حصوات الكلى: ماذا يأكل مريض حصى الكلى وماذا يتجنب؟
تُعد حصوات الكلى من أكثر أمراض المسالك البولية شيوعًا، حيث تصيب حوالي 4% إلى 8 % من سكان العالم في مرحلة ما من حياتهم، وتزداد احتمالية الإصابة بها مع التقدم في العمر، أو إذا كان لديك تاريخ عائلي للمرض.
الخبر السار؛ أنه يُمكن علاج هذه الحصوات، كما يمكن الوقاية منها بشرب كميات كافية من الماء، ولمعرفة المزيد عن ماذا يأكل مريض حصى الكلى؟، تابع معنا السطور القادمة.
ما هي حصوات الكلى؟
تتمثل وظيفة الكلى الرئيسية في تنقية الدم من الفضلات، والسوائل الزائدة التي تُطرح خارج الجسم على شكل بول، ويحتوي البول على العديد من المواد الكيميائية، التي قد تتجمع أحيانًا لتكوين بلورات صغيرة.
مع مرور الوقت، تتكتل هذه البلورات لتشكيل أجسام صلبة تُعرف بـ حصوات الكلى، هذه الحصوات تشبه في صلابتها الصخور، وتختلف في أحجامها وأشكالها، إذ تتراوح من حجم حبة الرمل إلى حجم كرة الجولف.
يُصنف حصى الكلى إلى أربعة أنواع رئيسية:
- حصوات الكالسيوم: وهي الأكثر شيوعًا، وتتكون عادةً من الكالسيوم مع الأوكسالات أو الفوسفات.
- حصوات الستروفيت: غالبًا ما تكون كبيرة الحجم وشكلها يشبه قرن الوعل، وتتكون نتيجة للالتهابات البولية.
- حصوات حمض اليوريك: تكون عادةً أكثر ليونة من الأنواع الأخرى.
- حصوات السيستين: نادرة وراثية، وتكون على شكل بلورات.
أسباب حصوات الكلى
لا يوجد سبب واحد وواضح لتكوّن حصى الكلى، بل هي مجموعة من العوامل التي قد تزيد احتمالية الإصابة بها، مثل:
-
العوامل الوراثية
قد تلعب الوراثة دورًا كبيرًا، فبعض الأشخاص لديهم استعداد وراثي لتكوين الحصوات، على سبيل المثال، يمكن أن تنتقل وراثيًا حالة “فرط كالسيوم البول” (ارتفاع مستويات الكالسيوم في البول)، وهي عامل خطر رئيسي، كما أن بعض الأمراض الوراثية النادرة، مثل “الحماض الأنبوبي الكلوي”، قد تزيد من احتمالية الإصابة.
-
النظام الغذائي
يمكن أن يزيد النظام الغذائي الغني بالبروتينات الحيوانية والملح من خطر تكون الحصوات، خاصة لدى الأشخاص المعرضين لذلك وراثيًا.
-
الأدوية
بعض الأدوية تزيد خطر تكون الحصوات، مثل:
- مدرات البول (حبوب الماء).
- الاستخدام المفرط لمضادات الحموضة التي تحتوي على الكالسيوم.
- بعض المضادات الحيوية، مثل سيفترياكسون وسيبروفلوكساسين.
- بعض أدوية فيروس نقص المناعة البشرية.
-
المناخ والجفاف
يعتقد العلماء أن المناطق الحارة قد تزيد خطر الإصابة بالحصوات، بسبب الجفاف النسبي الذي يجعل البول أكثر تركيزًا، مما يسهل تكون البلورات، وتُعرف هذه المناطق بـ”أحزمة الحصوات”، مثل جنوب الولايات المتحدة.
-
الأمراض المزمنة
ترتبط بعض الأمراض المزمنة بزيادة خطر الإصابة، مثل التليف الكيسي ومرض التهاب الأمعاء.
