باقة الفحص الشامل - عروض شهر رمضان - مختبرات دلتا

ما هو تسمم الحمل؟ دليل شامل للحامل والجنين

يُعتبر تسمم الحمل من أخطر المضاعفات التي قد تؤثر على صحة الأم وتهدد سلامة الجنين، حيث تبدأ أعراضه بشكل طفيف، لكنها قد تتفاقم سريعًا، إذا لم تُكتشف وتعالج في الوقت المناسب، لذا، فإن التعرف على العلامات المبكرة، وأسباب حدوثه، وطرق الوقاية منه يُعد أمرًا ضروريًا لضمان حمل صحي وآمن.

ويُعرف بأنه (حالة مرضية طارئة تحدث نتيجة خلل في وظائف الجسم الحيوية)، مثل: (ارتفاع ضغط الدم المستمر والمفاجئ)، وعادةً ما يحدث في الثلث الثالث والأخير من الحمل، أي بعد الأسبوع العشرين، وينقسم التسمم إلى 3 مراحل، حسب فترة حدوثه، وهي كالأتي:

  • تسمم الحمل قبل الولادة.
  • التسمم أثناء الولادة.
  • التسمم بعد الولادة.

أسباب تسمم الحمل

أكد الباحثون أن الأسباب الدقيقة لهذه الحالة، لا تزال غير معروفة بشكل كامل، إلا أنهم يرجحون أنها تنتج عن مجموعة من العوامل المعروفة بتأثيرها على الحمل، وفي حال عدم التعامل معها بشكل صحيح، قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة؛ ومن أبرز هذه العوامل:

أمراض المناعة الذاتية

تُعتبر اضطرابات المناعة الذاتية، مثل: (الذئبة الحمراء والتهاب المفاصل الروماتويدي، وغيرها)، من العوامل التي تُزيد من خطر الإصابة بـتسمم الحمل، هذه الحالات قد تؤثر على وظائف الأوعية الدموية والمشيمة؛ مما يزيد من احتمالية حدوث مضاعفات أثناء الحمل.

أمراض القلب والأوعية الدموية

تلعب الأوعية الدموية، دورًا هامًا في تدفق دم الأم إلى المشيمة لتغذية الجنين، وعند وجود مشكلة صحية مثل: (اضطرابات ضغط الدم)، يُساهم ذلك في زيادة خطر الإصابة بالتسمم أثناء الحمل. 

الحمل بتوأم

تُعد النساء اللاتي يحملن بتوأم أو أكثر، هن أكثر الحوامل عُرضة، للإصابة بالتسمم، نظرًا للتغيرات المضاعفة التي تحدث داخل جسم المرأة نتيجة وجود جنينين؛ مما يُشكل عبئًا على الجسم.

السمنة المفرطة 

تُعد زيادة الوزن من العوامل المؤثرة سلبًا على الصحة، إذ ترتبط بارتفاع مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض، بما في ذلك تسمم الحمل؛ نظرًا لتأثيرها بشكل مباشر على وظائف الأوعية الدموية، حيث تؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول وتراكمه في الشرايين، مما يعيق تدفق الدم بشكل طبيعي. 

عمر الحامل

ينعكس سن الحامل على صحة الحمل، حيث أن حمل النساء تحت سن 20 عامًا أو تخطيه لسن 35 عامًا، يُعرض المرأة إلى خطر الإصابة بالتسمم، وذلك نظرً للتغيرات الفسيولوجية والمناعية في هذه المراحل العمرية.

 

الأمراض المزمنة

الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل: (ارتفاع ضغط الدم، السكري، أمراض الكلى، أو الصداع النصفي)، يُمكن أن يُساهم في خطر الإصابة بالتسمم، حيث أن جميع هذه الأمراض، يؤثر على وظائف الأوعية الدموية، ويزيد من العبء على الجسم أثناء الحمل.

