الكارنيفور دايت: فوائده وأضراره وأهم النصائح للمبتدائين
هل سمعت من قبل عن الكارنيفور دايت؟ فهو أحد أنواع الحميات الغذائية التي أنتشرت حول العالم حديثًا، وحازت على إعجاب البعض، وذلك على الرغم من أنها من الأنظمة المُقيدة في نظام الطعام؛ مما أثار تساؤلات الكثيرين.
فبالرغم من كونه نظام غذائي أقبل عليه البعض، إلا أن فلسفته تُعد غير مألوفة، حيث تعتمد على مبدأ الإلغاء بدلًا من التنويع بين الأطعمة، مما يجعل من المهم التعرف على ماهيته، لذا؛ حرصت مختبرات دلتا الطبية في هذا المقال، على تقديم دليل شامل لكل ما تحتاج إلى معرفته عن هذا الدايت.
ما هو نظام الكارنيفور دايت؟
هو نظام غذائي حاد يُعرف باسم: (حمية اللحوم)، ويهدف إلى الاعتماد الكلي على تناول البروتينات الحيوانية، والامتناع عن تناول الأطعمة الأخري بمختلف أنواعها؛ مما أثار حالة من الجدل بين خبراء التغذية، ما بين مؤيد يرى فيه فوائد صحية محتملة، ومعارض يحذر من تأثيراته الجانبية على المدى الطويل.
ويتجاهل الكارنيفور دايت القواعد الأساسية للنظام الغذائي المُتكامل؛ إذ يُقصي تمامًا مصادر الألياف، والفيتامينات، والمغذيات النباتية، التي تلعب دورًا لا غنى عنه في دعم وظائف الجسم، وتعزيز المناعة، مما يطرح تساؤلات عديدة حول توازن هذا النظام وسلامته على المدى البعيد.
الفكرة الأساسية لنظام الكارنيفور دايت
تعتمد الفكرة الأساسية لنظام الكارنيفور على التركيز بشكل رئيسي على تناول البروتينات الحيوانية فقط، وذلك لتحقيق الفوائد التالية:
-
- فقدان الوزن: يعتمد الجسم عادةً على الكربوهيدرات كمصدر رئيسي للطاقة، ولكن عند الامتناع عنها كما هو الحال في الكارنيفور دايت، يبدأ الجسم في استخدام الدهون كمصدر بديل للطاقة، من خلال عملية تُعرف باسم “الكيتوزية”، ويُساهم هذا التحول في تعزيز معدل الحرق، وبالتالي المساعدة على إنقاص الوزن.
- تنظيم مستويات السكر في الدم: نظرًا لخلو هذا النظام من الكربوهيدرات والسكريات، فإنه يُساهم في استقرار مستويات الجلوكوز في الدم؛ كما يُقلل من فرص حدوث الارتفاعات المفاجئة، التي قد تلي تناول الوجبات الغنية بالكربوهيدرات.
- الوقاية من الأمراض المزمنة: أظهرت بعض الدراسات وجود علاقة بين الأنظمة الغذائية الغنية بالكربوهيدرات، وخاصةً السكريات، وزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل: (السكري، وأمراض القلب)، لذا؛ قد يُساهم تقليل الكربوهيدرات إلى الحد الأدنى، في تقليل عوامل الخطر المرتبطة بهذه الحالات.
- تحسين الحالة النفسية: تشير بعض الأبحاث إلى وجود ارتباط بين استهلاك اللحوم وتحسن الحالة المزاجية، بما في ذلك انخفاض معدلات الاكتئاب والقلق؛ مما يجعلهم يتمتعون بصفاء ذهني، وتحسن في التركيز العام.
- بناء العضلات: يُساعد البروتين الحيواني بمختلف أنواعه، على زيادة الكتلة العضلية للجسم، وبناء العضلات، لذا يُنصح به لدى الرياضيين.
أضرار الكارنيفور دايت
على الرغم من أن نظام الكارنيفور دايت قد يُحقق بعض الفوائد الصحية لدى فئات معينة، إلا أن الاعتماد الكامل على اللحوم قد يترتب عليه عدد من الأضرار الصحية، التي يُمكن أن تُهدد الحياة، ومن أبرزها:
- أمراض القلب: يُعد هذا النظام غنيًا بالدهون المُشبعة، والتي قد تؤدي إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار (LDL) في الدم؛ مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، لذلك، أوصت جمعية القلب الأمريكية بالتقليل من تناول اللحوم الحمراء للحفاظ على صحة القلب.
- زيادة خطر الإصابة بالسرطان: أشارت العديد من الدراسات إلى وجود علاقة بين الإفراط في تناول اللحوم الحمراء، وارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، إلى جانب أنواع أخرى من السرطان.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي: تستغرق اللحوم وقتًا أطول للهضم؛ مما يؤدي إلى بطء في حركة الأمعاء، والتي ينتج عنها الإمساك، كما أنا غياب الألياف تمامًا من النظام الغذائي؛ يُضعف من صحة الجهاز الهضمي على المدى الطويل.
