صحة الكلى: كيف تحافظ عليها وما هي علامات الخطورة؟
تُمثل صحة الكلى حجر الأساس في سلامة الإنسان، وقدرة جسده على أداء وظائفه الحيوية بكفاءة؛ مما يجعل الاهتمام بها ليس رفاهية، بل ضرورة حياتية، فالكلى ليست مجرد عضوًا، بل هي منظومة مُتكاملة تؤثر على توازن وصحة الجسم بأكمله، وأي خلل فيها قد ينعكس سلبًا على مختلف أجهزة الجسم.
ولهذا؛ حرصت مختبرات دلتا الطبية على أن يكون هذا المقال، دليل شامل للمرضى والراغبين في الاطمئنان على الكلى، وذلك من خلال التعرف على أهمية صحة الكلى والعوامل التي تؤثر عليها، والعلامات الدالة على وجود خلل في وظائفها، وأهم الفحوصات الطبية اللازمة لها، إلى جانب التعرف على طرق الحفاظ عليها وتعزيز صحتها من خلال الأطعمة والمشروبات.
أهمية الحفاظ على صحة الكلى
تلعب الكلى دورًا لا غنى عنه في جسم الإنسان، حيث تتحكم في الوظائف الحيوية المُختلفة؛ مما جعلها تُلقب باسم الحارس الصامت، الذي يعمل دائمًا على حماية الجسم من التعرض لأي مشاكل صحية، وفيما يلي نتعرف على وظائف الكلى الضرورية:
- التخلص من الفضلات والسوائل الزائدة: تعمل الكلى على تنقية الدم من الفضلات الناتجة عن عمليات الأيض، ومن أهم هذه الفضلات:
- اليوريا: وهي ناتجة عن تكسير البروتينات.
- حمض اليوريك: ناتج عن تحلل الحموض النووية.
ولا يتوقف دور الكلى عند ذلك، بل تُساعد في التخلص من بقايا الأدوية، مما يمنع تراكمها داخل الجسم.
- 2. إعادة امتصاص المواد المفيدة: لا تعمل الكلى على التخلص من الفضلات فقط، بل تعيد بعض المواد المفيدة إلى الدم مثل:
- الغلوكوز.
- الأحماض الأمينية.
- البيكربونات.
- الماء.
- المعادن مثل: (الصوديوم، الفوسفات، البوتاسيوم، الكلوريد، والمغنيسيوم).
- الحفاظ على توازن الحموضة: المستوى الطبيعي لحموضة الدم (pH) يتراوح بين 7.38 و7.42؛ ويتعاون كلاً من الكلى والرئة في الحفاظ على هذا التوازن؛ مما يعني أن أي اختلال في هذا المعدل، قد يُسبب مشاكل صحية كبيرة.
- 4. تنظيم توازن السوائل والمعادن (الأسمولية): تعكس نسبة الماء إلى الأملاح والمعادن في الجسم، حيث أن الكلى تعمل على توازن تركيز البول، وإعادة امتصاص الماء بما يتوافق مع احتياجات الجسم، وذلك استجابةً لهرمون ADH (الهرمون المضاد لإدرار البول)؛ مما يمنع الجفاف أو احتباس السوائل.
- ضبط ضغط الدم: تُساهم الكلى في تنظيم ضغط الدم من خلال نظام رنين وأنجيوتنسين وألدوستيرون:
- انخفاض الضغط: عندما يحدث، تقوم الكلى بإفراز إنزيم رنين الذي يحول الأنجيوتنسين إلى أنجيوتنسين 1، ثم يتحول إلى أنجيوتنسين 2 في الرئتين؛ مما يضيق الأوعية الدموية، ويرفع ضغط الدم.
- ارتفاع الضغط: تعمل الكلى حينها على زيادة إفراز البول لتقليل حجم الدم وضغطه.
- دعم إنتاج خلايا الدم الحمراء: تُفرز الكلى هرمون الإريثروبويتين، الذي يعمل على تحفيز نخاع العظم على إنتاج خلايا الدم الحمراء؛ ما يُساهم في نقل الأكسجين بكفاءة في الجسم.
- الحفاظ على صحة العظام: تعمل الكلى على تحويل فيتامين د إلى صورته النشطة؛ مما يُساعد على تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفات، وبالتالي دعم نمو العظام والمحافظة على قوتها.
ونظرًا لدورالكلى المهم في جسم الإنسان، يصبح من الضروري التعرف على العوامل التي تهدد صحتها، وتؤثر بشكل سلبي وخطير على الصحة العامة.
