ما هي عمليات الايض؟ وما دورها في توازن وزن الجسم؟
تحصل جميع الكائنات الحية، سواء كانت إنسانًا أو حيوانًا أو نباتاتٍ على الطاقة اللازمة لأداء جميع الوظائف الحيوية، مثل: (التنفس، وغيره) من خلال عملية تُسمى (الايض) أو (التمثيل الغذائي)، والتي تختلف معدلاتها على حسب الجنس والعرق، وكذلك يؤثر عليها العمر والنظام الغذائي، فما هو الأيض؟ وما أهميته؟، وكيف يعرف الأطباء العمليات الأيضية الطبيعية وغير الطبيعية؟.
سنعمل على توضيح كل هذه التساؤلات، التي تدور في أذهانكم حول هذا الموضوع، من خلال هذه المقالة، وتحت إشراف من الأطباء المختصين في هذا المجال.
ما معنى الأيض في جسم الإنسان؟
الايض في جسم الإنسان، هو: (مجموعة التفاعلات الكيميائية التي تحدث داخل كل خلية بمساعدة الإنزيمات، والتي هي عبارة عن بروتينات لها خصائص مساعدة في عمليات البناء والهدم)، وتحفز الإنزيمات هذه التفاعلات في ظروف معينة، من درجات الحرارة ودرجة الحموضة.
معدل الايض
معدل الأيض هو: (كمية أو معدلات الطاقة الضرورية لعمل أعضاء الجسم أثناء الراحة)، ويعبر كذلك عن مقدار فقد الوزن، لذا؛ تؤدي زيادة معدلات التمثيل الغذائي، إلى فقدان الوزن بشكل كبير، وانخفاض معدلاتها تسبب حدوث السمنة.
معدل الأيض الطبيعي للنساء
يستخدم العلماء معادلة هاريس بينديكت؛ لحساب معدلات الايض الطبيعية للرجال والنساء، وبناءًا عليه فإن:
معدل الأيض الطبيعي عند النساء يصل إلى حوالي 5900 كيلو جول/ اليوم، ولكن يجب التنويه بأن معدلات الطاقة التي يحتاجها الجسم تختلف على مدار اليوم، وذلك على حسب الأنشطة والمجهود البدني، وتم حساب هذا المعدل من خلال المعادلة الآتية:
444.593 + (9.247 * الوزن بالكيلو جرام) + (3.098 * الطول بالسنتيمتر) – (4.33 * العمر بالأعوام).
كيف أعرف أن الأيض عندي طبيعي؟
يعتمد الايض الأساسي أو الطبيعي لديك على جنسك، حيث يبلغ المعدل الطبيعي عند الذكور حوالي 7100 كيلو جول يوميًا، أما الإناث فيصل معدل الأيض الأساسي لديهن حوالي 5900 كيلو جول يوميًا، ولكن لعل الآن بادر إلى ذهنك عدة أسئلة من أهمها “كيف أعرف أن معدل الأيض عندي طبيعي؟”.
يمكنك معرفة ذلك من خلال تحديد النظام الغذائي الذي تعتمد عليه خلال يومك، بالإضافة إلى كمية المجهود الذي تبذله خلال اليوم، ولكن يعتبر اختبار التمثيل الغذائي، أو تحليل الايض أدق بكثير في تحديد معدل الأيض الأساسي.
توفر مختبرات دلتا، اختبار التمثيل الغذائي في جميع فروعها الموجودة في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، ويعتمد هذا الاختبار في نتائجه، على قياس كمية الأكسجين التي يستنشقها المريض، وكمية ثاني أكسيد الكربون، التي أخرجها أثناء عملية الزفير خلال 10 دقائق تقريبَا، ويتم ذلك من خلال تنفس المريض في أنبوب لهذه المدة.
وبهذا يمكنك الحصول على قياس دقيق للايض لديك، حيث إذا كنت تستخدم كميات متوازنة من الأكسجين مقارنة مع كمية ثاني آكسيد الكربون، فهذا دلالة على أن معدل التمثيل الغذائي لديك طبيعي، أما إذا كانت كمية الأكسجين أكبر، فهذا يدل على ارتفاع معدل الأيض عندك.
كذلك يمكنك إجراء اختبارات اللوحة الأيضية الشاملة، والتي من خلالها يستطيع الطبيب تحديد مدى كفاءة وصحة جميع الوظائف الحيوية في جسمك، ومن أمثلتها:
- نسبة الحمض والقاعدة في الدم.
- معدل السكر في الدم، ويعتبر من أبرز ما يقيسه اختبار الايض.
- معدل الإلكتروليت.
- تصفية الدم.
- وظائف الكبد.
- فحص الكرياتينين.
- الصوديوم.
- الكالسيوم.
- الألبومين.
وأيضًا من خلالها يمكن معرفة أي مشاكل صحية قد تضر القلب أو الرئة أو البنكرياس، ويتم ذلك من خلال تحليل عينة من الدم.