- تشنجات العضلات والضعف العام: الافتقار إلى العناصر الغذائية الأساسية، مثل: (البوتاسيوم، والمغنيسيوم) في هذا النظام قد يُخل بتوازن الأملاح في الجسم؛ مما يؤدي إلى تشنجات عضلية، بالإضافة إلى الشعور بالتعب والدوخة والضعف.
- التأثير على صحة الكلى: الإفراط في تناول البروتين الحيواني قد يُشكل عبئًا إضافيًا على الكلى، خاصةً لدى من يعانون من مشاكل في وظائفها، كما أن ارتفاع نسبة البروتين قد يزيد من احتمالية تكوّن حصوات الكلى مع مرور الوقت.
- الإصابة بالنقرس: تحتوي اللحوم مصدرًا غنيًا بالبيورينات، وهي أحدى المُركبات الكيميائية، التي تتحول في الجسم إلى حمض اليوريك، وعند ارتفاع مستويات هذا الحمض، قد يتراكم في المفاصل مُسببًا مرض النقرس، وهو نوع مؤلم من التهابات المفاصل؛ وعادةً ما يتسبب في ظهوره النظام الغذائي الغني بالبروتين الحيواني.
الأطعمة المسموحة للكارنيفور دايت الأطعمة
كما ذكرنا من قبل، أن الكارنيفور دايت يعتمد على مجموعة محددة من الأطعمة ذات الأصل الحيواني، حيث يُمنع تناول أي مكون غذائي نباتي بشكل كامل.
ومن أجل تحقيق الاستفادة المرغوبة من اتباعه، لابد من التعرّف على الأطعمة المسموح بها ضمن هذا النظام، لضمان الالتزام به بطريقة صحية وآمنة، وتفادي النقص الغذائي الذي قد يترتب على اتباعه لفترات طويلة:
- اللحوم الحمراء: مثل: (لحم البقر ولحم الضأن)، مع التركيز على القطع الغنية بالدهون للحصول على الطاقة، والسعرات الحرارية اللازمة.
- أحشاء الحيوانات: مثل: (الكبد، والطحال، والقلب)، وغيرها من الأعضاء الداخلية الغنية بالعناصر الغذائية.
- الدواجن: كالدجاج، والديك الرومي، والأنواع الأخرى من الطيور.
- الأسماك والمأكولات البحرية: مثل: (السلمون، والسردين، والتونة، والماكريل، والبلطي، بالإضافة إلى السلطعون، والقريدس، والمحار).
- منتجات حيوانية أخرى: مثل: (البيض، ونخاع العظم، ومرق العظام الطبيعي).
- كميات محدودة من منتجات الألبان قليلة اللاكتوز: مثل: (الزبدة، وبعض أنواع الأجبان الصلبة).
- السوائل المسموحة: يقتصر النظام عادةً على شرب الماء فقط، مع إمكانية تناول المرق أو المشروبات الخالية من الكربوهيدرات.
الأطعمة الممنوعة في نظام الكارنيفور دايت
يُمنع في الكارنيفور دايت تناول أي نوع من الأطعمة النباتية، أو المنتجات التي تحتوي على سكريات أو كربوهيدرات، وتشمل قائمة الأطعمة الممنوعة ما يلي:
- الخضروات: مثل: (البروكلي، القرنبيط، البطاطا، الفاصولياء الخضراء، الفلفل الحلو، وغيرها).
- الفواكه: مثل: (التفاح، التوت، الموز، الكيوي، البرتقال، وجميع أنواع الفواكه الأخرى).
- الحبوب ومنتجاتها: مثل: (الأرز، القمح، الخبز، الكينوا، المعكرونة، وغيرها من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات).
- السكر والمحليات: بما في ذلك سكر المائدة، شراب القيقب، والمحليات الصناعية أو الطبيعية.
- منتجات الألبان عالية اللاكتوز: كـ(الحليب، اللبن، والجبن الطري)، نظرًا لاحتوائها على نسب مرتفعة من السكر الطبيعي (اللاكتوز).
- البقوليات: مثل: (الفول، العدس، الحمص، اللوبيا، وغيرها).
- المكسرات والبذور: مثل: (اللوز، البندق، بذور اليقطين، بذور عباد الشمس، الفستق، وغيرها).
- المشروبات: يُستبعد أي مشروب غير الماء، مثل: (المشروبات الغازية، القهوة، الشاي، العصائر، وغيرها).
