منظار القولون: التكلفة وأهم ما تحتاج معرفته قبل وبعد الفحص

خلال السنوات الأخيرة، زادت مُعدلات إجراء منظار القولون، بصفته أحد أهم الفحوصات الطبية، التي تُساعد في الكشف عن أمراض الجهاز الهضمي المختلفة، كما أنه يُستخدم بهدف الوقاية من أي مخاطر صحية تتعلق بالهضم.

وإذا كنت مقبلٍ لإجراء تنظير القولون، أو تبحث عنه فقط للمعرفة، فأنت لست وحدك، وفي هذا المقال سوف تقدم مختبرات دلتا الطبية دليل شامل لكافة المعلومات المُتعلقة به، بدايةً من التعرف على ماهيته ومرورًا بخطوات إجرائه وأضراره والبدائل الطبية المُتاحة، وتكلفته.

ما هو منظار القولون؟

(منظار القولون، تنظير القولون)، تتعدد المُسميات والهدف واحد، فهو إجراء طبي يُسهم في إلقاء نظرة دقيقة على صحة الجهاز الهضمي وخاصةً القولون أو المعروف طبيًا باسم (الأمعاء الغليظة)، والمستقيم، ويُساعد في الكشف عن أي تغيرات خفية مثل: (تورم أو تهيج الأنسجة، سلائل، أو أورام خبيثة).

وقد تتساءل: متى يطلب الطبيب إجراء منظار القولون؟ والجواب ينقسم إلى جزئين، وهما:

  • أهمية تنظير القولون الوقائية

: يوصي الطبيب المختص بإجراء تنظير القولون، بهدف الوقاية من أمراض الجهاز الهضمي، خاصةً ما تقدم العمر أو ظهور بعض الأعراض من حيث لآخر، فهو إجراء طبي روتيني، للإطمئنان على الصحة الهضمية.

  • أهمية تنظير القولون التشخيصية: 

 يطلب الطبيب إجراء هذا الفحص بهدف تشخيص، نظرًا لوجود عدة عوامل مُقلقة تتطلب المُتابعة:

  • التقدم في العمر: تنصح الجمعية الأمريكية للسرطان بضرورة إجراء لدى الأشخاص الذي يتمتعون بعمر 45 فيما فوق، حتى مع غياب الأعراض.
  • وجود تاريخ عائلي مرضي لسرطان القولون.
  • الشعور بعدد من الأعراض الغير طبيعية لمدة طويلة.
  • إذا كنت مُصاب بمرض التهاب الأمعاء، أو مرض وراثي مثل: (متلازمة لينش أو داء السلائل الغدي العائلي).

ولا يقتصر هدف إجراء المنظار على ما سبق، حيث أنه يُعد إجراءًا طبيًا لا غنى عنه خاصة في حالة وجود أعراض غير طبيعية تتطلب التعرف على أسبابها، وتتمثل في الآتي:

  • إفرازات شرجية غير طبيعية.
  • اضطراب في عملية الإخراج: (الإسهال، الإمساك)
  • الشعور بألم مستمرة ومتكررة في البطن.
  • نقص الوزن بدون الرغبة في ذلك.

ما هي الأمراض التي يكشفها منظار القولون؟

يُعد المنظار من الأدوات التشخيصية التي لا غنى عنها، حيث تُساعد في الكشف عن عدد من الأمراض التي يصعب التعرف عليها من خلال الفحص السريري، والتي تتمثل في الآتي:

  • التهاب القولون المزمن: مثل: (التهاب القولون التقرحي ومرض كرون)، فكلاهما من أمراض الأمعاء الالتهابية التي قد تُسبب تقرحات ونزيفًا وألمًا مُتكررًا في البطن.

  • نقص تروية الأمعاء (التهاب القولون الإقفاري): يحدث نتيجة ضعف تدفق الدم إلى الأمعاء، مما يؤدي إلى التهابها وتلف أنسجة القولون.
  • داء الرتوج والتهابه: هي جيوب صغيرة تظهر في جدار القولون، وفي حال التهابها يشعر المريض بآلام شديدة واضطراب في الإخراج.
  • القرح والثقوب: قد يُظهر المنظار وجود قرح في بطانة القولون أو ثقوب ناتجة عن التهابات مزمنة أو أمراض أخرى، وهي من الحالات التي تستدعي تدخلًا عاجلًا.
  • انسداد الأمعاء الغليظة: قد ينتج عن أورام أو التصاقات، ويؤدي إلى أعراض مثل: (الإمساك المزمن، آلام البطن، أو انتفاخ ملحوظ).
  • سلائل القولون والمستقيم وسرطان القولون: تُعد السلائل (أورام حميدة) من أبرز العلامات المبكرة التي قد تتحول إلى أورام خبيثة بمرور الوقت، لذلك يساعد المنظار في اكتشافها واستئصالها قبل أن تتطور إلى سرطان القولون والمستقيم.

