أشعة السرطان: أنواعها والفرق بينها وبين التحاليل الطبية
في عالم الصحة ، تسود مجموعة من المفاهيم والاعتقادات الخاطئة بشأن العديد من الفحوصات الطبية، كما هو الحال مع أشعة السرطان، حيث يظن الكثيرون أنها مجرد فحص طبي واحد، ولكن في الحقيقة الأمر ليس كذلك.
وتتسبب الاعتقادات الخاطئة في إثارة التساؤلات لدى المرضى وذويهم، لذا، حرصت مختبرات دلتا الطبية، أن تقدم دليل شامل عن أشعة السرطان، بدايةً من التعرف على ماهية كل نوع والهدف منه، ووصولاً إلى الفرق بينه وبين تحاليل الأورام ودلالتها الطبية.
ما هي أشعة السرطان؟
تُعرف أشعة السرطان بأنها أحد أنواع الفحوصات التشخيصية، التي يلجأ إليها الأطباء لإلقاء نظرة شاملة على طبيعة الورم، وهو ما يُمكن الطبيب من وضع تشخيص دقيق، يٌساعده على رسم مرحلة العلاج التي تتناسب مع حالة المريض.
ومع كثرة أنواع فحوصات السرطان التصويرية، قد يتبادر إلى ذهنك سؤال: (ما هي الأشعة التي تكشف عن السرطان؟) والجواب يتمثل في نوع الأشعة التي يرى الطبيب أنها تُساعده في التشخيص.
ولابد من الإشارة إلى أن أشعة السرطان بالرغم من تعدد أنواعها، إلا أن تعطي معلومات مُحددة عن الورم، مما يعني أنها ليست نهائية، فإذا كان الطبيب يشك في وجود ورم، فعادةً ما يقوم بطلب إجراء الخزعة، التي تُعد من الأدوات الطبية الدقيقة والحاسمة لنوع الورم.
ما هي الأشعة التي تكشف السرطان؟
قدمت الدراسات الطبية 6 أنواع من الأشعة الطبية والتي تُعرف باسم (الفحوصات التصويرية)، للكشف عن السرطان، حيث يعمل كل نوع على الكشف عن مجموعة من الأورام، كما يتميز كلً منهما بعدة مميزات، وفيما يلي سوف نتعرف على كل نوع من أنواع أشعة السرطان بشكل منفصل:
الأشعة السينية (X-Ray)
تُعرف الأشعة السينية بأنها أحد أبرز أنواع أشعة السرطان، فهي نوع من الإشعاع الكهرومغناطيسي، الذي يستطيع اختراق أنسجة الجسم المختلفة للحصول على صور داخلية دقيقة، ولكن لابد من الإشارة إلى أن هذه الاشعة تُعطي نتائج أكثر دقة عند إجراؤها على الأنسجة الرخوة كما في العضلات والدهون.
وقد تتساءل: ما نوع السرطان التى تكشفه الأشعة السينية؟ والجواب هو أن هذه الأشعة تتميز بقدرتها في الكشف عن مجموعة من الأورام مثل:
- أورام الجهاز التنفسي: حيث تُعد الأداة الأساسية للكشف عن أورام الرئتين، لأنها تظهر في شكل كتل في تكوين الرئة، وعادةً ما تكشف الأورام الكبيرة.
- أورام البطن: تُساعد الأشعة السينية في الكشف عن أورام الكبد والكلى خاصةً التي تتسم بكبر حجمها، حيث تُساهم في تحديد حجم وموقع الورم.
- أورام العظام: أثبتت هذه الاشعة فعاليتها في الكشف عن أورام العظام، سواء كانت الأولية أو الثانوية، كما في: (الأورام العظمية، أو التي انتشرت في أجزاء آخرى من الجسم)، حيث تُساعد في تقييم مدى تأثر العظام بالورم وتحديد حجمه وموقعه بدقة.
- أورام القصبات الهوائية: تُساعد في تحديد مدى تأثير الأورام على المجرى التنفسي.
