تصوير الثدي الماموجرام: كل ما يجب معرفته قبل إجراء الفحص
يُثير تصوير الثدي الماموجرام الكثير من التساؤلات والمخاوف لدى النساء، حيث تعتقد الكثيرات أنه دلالة على إصابتها بسرطان الثدي، ولكن في حقيقة الأمر، أن دوره لا يتوقف عند اكتشاف الأورام السرطانية فقط، بل يتجاوزه بكثير.
وفي هذا المقال سوف نُقدم لكِ دليل شامل، لكافة المعلومات المتعلقة بأشعة الماموجرام، ودواعي إجراؤه ودلالتها الطبية وغيرها من معلومات هامة، تُساعدك على الاطمئنان واتخاذ الإجراءات اللازمة.
ما هو سرطان الثدي؟
قبل أن نتعرف على تصوير الثدي الماموجرام، لابد أولاً من أن نتعرف على ماهية سرطان الثدي، نظرًا لوجود علاقة وثيقة بينه وبين هذا الفحص الطبي.
ويُعرف سرطان الثدي، بأنه أحد أنواع السرطان شيوعًا بين النساء، وهو مشكلة صحية تحدث نتيجة نمو غير طبيعي في خلايا الثدي، قد يكون خبيثٍ أو حميدٍ، وهو ما يتطلب الكشف المبكر عنه بواسطة الفحوصات الطبية المختلفة مثل: تصوير الثدي الماموجرام.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن سرطان الثدي خلال عام 2022 بلغت نسبة الإصابة العالمية به 2.3 مليون أمراة، وتسبب في وفاة نحو 670 ألف أمراة، مُشيرة إلى إمكانية الإصابة بدون وجود أي عوامل تُساعد على نموه.
وينقسم سرطان الثدي إلى عدة أنواع حسب مكان النمو، وفيما يلي نتعرف على أشهرها:
-
- النوع الأول لسرطان الثدي: يُعرف باسم “سرطان القنوات الغازية (المتسلسل)”، ويبدأ في النمو داخل قنوات الحليب ومن ثم ينتشر في أنسجة الثدي المجاورة، وهو النوع الأشهر في الولايات المتحدة.
- النوع الثاني لسرطان الثدي الفصيصي: يبدأ في الغدد المنتجة للحليب (الفصيصات)، ثم ينتشر في أنسجة الثدي الآخري.
- النوع الثالث لسرطان الثدي: هو سرطان القنوات الموضعي DCIS، حيث يبدأ في قنوات الحليب ولكنه لا ينتشر خارجها.
ما هو تصوير الثدي الماموجرام؟
يرتبط تصوير الثدي الماموجرام في أذهان النساء بسرطان الثدي، ولكنه على الرغم من ارتباطًا طبيًا به، إلا أنه يُعد من الفحوصات الطبية التي تستخدم الاشعة السينية للكشف المبكر عن أي تغير في خلايا الثدي، وتشخيصها؛ مما يساعد في التمييز بين الأورام الخبيثة و الحميدة.
وتعتقد الكثير من النساء أن مصطلح سرطان الثدي يعني وجود ورم خبيث، ولكن الأمر ليس كذلك، فعلى الرغم من ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الثدي الخبيث، إلا أن هُناك فئة كبيرة تُعاني من النوع الحميد، فلا داعي للقلق إلا بعد إجراء أشعة الماموجرام والتعرف على النتيجة.
ما الفرق بين سونار الثدي والماموجرام؟
يتسبب تعدد الفحوصات التصويرية المستخدمة في تشخيص سرطان الثدي، في إثارة التساؤلات والبحث عن أوجه الفرق والدلالة الطبية لكل فحص، وهذا ما سوف نوضحه فيما يلي:
سونار الثدي
- التعريف: هو إجراء طبي تصويري يُعرف باسم “الموجات الصوتية على الثدي”، ويقوم بالكشف عن الأماكن الخفية في الثدي، التي لم يكشفها عنها الماموجرام، مثل تحديد طبيعة الكتلة وحجمها وموقعها.
