فحص البوتاسيوم : خطوة بسيطة لصحة قلبك وعضلاتك
يُعد البوتاسيوم من المعادن الأساسية والضرورية للجسم، حيث يلعب دورًا حيويًا في تنظيم ضربات القلب، والحفاظ على توازن السوائل، ودعم وظائف العضلات والأعصاب، كما يمكن أن يؤدي نقص مستوياته أو زيادتها إلى مضاعفات خطيرة؛ مما يجعل فحص البوتاسيوم من الأدوات التشخيصية الأساسية للكشف عن تلك المشاكل، وتقييم صحة الجسم.
في هذا المقال، سوف نوضح لك متى يجب عليك إجراء هذا الفحص؟ وما الذي تعنيه النتائج.
ماذا يكشف فحص البوتاسيوم في الدم؟
فحص البوتاسيوم في الدم هو اختبار معملي يقيس مستوى البوتاسيوم في الدم، حيث يُعتبر البوتاسيوم أحد المعادن الأساسية في الحفاظ على توازن السوائل، وتنظيم ضربات القلب، ودعم وظائف الأعصاب والعضلات.
يوجد معظم البوتاسيوم داخل الخلايا، بينما تبقى كمية صغيرة فقط في مجرى الدم، وتعمل الكليتان على تنظيم مستوياته من خلال التخلص من البوتاسيوم الزائد عن طريق البول؛ مما يساعد على الحفاظ على مستواه الطبيعي في الدم.
يؤدي الخلل في مستويات البوتاسيوم (بالزيادة، أو النقصان) إلى مشاكل خطيرة مثل: (اضطراب نبضات القلب، ضعف العضلات، أو حتى مضاعفات تهدد الحياة)؛ لذا فإن إجراء فحص للكشف عن نسبة البوتاسيوم ضروري؛ لتشخيص وعلاج هذه الحالات.
أهمية البوتاسيوم للجسم
يُعتبر البوتاسيوم معدنًا أساسيًا في الجسم، حيث يؤدي دورًا حيويًا في الحفاظ على وظائف الجسم المتعددة، وتتجلى أهمية البوتاسيوم من خلال:
تنظيم توازن السوائل
يساهم البوتاسيوم في الحفاظ على توازن السوائل داخل الخلايا وخارجها؛ مما يضمن بيئة خلوية مستقرة.
دعم وظائف الجهاز العصبي
يطلب الطبيب إجراء فحص البوتاسيوم لمن يعانون مشكلات في الأعصاب؛ حيث يلعب البوتاسيوم دورًا محوريًا في نقل الإشارات العصبية، مما يؤثر على استجابة الجسم.
الحفاظ على صحة العضلات
يساعد البوتاسيوم في تقلص العضلات، وانبساطها بشكل طبيعي؛ مما يقلل حدوث التشنجات والضعف العضلي.
تنظيم ضربات القلب
يُسهم البوتاسيوم في الحفاظ على انتظام ضربات القلب، مما يقلل من مخاطر اضطرابات النظم القلبية.
المساهمة في صحة العظام
تناول كميات كافية من البوتاسيوم يساعد في الحفاظ على كثافة العظام، وتقليل فقدان الكالسيوم.
دعم وظائف الكلى
يساعد البوتاسيوم في تنظيم توازن السوائل وإزالة الفضلات من الجسم؛ مما يدعم وظائف الكلى.
متى يطلب الطبيب فحص البوتاسيوم؟
يطلب الطبيب إجراء فحص الكشف عن البوتاسيوم في الدم في عدة حالات لتقييم مستويات البوتاسيوم والتأكد من سلامة وظائف الجسم. من أبرز هذه الحالات:
ظهور أعراض تشير إلى اختلال توازن البوتاسيوم
يسبب نقص البوتاسيوم مجموعة من الأعراض مثل:
- ضعف العضلات
- التشنجات
- عدم انتظام ضربات القلب
- الشعور بالتنميل والخدر
تشخيص ومراقبة أمراض الكلى
حيث تُعد الكلى المسؤولة عن تنظيم مستويات البوتاسيوم، وأي خلل في وظائفها قد يؤدي إلى اضطرابات في هذه المستويات.
