علاج سوء التغذية للحامل: كيف تحمين نفسك من أبرز 6 علامات؟
تقلصات مفاجئة، غثيان لا يتوقف، أو قلق بشأن نمو الجنين. هذه المشاعر شائعة، لكن قد تكون وراءها مشكلة يمكن حلها: سوء التغذية، لا داعي للقلق، فهذا الدليل مخصص لمساعدتك. سنكشف عن الأسباب الرئيسية لـ سوء التغذية أثناء الحمل، ونوضح لكِ العلامات التي يجب الانتباه لها، والأهم من ذلك، سنقدم لكِ دليلًا مفصلاً لـ علاج سوء التغذية للحامل لضمان أفضل بداية ممكنة لكِ ولطفلك.
تعريف سوء التغذية
تحتاج النساء إلى تغذية خاصة في مختلف مراحل حياتهن، وخاصة قبل الولادة وأثناءها وبعدها، حيث تزداد احتمالية تعرضهن لنقص التغذية، ويعتمد استمرار حياة الأمهات وأطفالهن، وصحتهم على توفير غذاء صحي، وموارد كافية ورعاية صحية ملائمة.
كما يتسم سوء التغذية خلال فترة الحمل بانخفاض احتياطيات العناصر الغذائية، وكمية المغذيات الكبرى والصغرى المستهلكة، مما لا يكفي لتحقيق أفضل النتائج للأم والجنين والطفل، كما يزيد ذلك من خطر حدوث العديد من النتائج السلبية، ويكون ضروريًا تلقي علاج سوء التغذية للحامل.
أسباب سوء التغذية للحامل
يحدث سوء التغذية نتيجة لعدة عوامل تتفاعل معًا وتؤثر في الحالة الغذائية، من الضروري فهم هذه الأسباب لوضع استراتيجيات فعالة لعلاج سوء التغذية للحامل، وتعزيز النتائج الصحية العامة، وفيما يلي الأسباب الرئيسية لسوء التغذية خلال فترة الحمل:
- الجهل: يمكن أن يؤدي عدم الوعي بأهمية العناصر الغذائية إلى حدوث سوء التغذية، ما يمنع الفرد من اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
- الأمراض والالتهابات: يمكن أن يؤثر الإسهال والقيء على قدرة الشخص في الحصول على التغذية اللازمة، بالإضافة إلى ذلك، تلعب الأمراض والالتهابات، وكذلك الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، دورًا في التأثير على قدرة الفرد على تناول وهضم الأطعمة الغذائية؛ مما قد يؤدي إلى فقدان الشهية، ويؤثر سلبًا على الجهاز الهضمي.
- الظروف الاجتماعية والاقتصادية: قد تعاني الأسر التي تعيش تحت خط الفقر من نقص الموارد المالية الضرورية لشراء الغذاء الصحي، مما يسبب سوء التغذية لدى أفرادها.
- مشاكل الأسنان: يمكن أن تؤدي مشاكل الأسنان المؤلمة، وأمراض اللثة إلى عجز الشخص عن تناول الأطعمة الغنية بالمغذيات.
- استخدام بعض الأدوية: يمكن أن يؤثر استخدام بعض الأدوية سلبًا على امتصاص العناصر الغذائية في الجسم، مما يؤدي إلى سوء التغذية.
- الغثيان الصباحي: يمكن أن يتسبب الغثيان الصباحي الحاد أثناء فترة الحمل في عدم قدرة المرأة على تناول الأغذية الصحية، مما قد يؤدي بدوره إلى معاناة جسدية، ونقص في التغذية.
- عدم كفاية العناصر الأساسية: من المهم أن نعرف أن جسم المرأة أثناء الحمل يحتاج إلى حوالي 300 سعرة حرارية إضافية كل يوم، إذا لم يتم توفير هذه السعرات من خلال نظام غذائي متوازن، فقد يتسبب ذلك في زيادة خطر نقص التغذية.
أبرز 6 علامات سوء التغذية عند الحامل
تعتبر بعض علامات الحمل طبيعية، بينما تثير أخرى مشاعر القلق، من بين العلامات والأعراض التي تشير إلى سوء التغذية، وتتطلب تناول علاج سوء التغذية للحامل؛ ما يلي:
-
النزيف
يختلف النزيف خلال مراحل الحمل المختلفة، حيث إنه في الثلث الأول، يمكن أن يدل النزيف الشديد المصحوب بألم حاد في البطن، وتشنجات على وجود فقر دم حاد.
بينما في الثلث الثالث، فإن النزيف مع ألم في البطن قد يشير إلى انفصال المشيمة الناتج عن نقص الإمداد الغذائي، عادة ما يعتبر النزيف حالة خطيرة تتطلب رعاية طبية عاجلة.
-
الغثيان والقيء الحاد
يُعتبر الغثيان والقيء الحادّان من الظواهر المعتادة خلال فترة الحمل، إلا أن شدتهما قد تصل إلى مستويات خطيرة.