- المميزات: عادةً ما يُستخدم في حالات سرطان الثدي الحميد، ويوصى به لدى النساء التي تكون كثافة الثدي لديها عالية.
- الخطورة: لا توجد أي خطورة نظرًا لعدم امتلاكه اشعاع قد يؤثر على المريضة.
الماموجرام
- التعريف: يستخدم الأشعة السينية لتصوير الثدي، والتي تُعطي صورة ثنائية أو ثلاثية الأبعاد، لبنية الثدي.
- أهميته: يُستخدم في الكشف المُبكر عن سرطان الثدي، وخاصةً الخبيث، حيث يُساعد في الكشف عن الكتل الصغير والتكلسات (تراسبات الكالسيوم في الثدي) والتي تُعد من علامات الإصابة.
- الخطورة: آمن لا ولا توجد خطورة إلا على المرضعات والحوامل، حيث يتم وضع ساتر على على البطن أثناء الحمل، لمنع انتقال الأشعة السينية للجنين.
وبعد أن تعرفنا على الفرق بينهم، قد تتساءل: أيهما أدق؟ وفي الحقيقة أن تصوير الثدي الماموجرام، يُعد أدق ويستخدم عادةً في الكشف المُبكر عن السرطان، كما يعتبر من الفحوصات الروتينية للاطمئنان على صحة الثدي.
هل الماموجرام يسبب سرطان الثدي؟
يُعد هذا السؤال من الأسئلة الشائعة التي يبحث عنها كثير من النساء، والجواب هو أن الإفراط في التعرض للأشعة السينية قد يرفع خطر الإصابة بالسرطان، اما بالنسبة لسرطان الثدي فإن المرأة تتعرض لجرعات منخفضة جدا منه؛ مما يعني أنه من الصعب أن يسبب السرطان
متى يُجرى تصوير الثدي الماموجرام؟
كما ذكرنا من قبل أن سرطان الثدي من الأنواع الأكثر شيوعًا، تُهديدًا لصحة الكثير من النساء؛ مما يجعل من الضروري القيام بأشعة الماموجرام، بشكل دوري في مراحل معينة من العمر، بهدف الكشف المُبكر عن اي تغيرات في الثدي.
ولا يقتصر الأمر على الفئة العمرية، بل تلعب عدة عوامل دورًا في زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، وهو ما يستدعي الفحص المُبكر، وفيما يلي سوف نتعرف بشكل تفصيلي على دواعي إجراء أشعة الماموجرام:
- العمر: يوصى بالقيام بـفحص الثدي (الماموجرام) لدى النساء في سن 55 عامًا أو أكثر؛ لأنهم أكثر عرضة للإصابة.
- التاريخ العائلي: إذا كان أحد والديكِ أو أشقاؤكِ قد تعرضوا للإصابة بسرطان الثدي، فهذا يزيد من خطر الإصابة.
- العوامل الوراثية: تحدث حالات سرطان الثدي نتيجة ما يقرب من 15% عن طفرات جينية، خاصةً الطفرات في جيني BRCA1 وBRCA2.
- التدخين وشرب الكحول: يُعزز من احتمالية الإصابة بجميع أنواع السرطان وليس الثدي فقط، مما يتطلب ضرورة القيام بتصوير الثدي الماموجرام.
- السمنة: إذا كنتِ من النساء التي تُعاني من السمنة، فيجب القيام بإجراء أشعة الماموجرام أو الموجات الصوتية، للكشف المُبكر عن أي تغيرات في بنية الثدي.
- التعرض للإشعاع: إذا كنتِ قد تلقيتي علاجًا إشعاعيًا سابقًا، خاصةً الرأس أو الرقبة أو الصدر، ولديهم خطر أكبر للإصابة.
- العلاج بالهرمونات البديلة (HRT): النساء اللواتي يخضعن للعلاج بالهرمونات البديلة، هن أكثر خطورة للإصابة بسرطان الثدي.