ما هي العوامل التي تؤثر على صحة الكلى؟
يُساعد التعرف على العوامل المؤثرة على صحة الكلى، من تعزيز وظائفها الحيوية، والوقاية من التعرض للمشاكل الصحية المُختلفة؛ مما يُساهم في الحد من المُضاعفات الخطيرة، وفيما يلي سوف توضح مختبرات دلتا الطبية، أبرز الأسباب التي تتسب في الإصابة بالفشل الكلوي:
- ارتفاع ضغط الدم
يأتي على رأس الاسباب التي تُهدد صحة الكلى، حيث يتسبب في الضغط على الأوعية الدموية داخلها؛ مما ينتج عنه ضعف وصول الدم المغذي لها، والذي يترتب عليه تلف الأنسجة الكلوية وتراجع كفاءتها.
- 2. مرض السكري: يتسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم، في تلف الوحدات المسؤولة عن تصفية الدم داخل الكلى وهما: (الكبيبات، والأوعية الدموية)؛ مما يُساهم في زيادة خطر الإصابة بالفشل الكلوي.
- ضعف وصول الدم للكلى: لا يقتصر حدوث هذه الحالة على ارتفاع ضغط الدم فقط، بل تُساهم مجموعة من العوامل الأخرى في حدوثه، والتي تتمثل في الآتي:
- الجفاف الشديد.
- الحروق واسعة النطاق.
- بعض أمراض القلب أو النوبات القلبية.
- فشل الكبد.
- ردود الفعل التحسسية الشديدة.
- العدوى الحادة في الجسم، مثل: (تعفن الدم).
- اضطرابات في البول: تحدث اضطرابات البول، نتيجة الإصابة بإحدى الأسباب التالية، والتي تتسبب في عدم قدرة الجسم على طرح البول بشكل طبيعي؛ مما يؤدي إلى تراكم السموم والأملاح:
- جلطات أو حصوات في الكلى.
- تضخم البروستات.
- مشاكل الأعصاب المسؤولة عن المثانة.
- جلطات في المسالك البولية.
- انسداد المسالك البولية بسبب أورام أو سرطانات، مثل:
- سرطان عنق الرحم.
- سرطان البروستات.
- سرطان المثانة.
- سرطان القولون.
الجدير بالذكر، لا تقف العوامل المؤثرة على صحة الكلى، عند ما سبق، بل تتجاوزه، حيث أنه يوجد عوامل أخرى تتسبب في الفشل الكلوي، وتتدهور وظائفها:
- تعاطي المخدرات وشرب الكحول بكثرة
- التعرض للمعادن السامة مثل: (الزئبق).
- التهاب الأوعية الدموية الدقيقة في الكلى.
- الإصابة بالأمراض المناعية، مثل: (الذئبة).
- الورم النقوي المتعدد.
- متلازمة انحلال الدم اليوريمية (فقر الدم الانحلالي).
- تأثير بعض الأدوية والعلاجات، مثل: (بعض المضادات الحيوية، العلاج الكيميائي).
كيف أعرف أن الكلى تعبانة؟
يُعد من الأسئلة الأكثر شيوعًا عبر مُحركات البحث، ويأتي ذلك نظرًا إلى أن الكلى عادةً لا تظهر مشاكلها في بدايتها من خلال أعراض واضحة، حيث أنه في كثير من الأحيان، يتم اكتشاف ضعف وظائفها عند ظهور علامات صحية مُرتبطة بأعضاء أو أنظمة أخرى في الجسم، وفيما يلي سوف نتعرف على أبرز العلامات التي تدل على مرض الكلى:
-
- التعب والأعياء: نتيجة نقص هرمون إريثروبويتين، الذ تنتجه الكلى لتكوين كريات الدم الحمراء، ومن ثم الإصابة بفقر الدم (الأنيميا).
- صعوبة في التنفس: نتيجة احتباس السوائل في الرئتين والجسم.
- تورم الأطراف والوجه.
- تغير في البول: تحوله إلى اللون الداكن، أو احتواءه على دم، ظهور فقاعات رغوية؛ نتيجة ارتفاع نسبة البروتين به.
- الحاجة المتكررة للتبول.
- اضطرابات هضمية: مثل: (الغثيان، والقيء)؛ نتيجة عدم التخلص من الفضلات والسوائل الزائدة.
- مذاق معدني في الفم: يظهر بسبب ارتفاع المواد الضارة في الجسم نتيجة ضعف الكلى.
على الرغم من أن هذه الأعراض يُمكن أن تكون نتيجة مشكلات صحية أخرى، إلا ان مُختبرات دلتا الطبية، تُشدد على ضرورة مُراجعة الطبيب المُختص للتعرف على هذه الأعراض، ووضع خطة علاجية تُساهم في منع حدوث أي مُضاعفات.
فحوصات لازمة لصحة الكلى
يوصى دائمُا بضرورة إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية بشكل دوري، من بينها فحوصات الكلى، التي تُساعد في الكشف المُبكر عن أي خلل في وظائفها؛ مما يُساهم في حماية الجسم من المُضاعفات، وفيما يلي سوف نتعرف على أبرز تحاليل وظائف الكلى:
-
تحاليل الدم
تتعدد تحاليل الدم المُستخدمة في الكشف عن صحة الكلى، وتشمل الآتي:
- حمض اليوريك.
