ما هو تحليل الميكروبيوم ؟

يُعد تحليل الميكروبيوم أحد المجالات البارزة في الطب الحديث حيث يكشف عن الأهمية الحيوية للبكتيريا والميكروبات الأخرى (الجراثيم النافعة) التي تعيش داخل جسم الإنسان وعلى سطحه.

هذا المقال سيستعرض أهمية تحليل الميكروبيوم والتقنيات المستخدمة في دراسته، ودوره في الوقاية من الأمراض ومعالجتها، إضافةً إلى التطبيقات المستقبلية لهذه الأبحاث في تحسين جودة الحياة والصحة العامة.

 

ما هو الميكروبيوم ؟

الميكروبيوم هو مجموعة معقدة من الكائنات الحية الدقيقة، التي تعيش في مناطق مختلفة من الجسم مثل الأمعاء- الجلد- الفم والأعضاء التناسلية. يعزز هذا النظام البيئي الميكروبي الصحة العامة، كما يساهم في عمليات الهضم وتعزيز المناعة بالإضافة إلى مكافحة الأمراض. شهدت في السنوات الأخيرة الأبحاث في مجال الميكروبيوم تطوراً ملحوظاً بفضل التقنيات الحديثة مثل التسلسل الجيني، مما أتاح للعلماء فحص التنوع الميكروبي والتفاعل بين هذه الكائنات الحية الدقيقة وجسم الإنسان بدقة غير مسبوقة.

ما هو تحليل الميكروبيوم Microbiome عبر البراز؟

تحليل الميكروبيوم عبر البراز هو اختبار يستخدم لدراسة الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الجهاز الهضمي، وبشكل خاص في الأمعاء. يهدف هذا التحليل إلى فحص تنوّع وكثافة البكتيريا والميكروبات الأخرى التي تعيش في الأمعاء التي تلعب دوراً حيوياً في صحة الإنسان.

ما هي خطوات إجراء هذا التحليل؟

  1. جمع العينة: تُجمع عينة من البراز في وعاء معقم.
  2. التحليل الجيني: تُستخدم تقنيات التسلسل الجيني لفحص الحمض النووي للميكروبات الموجودة في العينة. تتيح هذه التقنيات التعرف على أنواع الميكروبات وتحديد نسبها.
  3. التفسير: تُفسر النتائج بناءً على قاعدة بيانات تحتوي على معلومات حول الميكروبات المختلفة ووظائفها المحتملة في الجسم.

ما هي أهمية تحليل الميكروبيوم  Microbiome test؟

  1. تشخيص الأمراض: يمكن أن يساعد في تشخيص اضطرابات الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون العصبي ومرض كرون والتهاب القولون التقرحي.
  2. تحديد العلاجات المناسبة: يساعد في توجيه العلاج بناءً على توازن الميكروبات في الأمعاء مما قد يشمل تعديل النظام الغذائي أو استخدام البروبيوتيك.
  3. البحث العلمي: يساهم في الأبحاث التي تهدف إلى فهم العلاقة بين الميكروبيوم والصحة العامة بما في ذلك الأمراض المزمنة مثل السمنة و السكري والأمراض المناعية.

ما هي التطبيقات المستقبلية لهذا الاختبار؟

  1. الطب الشخصي: يمكن أن يُستخدم لتطوير استراتيجيات علاجية مخصصة بناءً على تكوين الميكروبيوم الفردي.
  2. الوقاية من الأمراض: يمكن أن يساعد في تحديد الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بأمراض معينة وتقديم تدخلات وقائية مبكرة.

يمثل تحليل الميكروبيوم للبراز خطوة متقدمة في فهم التفاعل بين الكائنات الحية الدقيقة وصحة الإنسان مما يفتح آفاقاً جديدة لتحسين الرعاية الصحية والعلاج الشخصي.

ما هي الأمراض التي يمكن تشخيصها عن طريق تحليل الميكروبيوم؟

يمكن أن يساعد هذا التحليل في تشخيص مجموعة متنوعة من الأمراض والاضطرابات التي تتعلق بالجهاز الهضمي وأيضاً بعض الحالات الصحية الأخرى، من بين هذه الأمراض:

  • الأمراض الهضمية:
  1. متلازمة القولون العصبي (IBS): يمكن أن يكشف التحليل عن عدم التوازن البكتيري المرتبط بهذه الحالة.
  2. التهاب الأمعاء (IBD): يشمل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، حيث يمكن أن يساعد التحليل في فهم التغيرات الميكروبية المرتبطة بالتهابات الأمعاء.
  3. التهابات المعدة والأمعاء: يمكن أن يحدد وجود البكتيريا الضارة مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا والكلوستريديوم.
  4. مرض السيلياك: يساعد التحليل في الكشف عن التغيرات الميكروبية التي قد تكون مرتبطة بهذا المرض.
  • الأمراض المزمنة:
  1. السمنة والسكري من النوع 2: يمكن أن يساهم في فهم العلاقة بين الميكروبيوم وهذه الحالات واستراتيجيات العلاج المحتملة.
  2. أمراض القلب: بعض الدراسات تشير إلى أن عدم التوازن الميكروبي يمكن أن يؤثر على صحة القلب.
  • الاضطرابات المناعية:

أمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد، حيث يمكن أن يساعد التحليل في فهم الدور المحتمل للميكروبيوم في هذه الأمراض.

