نقص الفيتامينات: الأعراض والتغذية المناسبة لكل نوع

هل تشعر بالإرهاق المُفاجئ والكسل الغير مُبرر؟ قد يكون نقص الفيتامينات هو السبب الخفي وراء الشعور بهذه الأعراض الغامضة، التي تُعاني منها دون أن تبذل أي مجهود يُذكر.

فعادةً ما يبدأ نقص مستويات الفيتامينات بهذه الأعراض البسيطة، إلا أنها سرعان ما تتفاقم، ليظهر تأثيرها على الجهاز المناعي، والبشرة والشعر، إلى جانب الحالة النفسية والصحية العامة؛ لذا حرصت مختبرات دلتا الطبية على تقديم دليل شامل عن هذه المُشكلة الشائعة، للتعرف على أسبابها وأعراضها ودور التغذية في علاج كل نوع من أنواعها.

ما هو نقص الفيتامينات؟

يُعرف نقص الفيتامينات باسم (عوز الفيتامينات)، وهو مُشكلة صحية تحدث نتيجة انخفاض مستويات مجموعة من الفيتامينات الأساسية في الجسم؛ مع عدم تعويضها  بشكل كافٍ من خلال النظام الغذائي أو المكملات.

وتلعب الفيتامينات دورًا لا غني عنه في جسم الإنسان، حيث أن كل نوع منها يؤدي عملًا رئيسيًا مثل:

  • إنتاج الطاقة.
  • دعم صحة الخلايا والأنسجة.
  • تعزيز أداء الجهاز المناعي.
  • الوقاية من هشاشة العظام.
  • الحفاظ على صحة الجلد والبصر.
  • تنظيم عمل الأعصاب والعضلات.
  • المساهمة في تكوين خلايا الدم الحمراء.

أنواع الفيتامينات

تنقسم الفيتامينات إلى مجموعة كبيرة من الأنواع، ولكن هُناك مجموعة أساسية يحتاجها الجسم وتنقسم نوعين رئيسيين، ويكمن الفرق بينهما في طريقة امتصاص الجسم لها وتخزينها، وهما كالآتي:

أولاً الفيتامينات التي تُخزن في الجسم (الذائبة في الدهون)

هي عُبارة عن فيتامينات شائعة يتم امتصاصها من الدهون الغذائية، ويُخزنها الجسم في الكبد والأنسجة الدهنية لفترات طويلة، وعادةً ما تظهر أعراض نقصنها بعد مرور وقت طويل، وتشمل:

  • فيتامين A.
  • فيتامين D.
  • فيتامين E.
  • فيتامين K.

ثانيًا الفيتامينات التي لا تُخزن في الجسم (الذائبة في الماء)

يتم امتصاصها مباشرة في مجرى الدم، ولا يستطيع الجسم تخزينها بكميات كبيرة، حيث يتم التخلص من الفائض منها عن طريق البول، مما يستدعي الحصول عليها بشكل يومي، وتشمل:

  • فيتامين C.
  • مجموعة فيتامين B، وهي:
    • فيتامين B1 (الثيامين).
    • فيتامين B2 (الريبوفلافين).
    • فيتامين B3 (النياسين).
    • فيتامين B5 (حمض البانتوثنيك).
    • فيتامين B6 (البيريدوكسين).
    • فيتامين B7 (البيوتين).
    • فيتامين B9 (حمض الفوليك).
    • فيتامين B12 (الكوبالامين).

أسباب نقص الفيتامينات

تتعدد أسباب الإصابة بعوز الفيتامينات، حيث تنقسم إلى عوامل: (غذائية، ومرضية، ونمط الحياة)؛ لذا؛ يُعد فهم هذه الأسباب خطوة أساسية للوقاية من النقص، وتحديد الفئة الأكثر عرضة للإصابة به، والبدء في العلاج المناسب عبر الفحوصات والمتابعة الطبية، وفيما يلي نتعرف عليهم بشكل تفصيلي:

سوء التغذية

يتسبب اتباع نظام غذائي غير متوازن، أو الاعتماد على أطعمة منخفضة القيمة الغذائية، أو قلة تنوّع مصادر الطعام، من الإصابة بنقص الفيتامينات، حيث توصى بعض الأنظمة الغذائية، على ضرورة الالتزام بأنواع مُعينة من الأطعمة، في مقابل الامتناع الجزئي أو التام عن الانواع الآخرى؛ مما يتسبب في حدوث خلل في التوازن الغذائي، وبالتالي نقص بعض الفيتامينات الضرورية للجسم.

