التغذية الصحية لمرضى التصلب اللويحي: ماذا تأكل؟ وماذا تتجنب؟
التصلب اللويحي (MS) هو مرض مزمن يؤثر بشكل عميق على الجهاز العصبي المركزي، مما ينتج عنه مجموعة متنوعة من الأعراض المزعجة، مثل التعب المزمن وصعوبات الحركة والتغيرات الإدراكية.
على الرغم من عدم وجود علاج نهائي لهذا المرض، إلا أن التغذية الصحية لمرضى التصلب اللويحي تلعب دورًا أساسيًا في إدارة الأعراض، وتعزيز الصحة العامة، وقد تساعد على إبطاء تقدم المرض، تابع معنا لتعرف ماذا تأكل؟، وماذا تتجنب؟
النظام الغذائي لمرضى التصلب اللويحي
ليس هناك نظام غذائي واحد يناسب جميع مرضى التصلب المتعدد، ومن أجل السيطرة بفعالية على الأعراض، يتعين عليك دمج مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية في نظامك الغذائي المصمم خصيصًا لهذا المرض.
إليك بعض الأطعمة التي تُعد من التغذية الصحية لمرضى التصلب اللويحي، والتي يمكنك تضمينها في نظامك الغذائي:
-
الفواكه والخضروات
تعتبر الفواكه والخضراوات الطازجة عنصرًا أساسيًا في معظم الحميات الغذائية لمرضى التصلب اللويحي، حيث تحتوي على كميات كبيرة من الألياف، التي تساهم في تحسين صحة الأمعاء.
كما أن الفيتامينات الموجودة فيها تلعب دورًا في تقليل نشاط المرض، بالإضافة إلى ذلك، تُعدّ هذه الأطعمة مصادر ممتازة لمضادات الأكسدة، التي تساعد في تقليل الالتهاب في الجسم، وقد تسهم في إبطاء تفاقم الحالة.
-
الحبوب الكاملة
تُعد الحبوب الكاملة، مثل الشوفان والأرز والكينوا، مصدرًا غنيًا بالألياف، بالإضافة إلى ذلك، تحتوي على كربوهيدرات معقدة توفر الطاقة الضرورية لمكافحة التعب.
تشير الدراسات إلى أن الأفراد الذين يتناولون الحبوب الكاملة في نظامهم الغذائي المتعلق بمرض التصلب اللويحي يعانون أعراضًا أقل حدة.
-
البروتينات
تقدم مصادر البروتين المنخفضة الدهون، مثل الدجاج والأسماك والبقوليات ومنتجات الصويا فوائد متعددة في التحكم بأعراض مرض التصلب المتعدد. توفر التغذية الصحية لمرضى التصلب اللويحي التي تحتوي على كميات كافية من البروتين الأحماض الأمينية الأساسية، التي يحتاجها مرضى التصلب المتعدد لصيانة عضلاتهم وإصلاحها.
كما تعد الأسماك مفيدة بشكل خاص لمرضى التصلب المتعدد، نظرًا لاحتوائها على مستويات مرتفعة من أحماض أوميغا 3 الدهنية المضادة للالتهابات، وفيتامين د الذي يعزز صحة العظام. بينما تُعد اللحوم الحمراء مصدرًا جيدًا لفيتامين د أيضًا، يُفضل تناولها بشكل معتدل.
من المهم استشارة مقدم الرعاية الصحية لتحديد الكمية المناسبة من اللحوم الحمراء، التي يجب تضمينها في نظامك الغذائي.
-
الحليب لمرضى التصلب اللويحي
يمكن أن تتضمن التغذية الصحية لمرضى التصلب اللويحي تناول منتجات الألبان، ومع ذلك، تختلف الأبحاث بشأن تأثير هذه المنتجات على المرض.
بعض الدراسات تشير إلى أنها قد تزيد حدة أعراض التصلب المتعدد، بينما تشير دراسات أخرى إلى محتواها العالي من الكالسيوم، وفيتامين د وفوائدها لصحة العظام وتجديد العضلات.
