هل الخرف هو الزهايمر؟ 7 حقائق مهمة يجب أن تعرفها الآن

عندما نتحدث عن فقدان الذاكرة وتراجع القدرات العقلية، نلاحظ أن مصطلحي “الخرف” و”الزهايمر” يُستخدمان بشكل متبادل، لكن من الضروري أن نفهم الفروق الجوهرية بينهما. إن الخرف هو مصطلح شامل يعبر عن مجموعة من الأمراض التي تؤدي إلى تدهور الإدراك، بينما الزهايمر هو مرض محدد يُعتبر السبب الأساسي للخرف.

مع تقدم حالة مرضى الخرف، قد يصبح التعامل معهم أكثر تعقيدًا، مما يستدعي ضرورة اللجوء إلى رعاية متخصصة، في هذه المقالة، سنجيب على سؤال هل الخرف هو الزهايمر؟ بشكل مفصل، لنتمكن من فك شيفرة تعقيدات هذه الحالات التي كثيرًا ما يُخطأ في تمييزها.

الفرق بين الخرف والزهايمر

هل الخرف هو الزهايمر؟ يعتبر كل من الخرف ومرض الزهايمر من المصطلحات الشائعة، ولكن يجدر الإشارة إلى أنهما ليسا متشابهين، على الرغم من أن كلا الحالتين تتعلقان بفقدان القدرة الإدراكية، إلا أن هناك اختلافات واضحة في المسببات والأعراض والتطور والعلاج. لذلك، فإن التمييز بين الخرف ومرض الزهايمر يعد أمرًا ضروريًا لضمان تشخيص دقيق، وتخطيط سليم للرعاية.

ما هو الخرف؟

كي تفهم هل الخرف هو الزهايمر؟ لا بد من معرفة الخرف أولًا بالتفصيل؛ الخرف هو مصطلح عام يدل على تدهور كبير في الوظائف الإدراكية، مما يعوق القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.

يؤثر الخرف على الذاكرة والتفكير والسلوك والقدرة على إنجاز المهام اليومية، كما يُعتبر الخرف متلازمة تضم مجموعة من الاضطرابات الأساسية، وليس مرضًا واحدًا، ولذلك، فإن معرفة هل الخرف هو الزهايمر؟ يعد خطوة أولى نحو التشخيص الدقيق.

ورغم أن بعض أنواع الخرف يمكن علاجها إذا تم توفير الرعاية المناسبة، فإن معظمها يكون في مراحل متقدمة وغير قابل للشفاء، مما يستدعي الحاجة إلى إشراف ومساعدة مستمرة.

أنواع الخرف الشائعة

على الرغم من أن مرض الزهايمر يُعتبر الأكثر انتشارًا، حيث يمثل 60-80% من حالات الخرف، إلا أن هناك أنواعًا أخرى من الخرف، ومنها:

  1. الخرف الوعائي: يحدث نتيجة انخفاض تدفق الدم إلى مناطق معينة في الدماغ، غالبًا بسبب السكتات الدماغية، أو اضطرابات الأوعية الدموية، وهو يُعتبر السبب الثاني الأكثر شيوعًا للخرف، حيث يمثل 15% من الحالات.
  2. خرف أجسام لوي: يُعرف بتراكمات بروتينية غير طبيعية تُدعى أجسام لوي في الدماغ، ويتشارك مع أعراض مرض الزهايمر وباركنسون، ويشكل 5% من حالات الخرف.
  3. الخرف الجبهي الصدغي (FTD): يؤثر في الفصين الجبهي والصدغي في الدماغ، مما يؤدي إلى مشاكل سلوكية وشخصية ولغوية، ويعبر عن 25% من حالات الخرف لدى الأشخاص فوق 65 عامًا.
  4. الخرف المختلط: يجمع بين نوعين أو أكثر من الخرف، وغالبًا ما يكون مرض الزهايمر مع الخرف الوعائي.
  5. مرض باركنسون والخرف: قد يتعرض بعض الأشخاص المصابين بمرض باركنسون للخرف مع تقدم المرض، مما يؤدي إلى تدهور في الإدراك والذاكرة، حيث تمثل هذه الحالات حوالي 10% من حالات الخرف.
  6. مرض كروتزفيلد جاكوب (CJD): هو حالة نادرة وسريعة التدهور للدماغ تُسبب تدهورًا إدراكيًا وأعراضًا عصبية، ويصيب سنويًا ما بين مليون ومليوني شخص حول العالم.
  7. مرض هنتنغتون: هو اضطراب وراثي يؤثر على الخلايا العصبية في الدماغ بشكل تدريجي، مما يؤدي إلى تدهور في الإدراك والحركة.
  8. متلازمة فيرنيك كورساكوف: تنجم هذه الحالة عن نقص الثيامين (فيتامين ب1)، وغالبًا ما ترتبط بالإدمان المزمن على الكحول.
  9. استسقاء الرأس ذو الضغط الطبيعي (NPH): هي حالة تتميز بزيادة سائل النخاع في بطينات الدماغ، مما يؤدي إلى ظهور أعراض الخرف، ومشكلات في المشي وسلس البول.