ومن أبرز الانظمة الغذائية التي تزيد من خطر الإصابة بعوز الفيتامنيات:

  • نظام الكارنيفور: يُعرف باسم (حمية اللحوم)، حيث يعتمد بشكل كلي على البروتينات الحيوانية فقط، مع الأمتناع الكامل عن الأطعمة الآخرى من الخضروات والفواكه وغيرها من أطعمة؛ مما يتسبب في عدم حصول الجسم على الفيتامينات التي يحتاجها.
  • التغذية النباتية: يُطلق عليها اسم (النظام النباتي الصرف)، وهو الصورة العكسية من حمية اللحوم، حيث يعتمد هذا النظام على الأطعمة النباتية بشكل كامل، مع الامتناع الكلي عن البروتينات الدهنية؛ مما يزيد من خطر الإصابة بنقص المعادن والفيتامنيات.
  • النظام الغذائي الخالي من الغلوتين: يعتمد على استبعاد الحبوب الكاملة، التي تُعد من المصادر الطبيعية الغنية بالفيتامينات، قد يؤدي هذا النظام إلى نقص بعض الفيتامينات الهامة، خاصة فيتامين B9 (حمض الفوليك)، وفيتامين B1 (الثيامين).
  • النظام الغذائي المرتكز على الأطعمة المُصنّعة: يُعرف هذا النمط الغذائي بانخفاض محتواه على الأطعمة الطبيعية من الفواكه والخضروات الطازجة، وغناه الكامل بالسكريات والدهون المُهدرجة؛ مما يُعرّض الجسم لنقص مستويات الفيتامينات الأساسية، مثل: (فيتامين E وفيتامين K).

أسباب مرضية

قد تتسبب بعض الأمراض والمشاكل الصحية في التأثير على امتصاص الفيتامينات في الجسم؛ مما يتسبب في زيادة خطر الإصابة بنقصها، ومن أبرز الأمراض التي تُساعد في حدوث ذلك:

  • أمراض الجهاز الهضمي:

  • مرض كرون.
  • متلازمة القولون العصبي.
  • الإسهال المزمن.
  • متلازمة سوء الامتصاص.
  • الداء البطني (الاضطرابات الهضمية).
  • التليّف الكيسي.
  • الحساسية الغذائية.
  • أمراض الكبد والبنكرياس:

  • التهاب البنكرياس.
  • مرض الكبد الكحولي.
  •  فشل الكبد.
  •  أمراض الكلى والدم

  • أمراض الكلى المزمنة.
  • فقر الدم الخبيث.

التغيرات الجسدية ونمط الحياة

لا ترتبط جميع أسباب نقص الفيتامينات بعادات الشخص اليومية فقط، بل قد تلعب بعض التغيرات الجسدية الخارجة عن الإرادة دورًا كبيرًا في الإصابة بعوز الفيتامينات؛ ومن أبرز هذه التغيرات:

  • التقدّم في العمر: تقل قدرة الجسم على امتصاص الفيتامينات بكفاءة، حتى مع تناول غذاء متوازن، خاصةً فيتامين B12 وD.
  • فترات الحمل والرضاعة: رغم أنها حالات طبيعية، إلا أن التغيرات الفسيولوجية التي تحدث خلالها ترفع من احتياجات الجسم للفيتامينات؛ مما يجعل النساء أكثر عرضة للنقص.
  • الإجراءات الجراحية: مثل: (تحويل المسار، أو استئصال جزء من الأمعاء)، وهي ظروف طبية تستدعي التدخل الجراحي، وقد تؤثر بشكل مباشر على امتصاص الفيتامينات والمعادن.