نصائح مُهمة قبل اتباع الكارنيفور دايت
تُقدم مختبرات دلتا الطبية فيما يلي، قائمة بأهم النصائح التي يجب الالتزام بها، لتحقيق أقصى استفادة مُمكنة، بالإضافة إلى تجنب أي مُضاعفات جانبية:
- استشارة الطبيب أو أخصائي تغذية: يُوصى دائمًا بمراجعة مختص قبل اعتماد هذا النظام، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة مثل: (السكري، ارتفاع ضغط الدم، أو مشاكل الكلى).
- إجراء الفحوصات اللازمة: يُفضل إجراء تحاليل شاملة قبل بدء الحمية، مثل: (فحص الكوليسترول، وظائف الكبد والكلى، ومؤشرات الالتهاب)، لمراقبة التغيرات الصحية لاحقًا.
- البدء بشكل تدريجي: بدلاً من التحول المفاجئ، يمكن تقليل الكربوهيدرات والنشويات تدريجيًا ليتأقلم الجسم بشكل أفضل مع التغيير.
- الاهتمام بالترطيب: شُرب كميات كافية من الماء أمر ضروري، نظرًا لأن الحمية قد تُسبب فقدانًا سريعًا للسوائل في بدايتها.
- متابعة الأعراض الجسدية: يجب الانتباه لأي أعراض غير معتادة مثل: (الإرهاق المستمر، الإمساك، أو تغيرات المزاج، ومراجعة الطبيب عند الحاجة).
- تحديد مدة التجربة: لا يُنصح باتباع الكارنيفور دايت لفترات طويلة دون إشراف طبي، ويُفضل اعتباره نظامًا قصير المدى لتقييم مدى ملاءمته للجسم.
أسئلة شائعة عن الكارنيفور دايت
رغم الانتشار الواسع لنظام الكارنيفور دايت، إلا أنه لا يزال هناك العديد من التساؤلات، التي تدور في أذهان من يفكرون في اتباعه أو بدأوا بالفعل بتجربته، لذا حرصت مُختبرات دلتا الطبية في جمع أبرز هذه التساؤلات، والإجابة عنها فيما يلي من قبل فريقنا الطبي المُختص:
ما الفرق بين الكيتو والكارنيفور؟
على الرغم من أن نظام الكيتو والكارنيفور يتشابهان في تقليل الكربوهيدرات، والاعتماد على الدهون كمصدر أساسي للطاقة، إلا أن هناك فروقات جوهرية بينهما:
- نظام الكيتو (Keto Diet): يُركز على تناول الدهون الصحية بنسبة عالية، مع كمية معتدلة من البروتين، ونسبة مُنخفضة جدًا من الكربوهيدرات (لا تتجاوز 5–10%)، ويُسمح فيه بتناول بعض الخضروات غير النشوية، المكسرات، ومنتجات الألبان؛ مما يجعله أكثر تنوعًا.
- نظام الكارنيفور (Carnivore Diet): يعتمد بشكل كامل على الأطعمة الحيوانية فقط، مثل: (اللحوم، الأسماك، البيض، وبعض منتجات الألبان قليلة اللاكتوز)، ويستبعد تمامًا أي مصدر نباتي أو كربوهيدراتي، بما في ذلك الخضروات والفواكه.
هل نظام الكارنيفور يؤثر على الكلى؟
(نعم)، يُمكن أن يتسبب في مُضاعفات حادة على الكلى، نظرًا لتركيزه الأساسي على البروتينات الحيوانية؛ مما يتسبب في زيادة العبء على الكلى في عملية التخلص من نواتج التمثيل الغذائي للبروتين، مثل: (حمض اليوريك، واليوريا).
وقد يُسهم ارتفاع استهلاك البروتين في زيادة خطر تكوّن (حصوات الكلى أو تراجع كفاءة الترشيح الكلوي)، لذلك يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب، وإجراء تقييم لوظائف الكلى، قبل البدء بهذا النوع من الأنظمة الغذائية.
هل العسل مسموح في الكارنيفور دايت؟
لا يُسمح بتناول العسل بأي شكل من أشكاله سواء عن طريق تناوله خام، أو إدخاله في الطعام، حيث أن النظام يوصي بالاعتماد على البروتينات الحيوانية فقط.
هل نظام الكارنيفور أمن على الجميع؟
لا يُعد الكارنيفور نظامًا غذائيًا أمنًا على الجميع، حيث أنه لا يُنصح به إلا تحت إشراف أخصائي التغذية، وعادةً ما يُمنع اتباعه لدى الفئات التالية:
- الحوامل.
- مرضى القلب والكلى والكبد.
- مرضى النقرس.
في الختام، لابد من أن نُشير إلى أن نظام الكارنيفور قد يُناسب بعض الأشخاص لفترة قصيرة، إلا أن الاعتماد الكامل على اللحوم، وغياب العناصر النباتية يضع الجسم تحت ضغط كبير، خاصةً على المدى الطويل؛ لذا لابد من المُتابعة مع أخصائي التغذية بشكل منتظم، لتفادي أي مخاطر غذائية أو صحية مُحتملة.
المصادر