إذا كنتِ من الفئات السابقة، فأحرصي على الكشف الدوري على الثدي، حيث أن التعرف على أي تغير في بنية الثدي، يُعد مفتاحك للوقاية من المخاطر المترتبة عليه، ويمنحك فرصة أكبر للشفاء.
أعراض سرطان الثدي
يسود اعتقاد خاطئ عند النساء، بأن ظهور أي تغير في الثدي، او ملاحظة كتلة غير طبيعية فيه، يُعد دلالة على الإصابة بسرطان الثدي الخبيث، وهو الأمر الذي يؤكد أهمية التعرف على ماهية السرطان الخبيثة والحميدة وأعراض كلًا منهما فيما يلي:
سرطان الثدي الحميد
تُعاني نحو 50% من سرطان الثدي الحميد، وهو عبارة عن نمو غير طبيعي في ثدي واحد أو كليهما، ويبدأ هذا النمو في إحدي فصيصات الحليب، ومع مرور الوقت تمتد لقنوات الحليب ويزداد حجمها، لتُشكل ورم يُمكن الشعور به ولمسه.
وتلعب عدة أسباب دورًا في الإصابة بسرطان الثدي الحميد مثل:
-
- التغيرات الهرمونية: تشهد المرأة مجموعة من التغيرات على مدار حياتهن، مثل: (الحمل، وأثناء الدورة الشهرية، وسن اليأس).
- الإصابة بعدوى في الثدي.
- تغيرات ليفية في أنسجة الثدي.
- تناول بعض الأدوية الهرمونية مثل: (حبوب منع الحمل).
سرطان الثدي الخبيث
هو تغير سريع وغير طبيعي في أنسجة الثدي، وعادةً ما يتجاوز الثدي ويُصيب مناطق أخرى من الجسم، وحتى الآن لم يتمكن العلماء من الكشف عن أسباب حدوثه، ولكن يعتقد أنها نتيجة الطفرات الجينية أو أنماط الحياة التي تزيد من خطورة الإصابة به.
ويبقى السؤال الأهم: ما هو الفرق بين سرطان الثدي الحميد والخبيث؟ وفيما يلي سوف تُجيب مختبرات دلتا عنه من خلال جدول مقارنة بسيط:
أعراض سرطان الثدي الخبيث |
أعراض سرطان الثدي الحميد |
ظهور كتلة صلبة في الثدي أو تحت الإبط لا تختفي مع الوقت. | وجود كتل لينة أو متحركة باليد (تتحرك بسهولة عند الضغط عليها). |
تضخم أو تورم في الغدد اللمفاوية تحت الإبط.
|
آلام في الثدي مرتبطة بالدورة الشهرية وتختفي بعدها. |
ظهور كتلة صلبة في الثدي أو تحت الإبط لا تختفي مع الوقت. | إفرازات بيضاء أو صفراء من الحلمة غير مصحوبة بالدم. |
تغيرات في الجلد مثل: احمرار، تقرح، أو مظهر يشبه قشرة البرتقال. | تليفات أو أكياس صغيرة بالثدي، وغالبًا يتم اكتشافها بالموجات الصوتية. |
تغير واضح في شكل أو حجم الثدي بشكل غير متماثل. | تورم أو امتلاء الثدي قبل نزول الدورة يزول بعدها. |
انقلاب الحلمة للداخل بشكل مفاجئ. | عدم زيادة حجم الورم |
الجدير بالذكر؛ تنصح مختبرات دلتا الطبية في حالة ملاحظة أي من الأعراض السابقة، بضرورة التوجه إلى الطبيب المختص، للتعرف على أسباب هذه الأعراض ووضح خطة تشخيصية وعلاجية سريعة، تُساعد من عدم تفاقم الحالة وهو ما يحد من التعرض للمخاطر الصحية.