إذا اخترت إدراج منتجات الألبان في نظامك الغذائي، عليك مراقبة أعراضك، والتواصل مع مقدم الرعاية الصحية إذا لاحظت تفاقمًا في حالتك.
-
الدهون الصحية
تعد الدهون الصحية غير المشبعة، مثل الموجودة في الأفوكادو والمكسرات والبذور وزيت الزيتون والأسماك الدهنية، إضافة رائعة لنظامك الغذائي المتعلق بالتصلب المتعدد.
تشير الأبحاث إلى أن هذه الدهون تحتوي على خصائص مضادة للالتهاب، مما يساعد على حماية الأعصاب من الأضرار الإضافية، كما أنها تساهم في تعزيز مستويات الطاقة، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
-
البروبيوتيك
تساهم البروبيوتيك الموجودة في الأطعمة المخمرة، مثل الزبادي والكيمتشي والكفير في زيادة مستويات البكتيريا المفيدة في الأمعاء، وفي الوقت ذاته، تلعب الألياف الحيوية، الموجودة في الكراث والخرشوف والثوم والهليون، دورًا في تغذية هذه البكتيريا.
يمكن أن تسهم فوائد البروبيوتيك في دعم صحة الأمعاء، وتحسين أعراض التصلب اللويحي من خلال تقليل الالتهاب وتعزيز المناعة.
الأطعمة الممنوعة لمرضى التصلب اللويحي
يُفضل تقليل بعض الأطعمة في التغذية الصحية لمرضى التصلب اللويحي لتحسين السيطرة على الأعراض، فقَد تؤدي معظم هذه الفئات الغذائية إلى الالتهابات، لذا فإن تجنبها يسهل التعايش مع مرض التصلب المتعدد.
-
الكربوهيدرات المكررة والسكر
لم يتمكن العلماء بعد من دراسة تأثير النظام الغذائي الغني بالسكر على مرضى التصلب المتعدد، ومع ذلك، يُوصى بتجنب الأطعمة التي تحتوي على السكريات المكررة والكربوهيدرات، مثل الخبز الأبيض والمعكرونة، في نظام غذائي خاص بمرضى التصلب المتعدد.
تشير الأبحاث التي أُجريت على القوارض إلى أن هذه الكربوهيدرات قد تؤدي إلى تفاقم أعراض التصلب المتعدد لدى بعض الأفراد، كما أنها قد تزيد خطر الإصابة بأمراض أخرى؛ مثل أمراض القلب والسكري.
-
الأطعمة فائقة المعالجة
تعتبر الأطعمة فائقة المعالجة من العناصر التي ينبغي أن تُستبعد بشكل قاطع من النظام الغذائي لمرضى التصلب المتعدد، هذه الأطعمة مشبعة بكميات ضخمة من الدهون الضارة والصوديوم والسكر، فضلاً عن إضافات أخرى قد تثير الالتهابات، وتزيد الشعور بالتعب.
وعلاوة على ذلك، تفتقر هذه الأطعمة إلى العناصر الغذائية الحيوية، ومضادات الأكسدة التي يحتاجها الجسم ليظل في حالة صحية جيدة. لذا، يُفضل الابتعاد عن الوجبات الخفيفة المعلبة والوجبات السريعة واللحوم المصنعة قدر الإمكان، بدلاً من ذلك، ينبغي التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، التي تعزز الصحة وتدعم الجسم.
-
الدهون المشبعة والدهون المتحولة
تتطلب التغذية الصحية لمرضى التصلب اللويحي تقليل الدهون المشبعة، والمتحولة إلى أدنى مستوياتها، فقد أظهرت الدراسات أن هذه الدهون الضارة تعمل على زيادة الالتهابات، وتعزز من خطر حدوث الانتكاسات، وتفاقم الإعاقة لدى المصابين بهذا المرض العصبي.
لتحقيق نظام غذائي خالٍ من الدهون المشبعة والدهنية المتحولة، ينبغي الابتعاد عن تناول أنواع معينة من الأطعمة، مثل منتجات الألبان كاملة الدسم، والأطعمة المقلية، واللحوم المعالجة، وزيت النخيل، والسمن، والمخبوزات.