أعراض حصى الكلى عند النساء والرجال
عمومًا؛ يسبب حصى الكلى ألمًا حادًا، ومغصًا في الظهر والجانب، وغالبًا ما ينتقل هذا الألم إلى أسفل البطن أو الفخذ، عادة ما يبدأ الألم فجأة، ويأتي على شكل موجات، وقد يختفي عندما يحاول الجسم التخلص من الحصوة، إضافة إلى الألم، تشمل أعراض حصوات الكلى ما يلي:
- الحاجة الملحة للتبول: الشعور بالرغبة الشديدة في التبول بشكل متكرر.
- ألم أثناء التبول: الشعور بالحرقة عند التبول.
- تغير لون البول: قد يصبح لون البول داكنًا، أو أحمر بسبب وجود دم، وأحيانًا تكون كميات خلايا الدم الحمراء صغيرة جدًا لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
- الغثيان والقيء.
- أما بالنسبة لأعراض الحصوات عند الرجال فهي كل ما سبق ذكره، إضافة إلى قد يشعر الرجال بألم في طرف القضيب.
طرق تشخيص حصى الكلى
تُكتشف حصوات الكلى عن طريق إجراء الفحوصات التالية:
- تحاليل الدم والبول: تُسهم هذه الفحوصات في تحديد ما إذا كانت هناك أي مشكلات طبية تسبب حصى الكلى.
- اختبارات التصوير: تُستخدم الموجات فوق الصوتية، أو التصوير المقطعي المحوسب، في تحديد حجم الحصوات، وموقعها.
ما هو علاج حصى الكلى؟
يعتمد العلاج على نوع الحصوة، ومدى شدة الأعراض، غالبًا ما تمر حصوات الكلى الصغيرة عبر الجهاز البولي من تلقاء نفسها، وإليك طرق العلاج الأخرى:
-
العلاج الدوائي
قد يصف لك الطبيب أدويةً لمنع تكوّن الحصوات، أو لمساعدتها على المرور، وتشمل:
- المسكنات: قد يكون الألم شديدًا، لذا تُستخدم مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية، وقد تكون فعالة جدًا، في بعض الحالات التي تعاني من آلام شديدة، قد يحتاج الشخص إلى البقاء في المستشفى، وتلقي حقن السوائل عبر الوريد.
- ألوبيورينول: لأكسالات الكالسيوم، أو بعض حصوات حمض البوليك.
- المضادات الحيوية: لحصوات ستروفيت.
- محاليل الفوسفات وسترات البوتاسيوم.
- حبوب الماء: مدرات البول الثيازيدية.
- تامسولوسين: لإرخاء الحالب.
-
العلاج الجراحي
غالبا ما تكون هناك حاجة لإجراء عملية جراحية إذا كانت الحصوة كبيرة جدًا بحيث لا يمكن أن تمر بمفردها، أو إذا كانت تنمو في الحجم، كما تُصبح الجراحة ضرورية إذا أدت الحصوة إلى منع تدفق البول، أو سببت عدوى أو تلفًا في الكلى، أو في حالة عدم القدرة على السيطرة على الألم.
- تفتيت الحصوات بالموجات الصادمة (ESWL): تُستخدم لإزالة الحصوات التي يقل حجمها عن 1.25 سم، حيث تستخدم موجات لتفتيت الحصوات إلى شظايا صغيرة تخرج مع البول.
- إجراءات المنظار الداخلي: تُستخدم في حالة الحصوات الكبيرة، حيث تُزال الحصوة باستخدام أنبوب عبر شق جراحي صغير في الظهر.
- تنظير الحالب: يُستخدم لتفتيت الحصوات في الجزء السفلي من المسالك البولية باستخدام الليزر.
- الجراحة المفتوحة: في حالات نادرة جدًا، قد تكون هناك حاجة إليها إذا لم تنجح الطرق الأخرى.
تحدث مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك حول خيارات العلاج التي قد تناسبك.
الأطعمة الممنوعة لمرضى حصوات الكلى
ما تشربه وتأكله يوميًا له تأثير كبير على وظائف الكلى، إذ إن بعض الأطعمة تزيد احتمالية إصابتك بحصوات الكلى، ومن المهم تجنبها أو التقليل منها، مثل:
- الأطعمة الغنية بالأوكسالات: الأوكسالات هي السبب الأكثر شيوعًا لتكون حصوات أكسالات الكالسيوم، تجنب أو قلل من تناول السبانخ، والشمندر، والراوند، والمكسرات، والشوكولاتة.
