غضروف الرقبة والصداع: ما العلاقة ومتى تحتاج لزيارة الطبيب؟
هل تعاني من آلام مستمرة في الرقبة، أو صداع مزمن مجهول السبب؟ قد يكون غضروف الرقبة، هو السبب الخفي وراء هذه الأعراض المزعجة، حيث أنه يُعد من أكثر المشاكل الصحية، التي يُعاني منها كبار السن بشكل كبير، مقارنةً بالفئات الأقل سننا، وفيما يلي سوف نتعرف بشكل دقيق عن هذا الغضروف، ومتى يُمثل خطورة، وكيفية علاجه؟ وغيرها من معلومات.
أعراض غضروف الرقبة
يُعد غضروف الرقبة جزءًا أساسيًا من العمود الفقري، حيث يعمل كوسادة مرنة بين الفقرات، لامتصاص الصدمات، وتسهيل حركة الرقبة بسلاسة، وتؤثر كثير من العوامل عليه بشكل سلبي، مثل: (الجلوس بشكل غير صحيح أو لفترة طويلة، حمل الاشياء الثقيلة، زيادة الوزن، وغيرها)، كما أن التقدم في العمر، يُعد من أبرز أسباب الإصابة به، نظرًا لـ(قلة النشاط البدني، وضغف العضلات والأعصاب، وقلة الكالسيوم والفيتامينات الضرورية)، فكل هذا يتسبب في عدد من الأعراض المزعجة كما يلي:
ضعف العضلات
عندما يتعرض غضروف الرقبة للتآكل أو الانزلاق، قد يضغط على الأعصاب القريبة منه؛ مما يعيق انتقال الإشارات العصبية إلى العضلات؛ مُتسببًا في ضعف عضلات الرقبة والكتفين، وصعوبة تحريكهما، وعادةً ما يحدث ذلك بشكل تدريجي.
الصداع
يُعد من أبرز الأعراض الدالة على وجود مشكلة في الرقبة، حيث أن هذا النوع من الصداع، يتميز بأنه يُصيب مؤخرة الرأس، ويُمكن أن يمتد إلى الجبهة والعينين، وقد يزداد مع الحركة أو الجلوس لفترات طويلة.
الإحساس بالخدر أو الوخز في الكتفين
يحدث هذا العرض، نتيجة ضغط الغضروف المنزلق، على الأعصاب العنقية؛ مما يؤدي إلى اضطراب الإحساس في الكتفين والذراعين، وقد يكون متقطعًا، أو مستمرًا، ويتوقف ذلك حسب درجة الانضغاط العصبي.
ألم وتصلب في الرقبة
يُشير إلى وجود التهاب، ناتج عن تآكل غضروف الرقبة أو انزلاقه؛ مما يؤدي إلى تقليل المسافة بين الفقرات، وزيادة الاحتكاك، وهو ما يسبب الألم وصعوبة تحريك الرقبة بحرية.
ألم لوحى الكتف
عندما يتضرر الغضروف، قد يسبب ضغطًا على جذور الأعصاب الممتدة، إلى منطقة لوحي الكتف الواقعين في الظهر؛ مما يؤدي إلى شعور بألم مستمر في هذه المنطقة.
ألم يمتد إلى الذراعين والأصابع
يقوم الغضروف بالضغط على جذور الأعصاب العنقية، فقد يمتد الألم إلى الذراعين وحتى الأصابع، حيث يشعر المريض بألم حاد، أو إحساس بالحرقان في الأطراف العلوية.
زيادة الألم مع الحركة أو الجلوس
يتفاقم الألم عند الوقوف أو الجلوس أو العطس، أو عند إمالة الرقبة للخلف؛ بسبب زيادة الضغط على الفقرات العنقية، والغضاريف المتضررة؛ مما يؤدي إلى تهيج الأعصاب، وزيادة شدة الألم.
الإحساس بالخدر أو التنميل في الرقبة والذراعين
يحدث التنميل بسبب انضغاط الأعصاب العنقية؛ مما يؤثر على قدرة الأعصاب، على نقل الإحساس بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى شعور بالخدر أو فقدان الإحساس في بعض المناطق من الرقبة والذراعين.
تيبس العضلات وصعوبة الحركة
يظهر هذا العرض بسبب التهاب غضروف الرقبة، أو تعرضه للتآكل؛ مما قد ينتج عنه تيبس العضلات المحيطة، وجعل الحركة أكثر صعوبة.
متى يكون غضروف الرقبة خطير؟
هذا النوع من الغضاريف، يُمثل خطورة في جميع الأوضاع، ولكنه يُمثل خطورة كبيرة، تستدعي مراجعة الطبيب المختص، لاتخاذ القرار اللازم بشأن إمكانية علاجه، أم يحتاج إلى إجراء عملية جراحية، عندما يتسبب في الضغط على الحبل الشوكي؛ مما قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة مثل: (الشلل).
الفرق بين الانزلاق الغضروفي وغضروف الرقبة
يعتقد البعض أن كلاهما نفس الشيء، ولكن في الحقيقة هما مختلفين، وفيما يلي نتعرف على الفرق بينهما:
- غضروف الرقبة: هو النسيج الموجود بين فقرات العمود الفقري العنقي (الرقبة)، والذي يعمل كوسادة تمتص الصدمات وتساعد على سهولة الحركة.
- الانزلاق الغضروفي: هو حالة مرضية تحدث عند تعرض الغضروف إلى ضرر؛ مما يؤدي إلى خروج المادة الداخلية الهلامية للغضروف وضغطها على الأعصاب القريبة.