مراحل تطور أعراض الخرف

تزداد مخاطر الإصابة بالخرف مع تقدم العمر، وبالأخص بعد بلوغ سن 65 عامًا، حيث يتضاعف احتمال الإصابة بالخرف كل خمس سنوات بعد هذه المرحلة العمرية، إلا أن هناك بعض الأفراد الذين قد يصابون بالخرف قبل سن 65، ويُطلق على هذه الحالة اسم الخرف المبكر، وتتضمن أسباب الخرف المبكر مرض الزهايمر، والخرف الجبهي الصدغي، بالإضافة إلى حالات أخرى.

ولكي تعرف هل الخرف هو الزهايمر؟ تعرف أولًا على الأعراض الشائعة؛ حيث يمر الخرف عادة بمراحل متعددة، وتتفاقم الأعراض مع مرور الوقت.

  • المرحلة المبكرة: تشمل أول أعراض الخرف فقدان الذاكرة، خصوصًا للأحداث الحديثة، وصعوبة في العثور على الكلمات، بالإضافة إلى مشكلات في التخطيط والتنظيم، كما أز هناك أيضًا تغيرات في الشخصية والمزاج، مثل الشعور بالحزن أو زيادة الانفعال، مع ارتباك حول الزمان والمكان.
  • المرحلة التقدمية: تزداد حدة الارتباك وفقدان الذاكرة، بالإضافة إلى صعوبات في المهام المعقدة وحل المشكلات، كما يواجه الأفراد صعوبات في الكلام والفهم، وقد يجدون صعوبة في التعرف على الوجوه والأماكن المعروفة، كما تحدث تعديلات في عادات النوم ويغيبون عن التفاعلات الاجتماعية.
  • آخر مرحلة الخرف: يتميز هذا المستوى بفقدان شديد للذاكرة، وصعوبة في التعرف على الأهل والأحباء، وفقدان مهارات التواصل، كذلك، يعتمد الأفراد بشكل كبير على الآخرين لأداء المهام اليومية، ويواجهون صعوبات في الأكل والبلع، وعدم القدرة على التحكم في البول، كما تظهر تغيرات ملحوظة في السلوك، مثل العدوانية، بالإضافة إلى مشاكل في الحركة وزيادة خطر السقوط.

ما هو مرض ألزهايمر؟

على الجانب الآخر من الإجابة عن هل الخرف هو الزهايمر؟ يُعرف مرض ألزهايمر على أنه حالة عصبية، تُعتبر السبب الرئيسي للخرف، حيث يُسبب تدهورًا تدريجيًا في الذاكرة والقدرات الإدراكية، مما يؤدي إلى إعاقة ذهنية خطيرة، يتميز هذا المرض بتراكم لويحات الأميلويد وتشابكات تاو في الدماغ، مما يُعطل نشاط خلايا الدماغ وتواصلها.

كما يختلف الخرف الخفيف عن مرض الزهايمر، رغم أن ضعف الإدراك الخفيف يمكن أن يُعتبر مرحلة مبكرة من الزهايمر، إلا أن الخرف الخفيف يُعرّف بأنه المراحل الأولية من التدهور الإدراكي الناتج عن عوامل متعددة، بينما يُعتبر مرض الزهايمر نوعًا محددًا من الخرف.

كما يُعتبر التقدم في العمر العامل الأكثر تأثيرًا في زيادة خطر الإصابة بالزهايمر، أما الزهايمر المبكر (الذي يصيب الأفراد في عمر أقل من 65 عامًا)، فإن أسبابه غالبًا ما تكون غير معروفة، ولكن يمكن أن تلعب العوامل الوراثية، والتاريخ العائلي دورًا في زيادة هذا الخطر.

