جراحات السمنة ، كل ما يهمك معرفته
تعد جراحات السمنة إحدى الحلول التي تعالج السمنة التي تعتبر من أهم مشكلات عصرنا الصحية، بسبب ما تحمله من عواقب صحية على المريض، ولدى جراحات السمنة مخاطر متعددة وشروط محددة لا يمكن تجاهلها عند اتخاذ قرار إجراءها.
سنتناول في هذا المقال مفهوم جراحات السمنة وأنواعها ومخاطرها وشروط إجرائها والعديد من الأسئلة المتعلقة بها.
ما هي جراحات السمنة؟
وتسمى أيضاً جراحة فقدان الوزن، هي فئة من العمليات الجراحية التي تهدف إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من السمنة على فقدان الوزن.
قد يوصي مقدمو الرعاية الصحية بإجراء جراحة لعلاج البدانة إذا فشلت طرق فقدان الوزن الأخرى، وإذا بدا أن السمنة تشكل خطراً أكبر على الصحة من الجراحة.
تعمل إجراءات جراحات السمنة عن طريق تعديل الجهاز الهضمي (عادةً المعدة) وأحياناً الأمعاء الدقيقة أيضاً، لتنظيم عدد السعرات الحرارية التي يمكن استهلاكها واستيعابها.
يمكن أن تساعد هذه الإجراءات في علاج ومنع العديد من الأمراض الأيضية المرتبطة بالسمنة، بما في ذلك مرض السكري وأمراض الكبد الدهنية، لكن جراحة إنقاص الوزن ليست حلاً سريعاً سهلاً ،حيث يتطلب الأمر التحضير مسبقاً وتغيير نمط الحياة على المدى الطويل بعد ذلك ليكون ناجحاً.
لماذا يتم إجراء جراحة السمنة؟
جراحات السمنة هي العلاج الأكثر نجاحاً على المدى الطويل للسمنة من الدرجة الثالثة.
وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة (NIH) يكاد يكون من المستحيل بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة من الدرجة الثالثة الحفاظ على فقدان الوزن من خلال النظام الغذائي وممارسة الرياضة وحدها.
ما هي أنواع الحالات التي يمكن أن تعالجها جراحة السمنة؟
ترتبط السمنة بالعديد من الأمراض المزمنة التي يمكن أن يهدد الكثير منها حياة المصاب. وبعد إجراء جراحة فقدان الوزن، تتحسن هذه الظروف وعوامل الخطر بشكل كبير. وتشمل هذه الأمراض:
- ارتفاع الدهون:
فرط شحميات الدم (ارتفاع نسبة الكوليسترول)، يعني أن الدم يحتوي على الكثير من الدهون التي يمكن أن تتراكم وتؤدي إلى انسداد في الأوعية الدموية، وهذا هو السبب في أن ارتفاع نسبة الكوليسترول يمكن أن يعرض المريض لخطر الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية.
- ارتفاع ضغط الدم:
ارتفاع ضغط الدم يعني أن قوة تدفق الدم عبر الأوعية الدموية مرتفعة للغاية، وهذا يؤدي إلى تآكل جدران الأوعية الدموية، ويعرض لخطر أكبر للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
- ارتفاع نسبة السكر في الدم:
يرتبط ارتفاع السكر في الدم بشكل كبير بمقاومة الأنسولين ويعتبر مقدمة لمرض السكري.
- داء السكري من النوع 2:
يمكن أن يؤدي تخزين الدهون الزائدة إلى مقاومة الأنسولين مما قد يؤدي إلى الإصابة عند البالغين بمرض السكري النوع الثاني .
يزداد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 20٪ لكل زيادة بمقدار نقطة واحدة على مقياس مؤشر كتلة الجسم (BMI).
- الأمراض القلبية:
يمكن أن تؤدي السمنة إلى ضعف وظيفة القلب وقصور القلب الاحتقاني، كما تتراكم الترسبات داخل الشرايين، ويزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
- الأمراض الكلوية:
تعد المتلازمات الأيضية المرتبطة بالسمنة بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم ومقاومة الأنسولين وقصور القلب الاحتقاني، من العوامل الرئيسية المساهمة في الإصابة بأمراض الكلى المزمنة والفشل الكلوي.
- توقف التنفس أثناء النوم:
يتوقف الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم غير المعالج عن التنفس بشكل متكرر أثناء نومهم عندما يصبح الجهاز التنفسي العلوي مسدوداً، تقلل هذه النوبات من تدفق الأكسجين إلى الأعضاء الحيوية وتعرض القلب للخطر بشكل خاص.
- هشاشة العظام:
يؤدي الوزن الزائد إلى زيادة الضغط على المفاصل مثل الركبتين وهذا يزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب المفاصل العظمي (مرض تنكس المفاصل).