فقر الدم المزمن

 تتسبب الأنيميا في خفض قدرة الدم على نقل الأكسجين بشكل كافٍ إلى كافة أجزاء الجسم، بما فيها المشيمة؛ مما يؤثر على صحة الأم والجنين، ويزيد من مخاطر حدوث التسمم.

تاريخ مرضي للإصابة بالتسمم

 إذا تعرضت المرأة إلى الإصابة بتسمم الحمل، خلال حملها السابق، فتكون أكثر عُرضة للإصابة به مجددًا، لذا تتطلب مراجعة الطبيب بشكل مستمر خلال الحمل الثاني، لمنع حدوث مخاطر.

العامل الوراثي

 وجود تاريخ عائلي للتسمم، مثل: (إصابة الأم أو الأخت)، قد يزيد من احتمالية الإصابة به، حيث أن العوامل الوراثية، تلعب دورًا في تحديد القابلية لتطور الأمراض.

الفاصل الزمني للحمل

قد يؤثر الفاصل الزمني المتباعد أو المتقارب، على سلامة الحمل، وهو من العوامل النادرة، حيث يُنصح بأن يتم اتخاذ خطوة الحمل مجددًا، بعد مرور عامين من الحمل السابق، حتى تكون المرأة مستعدة فسيولوجيا لهذه المرحلة.

أعراض تسمم الحمل

تتعدد علامات تسمم الحمل، حيث أنها قد تبدأ بسيطة وغير واضحة؛ مما يؤدي إلى صعوبة التمييز بينها وبين أمراض أخرى، ولكن سرعان ما تتفاقم، ويُعد ارتفاع ضغط الدم للحامل، من أبرز تلك العلامات، فعندما يتخطى حاجز 90/140 مليمتر زئبقي، ويُصاحبه تورم وانتفاخ الجسم، بالإضافة إلى وجود بروتين في البول، فكل هذا يدل على وجود مشكلة تهدد الحمل، وهُناك أعراض أخرى أيضًا، مثل: 

  • قلة إدرار البول: يُلاحظ انخفاض في كمية البول المُفرزة؛ نتيجة تأثير التسمم على وظائف الكلى.
  • الغثيان والتقيؤ: قد تشعر الحامل بهذه الأعراض، التي قد تتشابه مع أعراض الحمل الطبيعية، لذا من الضروري مراجعة الطبيب في هذه الحالة.
  • الشعور بالدوار: يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم، إلى الشعور بالدوار أو الدوخة.
  • ألم حاد في البطن: تظهر هذه الآلام في الجزء العلوي من البطن، وخاصة الجهة اليمنى؛ ويُشير هذا الألم إلى وجود مشكلة صحية في الكبد، ناتجة عن التسمم.
  • اضطرابات في الرؤية: قد تواجه الحامل تشوشًا في الرؤية، أو حساسية مفرطة تجاه الضوء؛ نتيجة تأثير تسمم الحمل على الجهاز العصبي المركزي.
  • صعوبة في التنفس: يمكن أن يؤدي التسمم إلى اضطرابات في وظائف الجسم الحيوية؛ مما ينتج عنه نقص الأكسجين في الجسم، والذي يؤدي إلى ضيق التنفس. 
  • ارتفاع إنزيمات الكبد والكلى: بسبب التأثير المباشر للتسمم على هذين العضوين، إذ إنهما من أكثر الأعضاء الحيوية في الجسم والمسؤولين عن تنقية الدم والتخلص من السموم؛ فحدوث أي اضطراب في الجسم، مثل: (ارتفاع ضغط الدم أو ضعف تدفق الدم)، يؤثر عليهما سريعًا؛ مما يؤدي إلى ارتفاع مستوياتهما في الدم.
  • نقص الصفائح الدموية: بسبب تأثير التسمم على مجرى الدم، وحدوث التهابات؛ مما يُساهم في احتمالية حدوث نزيف وظهور كدمات في أماكن متفرقة في الجسم. 
  • الصداع المزمن.