- أورام الثدي: يُمكن أن يوصى الطبيب بإجراء الأشعة السينية للكشف عن سرطان الثدي بشكل مبدئي، حيث أن هذه الأشعة ليست دقيقة في الكشف عنه، ويُمكن استبدالها بـ(الماموجرام).
-
استخدامات الأشعة السينية ومخاطرها
تُعد من الأدوات الطبية المهمة، حيث تُستخدم في الآتي:
- الكشف المبكر عن السرطان.
- تحديد حجم الورم والتعرف على موقعه.
- تُساعد الأطباء في وضع الخطة العلاجية المُناسبة.
- تقييم مدى استجابة الجسم للعلاج المستخدم ضد الورم.
وعلى الرغم من أهمية (X-Ray) الطبية، إلا أنها قد تحمل بعض المخاطر لدى البعض مثل:
- التعرض للإشعاع: رغم أن الجرعة المستخدمة تكون منخفضة وآمنة عادةً، إلا أن الإفراط أو التكرار غير المبرر قد يزيد من احتمالية التأثير على الخلايا السليمة.
- الحمل: لا يُفضل إجراء الأشعة السينية للمرأة الحامل، خاصةً في الأشهر الأولى، لما قد تسببه من مخاطر على نمو الجنين.
- الحساسية: في بعض الفحوصات التي تستلزم استخدام مادة صبغية (Contrast)، قد يُصاب بعض المرضى بحساسية تجاه هذه المادة.
ومع ذلك، يؤكد الأطباء أن أضرار الأشعة السينية في التشخيص، تحدث بنسبة نادرة، خاصةً إذا تم إجرائها بدون إشراف طبي متخصص و عدم الالتزام بالجرعات الموصى بها.
الأشعة المقطعية (CT Scan)
تُعتبر من الأدوات التشخيصية الرئيسية للسرطان، ويوصي الأطباء بإجراء كفحص أولى للكشف عن الأورام خاصة مع وجود أعراض دالة عليها، ويُساعد في الكشف عن الأنواع التالية من الأورام:
- سرطان الغدد الليمفاوية.
- سرطان الرئة.
- سرطان الكبد والكلي.
- سرطان المبيض.
- سرطان البنكرياس.
وبالرغم من أهميته الطبية، إلا أنه قد يراودك سؤال: هل الأشعة المقطعية تسبب السرطان؟ والجواب هو أن نسبة حدوث ذلك منخفضة جدا على الرغم من تعرض المريض لكمية أكبر من الأشعة مقارنة بـ(X-Ray)، إلا أن ذلك يحدث نادرًا.
الرنين المغناطيسي (MRI)
يعتقد الكثيرون أن الرنين المغناطيسي MRI هو الوجه الآخر من الأشعة المقطعية CT Scan، ولكن في الحقيقة على الرغم من ارتباط كلاهما بتشخيص السرطان، إلا أن طبيعة كلٍ منهما تختلف عن الآخر.
ويُعد الرنين المغناطيسي من أفضل الطرق التي تُساعد في الكشف المُبكر عن السرطان بأنواعه، وتحديد موقعه، خاصةً سرطان الثدي، كما يكشف عن الأورام الليفية، والمشاكل الصحية المختلفة، مثل:
- تشوهات وإصابات المفاصل، خاصةً في منطقة (الظهر والركبة).
- الكشف عن أنواع معينة من أمراض القلب.
- أمراض الكبد وأعضاء البطن الأخرى.
ويتميز هذا النوع من الأشعة بانعدام المخاطر، نظرًا لاستخدامها مجموعة من الموجات الراديوية والتي يتم إنشاؤها بواسطة جهاز الحاسوب، على عكس أشعة السرطان الأخرى.
الموجات فوق الصوتية (Ultrasound)
تتميز الموجات فوق الصوتية بعدم احتوائها على أي نوع من الأشعة، التي تُساعد على تصوير الجسم والأعضاء، وبالرغم من ذلك فأنها تمتلك قدرة على تحديد حجم ونوع الورم، إذا كان خبيثًا أو حميدًا، وذلك من خلال مظهر الورم.