  • الحساسية والأمراض الجلدية:
  1. الحساسية الغذائية: يمكن أن يحدد التحليل الكائنات المسببة للحساسية ويساعد في تطوير استراتيجيات العلاج.
  2. الأمراض الجلدية مثل الأكزيما والصدفية: هناك أدلة تشير إلى وجود ارتباط بين ميكروبيوم الأمعاء وصحة الجلد.
  • الصحة النفسية:

الاكتئاب والقلق: تشير الأبحاث إلى أن توازن الميكروبيوم يمكن أن يؤثر على الصحة النفسية عبر محور الأمعاء-الدماغ.

  • الأمراض المعدية:

عدوى المطثية العسيرة (Clostridium difficile): يمكن للتحليل أن يساعد في تشخيص هذه العدوى وإدارتها.

  • التطبيقات المستقبلية:
  1. تخصيص العلاج بالبروبيوتيك والبريبيوتيك: بناءً على نتائج تحليل الميكروبيوم يمكن تخصيص المكملات الغذائية لتحسين التوازن الميكروبي.
  2. الوقاية الشخصية: يمكن استخدام التحليل لتحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض معينة وتقديم تدخلات وقائية مبكرة.

باختصار، يقدم تحليل الميكروبيوم عبر البراز أداة قوية في التشخيص الطبي، مما يساعد في الكشف عن مجموعة متنوعة من الأمراض والاضطرابات، ويعزز فهمنا لتأثير الميكروبات على الصحة العامة. وعند وجود أي اضطراب في نسبة البكتريا النافعة في الجسم، يوصف العلاج المناسب ويُعاد التحليل بعد 6 أشهر لمراقبة فعالية العلاج وتحسن المريض.

كيف يمكن زيادة الجراثيم النافعة (البكتريا الصحية) في الأمعاء؟

إن زيادة الجراثيم النافعة في الأمعاء يمكن أن تعزز الصحة العامة وتساعد في الوقاية من العديد من الأمراض، إليك بعض الطرق الفعالة لتحقيق ذلك:

  1. تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك:
  • الزبادي: يحتوي على بكتيريا نافعة مثل اللاكتوباسيلوس والبيفيدوباكتيريوم.
  • الكفير: مشروب لبني مخمر غني بالبروبيوتيك.
  • المخللات: مثل مخلل الملفوف الذي يحتوي على بكتيريا مفيدة.
  • الأطعمة المخمرة الأخرى.
  1. تناول الأطعمة الغنية بالبريبيوتيك:
  • الألياف الغذائية: الموجودة في الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة مثل الثوم والبصل والكراث والهليون والموز.
  • الحبوب الكاملة: مثل الشوفان والشعير.
  1. اتباع نظام غذائي متوازن:
  • تنويع النظام الغذائي: تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالمغذيات لدعم تنوع الميكروبيوم.
  • تقليل السكر والدهون: تجنب الأطعمة المصنعة والسكرية التي يمكن أن تؤثر سلباً على توازن الميكروبات.
  1. تناول المكملات الغذائية:
  • مكملات البروبيوتيك: وتتوفر في شكل كبسولات أو مسحوق وتحتوي على سلالات متعددة من البكتيريا النافعة.
  • مكملات البريبيوتيك: تساعد في تغذية البكتيريا النافعة الموجودة بالفعل في الأمعاء.
  1. تجنب المضادات الحيوية غير الضرورية:

استخدام المضادات الحيوية فقط عند الضرورة وتحت إشراف طبي، حيث يمكن أن تقتل هذه الأدوية البكتيريا النافعة جنباً إلى جنب مع البكتيريا الضارة.

  1. الحفاظ على نمط حياة صحي:
  • ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد في تعزيز التنوع الميكروبي في الأمعاء.
  • النوم الجيد: الحصول على قسط كافٍ من النوم لدعم صحة الأمعاء.
  • إدارة التوتر: التوتر المزمن يمكن أن يؤثر سلباً على توازن الميكروبيوم.
  1. الترطيب الجيد: شرب كميات كافية من الماء لدعم الهضم والصحة العامة للأمعاء.
  2. تجنب الأطعمة المصنعة: التي تحتوي على إضافات صناعية ومواد حافظة قد تضر بالبكتيريا النافعة.
  3. الامتناع عن تناول الكحول: يمكن أن يؤثر الكحول سلباً على توازن الجراثيم النافعة.

إن تبنّي هذه العادات الصحية يعزّز نمو الجراثيم النافعة في الأمعاء، مما يساهم في تحسين الهضم وتعزيز المناعة بالإضافة إلى الوقاية من العديد من الأمراض.

هل تتوفر تحليل الميكروبيوم في مختبرات دلتا الطبية ؟

إن اهتمام مختبرات دلتا بتقديم أفضل خدمات التحاليل الطبية في السعودية، يجعلها بشكل دائم مهتمة بتطوير تقنياتها وتقديم كل خدمات التحاليل الطبية. توفر مختبرات دلتا الطبية تحليل الميكروبيوم وذلك من خلال كادر طبي متميز وبأحدث التقنيات التي توصل إليها عالم المختبرات الطبية. علاوة على ذلك، تتوفر في دلتا مجموعة كبيرة من الفحوصات الطبية المفردة وكذلك باقات التحاليل الشاملة التي يمكن الحصول عليها من خلال زيارة إحدى فروع مختبرات دلتا في السعودية أو من خلال خدمة السحب المنزلي المجانية.  

المراجع

Complete Microbiome Mapping. Nutripath.

Gut microbiota functions: metabolism of nutrients and other food components. NIH

Gut microbiome and aging: Physiological and mechanistic insights. NIH.  

أحدث المقالات
اذهب إلى الأعلى