أعراض مرض الزهايمر

تعرف على أعراض ألزهايمر لتجيب بنفسك عن هل الخرف هو الزهايمر؟

  • فقدان الذاكرة: يُعتبر من أول أعراض الزهايمر المبكرة والأكثر شيوعًا، حيث يعاني المرضى من صعوبة في تذكر الأحداث، أو المحادثات التي حدثت مؤخرًا.
  • الارتباك الزماني والمكاني: قد يواجه الأفراد صعوبة في تمييز التواريخ والفصول، وقد يشعرون بالضياع في أماكن يعرفونها جيدًا.
  • صعوبة في أداء المهام اليومية: يجد الأشخاص صعوبة في تنفيذ الأنشطة الروتينية مثل طهي الطعام أو إدارة الأموال، والتي كانت سهلة بالنسبة لهم سابقًا.
  • مشكلات اللغة: يعاني المرضى من صعوبة في العثور على الكلمات المناسبة، وقد يكررون أنفسهم، أو يواجهون صعوبة في الانخراط في المحادثات.
  • قضايا الحكم واتخاذ القرار: قد يظهر سوء في اتخاذ القرارات، خاصة في الأمور المالية، حيث تبدو الخيارات غير معتادة.
  • وضع الأشياء في أماكن غير مناسبة: يميل المرضى إلى ترك الأشياء في أماكن غير متوقعة، مما يجعل من الصعب عليهم العثور عليها لاحقًا.
  • تغيرات في المزاج والشخصية: قد يشعر الشخص بتقلبات مزاجية، أو انفعالات، أو يظهر سلوكيات تبدو غير طبيعية.
  • الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية: قد يتجنب الفرد التواصل الاجتماعي، أو العمل، أو الهوايات التي كانت تُمتعُه في السابق.
  • صعوبة في الوعي المكاني: يواجه الشخص تحديات في فهم الصور والعلاقات المكانية، مما يؤثر على مهارات القراءة، القيادة، والتنقل.
  • فقدان المبادرة: يحدث انخفاض في الدافع لبدء أو إتمام المهام، وقد يميل الشخص إلى السلبية، أو عدم الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا.

كيف تعرف أنك تُعاني الزهايمر أو الخرف؟

يتطلب تشخيص مرض الزهايمر، أو أي نوع آخر من الخرف دراسة شاملة، وواعية من قبل متخصصي الرعاية الصحية، حيث يتضمن هذا التقييم النظر في التاريخ الطبي للمريض، وإجراء الفحوصات الجسدية والعصبية، بالإضافة إلى الاختبارات الإدراكية وتصوير الدماغ، وفي بعض الحالات، قد تتطلب الأمور الخضوع للاختبارات الجينية.

فهل الخرف هو الزهايمر؟ يُعتبر مرض الزهايمر من أكثر أنواع الخرف شيوعًا، ويتميز بتطور يمكن توقعه بشكل نسبي، بينما يشمل الخرف طيفًا واسعًا من الاضطرابات، التي تختلف في أنماطها ومعدلاتها التطورية.

ما الفرق بين الزهايمر والنسيان؟

بعد معرفة هل الخرف هو الزهايمر؟ إليكَ أيضًا الفرق بين الزهايمر والنسيان:

  • يحدث النسيان من حين إلى آخر دون أن يؤثر سلبًا على سير يومك، بينما يُعتبر الخرف عائقًا يثقل كاهل الحياة اليومية الأساسية، فقد ينسى الفرد الذي يعاني من النسيان عبارةً أو موعدًا، لكنه سرعان ما يستعيدها في وقت لاحق.
  • في المقابل، يواجه الشخص المصاب بالخرف تحديات جسيمة في استرجاع محادثات كاملة، وقد يحتاج إلى دعمٍ في شؤون حياته اليومية.

ومع ذلك، يبقى أحد أبرز مؤشرات معرفة هل الخرف هو الزهايمر هو موضوع السلامة، فالنسيان، في أغلب الأحيان، لا يمثل خطرًا على سلامة الفرد، بينما الخرف يُسفر عن حالة من الارتباك الشديد، وقد يؤدي إلى التجول بلا هدف، أو تفويت الوجبات، أو سلوكيات غريبة قد تكون خطيرة.

لذا، يُعد الحصول على الدعم المهني أمرًا حيويًا في حالة الإصابة بالخرف، فهو يسعى جاهدًا لضمان سلامة أحبائك يوميًا في بيئة مُهيأة خصيصًا لتلبية احتياجاتهم.

الخلاصة

هل الخرف هو الزهايمر؟ يعد فهم الاختلافات بين الخرف ومرض الزهايمر أمرًا حيويًا لضمان التشخيص والعلاج والرعاية المناسبة، على الرغم من أن التشخيص النهائي لا يمكن تأكيده إلا من خلال تشريح الجثة، إلا أن الأطباء يعتمدون عادةً على التاريخ الطبي، وأحياناً على تصوير الدماغ والفحوصات المخبرية، للتوصل إلى تشخيص محتمل، ورغم عدم وجود علاج نهائي لمرض الزهايمر حتى الآن، فإن الأدوية وخدمات الدعم يمكن أن تحسن بشكل كبير من جودة حياة المرضى.

قد تكون رعاية شخص مصاب بالخرف مجهدة للغاية، إذا كنت تواجه صعوبات في تقديم الرعاية اللازمة لأحبائك، فإن طلب الدعم المهني أمر حيوي.

لا تتردد في التواصل معنا اليوم للحصول على استشارة، أو معلومات حول خدمات الرعاية المتخصصة التي نقدمها.

المصادر

اذهب إلى الأعلى