ما هو الفرق بين منظار المعدة ومنظار القولون؟

يظن الكثيرون أن منظار المعدة هو نفسه الذي يكشف عن القولون، ولكن في الحقيقة الأمر ليس كذلك، فعلى الرغم من أن كلاهما يستخدم للكشف عن أمراض الجهاز الهضمي، إلا أن طريقة إجرائهم تختلف، وفيما يلي نتعرف على الفرق بينهم:

  • منظار المعدة

يُعرف منظار المعدة بأنه إجراء طبي، يهدف إلى الكشف عن المشاكل الهضمية الشائعة، مثل: (عسر الهضم، وحرقة المعدة وآلامها، والشعور المتكرر بالقئ والغثيان)، إلى جانب دوره في تشخيص سرطان المريء والمعدة.

طريقة إجراءه: يستغرق مدة تتراوح بين 15 دقيقة إلى 30 دقيقة، ويتم على عدة مراحل تتمثل في الآتي:

  • التحضير الأولي:
    • يطلب من المريض الصيام لمدة تتراوح بين 6–8 ساعات قبل الفحص.
  • التخدير الموضعي:
    • يتم وضع مُخدر موضعي في الحلق، وذلك بهدف تقليل الشعور بعدم الراحة عند إدخال المنظار.
  • إدخال المنظار:
    • يقوم الطبيب بإدخال أنبوبًا مرنًا رفيعًا، ومُزودًا بكاميرا وضوء عبر الفم مرورًا والمريء ووصولًا إلى المعدة والاثني عشر، وتقوم هذه الكاميرا بالكشف عنهما من خلال شاشة خارجية؛ مما يسمح للطبيب برؤية الغشاء المبطن للمعدة بدقة.
  • الانتهاء:
    • بعد انتهاء المنظار يُسحب الأنبوب بلطف، ويظل المريض تحت الملاحظة الطبية لبضع ساعات قليلة حتى يتم التأكد من سلامة مؤشراته الحيوية.

وقد تتساءل الآن ما هي طريقة منظار القولون؟، والجواب سوف نتعرف عليه فيما يلي:

يستغرق إجراء تنظير القولون مدة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة، ويتم البدء في الفحص من خلال الخطوات التالية: 

  • الحصول على مهدئ عبر الوريد.
  • الاستلقاء على الجانب الأيسر.
  • إدخال أنبوبة مرنة ورفيعة عبر المستقيم.
  • القيام بدفع الأنبوب باتجاه الأمعاء الغليظة.
  • يقوم المنظار بضح دفعات من الهواء حتى يزيد من حجم القولون؛ مما يُساعد الطبيب على إلقاء نظرة دقيقة.
  • بعد الإنتهاء يتم سحب الأنبوب ببطء.

شروط منظار القولون

قبل الخضوع لتنظير الأمعاء، هناك مجموعة من الشروط والتعليمات التي يوصي باتباعها، وذلك لضمان دقة الفحص وسلامة المريض، وتتمثل في الآتي:

  • ينصح بتناول الأطعمة الخفيفة قبل يومين من إجراء الفحص، مثل: (البطاطس المهروسة، والمهلبية، الشوربة، وهكذا).
  • تناول المشروبات العشبية مثل: (الكراوية، اليانسون).
  • يُفضل تجنب الأطعمة السريعة والمعجنات والتوابل والبقوليات، والمياه الغازية.
  • يجب الصيام الكامل عن الأطعمة والمشروبات لمدة تتراوح من من 8 إلى 10 ساعات قبل الفحص.
  • القيام بعملية الإخراج قبل الفحص، حتى لا يوجد فضلات تُعيق من رؤية المنظار.