- البروتين الحيواني: تزيد الأنظمة الغذائية الغنية باللحوم الحمراء، والبيض، والمأكولات البحرية من مستويات حمض اليوريك، وتقلل من السترات التي تمنع تكون الحصوات.
- الأطعمة المالحة والمصنعة: يؤدي الاستهلاك الزائد للصوديوم إلى طرح كميات أكبر من الكالسيوم في البول، مما يزيد خطر الحصوات.
الفاكهة الممنوعة لمرضى حصى الكلى
- بعض أنواع التوت (من ضمن الأطعمة الغنية بالأوكسالات).
- عصائر الفاكهة التجارية المُحلّاة التي تحتوي على سكر، وشراب الذرة عالي الفركتوز.
المشروبات الممنوعة لمرضى حصوات الكلى
يوجد العديد من المشروبات التي يجب على مرضى حصى الكلى تجنبها:
- المشروبات السكرية: الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر، وخاصة تلك التي تحتوي على شراب الذرة عالي الفركتوز مثل المشروبات الغازية، قد تزيد تركيز المواد التي تسبب تكون الحصوات في البول.
- الكافيين والكحول (بشكل زائد): على الرغم من أن الكميات المعتدلة قد تكون مقبولة، إلا أن الإفراط في تناول الكافيين والكحول يسبب الجفاف، وهو أحد أهم العوامل التي تزيد خطر الإصابة بحصوات الكلى.
ماذا يأكل مريض حصى الكلى؟
بعض الأطعمة أفضل من غيرها للوقاية من حصوات الكلى، إليك قائمة بأفضل الوجبات التي تُسهم في منع تكون حصى الكلى، وتُعزز صحة المسالك البولية.
1. الماء والسوائل المرطبة
الحفاظ على رطوبة الجسم هو خط الدفاع الأول، يُخفف شرب كمية كافية من الماء من المواد التي تُسبب تكوّن الحصوات، خاصة إذا كنت تعيش في منطقة حارة، أو تمارس الرياضة بانتظام.
2. الحمضيات (الليمون والبرتقال والليمون الحامض)
تحتوي الحمضيات على حمض الستريك الطبيعي، الذي يساعد على منع تكوّن الحصوات عن طريق ربط الكالسيوم في البول، ابدأ يومك بشرب ماء الليمون، أو تناول برتقالة خفيفة لخسارة الوزن بسهولة.
3. الخضراوات منخفضة الأكسالات
بعض الخضراوات غنية بالأوكسالات (مركب يساهم في تكوين الحصى)، لكن العديد منها آمن ومفيد، ومن الأمثلة على ذلك الملفوف، والقرنبيط، والفلفل الحلو، والخيار.
4. الأطعمة الغنية بالكالسيوم (من المصادر الطبيعية)
قد يبدو هذا الأمر غريبًا، لكن الكالسيوم من الطعام – وليس المكملات الغذائية – يمكن أن يُساعد على ذلك، اختر منتجات الألبان قليلة الدسم، مثل الجبن والزبادي والحليب.
5. الحبوب الكاملة والأطعمة الغنية بالألياف
ينبغي أن يشمل النظام الغذائي الصحي على الحبوب الكاملة كالشعير والشوفان والأرز البني، إذ تساعد الألياف على تنظيم امتصاص المعادن، مما قد يُسهم في منع تكوّن الحصوات.
6. الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم والبوتاسيوم
تساعد العناصر الغذائية، مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم على تقليل خطر الإصابة بحصوات الكلى، يُعد الموز والأفوكادو والبطاطا الحلوة والخضراوات الورقية خيارات ممتازة.