حين تعجز المرأة عن تناول الطعام أو الشراب، فإنها تُعرض نفسها لخطر الجفاف، الذي ينعكس سلبًا على صحة الجنين، كما يُعد الجفاف تهديدًا في أي وقت، لكنه يصبح أكثر حدةً أثناء الحمل، حيث يحتاج الجنين إلى الماء بشكلٍ أساسي لنموه وتطوره السليم.
-
انخفاض نشاط الجنين
يُعتبر اليود عنصرًا حيويًا للنمو والتطور، حيث إن نقصه يُمكن أن يُحدث تغييرات ملحوظة في النمو العقلي، ويؤدي إلى تراجع نشاط الجنين.
لا توجد قاعدة ثابتة تحدد عدد الحركات، ولكن يجب على الأمهات أن يكونوا يقظين لأية تغييرات ملحوظة في هذا السياق، بوجه عام، يُعتبر تسجيل 10 ركلات، أو أكثر خلال ساعتين مؤشرًا طبيعيًا، بينما يتطلب أي عدد أقل من ذلك اهتمامًا طبيًا عاجلاً.
-
التقلصات المبكرة في الثلث الثالث من الحمل
قد تشير تلك التقلصات إلى احتمالية الولادة المبكرة، وتُعد تقلصات براكستون هيكس تقلصات كاذبة، إذ تكون غير منتظمة، وتختفي مع تناول السوائل.
بينما التقلصات الحقيقية تكون منتظمة وتزداد شدة، وتتطلب تلقي علاج سوء التغذية للحامل، حيث إن من أهم الأسباب وراء حدوث التقلصات المبكرة؛ تمدد الأربطة، الجفاف، نقص العناصر الغذائية، والإمساك.
-
تسرب السائل الأمنيوسي
إنه تدفق مفاجئ للسائل نتيجة نقص التغذية، ويُعرف هذا الوضع بقلة السائل الأمنيوسي، قد تكون هذه الحالة غير واضحة في بعض الأحيان، وعادةً ما تحدث في الثلث الثالث من الحمل، ويُعتبر الجفاف هو السبب الرئيسي لها.
-
علامات أخرى متنوعة
قد تشير الأعراض، مثل الصداع وآلام البطن واضطرابات الرؤية والتورم في الثلث الثالث من الحمل إلى الإصابة بتسمم الحمل، وهي حالة خطيرة تنجم عن سوء أو فرط التغذية.
تُعرف هذه الحالة بارتفاع ضغط الدم، وزيادة نسبة البروتين في البول، وتظهر عادة بعد الأسبوع العشرين من الحمل، كما تساعد الرعاية الجيدة قبل الولادة، بما في ذلك علاج سوء التغذية للحامل، في الكشف المبكر عن هذه الحالة.
مضاعفات سوء تغذية الحامل
يؤدي سوء التغذية خلال فترة الحمل إلى مجموعة من المشكلات الصحية لكل من الأم والجنين.
1. المخاطر على الأم
- الوفيات الأمومية: النساء اللاتي يتعرضن لسوء التغذية يكنّ أكثر عرضة للوفاة أثناء الحمل أو عند الولادة.
- خطر الإجهاض: يساهم سوء التغذية في زيادة احتمال حدوث الإجهاض.
- مشاكل الأسنان: قد تواجه الأمهات الحوامل تسوس الأسنان ومشكلات أخرى.
- لين العظام: حالة تؤدي إلى ضعف، وهشاشة عظام المرأة.
- فقر الدم: نقص الحديد يسبب فقر الدم، مما يعني أن خلايا الجسم لا تحصل على كمية كافية من الأكسجين.
- تسمم الحمل: حالة صحية خطيرة تتمثل في ارتفاع ضغط الدم، وزيادة مستوى البروتين في الدم.
2. تأثير سوء التغذية على الجنين
يؤثر سوء التغذية على الطفل داخل الرحم بطرق متعددة:
- ولادة جنين ميت: يعاني الأطفال الذين يتعرضون لسوء التغذية من عدم النمو السليم، وقد يموتون أثناء وجودهم في الرحم.
- الولادة المبكرة: الأطفال الذين يولدون قبل موعدهم يكونون عادة غير مكتملين النمو، مما يعرضهم لمشاكل صحية مثل ضعف البصر وتلف الدماغ، بالإضافة إلى خطر الإصابة بالتهاب الأمعاء الناخر.
- الوفيات حول الولادة: تزداد احتمالية وفاة الأطفال في الأسبوع الأول بعد الولادة لدى الأمهات اللاتي يعانين سوء التغذية.
- العيوب الخلقية: يؤدي نقص العناصر الغذائية الضرورية إلى ظهور عيوب خلقية خطيرة مثل السنسنة المشقوقة، والتي تؤثر سلبًا على قدرة الطفل على المشي.
- الأعضاء غير مكتملة النمو: قد يولد الأطفال بأعضاء غير مكتملة، مما يؤثر على نوعية حياتهم.