-
الصوديوم
يمكن أن يسهم التناول المفرط للصوديوم (الملح) في زيادة ضغط الدم، مما يفتح الباب لأمراض القلب، كارتفاع ضغط الدم أو قصور القلب، يتعين على المصابين بالتصلب اللويحي أن يتجنبوا هذا العنصر الغذائي بشكل خاص، حيث إنهم في مقدمة من يتعرضون لمخاطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي، فضلاً عن كونهم أكثر عرضة للإرهاق وضعف العضلات.
-
الكحوليات
بينما قد يكون استهلاك الكحول بشكل معتدل آمنًا لبعض الأفراد، فإن الإفراط فيه يمكن أن يترك آثارًا سلبية جسيمة على الجسم، ويؤدي إلى تفاقم أعراض التصلب المتعدد مثل:
- الشعور بالتعب.
- الاكتئاب.
- مشكلات في المثانة.
- صعوبات في التنسيق.
- ضعف في الإدراك.
كما أن تفاعل الكحول مع النظام الغذائي لمرضى التصلب المتعدد يمكن أن يؤثر سلبًا على فعالية بعض الأدوية. لذلك، يُستحسن استشارة أخصائي رعاية صحية حول تناول الكحول إذا كنت تتبع علاجًا للتصلب المتعدد.
المكملات الغذائية لمرضى التصلب اللويحي
في التغذية الصحية لمرضى التصلب اللويحي؛ تشير الدراسات إلى أن بعض الفيتامينات لها تأثير كبير في تقليل أعراض التصلب اللويحي، لا سيما فيما يتعلق بتأثيراتها على الجهاز العصبي والجهاز المناعي.
فيتامين د
- يُعد فيتامين (د) ضروريًا للحفاظ على توازن الكالسيوم، وله دور رئيسي في تنظيم المناعة.
- كما يُعد نقص هذا الفيتامين من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالتصلب اللويحي، وقد يؤثر سلبًا على تقدم المرض ونشاطه.
- أظهرت بعض الأبحاث أن المستويات المناسبة من فيتامين (د) قد توفر حماية عصبية طويلة الأمد، كما أن تناول مكملات فيتامين (د) مبكرًا يمكن أن يساعد على الحفاظ على الوظيفة الإدراكية، وسلامة الجهاز العصبي المركزي.
- ومع ذلك، توجد نتائج متباينة حول تأثير هذه المكملات على شدة الإعاقة، وقد تؤدي الجرعات العالية جدًا إلى ظهور أعراض مشابهة لتفاقم المرض وتسبب مضاعفات. لذلك، ينبغي أن يتم تناول مكملات فيتامين (د) تحت إشراف طبي دقيق.
فيتامين B12 والتصلب اللويحي
- يعتبر فيتامين (ب12) عنصرًا حيويًا لا غنى عنه في قائمة التغذية الصحية لمرضى التصلب اللويحي، حيث إنه يدعم وظائف الجهاز العصبي المركزي، ويُشكيل غلاف الميالين.
- إن نقص هذا الفيتامين يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات الهوموسيستين، وهو مركب قد يتسبب في إلحاق الضرر بغلاف الميالين، وقد أظهرت الأبحاث أن مرضى التصلب اللويحي يميلون بشكل متكرر إلى وجود مستويات مرتفعة من الهوموسيستين.
- كما كشفت بعض الدراسات أن تناول مكملات فيتامين (ب12)، وحمض الفوليك يمكن أن يسهم في خفض مستويات الهوموسيستين في الدم، مما قد ينعكس بشكل إيجابي على مسار العلاج، ويعزز من جودة الحياة.
فيتامينات ب الأخرى
- فيتامين ب1 (الثيامين): قد يؤدي نقصه إلى ظهور أعراض عصبية مثل الاكتئاب، وهو أمر شائع بين مرضى التصلب اللويحي.