هل هناك بديل عن منظار القولون؟

يخشى الكثيرون من إجراء منظار القولون؛ مما يدفعهم للبحث عن بدائل أخرى توفر نفس النتائج، ولحسن الحظ؛ ساعدت التطورات الطبية، في إيجاد بدائل صحية لتنظير القولون، مثل:

    • اختبار الدم الخفي في البراز (Guaiac-based fecal occult blood test): يعتمد هذا الفحص على البحث عن التفاعل الكيميائي للكشف عن وجود دم غير ظاهر في البراز، مع العلم أن النتائج قد تتأثر ببعض الأطعمة أو الأدوية.
    • اختبار FIT (Fecal Immunochemical Test): يتميز هذا الفحص بعدم تأثره بالطعام أو الأدوية، ويعتبر أكثر دقة وحساسية في الكشف عن الدم البشري المخفي في البراز.
  • الأشعة المقطعية: تقوم بالتقاط صورة ثلاثية الأبعاد للقولون، ويتم اجراؤه عن طريقة البطن من الخارج.

ويُستخدم  الاختبار الأول والثاني في تشخيص الإصابة بسرطان القولون، ولكن لابد من الإشارة إلى أن إجراء البدائل يعتمد على اختيار الطبيب المختص للفحص الذي يُساعده في التشخيص.

أضرار منظار القولون

نادرًا ما يتسبب تنظير القولون بحدوث مجموعة من الأضرار الصحية، ولكن بنسبة قليلة جدا قد ينتج عنه:

  • تمزق أو إصابة جدار القولون: قد يحدث أحيانًا أثناء الفحص نتيجة ضعف في جدار الأمعاء.
  • نزيف شديد: يُمكن أن يحدث بعد إزالة بعض الأنسجة، ويحتاج إلى متابعة عاجلة.
  • العدوى: في بعض الحالات قد تتطلب العلاج بالمضادات الحيوية.
  • ردود فعل للتخدير: تشمل أي استجابة غير طبيعية للمهدئات، أو التخدير المستخدم أثناء الفحص.

ما هي نتيجة تنظير القولون؟

تتمثل نتيجة منظار القولون في دلالتين وهما:

  • النتيجة السلبية: تعني عدم وجود أي تغيّرات أو مشاكل صحية في القولون، وتشير إلى أن الفحص طبيعي.
  • النتيجة الإيجابية: تشير إلى وجود تغيّرات أو مشاكل صحية تستدعي متابعة أو علاجًا إضافيًا، مثل: (السلائل أو النزيف أو أي اضطرابات أخرى).

أسئلة شائعة عن تنظير القولون

يُعد تنظير القولون من الإجراءات الطبية التي تحمل الكثير من التساؤلات، لذا؛ حرصت مختبرات دلتا الطبية على جمع أبرز هذه التساؤلات والإجابة عنها فيما يلي بشكل مبسط، من قبل فريقنا الطبي:

متى تظهر نتائج تنظير القولون؟

  • عادةً ما يتم استلام نتائج الفحص بعد انتهاء المنظار مُباشرة، بينما قد تحتاج عينات الخزعة لتحليلها في المختبر بضعة أيام قبل إصدار النتيجة النهائية.

كم تكلفة منظار القولون؟

  • يختلف سعر الفحص مظرًا لعدة عوامل، مثل: (حسب المركز الطبي، نوع التخدير المستخدم، والخدمات المصاحبة مثل التحاليل أو الخزعات)، لذلك يُنصح بالاستفسار المباشر قبل الحجز.

هل يحتاج منظار القولون للتخدير الكامل؟

  •  ليس دائمًا، فغالبًا يُستخدم مهدئ وريدي لإراحة المريض، أما للتخدير الكلي فيستخدم في حالات معينة بناءً على تقييم الطبيب وحالة المريض.

في الختام، يُعد منظار القولون أداة مهمة للكشف المبكر عن أي تغيّرات أو مشاكل صحية في القولون والمستقيم، والالتزام بالتعليمات الطبية قبل وبعد الفحص يضمن نتائج دقيقة وتجربة أكثر راحة، فسواء كنت تبحث عن الوقاية أو التشخيص، فإن الفحص يمثل خطوة فعالة نحو الحفاظ على صحة جهازك الهضمي.

المصادر: 

colonoscopy 

تجربتي مع منظار القولون

تنظير القولون

خطوات إجراء منظار القولون

اذهب إلى الأعلى