خلال الفحوصات الروتينية بالموجات فوق الصوتية التي تكشف عن غياب نبضات قلب الجنين، أو من خلال فحوصات الدم التي تُظهر انخفاضًا في هرمون الحمل.

تتعدد أسباب هذه الحالة، أبرزها التشوهات الكروموسومية، أو المشاكل الهرمونية، بعد التشخيص، تتوفر عدة خيارات للعلاج، منها الانتظار الطبيعي، أو استخدام الأدوية، أو التدخل الجراحي.

يتطلب الشفاء من الإجهاض الفائت رعايةً عاطفيةً وجسديةً، ومن المهم الاهتمام بالراحة والتغذية الجيدة، ومتابعة الحالة مع الطبيب، مع إدراك أن هذه التجربة لا تمنع الحمل الصحي في المستقبل.

المصادر

اذهب إلى الأعلى