- الصوديوم.
- البوتاسيوم.
- الكرياتينين.
- الكلورايد.
- اختبار نيتروجين اليوريا في الدم BUN.
- معدل الترشيح الكبيبي )GFR).
-
تحليل البول
يبحث تحليل البول عن وجود بروتين، أو دم أو خلايا غير طبيعية في البول، والتي قد تكون مؤشرًا على وجود مُشكلة أو خلل في وظائف الكلى، مثل: (الالتهابات، أو الأمراض المُزمنة).
الجدير بالذكر، يوصي الطبيب المختص بإجراء التحاليل السابقة، حسب حالة كل مريض، فعادةً لا يتم إجراؤهم بشكل كلي، بل يحتاج إلى بعضهم الذي يُساعده في التشخيص من خلال نتائجهم.
وتوفر مختبرات دلتا إمكانية إجراء التحاليل السابقة من خلال فروعها التي يبلغ عددها 55 فرع في جميع أنحاء المملكة، أو من خلال طلب خدمة السحب المنزلي مجانا، وحرص المختبر على توفير باقة الكلى التي تضم هذه التحاليل، بسعر في متناول الجميع، ولمزيد من التفاصيل برجاء الضغط هنا، أو التواصل مع خدمة العملاء عبر الرقم التالي: 920022723.
ما هي الأطعمة المفيدة للكلى؟
يتسبب تعدد الخيارات الغذائية، في شعور مرضى الكلى بالحيرة عند اختيار الطعام المناسب لهم، خاصةً مع وجود أطعمة قد تؤثر سلبًا على وظائف الكلى، لذلك، حرصت مختبرات دلتا الطبية على توضيح أفضل الأطعمة التي تُساعد في دعم وتعزيز صحة الكلى والحفاظ على وظائفها الحيوية:
-
- الخضروات: مثل: (الجزر، البروكلي، القرنبيط، السبانخ، الخس، الكوسا، الفلفل، الطماطم، الخيار، والبطاطا).
- الفواكه: مثل: (التفاح، الموز، الكمثرى، التوت، البرتقال، الجريب فروت، الشمام، البطيخ، الأناناس).
- الفواكه المجففة: مثل: (التمر، الزبيب، المشمش المجفف).
الحبوب الكاملة: مثل: (الأرز البني، الشوفان، الكينوا). - البروتينات: مثل: (السلمون، التونة، البلطي، والدجاج الخالى من الجلد).
- البقوليات: مثل: (العدس، الفول، الحمص).
- منتجات الألبان: مثل: (الحليب والزبادي قليل أو منزوع الدسم).
- الأجبان الخالية من الملح.
- الدهون الصحية: مثل: (زيت الزيتون والمكسرات).
كيفية الوقاية من أمراض الكلى؟
تُقدم مختبرات دلتا الطبية مجموعة من النصائح الطبية، التي تُساعد في تعزيز صحة الكلى، وحمايتها من المشاكل المحتملة، وتشمل:
- شرب كمية كافية من الماء يوميًا: يساعد الماء الجسم على التخلص من الفضلات، ومنع تراكم السموم في الكلى.
- الحفاظ على ضغط الدم الطبيعي: حيث أن ارتفاع ضغط الدم يؤثر على الأوعية الدموية في الكلى، ويضعف وظائفها مع الوقت.
- مراقبة مستويات السكر في الدم: التحكم في مرض السكري، يعمل على حماية الكلى من التلف الناتج عن ارتفاع السكر المزمن.
- اتباع نظام غذائي متوازن: تقليل الأملاح والدهون والسكر الزائد؛ يُساعد الكلى على أداء وظائفها بكفاءة.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام: الرياضة تساعد في تحسين تدفق الدم، وتقليل خطر الإصابة بأمراض الكلى.
- تجنب التدخين والمخدرات: حيث أنهما يضعفان من وظائف الكلى، ويزيد من خطر الفشل الكلوي.
- الالتزام بتعليمات الأدوية: بعض الأدوية قد تؤثر على الكلى، لذلك يجب تناولها تحت إشراف الطبيب.
- التحكم في الوزن: يُقلل الوزن الصحي من خطر الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم، وبالتالي يحمي الكلى.
- الكشف الطبي الدوري: إجراء فحوصات الكلى بانتظام؛ يساعد على اكتشاف أي مشاكل مبكرًا.
- الانتباه لأعراض الجسم: أي تورم في القدمين أو تغييرات في لون البول أو طعم معدني في الفم، قد تكون علامات ضعف الكلى، ويجب مراجعة الطبيب فورًا.
في الختام، لابد أن نؤكد على أن صحة الكلى ليست رفاهية، بل ضرورة لحياة متوازنة وسليمة، لذا فمن الضروري الاعتناء بالكلى من خلال التغذية السليمة، والفحوصات الدورية التي تحمي الجسم من المشاكل الصحية، والتي تضمن أداء وظائفه الحيوية بكفاءة.