- مرض الكبد الدهني غير المرتبط بالكحول (NAFLD):
يحدث NAFLD عندما يبدأ الجسم في ترسيب الدهون الزائدة في الكبد، حيث يمكن أن يؤدي إلى التهاب الكبد الدهني غير المرتبط بالكحول (NASH) وهو التهاب مزمن يمكن أن يسبب ضرراً طويل الأمد للكبد.
- السرطان:
في حين أن العلاقة ليست مفهومة تماماً إلا أن السمنة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأكثر من عشرة أنواع من السرطان كما أنها تزيد من خطر الوفاة بسبب السرطان بنسبة تزيد عن 50%.
متى تصبح جراحة السمنة ضرورية؟
تبدأ متطلبات جراحة السمنة بتشخيص السمنة من الدرجة الثالثة/ وهذا يعني إما:
- أن يكون مؤشر كتلة الجسم 40 أو أعلى: مؤشر كتلة الجسم (BMI) هو وسيلة لتقدير كمية الدهون في الجسم بناءً على نسبة الطول إلى الوزن، وترتبط النتيجة 40 أو أعلى بارتفاع خطر الإصابة بالأمراض ذات الصلة بالسمنة.
- أن يكون مؤشر كتلة الجسم 35 على الأقل، وأن يكون لدى المريض مشكلة صحية واحدة على الأقل ذات صلة، ويعتبر مؤشر كتلة الجسم البالغ 35 دون وجود مشكلة صحية ذات صلة سمنة من الدرجة الثانية.
المعايير أعلى قليلاً بالنسبة للمراهقين، حيث قد يكون المراهق مرشحاً إذا كان لديه:
- مؤشر كتلة الجسم لا يقل عن 40 وحالة طبية مرتبطة بالسمنة.
- مؤشر كتلة الجسم لا يقل عن 35 وحالة طبية حادة مرتبطة بالسمنة.
كيف يتم التحضير لجراحة السمنة؟
- قبل تحديد موعد لجراحة السمنة سيرغب مقدم الرعاية الصحية في التأكد من أن المريض مؤهل صحياً للخضوع لجراحة، حيث قد يحتاج المريض إلى اجتياز اختبارات الفحص الطبي للتأكد من أن الجراحة آمنة.
- يجب الإقلاع عن التدخين أو الكحول أو المخدرات قبل إجراء مثل هذه الجراحات.
- قد يطلب الجراح اتباع نظام غذائي قبل جراحات السمنة لبضعة أسابيع للتحضير للعملية، وذلك لتقليل الدهون الموجودة داخل البطن، مما يجعل العملية أكثر أماناً ويقلل من خطر حدوث مضاعفات.
ما هي الأنواع المختلفة لجراحات السمنة؟
- تكميم المعدة.
- تحويل مسار المعدة.
- تحويل مسار البنكرياس والقنوات الصفراوية مع تبديل الاثني عشر (BPD-DS).
- جراحة تحويل الاثني عشر (SIPS).
ما نوع الرعاية بعد العملية الجراحية التي يحتاجها المريض بعد جراحة فقدان الوزن؟
خلال السنة الأولى بعد الجراحة يجب مراجعة الطبيب بانتظام لإجراء زيارات المتابعة والاختبارات حيث يجب إجراء اختبارات الدم الأيضية لمراقبة مدى تحسن الصحة وفحص أي نقص غذائي.
بعد السنة الأولى إذا كان المريض بصحة جيدة وفقد الكثير من الوزن فقد يرغب في مناقشة خيارات نحت الجسم مع مقدم الرعاية الصحية حيث يمكن أن يساعد نحت الجسم على إزالة طيات الجلد الزائدة وشد الأنسجة الرخوة.
ما مقدار الوزن الذي يفقده المريض مع جراحة السمنة؟
يفقد معظم الأشخاص (حوالي 90% منهم) حوالي 50% من وزنهم الزائد بعد جراحات السمنة ويحافظون على هذا الوزن.
الإجراءات المختلفة لها نتائج مختلفة قليلاً يبلغ متوسط فقدان الوزن بعد إجراء عملية تحويل مسار المعدة حوالي 70% من وزن الجسم الزائد وبعد تحويلة الاثني عشر تكون النسبة حوالي 80% بينما تتراوح نسبة فقدان الوزن بعد عملية تكميم المعدة بين 30% إلى 80%.
ما هي مخاطر جراحات السمنة؟
عند الموازنة بين إيجابيات وسلبيات جراحات السمنة، من المهم مراعاة مخاطر العملية نفسها بالإضافة إلى الآثار الجانبية المحتملة التي قد تحدث بعد ذلك.
- المضاعفات الجراحية:
جميع العمليات الجراحية تنطوي على مخاطر معينة وقد تنطوي العمليات الأطول والأكثر تعقيداً على المزيد، تشمل المخاطر ما يلي:
- نزيف.
- عدوى.
- جلطات الدم.
- الفتق.
- انسداد الأمعاء الدقيقه.