كما تظهر أعراض أخرى خطيرة، تدل على الإصابة بالتسمم، مثل: 

  • اضطرابات في نبض الجنين.
  • الشعور بآلام في المعدة.
  • الإصابة بتشنجات الحمل.
  • تجمع السوائل في الرئة.

هل تسمم الحمل يسبب الوفاة؟

(نعم)، يُمكن أن يسبب الوفاة، في حالة إذا لم يتم التعامل معه بشكل فورى، والسيطرة على الأعراض المصاحبة له، فقد ينتج عنه عدة مضاعفات خطيرة تتسبب في الوفاة، مثل:

أضرار تسمم الحمل على الجنين

يسبب تسمم الحمل، في الكثير من الأضرار البالغة التي تؤثر على الجنين بشكل خطير، مثل:

  • الولادة المبكرة.
  • انفصال المشيمة، والذي ينتج عنه وفاة الطفل.
  • حدوث نزيف عند الولادة.
  • فقدان البصر مؤقتًا.
  • صغر حجم الطفل عند الولادة.

نصائح للوقاية من تسمم الحمل

أثبتت الدراسات، أنه يُمكن أن تُصاب سيدة واحدة من بين 10 سيدات بـتسمم الحمل، ولكن ليس حتميًا ذلك، حيث يُمكن الوقاية من الإصابة به، عن طريقة بعض العادات الصحية والإجراءات الوقائية، التي تُساعد في  تقليل احتمالية حدوث هذه الحالة، وفيما يلي تُدم مختبرات دلتا الطبية، مجموعة من النصائح العامة لتجنب الإصابة بالتسمم أثناء الحمل:

  • تقليل استهلاك الملح لتجنب احتباس السوائل وارتفاع ضغط الدم.
  • تناول من 6 إلى 8 أكواب من الماء يوميًا، للحفاظ على ترطيب الجسم وتعزيز وظائف الكلى.
  • الابتعاد عن الأطعمة المقلية والوجبات الجاهزة، التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون غير الصحية والصوديوم.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم، لتخفيف الضغط على الجسم، وتعزيز الدورة الدموية.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ وفقًا لتوصيات الطبيب، مثل: (المشي والتمارين الخفيفة، لتحسين تدفق الدم والحد من التوتر).
  • رفع القدمين عدة مرات خلال اليوم؛ للمساعدة في تقليل التورم، وتحسين الدورة الدموية.
  • تجنب استهلاك الكحول؛ لأنه قد يزيد من مخاطر المضاعفات الصحية أثناء الحمل.
  • الامتناع عن التدخين، حيث يؤثر سلبًا على الأوعية الدموية؛ ويزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم.
  • التقليل من المشروبات المحتوية على الكافيين، مثل: (القهوة والشاي والمشروبات الغازية)، إذ قد تؤثر على ضغط الدم.
  • الحفاظ على الوزن، حيث أن الوزن الزائد يزيد من مخاطر الإصابة بتسمم الحمل.
  • مراقبة ضغط الدم ومستويات السكر في الدم، بانتظام للكشف المبكر عن أي تغييرات تستدعي التدخل الطبي.
  • اتباع توصيات الطبيب المختص، بشأن الأدوية الوقائية إذا كانت هناك عوامل خطر للإصابة بتسمم الحمل.
  • أخذ جرعات منخفضة من الأسبرين، خلال الثلث الأول من الحمل، بالإضافة إلى مكملات الكالسيوم في المراحل الأخيرة؛ مما يُساعد ذلك في تقليل خطر التسمم لدى النساء الأكثر عرضة للإصابة به، ومع ذلك، يُنصح بالفصل بين تناول كليهما، حيث أن تناولهما معًا قد يُقلل من فعالية الأسبرين.

الجدير بالذكر، يُنصح باتباع هذه النصائح، إلى جانب المتابعة الطبية المنتظمة، حيث  يُساهم ذلك في تقليل خطر الإصابة بتسمم الحمل، وضمان صحة الأم والجنين طوال فترة الحمل.

المصادر

اذهب إلى الأعلى