ما علاقة أشعة الشمس بنقص مستويات الفيتامينات؟

يظن البعض أنه يجب الاحتماء منها نظرًا لأضرارها على البشرة، ولكن تلعب الشمس دورًا هامًا في مُساعدة الجسم على إفراز بعض الفيتامنيات بشكل طبيعي، كما هو الحال مع فيتامين د، الذي لا يمكن الحصول عليه بكميات كافية من الغذاء وحده، بل يحتاج الجسم إلى التعرض المنتظم لأشعة الشمس للمحافظة على مستوياته الطبيعية.

أعراض نقص الفيتامنيات

تختلف أعراض عوز الفيتامينات من شخص إلى آخر، تبعًا لنوع الفيتامين، وعادةً ما تظهر الأعراض في مراحل مُتأخرة عندما تنخفض المستويات إلى أدنى حد، ولكن هُناك مجموعة من العلامات الشائعة المُشتركة بين جميع الأنواع، والتي تتمثل في الآتي:

  • التعب والإرهاق العام.
  • جفاف الشعر وتشقق البشرة.
  • سرعة النزف.
  • ضعف الجهاز المناعي.
  • هشاشة العظام.
  • تكسر الأظافر. 
  • تغيرات في لون البشرة والحالة النفسية.

الجدير بالذكر، تتباين شدة الأعراض السابقة، حسب درجة النقص، كما أنها تتفاوت من شخص إلى أهر حسب حالته الصحية والنوع ونمط الحياة.

الفئات الأكثر عُرضة لنقص الفيتامينات

يُمكن أن يُعاني الجميع من مشكلة نقص مستويات الفيتامنيات في الجسم، إلا أن احتمالية الإصابة تزداد لدى بعض الفئات بسبب ظروف صحية، أو نمط حياة معين، ومن أبرز هذه الفئات:

  • النساء خلال فترتي الحمل والرضاعة: نتيجة زيادة احتياجات الجسم من العناصر الغذائية لدعم نمو الجنين أو تغذية الطفل.
  • الرضّع والأطفال الصغار: بسبب نموهم السريع، واحتياجهم المستمر للفيتامينات والمعادن الأساسية.
  • الأشخاص المصابون باضطرابات في الجهاز الهضمي: مثل: (داء كرون، أو التهاب القولون التقرحي)، أو مشاكل الامتصاص في الأمعاء.
  • الأفراد الذين يتّبعون أنظمة غذائية نباتية قاسية: لافتقار نظامهم لبعض الفيتامينات المتوفرة في المنتجات الحيوانية مثل: (B12).
  • مرضى الأمراض المزمنة: مثل: (داء السكري، الفشل الكلوي، أو أمراض الكبد)، والتي تؤثر على امتصاص أو تخزين الفيتامينات.
  • الأشخاص الذين يتناولون أدوية تؤثر على امتصاص الفيتامينات: مثل: (مضادات الحموضة، مدرّات البول، أو أدوية العلاج الكيميائي).
  • كبار السن: نظرًا لانخفاض كفاءة الامتصاص، وتراجع الشهية مع التقدّم في العمر.

كيفية تشخيص نقص الفيتامينات

عادةً ما يتم تشخيص نقص الفيتامينات من خلال إجراء مجموعة من التحاليل الطبية البسيطة، والتي تتم عبر سحب عينة دم من وريد المريض، والقيام بفحصها، وغالبًا ما تظهر النتائج في خلال 24 ساعة من تاريخ سحب العينة.

وتوفر مختبرات دلتا الطبية، إمكانية إجراء هذه التحاليل بشكل مُنفرد، أو من خلال باقة الفيتامينات، التي تضم أهم الفيتامينات التي يوصى بالكشف عن مستوياتها، والتي تتمثل في:

  • فيتامين أ.
  • فيتامين ب1.
  • فيتامين ب2.
  • فيتامين ب6.
  • فيتامين ب12.
  • فيتامين E.
  • فيتامين سي.
  • فيتامين د.
  • حمض الفوليك.