تقييم اضطرابات القلب
مثل عدم انتظام ضربات القلب أو ارتفاع ضغط الدم، نظرًا لدور البوتاسيوم الحيوي في تنظيم النشاط الكهربائي للقلب.
متابعة مرضى السكري
خاصةً في حالات الاشتباه بحدوث الحماض الكيتوني السكري، وهو من مضاعفات نقص الأنسولين التي تؤثر على توازن الكهارل في الجسم.
مراقبة تأثير بعض الأدوية
تؤثر بعض الأدوية على مستويات البوتاسيوم في الدم، مثل: (مدرات البول، وأدوية ارتفاع ضغط الدم، وأدوية القلب).
كيفية الاستعداد لفحص البوتاسيوم
لا يتطلب فحص البوتاسيوم في الدم عادة أي استعدادات خاصة، ويمكنك تناول الطعام والشراب بشكل طبيعي قبل الاختبار.
يُفضل إبلاغ طبيبك عن أي أدوية أو مكملات غذائية تتناولها؛ لأن بعض الأدوية مثل: (مدرات البول أو أدوية ضغط الدم) قد يؤثر على مستويات البوتاسيوم.
كم المعدل الطبيعي للبوتاسيوم في الدم؟
تتراوح مستويات البوتاسيوم الطبيعية في الدم بين 3.5 إلى 5.2 مللي مول/ لتر، ويظهر ذلك في تقرير نتائج فحص البوتاسيوم، كما أن الحفاظ على هذه النسبة ضروري لدعم وظائف القلب، والعضلات، والأعصاب.
أعراض انخفاض مستويات البوتاسيوم
يُعرف بـ(نقص بوتاسيوم الدم، أو Hypokalemia)، هو حالة تحدث عندما تنخفض مستويات البوتاسيوم في الدم إلى أقل من المعدل الطبيعي.
يُعتبر البوتاسيوم منخفضًا إذا قلّ عن 3.5 مللي مول/ لتر، أما إذا انخفض إلى أقل من 3 مللي مول/ لتر يُصنف على أنه نقص بوتاسيوم شديد، يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تتمثل في:
- الإمساك بسبب اضطراب وظيفة العضلات الملساء في الأمعاء.
- الخفقان (تسارع ضربات القلب أو الشعور بعدم انتظامها).
- التعب والإرهاق الشديد، حتى مع بذل مجهود بسيط.
- ضعف العضلات، أو تشنجاتها.
- وخز وتنميل في الأطراف
- تقلصات عضلية مؤلمة
- اضطرابات نظم القلب: والتي قد تسبب شعورًا بالخفقان أو تؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
أسباب انخفاض بوتاسيوم الدم
يحدث نقص البوتاسيوم في الدم غالبًا بسبب فقدانه المفرط عبر الجهاز الهضمي، مثل حالات القيء المتكرر، الإسهال، أو الإفراط في استخدام الملينات، كما توجد عدة أسباب أخرى، منها:
- اضطرابات الغدة الكظرية، مثل الألدوستيرونية الأولية ومتلازمة كوشينغ
- مرض الكلى المزمن
- نقص المغنيسيوم، والذي يلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على توازن البوتاسيوم
على ماذا يدل ارتفاع البوتاسيوم في الدم؟
يُعرف بـ(فرط بوتاسيوم الدم Hyperkalemia) هو حالة ترتفع فيها مستويات البوتاسيوم في الدم عن المعدل الطبيعي، وعادةً ما يُعرَّف على أنه تجاوز مستوى البوتاسيوم 5.5 مللي مول/ لتر، حيث يظهر ذلك بوضوح في نتائج فحص البوتاسيوم، وإليك بعض الأسباب التي تُسهم في رفع مستويات البوتاسيوم:
مرض الكلى المزمن (Chronic kidney disease)
يُعد مرض الكلى السبب الأكثر شيوعًا لفرط بوتاسيوم الدم، إذ تؤدي الكلى التالفة إلى ضعف قدرتها على تصفية البوتاسيوم الزائد من الدم.
