مرض الكوليرا أسبابه وأعراضه وعلاجه وأهم 5 نصائح للوقاية منه
مرض الكوليرا من أكثر العدوات المنتشرة في المجتمعات الفقيرة التي لا تعتني بمعالجة مياه الصرف الصحي ومياه الشرب، فتنتشر فيها بكتيريا V. cholera المسببة لذلك المرض، والذي يؤدي إلى حدوث إسهال مائي وجفاف شديد ومضاعفات أخرى تنتهي بالوفاة في بعض الأحيان.
تنتشر الكوليرا في الدول النامية وبعض الأماكن في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية بالإضافة إلى مخيمات اللاجئين؛ لعدم نظافة المياه والطعام، ورغم أن معدل الإصابة في الدول المتقدمة تكاد تكون منعدمة إلا أنه يجب عليهم معرفة المرض ومسبباته وأعراضه؛ ليكونوا على دراية به لاسيما الذين يسافرون كثيرًا.
معلومات عن مرض الكوليرا
الكوليرا عبارة عن عدوى بكتيرية تصيب الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم خاصةً الأماكن الدافئة، وكذلك البلاد التي تحدث فيها الكوارث الطبيعية بشكل كبير مثل؛ الأعاصير والزلازل والتي تؤدي إلى تعطيل شبكات الصرف الصحي بعد حدوثها.
تعتبر الحروب والقضاء على المساحات المزروعة بشكل جائر من أكبر العوامل التي تغير حالات المناخ؛ مما يساعد على تفشي مرض الكوليرا، ولقد أثبتت الأبحاث في الآونة الأخيرة أن معدل الإصابة بهذا المرض كل عام تتراوح ما بين 1.3 إلى 4 مليون شخص، وحالات الوفاة تتراوح ما بين 21 ألف إلى 143 ألف شخص بسبب حدوث مضاعفات لهم.
عادةً تحدث الإصابة من تناول طعام أو شرب مياه تحتوي على البكتيريا الضمة لمرض الكوليرا، وكذلك يعتبر تناول الجمبري والمحار النيء وبعض الأكلات البحرية من أسباب الإصابة بالكوليرا؛ إذ يمكن لهذه البكتيريا البقاء في الماء المالح.
ما هو سبب مرض الكوليرا؟
تتم الإصابة بالكوليرا عن طريق المياه الملوثة والأطعمة الغير نظيفة خاصةً عندما تحتوي على البكتيريا الضمة للكوليرا، حيث تسبب هذه العدوى تسرب السوائل من الأمعاء وحدوث إسهال مائي وجفاف شديد.
توجد سلالات عديدة من البكتيريا الضمة للكوليرا والتي تسبب انتشارها، ولكن تعتبر السلالة O139 والسلالة O1 من أكثر السلالات التي تؤدي إلى تفشي المرض بشكل كبير، وعلى الرغم من أنهما سلالتين مختلفتين في خصائصهما إلا أن نوع وشدة المرض الناتج عنهما مماثل من غير أي اختلاف.
ومما يزيد من معدل الإصابة بمرض الكوليرا هو حدوث الأزمات الإنسانية بشكل مستمر، والتي تلعب دورًا في إتلاف شبكات الماء والصرف الصحي، وكذلك نزوح الناس وازدحامهم في مكان واحد يؤدي إلى انتشار العدوى.
كيف ينتقل مرض الكوليرا؟
كما ذكرنا سابقًا بأن العدوى ترتبط بشكل وثيق بالمياه الملوثة والأغذية من الباعة المتجولة والتي تحتوي على بكتيريا الكوليرا، وكذلك يعتبر الأشخاص الذين يعيشون في مناطق فقيرة لا تهتم بعملية معالجة مياه الصرف الصحي أكثر عرضًا للإصابة بهذا المرض، بالإضافة إلى الناس كثيرة السفر والتنقل فمن الممكن إصابتهم بالعدوى إذا تواجدوا في مناطق موبوءة.
الاتصال المباشر مع الشخص المصاب لا يمثل أي خطورة لانتقال العدوى، ولكن برازه يشكل خطرًا كبيرًا في انتقال مرض الكوليرا بين الناس خاصةً إذا اختلط بالمياه.
الحالات الآتية تكون أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا:
- العاملون في المجال الطبي سواء أطباء أو مساعدين وكذلك المُسعفين الذين يتعاملون بشكل مباشر مع مرضى الكوليرا.
- أصحاب فصيلة دم O.
- الذين يعانون من أمراض مزمنة.
- الحالات التي تعاني من نقص أو غياب تام لحمض HCl في المعدة.
وبهذا تُصنف الكوليرا واحدة من الأمراض التي تهدد الصحة العامة في العالم؛ لسرعة انتقالها سواء على المستوى المحلي أو العالمي.
هل مرض الكوليرا معدي؟
نعم، الكوليرا من أكثر الأمراض المعدية والتي إذا ظهرت في مجتمع تتفشى فيه بشكل كبير خاصةً إذا لم يتم السيطرة على الوضع وإسعاف المصابين مبكرًا بالخدمات الطبية اللازمة؛ لعدم حدوث مضاعفات للمرض، وبالتالي زيادة عدد المصابين به.