- تسربات الاندماج المفاغرة. Anastomosis
- الآثار الجانبية للجراحة:
يمكن أن تسبب العمليات الجراحية التي تعدل الجهاز الهضمي بعض المضاعفات الهضمية؛ وتسمى هذه أحياناً متلازمات ما بعد استئصال المعدة، تشمل المضاعفات المحتملة ما يلي:
- متلازمة الإغراق:
هذه مجموعة من الأعراض التي يمكن أن تحدث عندما تقوم المعدة بإلقاء الطعام بسرعة كبيرة إلى الأمعاء الدقيقة. قد يعاني ما يصل إلى 50% من الأشخاص الذين خضعوا لجراحة السمنة من بعض أعراض متلازمة الإغراق بعد ذلك.
يمكن أن تشمل الأعراض الغثيان والإسهال وتشنجات البطن ونقص السكر في الدم، وعادةً ما تتلاشى مع مرور الوقت.
- سوء الامتصاص وسوء التغذية:
تعمل العديد من عمليات جراحات السمنة على إحداث سوء الامتصاص في الأمعاء الدقيقة لتقليل السعرات الحرارية التي يمتصها الجسم، لكن سوء الامتصاص يمكن أن يؤدي إلى براز رخو كما يمكن أن يؤدي أيضاً إلى نقص التغذية ونقص الفيتامينات.
- الارتجاع الصفراوي:
يمكن أن تؤدي الجراحة التي تؤثر على صمام البواب (وهو الفتحة الموجودة بين المعدة والأمعاء الدقيقة) إلى خلل وظيفي، حيث إذا لم يغلق صمام البواب بشكل صحيح فإن إحدى النتائج المحتملة هي الارتجاع الصفراوي؛ وهذا يعني أن الصفراء التي ترسلها المرارة إلى الأمعاء الدقيقة للمساعدة في هضم الطعام يمكن أن ترتد إلى المعدة.
يمكن أن يؤدي ارتجاع الصفراء إلى تآكل بطانة المعدة مما يؤدي إلى التهاب المعدة وقرحة المعدة.
- حصوات المرارة:
يؤدي فقدان الوزن السريع إلى إرسال كمية كبيرة من الكوليسترول إلى الكبد لمعالجته وعندما يرسل الكبد الصفراء إلى المرارة فإنه يحمل معها المزيد من الكوليسترول. يمكن أن يتراكم هذا الكوليسترول الزائد في المرارة ويشكل حصوات الكوليسترول في المرارة.
لا تسبب حصوات المرارة مشاكل دائماً ولكنها قد تكون خطيرة إذا انتقلت وعلقت في القنوات الصفراوية
ما هي التحاليل الواجب إجراؤها بعد جراحات السمنة؟
بسبب المضاعفات التي يعاني منها المريض الذي خضع لجراحة السمنة يجب إجراء مجموعة من التحاليل لمراقبة المريض ومتابعته، وتشمل هذه التحاليل:
- تحليل صورة الدم CBC: وذلك لمتابعة أي حالة إنتانية قد يعاني منها المريض بعد العمل الجراحي، كما يساعد في متابعة هيموغلوبين دم المريض وكشف أي فقر دم قد يعاني منه.
- تحاليل الفيتامينات: بعد عمليات جراحة السمنة يحدث نقص امتصاص للفيتامينات، وخاصة المنحلة في الدسم وفيتامين b 12، لذا يجب إجراء تحاليل الفيتامينات هذه للتأكد من صحة المريض.
- يجب إجراء تحاليل مراقبة لمستويات السكر والدسم والكولسترول ومتابعة انخفاضها بعد إجراء مثل هذه العمليات للتأكد من نجاح العملية.
ما هي فوائد جراحة السمنة؟
- فقدان الوزن بشكل ملحوظ ومستمر.
- خفض هرمونات الجوع وتحسين عملية التمثيل الغذائي.
- إدارة الكولسترول والسكر في الدم.
- حياة أطول وأكثر صحة.
هل تتوفر تحاليل جراحات السمنة في مختبرات دلتا الطبية؟
بكل تأكيد، تتوفر جميع أنواع تحاليل جراحات السمنة قبل وبعد إجرائها، في مختلف فروع مختبرات دلتا الطبية في السعودية، حيث يمكن للمريض اختيار الفرع الأقرب له، أو طلب خدمة السحب المنزلي التي توفرها مختبرات دلتا مجاناً، مع ضمان الحصول على نتائج موثوقة ودقيقة تساهم في تشخيص الأعراض بشكل صحيح.
ختاماً، علينا أن نعلم أنّ السّمنة عرض خطير ويؤدّي لمشاكل صحّيّة متنوعة، لذا يجب التّخلّص منها واستشارة الطّبيب لاختيار الوسيلة الملائمة لخسارة الوزن.
المراجع
American Society for Metabolic and Bariatric Surgery. Bariatric Surgery Procedures
Endocrine Society. Bariatric Surgery
Madura JA 2nd, Dibaise JK. Quick fix or long-term cure? Pros and cons of bariatric surgery