اتباع نظام غذائي غني بالبوتاسيوم
تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضروات الغنية بالبوتاسيوم، بالإضافة إلى استخدام مكملات البوتاسيوم.
عدم استقرار مستويات السكر في الدم
في حالة السكري غير المنضبط، يؤدي نقص الإنسولين إلى خروج البوتاسيوم من الخلايا إلى الدم، ويظهر ذلك بوضوع في فحص البوتاسيوم في الدم بالإضافة إلى فحص السكر في الدم.
أعراض ارتفاع البوتاسيوم في الدم
يؤدي ارتفاع مستوى البوتاسيوم إلى أكثر من 6.5 مللي مول/ لتر إلى مشكلات خطيرة مثل:
- ألم في الصدر.
- خفقان القلب.
- اضطراب نظم القلب (عدم انتظام ضربات القلب).
- ضعف العضلات أو الشعور بالخدر في الأطراف.
- ألم في البطن.
- إسهال.
- غثيان وقيء.
إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، خاصةً (ألم الصدر، أو اضطراب نبض القلب)، فمن الضروري طلب الرعاية الطبية الفوري وإجراء فحص البوتاسيوم؛ لأن فرط بوتاسيوم الدم الحاد قد يؤدي إلى مضاعفات مهددة للحياة مثل السكتة القلبية.
كيفية إجراء فحص البوتاسيوم في المختبر
تُقاس مستويات البوتاسيوم في الدم بطريقة بسيطة وسريعة، وتشمل خطواته ما يلي:
- سحب عينة دم من وريد الذراع باستخدام إبرة صغيرة.
- جمع العينة في أنبوب خاص، وإرسالها إلى المختبر للتحليل.
- قياس مستوى البوتاسيوم في الدم ثم إصدار تقرير النتائج.
كيفية الحفاظ على مستويات البوتاسيوم
للوقاية من اضطراب مستويات البوتاسيوم، سواء كان ارتفاعًا أو انخفاضًا، يُنصح باتباع الإرشادات التالية:
- الحفاظ على نظام غذائي متوازن: تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل: الموز والبرتقال والسبانخ، مع تجنب الإفراط في تناول المكملات دون استشارة طبية.
- الالتزام بتعليمات الطبيب حول الأدوية: خاصة مدرات البول أو أدوية ضغط الدم، لأنها قد تؤثر على توازن البوتاسيوم في الجسم.
- شرب كمية كافية من الماء: لتجنب الجفاف الذي قد يؤدي إلى اختلال الإلكتروليتات.
- مراقبة صحة الكلى: لأن أمراض الكلى هي السبب الرئيسي لاضطرابات البوتاسيوم؛ لذا يجب المتابعة المنتظمة إذا كنت تعاني من مشاكل كلوية.
- إجراء الفحوصات الدورية: خصوصًا إذا كنت مصابًا بداء السكري أو ارتفاع ضغط الدم؛ لأن هذه الحالات تزيد من خطر اضطراب البوتاسيوم.
هل يمكن رفع مستويات البوتاسيوم عبر النظام الغذائي فقط؟
نعم، من الممكن رفع مستويات البوتاسيوم عبر النظام الغذائي وحده، ولكن يقتصرذلك على الحالات البسيطة من نقص بوتاسيوم الدم (Hypokalemia)، حيث يكون الانخفاض طفيفًا ولا يرتبط بمشكلات صحية خطيرة، وفي هذه الحالات، يُنصح بزيادة تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، مثل:
- الموز.
- البطاطا الحلوة.