علاج غضروف الرقبة
تتعدد طرق علاج غضروف الرقبة، حسب درجة الألم التي يُعاني منها كل مريض، ومن أبرز سُبل العلاج ما يلي:
العلاج الدوائي
يُعد من أبرز الحلول المستخدمة لتخفيف أعراض الغضروف، حيث يساعد في تقليل الألم، تقليل الالتهاب، وتحسين القدرة على الحركة، ويعتمد الأطباء على مجموعة من الأدوية، مثل:
- مرخيات العضلات: مثل: (سيكلوبنزابرين)، والتي تُستخدم لعلاج التشنجات العضلية وتخفيف التصلب.
- الأدوية المضادة للصرع: مثل: (جابابنتين)، والتي تساعد في تخفيف الألم العصبي المرتبط بمشكلات غضروف الرقبة.
- المسكنات الأفيونية: هي مسكنات تستعمل بشكل قانوني، تحت إشراف طبي، مثل: (الهيدروكودون)، والتي تُستخدم لتخفيف الآلام الشديدة.
- الحقن الستيرويدية: مثل: (بريدنيزون)، والتي تساعد في تقليل الالتهابات وتخفيف الألم.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: مثل: (ديكلوفيناك)، والتي تعمل على تقليل التورم، وتخفيف الانزعاج الناتج عن الالتهاب.
الجدير بالذكر، لا تؤخد هذه الأدوية السابقة، إلا بأمر من الطبيب المختص، حيث أن الجرعات الخاطئة، قد تتسبب في مضاعفات خطيرة تهدد سلامة الإنسان.
العلاج الطبيعي
يُساهم العلاج الطبيعي في التخفيف من أعراض الغضروف، بشكل كبير، من خلال تقوية عضلات الرقبة والكتفين، باستخدام عدد من التمارين لشد العنق وزيادة المسافات بينهما؛ مما يُساعد على تقليل الضغط على الجذور العصبية والحبل الشوكي.
العلاج الجراحي
في الحالات المتقدمة من غضروف الرقبة، قد يصبح التدخل الجراحي، ضروريًا، نظرًا لعدم استجابة المريض للعلاجات التقليدية، وتهدف الجراحة إلى إزالة الزوائد العظمية، أو الأجزاء التالفة من الغضروف التي قد تسبب ضغطًا على الأعصاب الشوكية أو الحبل الشوكي؛ مما يساعد على تخفيف الألم، وتحسين حركة الرقبة، عن طريق توفير مساحة أكبر للأعصاب.
تمارين غضروف الرقبة
تلعب التمارين الرياضية، دورًا هامًا، في الحفاظ على علاج غضروف الرقبة ومنع تآكله أو تعرضه للانزلاق، حيث تُساعد هذه التمارين على تقوية عضلات الرقبة والكتفين، وتحسين تدفق الدم إلى الغضاريف؛ مما يقلل من الضغط على الفقرات، ويحافظ على مرونتها، وفيما يلي نستعرض أبرز التمارين:
-
تدوير الكتفين
الخطوات:
- قف بشكل مستقيم، مع إبقاء القدمين متباعدتين بمسافة تعادل عرض الكتفين.
- ابدأ بتحريك الكتفين للأعلى، ثم للخلف، ثم للأسفل بحركة دائرية بطيئة ومريحة.
- كرر هذه الحركة 5 مرات في نفس الاتجاه.
- بعد ذلك، قم بتدوير الكتفين في الاتجاه المعاكس بنفس الطريقة لمدة 5 مرات.
الجدير بالذكر، يُساعد هذا التمرين في تقليل التوتر في الرقبة والكتفين، وتحسين مرونة المفاصل، وتعزيز تدفق الدم إلى العضلات المحيطة بالرقبة.
-
تدوير الرقبة
الخطوات:
- اجلس على كرسي في وضعية مريحة ومستقيمة.
- قم بتدوير رأسك ببطء نحو اليمين حتى تشعر بتمدد خفيف في عضلات الرقبة.
- حافظ على هذا الوضع لمدة 10 ثوانٍ، ثم أعد رأسك إلى المنتصف.
- بعد ذلك، أدر رأسك ببطء نحو اليسار وثبت الوضعية لمدة 10 ثوانٍ.
- كرر هذا التمرين 5 مرات لكل جانب لتعزيز مرونة الرقبة وتخفيف التوتر العضلي.
-
إمالة الرأس
الخطوات:
- قف مستقيمًا أو اجلس على كرسي مع الحفاظ على وضعية صحيحة.
- قم بإمالة رأسك نحو الكتف الأيمن، مع محاولة إبقاء الكتف الأيسر منخفضًا.
- حافظ على هذه الوضعية لمدة 10 ثوانٍ، ثم أعد رأسك إلى الموضع الطبيعي.
- كرر نفس الخطوة بإمالة الرأس نحو الكتف الأيسر.
- أكمل التمرين بتكراره 5 مرات لكل جانب.
-
تمديد الرقبة
الخطوات:
- ابدأ بالجلوس على كرسي مستقيم، ثم انحني ببطء حتى ينخفض رأسك باتجاه الأمام حتى يلتقي الذقن مع الصدر.
- احتفظ بهذا الوضع لمدة 10 ثوانٍ قبل أن تعيد رأسك إلى وضعية الاستقامة.
- بعد ذلك، قم بتمديد رأسك للخلف، وثبّت هذه الوضعية لمدة 10 ثوانٍ.
- كرر عملية التمديد لكل من الوضع الأمامي والخلفي 5 مرات.
نصائح لمرضى غضروف الرقبة
- الجلوس في وضعية مريحة.
- عدم الوقوف أو الجلوس لفترة طويلة.
- ممارسة اليوجا.
- استخدام الكمادات الباردة والدافئة، على منطقة الألم.
- عدم حمل الاشياء الثقيلة.
- عدم النوم لفترة طويلة على وضعية واحدة.