- فيتامين ب7 (البيوتين): يُعتقد أن الجرعات العالية منه قد تسهم في إصلاح غلاف الميالين، وزيادة إنتاج الطاقة في الأعصاب، على الرغم من أن بعض الدراسات أظهرت تحسنًا في حالة المرضى، إلا أن النتائج كانت متناقضة وغير حاسمة، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن الجرعات العالية قد تؤدي إلى زيادة نشاط المرض.
- فيتامين ب2 (الريبوفلافين): يلعب دورًا أساسيًا في تكوين الميالين، وتظهر بعض الدراسات أنه قد يكون له تأثير إيجابي في تقليل الأضرار الناتجة عن المرض، لكن من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث على البشر لتأكيد ذلك.
أحماض أوميغا 3 الدهنية
- تعتبر أحماض أوميغا 3 الدهنية ضمن التغذية الصحية لمرضى التصلب اللويحي، وذلك بفضل قدرتها الفائقة على مقاومة الالتهابات.
- يساهم التصلب اللويحي في تنشيط استجابة التهابية داخل الجسم، وتساعد أوميغا 3 في تقليل هذا الالتهاب، مما قد يساهم في الحد من تلف الأعصاب.
- تظهر بعض الأبحاث أن تناول مكملات أوميغا 3، أو إضافة الأطعمة الغنية بها مثل الأسماك الدهنية (مثل السلمون والسردين) وبذور الكتان والجوز إلى النظام الغذائي يمكن أن يساهم في تحسين الأعراض، وتقليل نسبة الانتكاسات.
ومن الجدير بالذكر؛ من الضروري دائمًا استشارة الطبيب قبل البدء في تناول أي مكملات غذائية، وخصوصًا عند استخدام جرعات مرتفعة.
نصائح لمرضى التصلب اللويحي
تنصح مختبرات دلتا الطبية باتباع هذه الإرشادات الفعّالة، للاستمتاع بتجربة التغذية الصحية لمرضى التصلب اللويحي:
-
- إجراء الفحوصات الدورية اللازمة.
- الترطيب: من الضروري الحفاظ على رطوبة الجسم لصحة جيدة، ويمكن أن يسهم في التخفيف من بعض أعراض التصلب المتعدد، مثل مشكلات المثانة والإمساك.
- الوجبات المتوازنة: احرص على تحقيق توازن بين البروتينات، والدهون الصحية والكربوهيدرات الغنية بالألياف في كل وجبة، مما يسهم في الحفاظ على مستويات الطاقة، ودعم الصحة العامة.
- اتباع جدول أكل منتظم: يعمل على الحفاظ على مستويات الطاقة، والتقليل من التعب من خلال تجنب تقلبات مستويات السكر في الدم.
- الطهي في المنزل: يتيح لك إعداد وجباتك بنفسك التحكم في المكونات، مما يضمن نظامًا غذائيًا غنيًا بالعناصر الغذائية.
- تحضير الطعام على دفعات: يمكنك إعداد كميات كبيرة من الوجبات لتناولها على مدى عدة أيام، أو تجميدها لاستخدامها لاحقًا، مما يوفر عليك الوقت، ويسهّل الوصول إلى خيارات صحية.
- اختيار وجبات خفيفة صحية: احرص على تناول وجبات خفيفة غنية بالعناصر الغذائية مثل الفواكه، المكسرات، البذور، والزبادي للحفاظ على طاقة جسمك طوال اليوم.
الخلاصة
على الرغم من أن النظام الغذائي بمفرده لا يكفي لعلاج التصلب اللويحي، إلا أن اتخاذ قرارات غذائية سليمة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على نوعية حياتك، ويساعد في التحكم في الأعراض.
يجب التركيز على اتباع التغذية الصحية لمرضى التصلب اللويحي، الغنية بالعناصر الغذائية، ومضادات الالتهابات، بالإضافة إلى الحفاظ على ترطيب الجسم.
كما يُنصح بالتعاون مع مقدم الرعاية الصحية لوضع خطة غذائية تناسب احتياجاتك الخاصة.