- الأفوكادو.
- السبانخ.
- البرتقال.
يجب عليك معرفة أن تناول أدوية مثل: (مدرات البول، أو مكملات البوتاسيوم)، بالإضافة إلى الاعتماد على نظام غذائي غني بالبوتاسيوم دون استشارة طبية إلى ارتفاع مفرط في مستوياته، مما يزيد من خطر الإصابة بفرط بوتاسيوم الدم (Hyperkalemia)، وهو حالة خطيرة قد تؤثر على وظائف القلب وتسبب اضطرابات في نبضاته.
لذا؛ لا يُنصح بتغيير نظامك الغذائي أو تناول مكملات البوتاسيوم دون الرجوع إلى مقدم الرعاية الصحية أو إجراء فحص البوتاسيوم؛ لضمان الحفاظ على التوازن السليم لمستويات البوتاسيوم في الجسم.
كيف تعرف أن لديك نقص البوتاسيوم؟
لا يمكنك التأكد من أنك مصاب بنقص البوتاسيوم دون إجراء فحص البوتاسيوم؛ لأن الأعراض وحدها لا تكون واضحة، كما تتشابه مع حالات صحية أخرى، ورُغم ذلك، فإن هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى وجود نقص في البوتاسيوم مثل:
- ضعف العضلات أو تقلصاتها: وقد يتطور الأمر إلى ارتعاش أو شلل في الحالات الشديدة.
- اضطراب نبضات القلب (خفقان القلب): حيث يؤثر البوتاسيوم على كهربية القلب.
ما هي مضاعفات اضطراب مستويات البوتاسيوم؟
يمكن أن يؤدي اضطراب مستويات البوتاسيوم سواءً كان ارتفاعًا (فرط بوتاسيوم الدم)، أو انخفاضًا (نقص بوتاسيوم الدم) إلى مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يُعالج، حيث تُقسم المضاعفات المحتملة تبعًا للآتي:
أولًا: مضاعفات نقص البوتاسيوم
- اضطرابات القلب: مثل عدم انتظام ضربات القلب، خاصة لدى مرضى القلب.
- ضعف العضلات: وقد يتطور إلى شلل في الحالات الشديدة.
- مشاكل في الجهاز التنفسي: بسبب ضعف عضلات التنفس.
- الفشل الكلوي: نتيجة لتغيرات في توازن السوائل والأملاح.
- مشاكل هضمية: مثل: الإمساك، والانتفاخ؛ بسبب ضعف العضلات الملساء في الأمعاء.
ثانيًا: مضاعفات فرط البوتاسيوم (Hyperkalemia)
- اضطرابات القلب الخطيرة: مثل تسارع القلب البطيني أو السكتة القلبية المفاجئة.
- ضعف العضلات: وقد يصل إلى الشلل في الحالات الشديدة.
- مشاكل عصبية: مثل الشعور بالخدر والوخز.
- توقف التنفس: إذا أثّر الخلل على العضلات المسؤولة عن التنفس
تصبح المضاعفات مهددة للحياة عندما تكون مستويات البوتاسيوم خارج المعدل الطبيعي بشكل كبير أي: (أقل من 2.5 أو أكثر من 6.5 مللي مول/لتر)؛ لذا من الضروري مراقبة الأعراض باستمرار، وطلب العناية الطبية عند الشعور بأي علامات غير طبيعية.
هل توفر مختبرات دلتا فحص البوتاسيوم؟
نعم، توفر مختبرات دلتا فحص البوتاسيوم ضمن مجموعة من الفحوصات المخبرية، سواءً بشكل منفرد أو ضمن باقة الأملاح والمعادن، والتي تشمل تقييم مستويات المعادن الأساسية في الدم، مثل: (الصوديوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم)
يمكنك زيارة أحد فروع مختبرات دلتا في المملكة العربية السعودية؛ لإجراء الفحص، أو الاستفادة من خدمة السحب المنزلي المجانية.