3. المخاطر الصحية طويلة المدى على الطفل
- مرض السكري: الأطفال الذين يعانون سوء التغذية يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني في مراحل لاحقة من حياتهم.
- أمراض القلب والأوعية الدموية: قد يتعرض هؤلاء الأطفال لارتفاع ضغط الدم، ومشكلات في القلب عند بلوغهم.
- هشاشة العظام: يمكن أن يتطور لدى الأطفال هشاشة العظام، مما يجعل عظامهم ضعيفة وسهلة الكسر.
- انخفاض معدل الذكاء والضعف الإدراكي: يؤدي سوء التغذية إلى ولادة الأطفال بمعدل ذكاء أقل، مما يؤثر سلبًا على قدراتهم في التعلم والتذكر.
علاج سوء التغذية للحامل
يُعد علاج سوء التغذية للحامل أمرًا بالغ الأهمية لضمان صحة الحمل، وتحقيق نتائج إيجابية لكل من الأم والطفل، فالأثر السلبي لسوء التغذية لا يقتصر فقط على نقص الوزن أو الهزال، بل يؤدي أيضًا إلى مشكلات صحية متعددة تؤثر في النمو السليم للجنين، وتزيد من مخاطر الولادة. لذا، ينبغي أن يكون العلاج متكاملاً، يجمع بين التدخلات الغذائية والرعاية الصحية الوقائية.
1. التدخلات الغذائية: الأساس في العلاج
تشير الدراسات إلى أن تقديم المكملات الغذائية يعد أساسيًا في علاج سوء التغذية للحامل، على سبيل المثال، تساهم مكملات الحديد وحمض الفوليك بشكل كبير في الوقاية من فقر الدم، والعيوب الخلقية التي تؤثر على الجهاز العصبي للجنين.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب المكملات الغذائية المتخصصة، مثل المكملات التي تحتوي على عناصر دقيقة أساسية (LNS)، دورًا مهمًا في تلبية الاحتياجات الغذائية الضرورية.
2. فحص العدوى وعلاجها: عنصر أساسي في الرعاية الصحية
بجانب التغذية، تعد الرعاية الصحية جزءًا حيويًا من العلاج، من الضروري فحص، وعلاج الالتهابات والأمراض المزمنة، مثل الملاريا والعدوى الفموية، حيث إن هذه الالتهابات تستنزف الموارد الغذائية التي يحتاجها الجنين للنمو، كما أن مراقبة وزن الأم بشكل دوري، وفحص الحالات الصحية الأخرى يساعد الأطباء على التدخل في الوقت المناسب.
3. العلاج المتكامل: تعزيز صحة الأم والطفل
أظهرت الدراسات أن هذا النوع من الرعاية المتكاملة يحقق نتائج إيجابية واضحة، فقد شهدت النساء اللواتي خضعن لهذا العلاج تحسنًا في مؤشرات صحتهن، مثل زيادة محيط الذراع، كما وُلِد أطفالهن بوزن وطول أفضل.
لذلك، يُعتبر الاستثمار في علاج سوء التغذية للحامل ليس مجرد حل مؤقت، بل هو استثمار طويل الأجل في صحة الأجيال المقبلة.
كيف يمكن الوقاية من سوء التغذية؟
حتى لا تلجأي إلى علاج سوء التغذية للحامل، عليكِ باتباع تلك التعليمات قبل وأثناء فترة حملك، كي تمر بسلام:
- يساهم اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الفواكه والخضراوات والماء والألياف والبروتينات والدهون والكربوهيدرات في الوقاية من سوء التغذية.
- تعد علامات، مثل الإرهاق وفقر الدم وانخفاض الوزن خلال الحمل والدوار، وارتفاع ضغط الدم وتساقط الشعر وجفاف الجلد ومشاكل الأسنان، وضعف المناعة مؤشرات على سوء التغذية أثناء الحمل.
- يجب على النساء الحوامل تناول فيتامينات ما قبل الولادة، والعمل على اتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام لتجنب سوء التغذية.
- كما يُنصح بالاستمرار في تناول فيتامينات الحمل، واتباع نظام غذائي صحي طوال فترة الحمل لضمان صحة الأم والجنين.
الخلاصة
تعتبر تغذية الأم عاملاً حيويًا يؤثر بشكل مباشر على نمو الجنين ونتائج الولادة، لذلك يجب تقييم هذا العامل والتحرك بشأنه، حيث إنه ضروري لتفادي النتائج غير المرغوب فيها أثناء عملية الولادة ولصحة المواليد الجدد.
لا يمكن التقليل من أهمية التغذية خلال فترة الحمل، حيث تزداد حاجة المرأة الحامل للعديد من العناصر الغذائية الأساسية مقارنةً بما كانت عليه قبل الحمل، كما يصبح من الأسهل تلبية احتياجات الطفل للنمو إذا اتبعت الأم نظامًا غذائيًا صحيًا يوميًا، مما يضمن أيضًا اكتساب الوزن المناسب لكل من الأم والطفل، وعدم اللجوء إلى علاج سوء التغذية للحامل.