ما هي أعراض مرض الكوليرا؟
لا تظهر أعراض على كل المصابين بالكوليرا، ولكن إذا ظهرت تنقسم إلى أعراض خفيفة (تكون مبكرة) وأعراض لاحقة أو شديدة (تظهر في 1 من كل 10 حالات إذا لم يتلقى المريض العلاج المبكر).
العلامات الخفيفة للكوليرا
تكون كما يلي:
- إسهال مائي ويكون لونه أبيض يُشبه الحليب ولهذا يُطلق عليه اسم إسهال ماء الأرز، ويعتبر من الأعراض التي لا يجب إهمالها، ولهذا يجب الذهاب إلى المستشفى خاصةً إذا كان 3 مرات أو أكثر في اليوم.
- الرغبة في القيء وهي من أبرز علامات مرض الكوليرا.
- حدوث تشنجات وبشكل خاص في الساقين.
- الأرق وقلة النوم.
- العصبية وزيادة الانفعالات.
عادةً تبدأ هذه الأعراض في الظهور بعد مرور يومين أو 3 أيام من تناول الطعام أو شرب المياه الملوثة بالبكتيريا الضمة لمرض الكوليرا، وقد لا تستغرق سوى ساعات قليلة أو 5 أيام وذلك تبعًا لشدة الإصابة.
أعراض الكوليرا اللاحقة أو الشديدة
تحدث مضاعفات للأعراض المبكرة للمرض وبشكل خاص الإسهال والقيء، إذ يؤثران على معدل السوائل في الجسم، فيقل المصاب أكثر من 10% من وزن جسمه، وكذلك يحدث جفاف ويكون من علاماته ما يأتي:
- حدوث جفاف في الأغشية المخاطية.
- من أكثر الأعراض خطرًا لمرض الكوليرا هو سرعة ضربات القلب.
- يصبح الجلد صلبًا أو أقل مرونة.
- ضغط الدم المنخفض.
- اصفرار الوجه والبشرة.
يجب أن يتلقى المريض الرعاية الطبية الضرورية لعلاج الجفاف؛ لأن إهمال الحالة قد يؤدي إلى تطورها وبالتالي حدوث فشل كلوي وغيبوبة ومن ثم الوفاة.
علاج مرض الكوليرا
عند الشعور بأي من أعراض الكوليرا سواء الخفيفة أو الشديدة يجب عليك الذهاب فورًا لطبيب الطواريء؛ ليصف لك العلاج المناسب مع حالتك وشدة المرض لديك.
تختلف علاجات الكوليرا على حسب الحالة، ولكن عادةً تكون بإحدى الطرق التالية:
- الإماهة الفموية: حيث تعتبر من أهم علاج مرض الكوليرا؛ لأنه يعمل على إمداد جسم المصاب بالسوائل عوضًا عما فقده بالإسهال والقيء، مما يساعد على بقاء أكثر من 99% من المصابين على قيد الحياة.
- أورس: وهو عبارة عن محلول معالجة الجفاف ويكون من أملاح ومعادن وماء، ويعتبر من الأدوية التي يجب تناولها حتى أثناء ذهابك للمستشفى، ويمكن شراؤه من الصيدليات، ولهذا يعتبر من أهم العلاجات المتوفرة لمرض الكوليرا.
- شرب السوائل: يعتبر من البدائل لمحلول الجفاف إذا لم تجده، وذلك لتعويض جسمك بالسوائل، وهي مثل الماء النظيف والمرق والابتعاد عن السوائل التي بها كميات كبيرة من السكر مثل؛ العصائر؛ لأنها تعمل على زيادة زيادة الإسهال.
- المضادات الحيوية: يفضل الطبيب وصف بعض المضادات الحيوية المناسبة للحالة بالإضافة إلى العلاج بالإماهة، وذلك تبعًا لشدة المرض.
- مكملات الزنك للأطفال: يجب إعطاءها للأطفال المصابة بمرض الكوليرا بدايةً من عمر ستة أشهر حتى خمس سنوات.
تنصح نخبة أطباء مختبرات دلتا بعدم تناول أي دواء دون وصف الطبيب المعالج؛ لأنه قد لا يكون مناسب لك ويسبب مضاعفات ومشاكل مرضية كبيرة
الوقاية من مرض الكوليرا
هناك بعض النصائح التي إذا التزمتها ستحمي نفسك من الإصابة بهذه العدوى، وهي:
- شرب المياه النظيفة.
- غسل اليدين بالصابون والماء النظيف دائمًا.
- استعمال المراحيض العامة النظيفة؛ لعدم انتقال العدوى عن طريق البراز.
- طهي الطعام جيدًا وغسل الفاكهة والخضراوات.
- الإهتمام بالنظافة العامة لك ولمنزلك.
مرض الكوليرا واحد من الأمراض الخطيرة التي لا يجب إهمال أعراضها والإسراع إلى قسم الطواريء مباشرة حال ظهورها؛ لأنه من الممكن حدوث الوفاة خلال ساعات من الإصابة، ويمكنك الحصول على الرعاية الطبية من دلتا كير من خلال مختبرات دلتا.