ما هي الفيتامينات التي تسرع عملية الأيض؟
يلجأ بعض مقدمي الرعاية الصحية إلى وصف فيتامينات، ومكملات غذائية، من أجل تسريع عملية التمثيل الغذائي عند ملاحظة زيادة الوزن، وتعتبر هذه أحد طرق فقدان الوزن.
- فيتامينات B المركبة: والتي تساعد على زيادة سرعة عمليات الايض للكربوهيدرات والبروتينات والدهون، واستخراج الطاقة منهما، بدلًا من تحولها إلى دهون.
- فيتامين B6، فيتامين B5، الكالسيوم، فيتامين B12 وفيتامين C: تعمل هذه المجموعة من العناصر وفيتامينات B على تحسين عمليات التمثيل الغذائي في جميع خلايا الجسم، وكذلك على فقدان الوزن.
- الحديد، النياسين، فيتامين B6: تعمل هذه العناصر الغذائية على زيادة إفراز الكارنيتين الأميني، والذي يلعب دورًا مذهلًا في عمليات حرق الدهون.
- الشاي الأخضر: حيث يعمل على تنظيم وزن الجسم؛ لاحتوائه على الكافيين والكيتشين.
- الكركم: يحتوي على الكركمين، الذي يعتبر أحد العوامل التي تساعد على تحسين عملية الايض في الجسم.
- الكابسيسين: أحد مكونات الأطعمة الحارة، التي لديها القدرة على حرق حوالي 50 سعر حراري إضافي في اليوم الواحد؛ مما يساعد في إنقاص الوزن.
- الريسفيراترول: يعمل على زيادة حرق الدهون، ويمكن أن تجده في الفول السوداني، العنب الأحمر وكذلك التوت.
ما هو مرض الأيض؟
هو متلازمة (التمثيل الغذائي أو الايض)، والتي عبارة عن مجموعة من المشاكل، من أمثلتها: (ضغط الدم المرتفع، الدهون الزائدة، الكوليسترول والدهون الثلاثية غير الطبيعية)، وكذلك زيادة معدلات السكر في الدم، وفي حال إصابة المريض بكل هذه الاضطرابات؛ يؤدي ذلك إلى خطر الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية ومرض السكري من (النوع الثاني)، وتصلب الشرايين والسكتة الدماغية وتلف الأعضاء.
يُطلق على مرض الايض أسماء كثيرة، ومنها:
- متلازمة التمثيل الغذائي غير الطبيعي.
- متلازمة إكس.
- وكذلك يُسمى بمتلازمة إكس.
كيف تحدث متلازمة الأيض؟
تحدث متلازمة التمثيل الغذائي، بسبب عوامل كثيرة ومعقدة، ولكن يعتقد الأطباء بأن مقاومة الأنسولين، هي السبب الرئيسي لمتلازمة الايض، وهذه المقاومة تنتج عندما تستجيب الخلايا بطرق غير طبيعية لهرمون الأنسولين؛ مما يؤدي إلى عدم قدرة هذه الخلايا على امتصاص الجلوكوز من الدم، وعدم تخزينه بشكل صحيح.
وبهذا يبدأ البنكرياس في إنتاج كميات أكبر من الأنسولين؛ للتخلص من السكر الزائد في الدم، وهو ما يسبب في النهاية فرط الأنسولين في الدم، وبالتالي تظهر بعض المشاكل الأخرى، مثل:
- السمنة.
- الإصابة بمرض الكبد الدهني.
- تكيس المبايض.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- مرض السكري من النوع الثاني أو حالات ما قبل السكري، وهو من أبرز الأمراض التي تسببها متلازمة الايض.
أسباب مقاومة الأنسولين
- الدهون الزائدة في الجسم أو السمنة المفرطة: حيث تؤثر على كفاءة عمل الأنسولين من خلال إفراز مادة تُسمى (السيتوكينات).
- عدم الحركة وقلة النشاط البدني: حيث تعمل الحركة على بناء العضلات التي تقوم بامتصاص المزيد من الجلوكوز، وتتسبب قلة النشاط في حدوث مقاومة الأنسولين.
- تعتبر العوامل الوراثية أحد أهم مسببات مقاومة الأنسولين ومتلازمة الايض.
- تُعتبر مقاومة الأنسولين من نتاجًا سلبيًا، لبعض الآثار الجانبية للعديد من الأدوية:
- أدوية مرض نقص المناعة (الإيدز).
- بعض أنواع أدوية الضغط.
- أدوية الكورتيكوستيرويدات.
- علاجات النفسية.
عمليات الايض هي عصب حياة جميع أعضاء الجسم، فبدونه لا يمكن القيام بأي من الوظائف الحيوية، وتظل هذه العمليات الكيميائية قائمة في جميع الأوقات، سواء أثناء ممارسة الأنشطة اليومية أو وقت الراحة، لذا؛ لا تهمل أي من أعراض متلازمة الأيض، وأسرع إلى مراجعة الطبيب وإجراء التحاليل اللازمة.