وتنقسم الموجات فوق الصوتية إلا عدة أنواع، يهدف كل نوع منها على الكشف عن نوع معين من الأمراض، ولكن النوع الأكثر استخدامًا في الكشف عن السرطان هو الموجات فوق الصوتية التقليدية (Conventional Ultrasound).
التصوير البوزيتروني (PET Scan)
هو نوع من أنواع الأشعة المستخدمة للكشف عن السرطان، حيث يعمل من خلال حقن مادة مُشعة، تقوم الخلايا المُصابة بامتصاص كمية كبيرة منها، وخلال مرور جسم الإنسان بجهاز التصوير، يتضح نوع السرطان ومكانه الذي يُعاني منه المريض.
ومن أهم أنواع الأورام التي يكشف عنها التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني:
- سرطان الغدة الدرقية.
- سرطان الرئة.
- سرطان الثدي.
ولا يقتصر دور PET Scan على الكشف عن السرطان، بل يُساعد في الكشف عن:
- الأمراض القلبية: مثل: (مرض الشريان التاجي، النوبات القلبية، ومشاكل أخرى).
- اضطرابات الدماغ مثل: (الصرع، الخرف، مرض الزهايمر، وأورام الدماغ).
هل تكفي الاشعة لتشخيص الأورام؟
في بعض الحالات يُمكن الاكتفاء بنتيجة الاشعة التصويرية للسرطان، وفي حالات أخرى قد يوصى الطبيب المختص بضرورة إجراء المزيد من الفحوصات الطبية، مثل: (الخزعة)، حيث تُساعد في تحديد نوع الورم ومرحلته بدقة؛ مما يعني أن الأمر متغير من حالة إلى أخرى.
ما الفرق بين الأشعة وتحاليل السرطان؟
من المعروف أن السرطان يتميز بتعدد أنواعه؛ مما نتج عنه تعدد أيضًا الفحوصات الطبية التي تُساعد في الكشف عنه، ومن بينها التحاليل الطبية، التي تُعد من الأدوات الطبية التشخيصية.
ولا يوجد فرق كبير بين الاشعة وتحاليل السرطان، فكلاهما يكشف عن الإصابة به، ولكن تٌعد التحاليل إجراء أولى يوصي بإجراء الطبيب المختص، فإذا كانت نتيجة هذه التحاليل غير طبيعية فقد يطلب الطبيب إجراء المزيد من الفحوصات الطبية والتي تتمثل في الأشعة.
ومن أبرز تحاليل السرطان الشائعة:
- تحليل مؤشرات الأورام: تحتوي على أنواع كثيرة يُمكن التعرف عليها من هنا.
- تحليل صورة الدم الكاملة (CBC): قد يكون مؤشر للإصابة بسرطان الدم فقط، فلا يكشف عن الأنواع الآخرى.
- اختبارات خلايا الورم المنتشرة (CTC)
متى يجب إجراء أشعة السرطان؟
تُمثل أشعة السرطان خطوة محورية في رحلة التشخيص والعلاج، فهي ليست مجرد إجراء طبي، بل تُساعد في الآتي:
- الكشف عن حجم الورم ومكانه؛ مما يُساعد الطبيب على اختيار الخطة العلاجية الأنسب.
- تُستخدم لمتابعة فعالية العلاج؛ مثل: (الكشف المبكر عن أي عودة محتملة للورم).
- فوائدها تفوق مخاطرها وذلك عند إجرائها بالجرعات المحددة، وتحت إشراف طبي متخصص.
- الاكتشاف المبكر ينقذ الحياة، لذا لا ينبغي التردد في إجراء الفحوصات الموصى بها من الطبيب.
في الختام؛ تذكر دائمًا أن الاكتشاف المبكر هو مفتاح النجاة، لذلك لا تتردد في استشارة طبيبك، وإجراء الفحوصات الموصى بها في الوقت المناسب، فكل يوم فارق قد يُحدث فرقًا كبيرًا في رحلة العلاج.