طريقة إجراء تصوير الثدي الماموجرام
تكشف مختبرات دلتا الطبية فيما يلي، عن خطوات أشعة الماموجرام على الثدي:
- ارتداء ملابس الاشعة (روب).
- خلع مجوهرات العنق والصدر.
- سيقوم طبيب الاشعة بطلب الوقوف أمام جهاز الأشعة وهي لوحة مُسطحة.
- يتم وضع لوحة آخرى فوق الثدي لتثبيته وهو ما يُساعد في التقاط صور عن الأنسجة.
- سيطلب منكِ الطبيب حبس أنفاسك لعدة ثواني أثناء البدء في الفحص.
- تكرر التقاط الصور من زواية إخرى.
شروط إجراء اشعة الماموجرام على الثدي
للحصول على صور دقيقة تُساعدكِ على الاطمئنان على صحة الثدي، يجب الالتزام بعدة تعليمات كالآتي:
- تجنبي استخدام مستحضرات التجميل مثل: (العطور ومزيل العرق والكريمات، وغيرها) قبل إجراء الأشعة، على منطقة الثدي أو تحت الأبط.
- عدم إجراء تصوير الثدي الماموجرام، قبل أو أثناء الحيض، وينصح بإجراءه بعد أسبوع أو أسبوعين من الأنتهاء منها.
- قومي بإرتداء ملابس سهلة الخلع.
- توقفي عن تناول الكافيين بمدة لا تقل عن أسبوع قبل موعد الفحص، حيث أنه يجعل الثدي أكثر حساسية.
نتيجة فحص الماموجرام
يُمثل التعرف على نتئجة تصوير الثدي الماموجرام من اللحظات المُثيرة للمخاوف، خاصة إذا كنتِ لا تعرفين دلالتها الطبية، وفيما يلي سوف نكشف لكِ ما تحمله النتائج عن صحتك:
- النتيجة الطبيعية: لا يظهر أي ورم أو تكلسات في أنسجة الثدي.
- وجود كتلة محددة: تكون واضحة الحواف وبدون تكلسات، وعادةً ما تدل على ورم حميد.
- وجود كتلة غير منتظمة: ذات حدود غير واضحة ويصاحبها تكلسات، وقد يشير ذلك إلى ورم خبيث يحتاج لمزيد من الفحوصات.
اسئلة شائعة عن سرطان الثدي والماموجرام
بعد أنتعرفنا على ماهية تصوير الثدي الماموجرام ودوره في الكشف المبكر عن سرطان الثدي، قد يظل لدى الكثير من النساء بعض التساؤلات التي تتكرر دائمًا، لذا؛ حرصت مختبرات دلتا الطبية على جمعها والإجابة عنها فيما يلي بشكل مُبسط:
هل أشعة الماموجرام مؤلمة؟
- قد تشعر بعض النساء ببعض الآلم الخفيفة، نتيجة ضغط الجهاز على الثدي أثناء الفحص، ولكن عادةً ما يكون محتمل ويستمر لثوانٍ فقط.
هل الماموجرام آمن؟
- (نعم)، فهو يستخدم جرعة منخفضة جدًا من الأشعة السينية، التي لا تُسبب ضررًا، باستثناء الحوامل والمرضعات حيث يُفضل استشارة الطبيب أولًا.
متى تظهر نتيجة فحص الماموجرام؟
- تختلف مدة ظهور نتيجة أشعة الماموجرام، حسب المركز الذي يُجرى فيه الفحص، فيُمكن أن تظهر في غضون يوم، وفي بعض الأحيان قد تأخذ مدة أسبوع إلى أسبوعين للتعرف على النتيجة.
في الختام؛ تذكري أن الاكتشاف المبكر هو مفتاح العلاج الفعال، وكل فحص تُجرينه هو استثمار في صحتك وراحتك النفسية، فلا تترددي في استشارة طبيبك، وإجراء الفحص في الوقت المناسب، لتعيشي بأمان واطمئنان.
المصادر
فحص الثدي بالسونار | Breast Ultrasound