ولمزيد من التفاصيل، يُمكنكم الدخول هنا، أو الاتصال عبر الجوال على الرقم التالي (920022723)، وسيقوم أحد ممثلي خدمة العملاء بالرد على كافة الاسئلة والاستفسارات الخاصة بكم بكل سهولة.

علاج نقص الفيتامينات بالطعام

تتعدد سُبل علاج عوز الفيتامينات، حيث يُمكن علاجها بالمكملات الغذائية أو الحقن، أو من خلال الطعام، ويعتمد اختيار الطريقة على درجة انخفاض ونوع الفيتامين، وعادةً ما يقوم الطبيب بتحديد الطريقة الأنسب لكل فرد، وفيما يلي سوف نتعرف على أهم الأطعمة التي تُساهم في تعزيز مستويات الفيتامينات:

نصائح للوقاية من نقص الفيتامينات

تُعد الوقاية خيرًا من العلاج، ومن هذا المُنطلق، تُقدم مختبرات دلتا الطبية فيما يلي مجموعة من النصائح الوقائية التي تُساعدك في الحماية من الإصابة بعوز الفيتامينات:

شرب كميات كافية من الماء: الترطيب الجيد يساعد الجسم في امتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، مثل: (فيتامين C وفيتامينات مجموعة B).

الابتعاد عن الأنظمة الغذائية القاسية: مثل الحميات منخفضة السعرات بشكل مفرط، أو الصيام الطويل بدون إشراف طبي.

الاهتمام بصحة الجهاز الهضمي: نظرًا لدوره المحوري في امتصاص الفيتامينات، ويشمل ذلك علاج أي مشاكل في الجهاز الهضمي مثل: (الإمساك المزمن، القولون العصبي، أو القرحة).

مراقبة الأدوية المستخدمة: بعض الأدوية قد تُقلّل من امتصاص الفيتامينات، مثل: (مضادات الحموضة ومدرات البول)، لذا يُفضل استشارة الطبيب حول بدائل، أو مكملات عند الحاجة.

الالتزام بالوجبات المنتظمة: تجاهل تناول الوجبات بشكل متكرر؛ يُمكن أن يُؤدي إلى ضعف إمداد الجسم بالفيتامينات الضرورية.

الاهتمام بالتغذية في مراحل النمو: خاصةً في مرحلة الطفولة والمراهقة، التي تتطلب دعمًا غذائيًا خاصًا لتعزيز النمو والتطور الذهني والبدني.

تحسين جودة الطهي: الطهي المفرط قد يؤدي إلى فقدان بعض الفيتامينات، لذا يُفضل استخدام طرق الطهي الصحية مثل: (التبخير أو الشوي على حرارة معتدلة).

تنويع النظام الغذائي: احرص على تناول وجبات متوازنة تحتوي على مصادر متنوعة من الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، البروتينات، ومنتجات الألبان.

الالتزام بالتعرض الصحي لأشعة الشمس: يُوصى بالتعرض لأشعة الشمس في أوقات الصباح الباك،ر أو ما قبل الغروب لدعم إنتاج فيتامين D.

القيام بالفحوصات الدورية للفيتامينات: يُساعد في الكشف المبكر عن أي نقص في الفيتامينات، حتى في حال عدم ظهور أعراض واضحة.

استشارة الطبيب قبل اتباع أي نظام غذائي خاص: مثل: (الحميات النباتية أو الخالية من الغلوتين)، مع التأكد من تعويض العناصر التي قد تنقص من خلالها.

الامتناع عن التدخين والكحول: لأن هذه العادات تؤثر سلبًا على امتصاص الفيتامينات، وتُسرّع من استنزافها داخل الجسم.

مراعاة تناول المكملات عند الحاجة: لكن فقط تحت إشراف طبي لتجنب الإفراط أو التداخلات مع أدوية أخرى.

المصادر

اذهب إلى الأعلى