نصائح لمرضى حصوات الكلى
كونك مريضًا بحصى الكلى أمر صعبًا، ولكن ما يزيد الأمر سوءًا هو أن تتبع نظامًا غذائيًا غير مناسب، لذلك إليك بعض النصائح التي تمنع انتكاس حالتك وتدهورها:
إجراء الفحوصات الدورية
- قم بإجراء الفحوصات الشاملة بانتظام، خاصة إذا كنت تعاني حصى الكلى سابقًا، حيث يمكن أن يساعد الكشف المبكر في منع حدوث المضاعفات، وتقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض.
حافظ على رطوبة جسمك
- يُعد شرب كميات كافية من السوائل أمرًا حيويًا لمنع تكون الحصوات، حيث يضمن الترطيب الجيد أن يصبح البول أقل تركيزًا وأكثر شفافية، مما يقلل من فرصة تجمع البلورات.
- احرص على شرب ما لا يقل عن 10 إلى 12 كوبًا من الماء يوميًا، يمكنك أيضًا إضافة بعض عصائر الحمضيات، مثل عصير الليمون أو البرتقال الغني بفيتامين سي لدعم صحة كليتيك.
تحكم في كمية الصوديوم
- يُنصح بالحد من تناول الصوديوم إلى 2300 ملجم يوميًا للوقاية، وإلى 1300 ملجم فقط إذا كنت تعاني بالفعل من حصوات الكلى.
- تجنب الأطعمة المعلبة والمصنعة بقدر الإمكان؛ لأنها غالبًا ما تحتوي على مستويات عالية من الصوديوم، واستبدلها بالأطعمة الطازجة.
- هذا لا يقي من الحصوات فحسب، بل يساعد أيضًا في الحفاظ على ضغط الدم ضمن مستوياته الطبيعية.
انتبه للأطعمة الغنية بالأوكسالات
- إذا كنت تتبع نظامًا غذائيًا صديقًا للكلى، فمن المهم الانتباه للأطعمة والمشروبات الغنية بأوكسالات الكالسيوم.
- يمكن أن تؤدي هذه الأطعمة إلى تكوين حصوات، وللتقليل من تأثيرها، يمكنك تناولها مع مصادر الكالسيوم، مثل الزبادي أو الجبن، فعند تناولهما معًا، يرتبط الكالسيوم بالأوكسالات في الأمعاء، مما يمنعها من الامتصاص والوصول إلى الكلى.
قلل من البروتين الحيواني
- يمكن أن يكون التقليل من استهلاك البروتين الحيواني، الموجود في اللحوم الحمراء، الدواجن، والمأكولات البحرية مفيدًا لمرضى حصى الكلى.
- تناول كميات معتدلة وصغيرة من البروتين الحيواني يظل مفيدًا لصحتك العامة، دون أن يشكل خطرًا على كليتيك.
احذر من مكملات فيتامين سي
- قد تزيد الجرعات العالية من مكملات فيتامين سي من تركيز الأوكسالات في الجسم، وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى تكون حصوات الكلى، ومن الأفضل استشارة الطبيب قبل تناول جرعات كبيرة من هذه المكملات.
تجنب المشروبات الغازية
- غالبًا ما تحتوي المشروبات الغازية والكولا على كميات كبيرة من السكر والفوسفات، وشراب الذرة عالي الفركتوز، وكل هذه المكونات يمكن أن تزيد خطر تكوين حصى الكلى.
- من الأفضل استبدالها بالماء، أو العصائر الطبيعية لتقليل هذا الخطر.
وختامًا؛ تسبب حصوات الكلى ألمًا شديدًا، ولكن الخبر الجيد هو أن الوقاية منها أمر ممكن، من خلال إجراء تعديلات بسيطة على نظامك الغذائي وعادات شرب السوائل، يمكنك تقليل احتمالية تكونها وتجنب المعاناة المصاحبة لها.
ابدأ بالحد من الأطعمة الغنية بالملح والسكر، وكذلك الأطعمة التي تحتوي على الأوكسالات أو حمض اليوريك. بالمقابل، ركز على اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم، وشرب كميات وافرة من الماء، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف.
كل خطوة تتخذها نحو نمط حياة صحي هي استثمار في صحة كليتيك على المدى الطويل، تناول طعامًا متوازنًا، واحرص على شرب الماء بانتظام، وستكون كليتاك في حالة أفضل.